اسمحوا لي أن أضيف
إلى الوضع المعقد
الذي نجد أنفسنا فيه.
أن في ذات الوقت الذي نقوم فيه
بمعالجة أثار التغير المناخي،
سنقوم ببناء مدن تسع
لثلاثة مليار شخص.
وهذا ضعف
البيئة الحضارية الحالية.
إذا لم نقم بذلك بالشكل الصحيح،
فلست متأكدًا من أن جميع الحلول المناخية
في العالم سوف تنقذ البشر،
لأن الكثير منها يعتمد على
كيفية تشكيل مدننا:
وليس فقط الأثار البيئية،
ولكن على رفاهيتنا الاجتماعية،
وحيوية اقتصادنا،
وإحساسنا بالمجتمع وترابطنا به.
في الأساس، الطريقة التي نُشكل
بها المدن هي تعبير
عن الثقافة البشرية التي نطبقها.
وهكذا فإن فعلها بالشكل الصحيح،
على ما أعتقد،
وإعطائها الأولوية العاجلة.
وحتى درجة معينة، فإن إتقانها
سيساعدنا في حل مشكلة التغير المناخي،
لأن في نهاية الأمر،
إن سلوكنا هو الذي يسبب المشكلة.
المشكلة ليست بسبب شيء محدد،
وليست في شركة اكسون موبيل
ولا في شركات النفط.
المشكلة فينا نحن، وطريقة عيشنا.
طريقة عيشنا.
هناك سبب لهذه المشكلة.
يدعى الزحف الحضري العشوائي،
وسأتحدث بصراحة بهذا الشأن.
لكنه ليس هذا النوع من الزحف الحضري
العشوائي الذي تعرفه أو يعرفه أغلب الناس،
كالمجتمعات منخفضة الكثافة
خارج نطاق مناطق التكدس السكاني.
في الحقيقة أعتقد أن هذا الزحف الحضري
يمكن حدوثه في أي مكان وبأي شكل من الكثافة.
السمة الأساسية فيه
أنه يقوم بعزل الناس.
فيقوم بعزل البشر في مقاطعات اقتصادية
وتجمعات سكنية واجتماعية.
فيفصلهم عن الطبيعة.
ولا يسمح باختلاط الثقافات،
ولا بالتفاعل بين الناس،
والذي يجعل من المدن
أماكن رائعة
ويجعل المجتمعات تزدهر.
إذاً فالعلاج لهذا الزحف الحضري
العشوائي هو ما يجب علينا التفكير به،
وخاصة عند تعاملنا
مع هذا الحجم الهائل من البناء.
إذاً دعني أقدم لك تدريب واحد.
لقد طورنا نموذج لولاية كاليفورنيا
ليصبح بإمكانهم الحد من انبعاثات الكربون.
وضعنا سلسلة سيناريوهات كاملة
لطريقة نمو الولاية،
وهذا فقط نموذج مختصر جدًا.
قمنا بدمج نماذج تطوير بدائية مختلفة
وأفترضنا بإنها ستصل بنا
حتى علم 2050،
10 ملايين طاقم جديد
في ولاية كاليفورنيا.
الأول كان الزحف الحضري.
وهو عبارة توسيع ماهو موجود:
مراكز تسويق، مقاطعات سكنية
وحدائق عامة.
الأمر الثاني فكرته الأساسية،
ليس في انتقال الجميع إلى المدينة
ولكن مجرد تنمية مدمجة،
وهو ما اعتدنا أن نراه
بالأحياء التي يكثر فيها الترام
أحياء يمكن المشي فيها،
بيئات سكنية وتجارية
مندمجة ومنخفضة الارتفاع.
والنتائج كانت مدهشة.
ليست مدهشة بسبب حجم الفرق
في التحول في طريقة بنائنا للمدن
ولكن أيضا لأن كل طريقة
تمثل مجموعة ذات اهتمام مشترك،
مجموعة ذات اهتمام مشترك
تدافع عن اهتماماتها
بالتتابع.
فهم لم يروا، ما أسميه،
"المنافع المشتركة" للشكل الحضري
الذي يسمح لهم بالانضمام مع الآخرين.
وبالنسبة لاستهلاك الأراضي:
علماء البيئة يشعرون
بالقلق إزاء ذلك،
وكذلك الفلاحون،
ومجموعة كبيرة من البشر،
وبالطبع، سكان الأحياء الذين
يريدون مساحات مفتوحة بجانبهم.
النسخة التي يكون فيها
زحف حضري في كاليفورنيا
تضاعفت فيها المساحات الخضراء
وحارات المشي ووسائل النقل العام.
