1 00:00:01,182 --> 00:00:04,198 ارفَع يدك، وكنْ صادقًا، 2 00:00:04,222 --> 00:00:08,135 إذا قمتَ باستخدام عبارة "مشغول بجنون" 3 00:00:08,159 --> 00:00:13,273 لتصف بها يومك أو أسبوعك أو شهرك. 4 00:00:14,441 --> 00:00:17,386 أنا طبيبة في غرفة الطوارئ، 5 00:00:17,410 --> 00:00:22,390 و"مشغول بجنون" هي عبارة لن تسمعني أستخدمُها مطلقًا. 6 00:00:23,539 --> 00:00:25,459 وبعد اليوم، 7 00:00:25,483 --> 00:00:28,340 أتمنّى أنْ تتوقفْ أنتَ عن استخدامها أيضًا. 8 00:00:29,166 --> 00:00:33,315 إليك سبب عدم قدرتك على استخدام كلمة "بجنون" 9 00:00:33,339 --> 00:00:35,328 لتصف بها انشغالك. 10 00:00:35,847 --> 00:00:39,379 لأننا عندما نكون فيما أدعوه بوضع الانشغال بجنون، 11 00:00:39,403 --> 00:00:44,137 نكون ببساطة أقل قدرة على التعامل مع الانشغال. 12 00:00:44,844 --> 00:00:46,035 إليك ما يحدث. 13 00:00:46,059 --> 00:00:48,336 ترتفع هرمونات التوتر لديك وتبقى هناك، 14 00:00:48,360 --> 00:00:52,069 تنخفض الوظيفة التنفيذية لديك في قشرة الفص الجبهي. 15 00:00:52,093 --> 00:00:55,919 مما يعني تدهور ذاكرتك وقراراتك وقدرتك على السيطرة على الاندفاع 16 00:00:55,943 --> 00:01:00,306 وتتنشّط مناطق الدماغ المسؤولة عن الغضب والقلق. 17 00:01:00,825 --> 00:01:01,975 هل تشعر بذلك؟ 18 00:01:03,950 --> 00:01:05,211 إليك الحقيقة. 19 00:01:05,235 --> 00:01:08,887 يمكنك أن تكون مشغولًا مثل قسم الطوارئ 20 00:01:08,911 --> 00:01:12,005 بدون أن تشعر أنّك مشغول بجنون. 21 00:01:13,204 --> 00:01:14,362 كيف؟ 22 00:01:14,386 --> 00:01:16,244 باستخدام نفس الطُّرُق التي نستخدمها. 23 00:01:16,268 --> 00:01:20,425 تعالجُ عقولنا التوتّر بطرقٍ أساسيّة متماثلة. 24 00:01:20,449 --> 00:01:22,664 ولكنَّ طريقة استجابتنا له 25 00:01:22,688 --> 00:01:25,323 قابلة للتعديل بحسب ما أثبتته الأبحاث، 26 00:01:25,347 --> 00:01:29,719 سواء كانت حالات طارئة أو مجرد ضغط يومي. 27 00:01:30,633 --> 00:01:33,394 الآن قارنْ وضع الانشغال بجنون 28 00:01:33,418 --> 00:01:36,552 بطريقة تفكيرنا في غرفة الطوارئ -- وضع الاستعداد. 29 00:01:37,243 --> 00:01:39,980 يعني وضع الاستعداد أنَّ أي شيء يأتي من تلك الأبواب، 30 00:01:40,004 --> 00:01:41,871 سواء كان اصطدام أكثر من سيّارتين، 31 00:01:41,895 --> 00:01:45,377 أو مريض يعاني من ألمٍ في الصدر وهو عالقٌ في المصعد، 32 00:01:45,401 --> 00:01:49,609 أو مريض آخر لديه شيء عالق في مكان لا يجب أن يكون فيه. 33 00:01:50,498 --> 00:01:53,076 أعلم أنّكم تتُوْقون لأنْ تسألوا. 34 00:01:53,100 --> 00:01:54,474 (ضحك) 35 00:01:54,498 --> 00:01:59,403 حتى في تلك الأيّام التي كنت لتقسم فيها أنّك كنتَ تتعرّض للإهانة، 36 00:01:59,427 --> 00:02:01,838 لسنا خائفين من ذلك. 37 00:02:02,664 --> 00:02:06,474 لأننا نعلم أنَّ أي شيء يأتي من خلال أبواب غرفة الطوارئ المزدوجة تلك، 38 00:02:06,498 --> 00:02:08,029 نستطيع التعامل معه. 39 00:02:08,053 --> 00:02:09,339 نحن جاهزون. 