1
00:00:06,988 --> 00:00:11,477
في العام 1962 ، مستكشف كهوف
يدعى ميشيل سِيف

2
00:00:11,477 --> 00:00:17,266
بدأ سلسلسة من التجارب،
حيث قام بعزل نفسه تحت الأرض لشهور

3
00:00:17,266 --> 00:00:20,405
بدون وجود أضواء أو ساعات

4
00:00:20,405 --> 00:00:24,296
قام بتوصيل نفسه بأقطاب كهربائية
تقوم برصد علاماته الحيوية

5
00:00:24,296 --> 00:00:28,225
وراقب نفسه عندما كان يأكل وينام

6
00:00:28,225 --> 00:00:30,165
عندما خرج سِيف أخيراً

7
00:00:30,165 --> 00:00:32,645
نتائج تجاربه الرائدة

8
00:00:32,645 --> 00:00:37,575
كشفت أن جسده حافظ على
دورة الإستيقاظ والنوم الاعتيادية

9
00:00:37,575 --> 00:00:40,654
على الرغم من عدم وجود منبهات خارجية

10
00:00:40,654 --> 00:00:42,035
فقد نام،

11
00:00:42,035 --> 00:00:42,975
واستيقظ،

12
00:00:42,975 --> 00:00:46,246
وأكل في فترات ثابتة

13
00:00:46,246 --> 00:00:52,385
أصبح هذا يعرف بـ "إيقاع الساعة البيولوجية"
مصطلح يأتي من اللاتنية لـ "حوالي يوم "

14
00:00:52,385 --> 00:00:56,676
وجد العلماء لاحقاً أن هذه الإيقاعات
تؤثر على إفراز هرموناتنا

15
00:00:56,676 --> 00:00:58,563
وكيف تعالج أجسادنا الغذاء

16
00:00:58,563 --> 00:01:01,807
وحتى تأثيرات العقاقير على أجسامنا

17
00:01:01,807 --> 00:01:07,666
يسمى مجال العلوم الذي يدرس هذه التغيرات
"علم الأحياء الزمني"

18
00:01:07,666 --> 00:01:12,277
القدرة على الإحساس بالزمن تساعدنا
على فعل كل شيء من الاستيقاظ والنوم

19
00:01:12,277 --> 00:01:17,906
وحتى معرفة بالضبط متى يمكننا
الإمساك بالكرة التي تندفع نحونا

20
00:01:17,906 --> 00:01:22,107
نحن ندين بكل هذه القدرات
لنظام مترابط ينظم الوقت

21
00:01:22,107 --> 00:01:23,627
في أدمغتنا.

22
00:01:23,627 --> 00:01:28,117
إنه يحوي ما يكافئ ساعة توقيت
تخبرنا عن عدد الثواني التي انقضت

23
00:01:28,117 --> 00:01:30,776
ساعة تحصي عدد ساعات اليوم،

24
00:01:30,776 --> 00:01:34,148
وتقويم يُعلِمُنا بفصول السنة.

25
00:01:34,148 --> 00:01:37,457
يقع كل واحد في منطقة مختلفة من الدماغ.

26
00:01:37,457 --> 00:01:41,917
عندما كان سِيف عالقاً في كهفه المظلم،
اعتمد على الساعة الأكثر بدائية

27
00:01:41,917 --> 00:01:47,587
الموجودة في النواة فوق التصالب البصري، أو
الـ "إس سي إن" ، لمنطقة الوِطاء

28
00:01:47,587 --> 00:01:52,875
إليك الأساسيات التي تعمل بها اعتماداً
على دراسات أجريت على ذبابة الفاكهة والفأر

29
00:01:52,875 --> 00:01:58,873
البروتينات التي تعرف بـ (سي إل كيه)، أو الساعة،
تتراكم في النواة فوق التصالب البصري خلال اليوم

30
00:01:58,873 --> 00:02:02,657
بالإضافة إلى جينات التنشيط
التي تبقينا مستيقظين

31
00:02:02,657 --> 00:02:05,294
تصنع البروتينات بروتيناً آخر يسمى "بير"

32
00:02:05,294 --> 00:02:07,174
عندما تتجمّع كمية كافية من الـ "بير"

33
00:02:07,174 --> 00:02:09,718
يعطل الجين الذي يصنع الـ "سي إل كيه"،

34
00:02:09,718 --> 00:02:11,977
مما يؤدي إلى نومنا في النهاية.

35
00:02:11,977 --> 00:02:17,256
ثم ينخفض تركيز الـ "سي إل كيه"،
فينخفض تركيز الـ "بير" مجدّداً

36
00:02:17,256 --> 00:02:19,158
مما يسمح بزيادة الـ "سي إل كيه"

37
00:02:19,158 --> 00:02:21,551
وبدء هذه الدورة من جديد.

38
00:02:21,551 --> 00:02:23,335
هناك بروتينات أخرى مرتبطة بهذه العملية،

39
00:02:23,335 --> 00:02:28,318
لكن دورة الليل والنهار لدينا
يمكن أن يقودها جزئياً هذا التأثير المتأرجح

40
00:02:28,318 --> 00:02:32,169
ما بين الـ "سي إل كيه" في النهار
والـ "بير" في الليل

41
00:02:32,169 --> 00:02:34,561
لدقّة أكبر،

42
00:02:34,561 --> 00:02:36,697
يعتمد السي إس إن الخاص بنا
على مؤثرات خارجية

43
00:02:36,697 --> 00:02:37,427
كالضوء،

44
00:02:37,427 --> 00:02:38,137
الطعام،

45
00:02:38,137 --> 00:02:38,861
الضجيج،

46
00:02:38,861 --> 00:02:40,027
والحرارة.