وتم تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة،
لأن في ولاية كاليفورنيا، أكبر
انبعاثات الكربون تأتي من السيارات،
والمدن التي لا تعتمد على السيارات كثيرًا
يقل فيها كثيرًا حجم الانبعثات.
الأميال التي تقطعها وسائل النقل:
وهو بالضبط ما كنت أتحدث عنه.
مجرد خفض 10,000 ميل
في المتوسط لكل أسرة في السنة،
نزولًا من حوالي
26,000 ميل للأسرة،
له تأثير كبير،
ليس فقط على جودة الهواء وخفض الكربون
ولكن أيضا على مصاريف الأسرة.
القيادة بهذا القدر الكبير
أمر مكلف للغاية،
وكما رأينا،
كيف تعاني الطبقة المتوسطة
لتحافظ على مكانتها.
العناية الصحية: كنا نتحدث عن كيفية
إصلاح ما قمنا بإتلافه
وتنظيف الهواء.
لماذا لا نتوقف عن تلويث الهواء؟
لماذ لا نقوم بالمشي
وركوب الدراجات بشكل أكبر؟
وهذه هي مهمة تلك الأشكال
من المدن التي نقوم ببنائها.
تكاليف المنازل:
عام 2008 كان علامة فارقة،
وليس فقط بسبب السلوك
غير المفهوم لبنوك التمويل
فقد كنا نحاول أن نبيع الكثير
من النوع الخاطئ من السكن:
ذات مساحات كبيرة، لعائلة واحدة،
بعيدة عن العمران،
وغالية جدًا لا تستطيع
عائلات الطبقة المتوسطة تحملها
وبصراحة، أصبحت
غير ملائمة لطريقة عيشهم.
ولكم من أجل تقليل المخزون،
يمكنك خصم التمويل وبيعها.
أعتقد أن هذا غالبًا ما حدث.
تقليل الكلفة بمقدار 10,000 دولار
تذكر أن المتوسط في كاليفورينا 50,000
وهذا عامل كبير.
هذه فقط تكلفة السيارات والمرافق.
وبالتالي فإن دعاة الإسكان بأسعار معقولة،
والذين غالبا ما يجلسون في صوامعهم
منفصلين عن علماء البيئة،
منفصلين عن السياسين،
فالجميع يتشاجرون مع بعضهم البعض،
بدأوا الآن في رؤية هدف مشترك،
وأعتقد أن الهدف المشترك
هو ما يجلب حقًا التغيير.
وكنتيجة لهذه الجهود، فإن لوس انجلوس،
قررت أن تتحول
إلى بيئة أكثر اهتماما
بأماكن المشاة ووسائل النقل العام.
في الواقع، منذ عام 2008،
خصصوا 400 مليار دولار
لتطوير النقل العام
والتوقف عن إنشاء طرق سريعة للسيارات.
ياله من تحول:
لوس انجلوس أصبحت
مدينة للنقل العام والمشاة،
وليست مدينة للسيارات.
(تصفيق)
كيف حدث هذا؟
تأخذ الأراضي غير المرغوبة،
والمساحات الصغيرة
وتضيف مساحات للمشي ووسائل للنقل العام
ثم تنشيء منازل ومراكز تجارية وترفيهية،
وبذلك تلبي مطالب الإسكان الجديدة
وتجعل من كل الأحياء الموجودة حولها
متداخلة مع بعضها البعض،
ممتعة أكثر وسهلة للسير فيها على الأقدام.
هذا نوع آخر من الزحف الحضري العشوائي:
الصين، زحف عشوائي عالي الكثافة،
والذي يبدو بشكل متناقض،
و لكن توجد نفس المشكلة:
كل شيء معزول في أحياء ضخمة
و بالطبع هذا الضباب الدخاني
والذي تم الحديث عنه للتو.
12 بالمئه من الناتج المحلي للصين
يتم إنفاقه الآن
على الآثار الصحية الناتجة عن هذا.
بالطبع، تاريخ المدن الصينية عتيق.
مثل أي مكان آخر.
المجتمع كان عبارة
عن متاجر محلية صغيرة
وخدمات محلية، وجيران
يتمشون ويتفاعلون مع بعضهم.
ربما يبدو كمجتمع مثالي،
ولكنه ليس كذلك.
إنه في الواقع ما يريده الناس فعلًا.
أما هذه الأحياء الجديدة الضخمة،
هذه الأحياء والتي قد
تستوعب 5000 وحدة فيها،
ولها بوابات بالطبع،
ولا يعرف فيها أحدُ أحدًا.