40 00:02:09,887 --> 00:02:12,011 هذا هو وضع الاستعداد. 41 00:02:12,800 --> 00:02:14,339 لقد تدرّبنا عليه، 42 00:02:14,363 --> 00:02:16,531 وأنتَ تستطيع ذلك أيضًا. 43 00:02:17,236 --> 00:02:18,256 إليكَ الطريقة. 44 00:02:18,256 --> 00:02:21,067 الخطوة الأولى لتنتقل من وضع الانشغال بجنون إلى وضع الاستعداد 45 00:02:21,067 --> 00:02:23,506 هي الفرْز بشكل مستمر. 46 00:02:23,530 --> 00:02:25,948 في وضع الجنون، تكون دائمًا مشغولًا ومضغوطًا، 47 00:02:25,972 --> 00:02:29,840 لأنك تتجاوب مع كل تحدّي بنفس الاستجابة. 48 00:02:30,307 --> 00:02:32,950 على عكس وضع الاستعداد، 49 00:02:32,974 --> 00:02:34,495 حيثُ نقوم بالفرْز، 50 00:02:34,519 --> 00:02:38,151 ممّا يعني أننا نعطي الأولويّة حسب درجة الاستعجال. 51 00:02:38,763 --> 00:02:41,508 هذه ليست فقط طريقة جيّدة لإنجاز قائمة مهامك. 52 00:02:41,532 --> 00:02:43,492 عَمَلُ الدكتور روبرت سابولسكي 53 00:02:43,516 --> 00:02:47,654 يظهر أنَّ الأشخاص الذين لا يستطيعون التفريق بين التهديد وعدم التهديد 54 00:02:47,678 --> 00:02:50,218 ويتفاعلون مع كل شيء بنفس الاستجابة 55 00:02:50,242 --> 00:02:52,975 قد ضاعفوا مستوى هرمونات التوتر. 56 00:02:53,393 --> 00:02:56,313 وهذا هو السبب في أنّ هذه هي المهارة الأولى التي يجب تعلّمها. 57 00:02:56,337 --> 00:02:58,284 لا يمكنك التعامل معهم جميعًا مرّة واحدة، 58 00:02:58,308 --> 00:02:59,680 ولكنّك غير مجبر على ذلك. 59 00:02:59,704 --> 00:03:00,926 لأنّنا نقوم بالفرز. 60 00:03:01,474 --> 00:03:03,823 الأحمر-- يشكّل تهديدًا مباشرًا للحياة. 61 00:03:03,847 --> 00:03:07,245 الأصفر-- خطير، ولكنّه لا يشكل تهديدًا مباشرًا للحياة. 62 00:03:07,269 --> 00:03:09,031 الأخضر-- غير خطير. 63 00:03:09,490 --> 00:03:12,610 ونحنُ نركّز جهودنا أولًا على الحُمُر. 64 00:03:13,245 --> 00:03:14,800 الآن استمعْ إلى هذا. 65 00:03:15,149 --> 00:03:17,926 جزء من المشكلة في وضع الجنون 66 00:03:17,950 --> 00:03:20,547 هو أنّك تتفاعل مع كل شيء 67 00:03:20,571 --> 00:03:22,769 كما لو كان أحمرًا. 68 00:03:24,332 --> 00:03:28,037 لذلك ابدأ بالفرز بشكل صحيح. 69 00:03:28,639 --> 00:03:30,194 تعرّفْ على الأشياء الخطيرة لديك. 70 00:03:30,616 --> 00:03:34,417 إنّها الأكثر أهمية حيث يمكنك تحريك الإبرة. 71 00:03:34,870 --> 00:03:37,179 الآن من السهل أن تتشوّش بسبب الضوضاء، 72 00:03:37,203 --> 00:03:40,932 ولكن الأكثر صخبًا ليس دائمًا الأكثر خطورة. 