47
00:02:40,027 --> 00:02:41,659
ندعو هذه بـ "زايغيبرز"

48
00:02:41,659 --> 00:02:44,268
مصطلح بالألمانية يعني "معطيو الوقت"

49
00:02:44,268 --> 00:02:46,827
افتقد سِيف للعديد من هذه المؤثرات
تحت الأرض

50
00:02:46,827 --> 00:02:50,848
ولكن في الحياة الطبيعية، هم يضبطون
سلوكنا اليوميّ بشكل جيّد.

51
00:02:50,848 --> 00:02:54,378
على سبيل المثال، عندما يترشح
ضوء الصباح الطبيعي لأعيننا،

52
00:02:54,378 --> 00:02:56,209
يساعدنا على الاستيقاظ.

53
00:02:56,209 --> 00:02:59,083
بالتنقل عبر العصب البصري للنواه فوق
التصالب البصري،

54
00:02:59,083 --> 00:03:02,398
فهو يمرّر ما يحدث في العالم الخارجي.

55
00:03:02,398 --> 00:03:05,668
يوقف الوطاء بعدها إنتاج الميلاتونين،

56
00:03:05,668 --> 00:03:07,859
وهو هرمون يسبب النوم.

57
00:03:07,859 --> 00:03:08,978
في نفس الوقت،

58
00:03:08,978 --> 00:03:11,639
يزيد من إنتاج الفازوبرسين

59
00:03:11,639 --> 00:03:14,110
والنورإبينفرين عبر الدماغ،

60
00:03:14,110 --> 00:03:16,649
مما يساعد في التحكم بدورة نومنا.

61
00:03:16,649 --> 00:03:17,989
حوالي الساعة العاشرة صباحاً،

62
00:03:17,989 --> 00:03:22,060
يعزّز ارتفاع درجة حرارة الجسم
طاقتَنا وانتباهنا،

63
00:03:22,060 --> 00:03:23,620
وفي وقت لاحق من الظهيرة،

64
00:03:23,620 --> 00:03:27,448
يحسّن أيضاً نشاطنا العضليّ وتنسيقنا.

65
00:03:27,448 --> 00:03:30,799
يمكن للشاشات الساطعة في الليل أن
تسبب الارتباك لهذه الإشارات،

66
00:03:30,799 --> 00:03:35,829
مما يفسر سبب صعوبة النوم
عند مشاهدة التلفاز قبله.

67
00:03:35,829 --> 00:03:39,550
لكن أحياناً نحتاج أن نكون حتّى أكثر دقّة
في تحديد الوقت

68
00:03:39,550 --> 00:03:43,000
مما يجعل ساعة التوقيت الداخلية
في الدماغ تصدر إشارة.

69
00:03:43,000 --> 00:03:46,087
تتضمن إحدى النظريات حول كيفية
حدوث هذا الأمر حقيقة

70
00:03:46,087 --> 00:03:49,069
أنّ التواصل بين خليتَين عصبيتَين ما

71
00:03:49,069 --> 00:03:52,581
دائماً يتطلب تقريباً نفس المدّة من الوقت

72
00:03:52,581 --> 00:03:56,080
إذاً الأعصاب في قشرتنا
ومناطق دماغيّة أخرى

73
00:03:56,080 --> 00:03:59,469
يمكن أن تتواصل بفتراتٍ منظّمة متوقَّعَة

74
00:03:59,469 --> 00:04:04,670
تستخدمها القشرة بدقة
لتحديد كم من الوقت قد مضى

75
00:04:04,670 --> 00:04:07,321
يخلق هذا إدراكنا للوقت

76
00:04:07,321 --> 00:04:11,882
في هذا الكهف، قام سِيف باكتشاف إضافيّ رائع
بشأن هذا الأمر

77
00:04:11,882 --> 00:04:16,312
كل يوم، تحدّى نفسه بالعد للـ 120

78
00:04:16,312 --> 00:04:19,511
بمعدل رقم واحد في الثانية

79
00:04:19,511 --> 00:04:25,439
بمرور الوقت، بدلاً من أخذ دقيقتين،
تطلب الأمر منه خمس دقائق

80
00:04:25,439 --> 00:04:30,658
شوّهت الحياة في الكهف الوحيد المظلم
إدراك سِيف الخاص به للوقت

81
00:04:30,658 --> 00:04:34,421
بغض النظر عن أفضل محاولات لدماغه
كي يبقى على الطريق الصحيح للوقت.

82
00:04:34,421 --> 00:04:38,332
يجعلنا هذا نتساءل ما هي الأشياء الأخرى
التي تؤثر على إحساسنا بالوقت.

83
00:04:38,332 --> 00:04:41,482
وإن لم يكن الوقت متجرّداً،
ما الذي يعنيه هذا؟

84
00:04:41,482 --> 00:04:44,421
هل يمكن أن يختبره كل واحد منا
بشكل مختلف؟

85
00:04:44,421 --> 00:04:46,551
الوقت هو فقط ما سيخبرنا بالجواب.