73 00:03:41,472 --> 00:03:47,551 في الحقيقة، مريضي المتأزّم بالرّبو يكون بأكثر وضع خطير عندما يكون هادئًا. 74 00:03:48,212 --> 00:03:52,375 ولكنْ مريضتي هناك تطلبُ أنْ أجلب لها مبيّض القهوة المنكّه، 75 00:03:52,399 --> 00:03:55,775 إنّها كثيرة الصّخب، ولكنَّ ذلك غير خطير. 76 00:03:56,706 --> 00:03:58,326 سأعطيكم مثالًا من حياتي الشّخصيّة. 77 00:03:58,326 --> 00:04:00,535 في الرّبيع الماضي، انغمر منزلي بالماء، 78 00:04:00,535 --> 00:04:02,546 كان ابني ذو السنة الواحدة في غرفة الطوارئ، 79 00:04:02,546 --> 00:04:05,601 كان من المفترض أنْ أقوم بجمع تبرّعات لمدرسة ابني ذو الأربع سنوات 80 00:04:05,625 --> 00:04:10,315 وتأخّرتُ كثيرًا في إنهاء الفصل الأخير من كتابي. 81 00:04:11,682 --> 00:04:14,777 ويا لَها من مفارقة، حيث كان ذلك الفصل يتحدّث عن التّوتر. 82 00:04:14,801 --> 00:04:16,535 (ضحك) 83 00:04:17,150 --> 00:04:20,222 كانت مهامي الخطيرة هي شفاء ابني ذي العام الواحد 84 00:04:20,246 --> 00:04:22,172 وإنهاء كتابي. 85 00:04:22,196 --> 00:04:23,370 هكذا تصرّفتُ. 86 00:04:23,394 --> 00:04:26,579 تذكّر، الفرز باستمرار. 87 00:04:26,950 --> 00:04:28,466 ماذا عن إصلاح فيضان المنزل؟ 88 00:04:28,490 --> 00:04:32,252 حالما قمنا بإيقاف ومعايرة الضّرر، 89 00:04:32,276 --> 00:04:33,809 لم يعد الأمر خطيرًا. 90 00:04:34,125 --> 00:04:35,791 كان يبدو أنّه خطير، 91 00:04:35,815 --> 00:04:38,127 ولكنّه كان في الحقيقة ضجّة فقط. 92 00:04:38,543 --> 00:04:40,392 لا، لا حقًّا، كان مزعجًا للغاية، 93 00:04:40,416 --> 00:04:43,196 هذه الصّورة في أقصى اليمين تظهرني وأنا أرتدي سدّادات الأذن 94 00:04:43,220 --> 00:04:44,646 لأركّز على كتابي، 95 00:04:44,670 --> 00:04:47,756 في الوقت الّذي كانت فيه الأرضيّة تجفّف بشكل آلي حولي. 96 00:04:48,458 --> 00:04:50,315 اعرف أمورك الخطيرة، 97 00:04:50,339 --> 00:04:54,140 ولا تدع أمورك غير الخطيرة تحرفك عنهم. 98 00:04:54,974 --> 00:04:57,688 بالمناسبة، إنّها تحرّر مع مهمّة غير خطيرة 99 00:04:57,712 --> 00:05:00,256 لتستطيع تذكير نفسَك -بين الفينة والأخرى- 100 00:05:00,280 --> 00:05:03,459 "هذه ليست مهمة خطيرة. لن يموت أحد" 101 00:05:03,483 --> 00:05:04,594 (ضحك) 102 00:05:04,618 --> 00:05:07,824 لا بأس إذا لم تكن مثاليّة. 103 00:05:10,118 --> 00:05:14,331 الآن هناك درجة فرْز أخيرة نستخدمها في أسوأ الحالات. 104 00:05:14,355 --> 00:05:15,555 وهي الأسود. 105 00:05:16,347 --> 00:05:20,160 هؤلاء هم المرضى الّذين لا نستيطع فعل شيء حيالهم. 106 00:05:21,165 --> 00:05:22,631 هناك حيث يجب أنْ نمضي قُدُمًا. 107 00:05:24,188 --> 00:05:26,125 وعلى الرّغم من أنّه أمرٌ مؤلم، 108 00:05:26,149 --> 00:05:27,299 سأقول ذلك، 109 00:05:27,323 --> 00:05:32,243 لأنّ كل واحد منكم لديه مهام سوداء مماثلة في حياته. 110 00:05:32,854 --> 00:05:36,390 هذه الأمور الّتي يجب أنْ تزيلها من قائمتك. 111 00:05:36,700 --> 00:05:39,233 وأعتقدُ أنَّ كثيرًا منكم يعرف عن ماذا أتحدّث. 112 00:05:39,716 --> 00:05:42,176 بالنسبة لي، كان ذلك هو جمع التبرعات. 113 00:05:42,526 --> 00:05:43,882 كان عليّ أنْ أتخلّى عن ذلك. 114 00:05:44,542 --> 00:05:46,476 لأنّه كما نعلم نحن في غرفة الطوارئ، 115 00:05:46,500 --> 00:05:48,736 إذا حاولتَ القيام بكل شيء، 116 00:05:48,760 --> 00:05:52,426 فليس لديك أمل بإنقاذ مهامك الخطيرة. 117 00:05:53,942 --> 00:05:57,053 الخطوة الثانية في الانتقال من وضع الجنون إلى وضع الاستعداد 118 00:05:57,077 --> 00:06:00,664 هي التوقّع والتخطيط للجنون. 119 00:06:01,188 --> 00:06:05,043 نصف معالجة الجنون يأتي من طريقة تحضيرك له. 120 00:06:05,877 --> 00:06:07,321 لذلك الخطوة الأولى هي الفرز، 121 00:06:07,345 --> 00:06:11,054 الخطوة الثانية هي أنْ نخطّط لجعل هذه المهام أسهل. 122 00:06:11,901 --> 00:06:14,807 يظهرُ العلم لنا بأنّه كلما ازدادت الخيارات التي بحوزتنا، 123 00:06:14,831 --> 00:06:16,569 كلّما ازدادت فترة اتخاذنا للقرار. 124 00:06:16,593 --> 00:06:20,141 وكلما ازدادت القرارات التي يجب أنْ نتخذها، كلما أُرهِقَت عقولنا أكثر 125 00:06:20,165 --> 00:06:23,077 وكلّما انخفضتْ قدرتنا على اتخاذ قرارات جيّدة. 126 00:06:23,360 --> 00:06:25,030 وهو السبب في كون الخطوة الثانية هذه 127 00:06:25,030 --> 00:06:28,767 تتمحور حول إيجاد طرق للتقليل من القرارات اليوميّة. 128 00:06:29,482 --> 00:06:33,395 إليكم أربعة أمثلة سهلة يمكنكم استعمالها في نمط حياتكم اليومي. 129 00:06:33,832 --> 00:06:34,999 خطّطْ. 130 00:06:35,023 --> 00:06:37,467 خطّطْ لوجبات الأسبوع كلّها في نهاية الأسبوع، 131 00:06:37,467 --> 00:06:39,417 لذا عندما يحين يوم الأربعاء والساعة 6 مساء 132 00:06:39,417 --> 00:06:42,451 والجميع جائع ويطلب البيتزا، 133 00:06:42,475 --> 00:06:46,170 فإنّك تقوم بإعداد طبق صحي من دون أنْ تتخذ أي قرار. 134 00:06:47,392 --> 00:06:48,550 اعمل أوتوماتيكيًّا. 135 00:06:48,574 --> 00:06:52,503 لا تترك أي شيء لتتذكّره إذا كنتَ تستطيع عمله أوتوماتيكيَّا، 136 00:06:52,527 --> 00:06:56,963 سواء أكان جدولة هذا العمل على أنّه متكرّر أو قائمة محفوظة أو مشتريات متكرّرة. 137 00:06:57,670 --> 00:06:58,820 نظّمْ. 138 00:06:59,122 --> 00:07:00,503 عندما يتعلّق الأمر بالرّياضة، 139 00:07:00,503 --> 00:07:04,250 جمّعْ كل الأدوات التي تحتاجها لنشاطٍ معيّن معًا، 140 00:07:04,274 --> 00:07:05,971 اشحنها وجهّزها، 141 00:07:05,995 --> 00:07:08,153 كي لا تهدر طاقتك وأنت تبحث عنها. 142 00:07:08,558 --> 00:07:11,875 وقلّلْ من الإغراءات، 143 00:07:11,899 --> 00:07:14,312 لأي شخص يعشق السكّر. 144 00:07:14,336 --> 00:07:15,526 هل من أحد؟ 145 00:07:15,550 --> 00:07:17,101 قل نعم ولا تخَفْ. 146 00:07:17,125 --> 00:07:19,320 هذا بحد ذاته شكل خاص لوضع الجنون 147 00:07:19,344 --> 00:07:22,172 وتطبيب ذاتي لوضع الجنون، 148 00:07:22,196 --> 00:07:24,545 ولكنْ توقّف عن استنفاد إرادتك. 149 00:07:25,077 --> 00:07:27,085 خطّطْ بشكل مختلف. 150 00:07:27,800 --> 00:07:29,934 إذا كان هناك طعام في غير متناول اليد، 151 00:07:29,958 --> 00:07:32,948 بحيث يجب عليك استخدام كرسي حتى تصل إليه، 152 00:07:32,972 --> 00:07:35,266 حتى لو كان شوكولاتة، 153 00:07:35,290 --> 00:07:41,004 أكلَ المشاركون في دراسة 70% أقل من دون التفكير بذلك. 154 00:07:41,028 --> 00:07:42,178 أنا أعلم ذلك. 155 00:07:42,202 --> 00:07:43,688 خدوا ثانية لاستيعاب الأمر. 156 00:07:43,712 --> 00:07:45,252 (ضحك) 157 00:07:45,276 --> 00:07:50,193 خطّطْ كي تجعل الخيارات التي تود اتخاذها أسهل. 158 00:07:50,495 --> 00:07:54,574 وهذا يقودنا إلى الخطوة الثالثة للانتقال من وضع الجنون إلى وضع الاستعداد، 159 00:07:54,598 --> 00:07:57,965 وهي الخروج من عقلك. 160 00:07:58,455 --> 00:07:59,621 تعال معي. 161 00:07:59,645 --> 00:08:00,795 قصّة مختلفة، 162 00:08:01,199 --> 00:08:04,191 بينما كنتُ أعمل في غرفة طوارئ صغيرة في إحدى الضواحي، 163 00:08:04,215 --> 00:08:06,281 إذْ بامرأةٍ تأتي وهي في مرحلة المخاض. 164 00:08:06,754 --> 00:08:10,818 أدركتُ أنَّ الحبل السرّي ملفوف ليس مرة واحدة 165 00:08:10,842 --> 00:08:13,651 بلْ مرّتين حول عنق الطفل. 166 00:08:14,842 --> 00:08:17,135 وأنا الطبيبة الوحيدة. 167 00:08:18,889 --> 00:08:20,039 كنتُ خائفة. 168 00:08:20,643 --> 00:08:23,381 ولكنْ لم أستطع أن أدعَ ذلك يوقفني. 169 00:08:24,207 --> 00:08:27,651 لأنّنا جميعًا نتوتّر. 170 00:08:27,675 --> 00:08:29,548 كلّنا نخاف، 171 00:08:29,572 --> 00:08:33,325 ولكنْ ما تفعله بعد ذلك هو المهم. 172 00:08:34,022 --> 00:08:36,101 المشلكة ليستْ في ذلك الشعور الأول. 173 00:08:36,125 --> 00:08:38,005 يمكن أنْ يكون ذلك إشارة مهمة. 174 00:08:38,411 --> 00:08:40,577 المشكلة عندما نسمح لذلك بأنْ يوقفنا. 175 00:08:40,601 --> 00:08:42,424 عندما يبدأ ذلك المونولوج الدّاخلي 176 00:08:42,448 --> 00:08:45,283 وننهار ونبدأ بالنظر إلى الأمور بسوداويّة. 177 00:08:45,307 --> 00:08:47,736 هكذا تفكر عندما تكون بوضع الجنون، 178 00:08:47,760 --> 00:08:51,734 ولا يمكنك حل أي شيء بتلك الطريقة. 179 00:08:52,791 --> 00:08:54,760 الآن أعدكم بأنْ أعود إلى تلك القصة، 180 00:08:54,784 --> 00:08:57,815 ولكن أولًا، كيف أخرجُ من عقلي؟ 181 00:08:58,438 --> 00:09:00,625 هناك العديد من التكتيكات التي يمكن أن تسمع بها، 182 00:09:00,625 --> 00:09:06,386 ولكن بالنسبة لي، أجدُ أنّ أفضل شيء هو اللحظة التي نركز فيها على شخصٍ آخر. 183 00:09:06,410 --> 00:09:09,674 لأجعل نفسي -عن عمد- أرى الشخص أمامي، 184 00:09:09,698 --> 00:09:11,507 أرى نفسي في الحَلَبة معهم... 185 00:09:11,531 --> 00:09:13,618 ماذا يحتاجون، ممَّ يخافون 186 00:09:13,642 --> 00:09:16,134 وكيف أستطيع أن أمدّ يد العون؟ 187 00:09:16,952 --> 00:09:20,372 قد يبدو ذلك شيئًا مفعمًا بالمشاعر أو غير واضح لك، 188 00:09:20,396 --> 00:09:21,815 ولكنّه ليس كذلك. 189 00:09:21,839 --> 00:09:24,768 في الحقيقة، أظهرت الأبحاث أنّه عندما تقوم بتحضير عقلك 190 00:09:24,792 --> 00:09:27,014 للحنان، 191 00:09:27,038 --> 00:09:30,419 فإنّك تقطع تلك النظرة السوداويّة والمونولوج الداخلي. 192 00:09:30,443 --> 00:09:31,776 إنّك توسّع نطاق تقكيرك، 193 00:09:31,800 --> 00:09:35,609 لذلك يمكن لعقلك أنْ يستوعب معلومات أوسع. 194 00:09:35,633 --> 00:09:39,986 ولذلك ترى إمكانيّات أكثر وتتخذ قرارات أفضل. 195 00:09:41,336 --> 00:09:42,486 جرّبها. 196 00:09:43,241 --> 00:09:46,820 أيقنْ أنَّ مونولوجك الداخلي يمكن أنْ يوقفك. 197 00:09:47,955 --> 00:09:52,535 وأدركْ أنَّك عندما تخرج من عقلك، 198 00:09:52,559 --> 00:09:55,518 فإنّك تخرج من طريقك الخاص. 199 00:09:57,503 --> 00:09:59,177 الآن ماذا حدثَ لذلك الطفل؟ 200 00:10:00,156 --> 00:10:01,982 لم أركّز على مخاوفي، 201 00:10:02,006 --> 00:10:05,672 بل على الأم والطفل وعلى الشيء الّذي يحتاجانه مني. 202 00:10:06,355 --> 00:10:09,704 وأزلتُ الحبل السرّي من عنق الطّفل، 203 00:10:09,728 --> 00:10:12,108 وفتحَ طفلٌ صحيٌّ -يصرخ ويركل- عينيه على الحياة، 204 00:10:12,108 --> 00:10:14,585 في الوقت الذي جاء فيه الأب من موقف السيارات وهو يركض، 205 00:10:14,585 --> 00:10:16,478 "مرحبًا، جاءك طفل، أنا الدكتورة داريا. 206 00:10:16,502 --> 00:10:18,672 مبارك، هل تريد أنْ تقطع الحبل؟" 207 00:10:18,696 --> 00:10:20,077 (ضحك) 208 00:10:20,101 --> 00:10:21,744 وللحظة، 209 00:10:21,768 --> 00:10:24,307 صرخات الوليد الجديد القويّة 210 00:10:24,331 --> 00:10:29,751 غطّت على أصوات صفارات الإنذار التي تعتبر أصوات طبيعية في غرفة الطوارئ. 211 00:10:30,942 --> 00:10:33,209 ولكن كان هناك شيء آخر. 212 00:10:33,823 --> 00:10:37,093 لأنّه عندما خرجتُ من غرفة الأم تلك، 213 00:10:37,117 --> 00:10:41,958 رأيتُ مرضايَ الآخرين متحلّقين بالقرب من الغرفة. 214 00:10:42,941 --> 00:10:46,250 أدركتُ فجأةً أنّه بالرّغم من مشاكلهم الخاصّة 215 00:10:46,274 --> 00:10:48,353 التي جلبتهم إلى غرفة الطوارئ، 216 00:10:48,377 --> 00:10:52,179 فإنّهم اجتمعوا جميعًا ليظهروا دعمهم لذلك الطفل. 217 00:10:52,203 --> 00:10:55,000 وهم الآن يشتركون بالفرحة معًا. 218 00:10:56,215 --> 00:11:00,325 لأنَّ ذلك ما يحدث عندما تنتقل من وضع الجنون إلى وضع الاستعداد. 219 00:11:00,739 --> 00:11:02,135 الآخرون يلاحظون ذلك. 220 00:11:02,159 --> 00:11:04,253 يريدون ذلك أيضًا، ولكنّهم فقط لا يعرفون كيف، 221 00:11:04,277 --> 00:11:06,358 إنّهم يحتاجون فقط إلى مثال واحد. 222 00:11:06,684 --> 00:11:09,215 والّذي يمكن أنْ يكون أنت. 223 00:11:11,494 --> 00:11:13,128 املكْ الانشغال. 224 00:11:13,787 --> 00:11:17,088 ولكنْ توقف عن وصفه بالجنون. 225 00:11:18,299 --> 00:11:21,164 لطالما كانت لديك هذه القدرة. 226 00:11:22,021 --> 00:11:23,886 ولكنْ الآن... 227 00:11:23,910 --> 00:11:25,060 أنت مستعد. 228 00:11:25,878 --> 00:11:27,029 شكرًا لكم. 229 00:11:27,053 --> 00:11:29,714 (تصفيق)