وبالطبع لا يوجد ممشى جانبي،
ولا محلات في الطابق الأرضي
إنها بيئة عقيمة جداً.
لقد وجدت هذه الحالة
في واحدة من هذه الأحياء الضخمة
حيث أقام الناس محلات بشكل
غير قانوني في مرآب سياراتهم
حتى يتمكنوا من توفير
هذا النوع من اقتصاد الخدمات المحلية.
الرغبة موجودة لدى الناس
في الحصول على بيئات منظمة.
علينا فقط أن نجمع المخططين
وصانعي القرار على هدف واحد.
حسناً. وبعض التخطيط الفني.
تشونتشينغ مدينة بها حوالي 30 مليون نسمة.
هي تقريباً بحجم ولاية كاليفورنيا.
هذه منطقة نمو صغيرة.
أرادوا منا أن نختبر بدائل
للزحف الحضري العشوائي
في عدة مدن في الصين.
هذه المنطقة تتسع لحوالي
أربعة ملايين ونصف نسمة.
الشيء المأخوذ من هذه الصورة،
كل واحدة من هذه الدوائر
هي أماكن للمشي
حول محطات نقل الركاب
استثمارات هائلة في محطات المترو
وخطوط الباص السريع،
وموزعة بشكل يسمح للجميع
بأن يكون عمله بالقرب من هذه المحطات.
المنطقة الحمراء هي منطقة تكدس رهيب.
فجأة، دعت مبادئنا
لتوفير مساحات خضراء
للحفاظ على أهمية ملامح البيئة.
وبعدها أصبحت هذه الشوارع
شوارع خالية من السيارات
لذلك بدلًا من جرف وتسوية الموقع
والبناء حتى حافة النهر،
لم تكن هذه الحافة الخضراء
شيئا معياريًا في الصين
حتى بدأت هذه المجموعة من الممارسات
يتم اختبارها هناك.
هذا الطراز المعماري، الأحياء الصغيرة،
حوالي 500 عائلة في الحي.
يعرفون بعضهم.
محيط الشارع يوجد فيه محلات تجارية
وبالتالي هناك وجهات محلية.
والشوارع بذاتها أصبحت أصغر،
لتواجد العديد منها.
شكلُ بسيط،
تصميم حضري بسيط.
والآن، لدينا شيئا أحبه كثيرا.
فكر بالمنطق.
إذا كان فقط ثلث البشر لديهم سيارات،
لماذا نخصص 100 بالمئة
من شوارعنا للسيارات؟
ماذا لو خصصنا 70 بالمئة
لشوارع خالية من السيارات،
لكل الأشخاص الآخرين،
حتى تصبح عملية التنقل والحركة ميسرة،
حتى يتمكنوا من المشي،
ويتمكنوا من ركوب الدراجات؟
لماذا لا يكون لدينا...
(تصفيق)
مساواة جغرافية
في نظام حركتنا؟
وللحقيقة، فستكون المدن وقتها بشكل أفضل.
وبغض النظر عن ما يفعلونه،
بغض النظر عن عدد الطرق الدائرية
التي تنشيء في بكين،
لن يستطيعوا التخلص
من الإزدحام بشكل كامل.
إذا هذه شوارع خالية من السيارات،
بها منازل ومحلات تجارية على جانبيها.
لديها وسائل نقل عام في منتصفها.
أنا سعيد لجعل هذه المركبات
ذاتية القيادة،
ولكن ربما سيكون لدي فرصة
للحديث عن ذلك لاحقًا.
لذلك هناك الآن سبع مبادئ
قد تم اعتمادها
من أعلى سلطة في الحكومة الصينية،
والآن يسعون لتطبيقها.
وهي مبادئ بسيطة،
وهي على الصعيد العالمي،
أعتقد أنها مبادئ عالمية
الأول هو الحفاظ
على البيئة الطبيعية، التاريخ
والزراعات المهمة.
الثاني هو الخلط.
الاستخدام المختلط هو أمر شائع،
لكن عندما أقول مختلط،
أعني الدخل المتفاوت،
الفئات العمرية المختلفة
فضلًا عن الاستخدام المتنوع للأراضي.
المشي.
إذا وجدت مدينة رائعة
ولن تتمتع بالمشي فيها.
فلن تريد الذهاب إليها.
الأماكن التي تقضي العطلة بها
هي التي يمكنك المشي فيها.
لماذا لا نجعلها في كل مكان؟
الدراجة هي الأكثر كفاءة
بين وسائل النقل التي نعرفها.
وقد تبنت الصين الآن سياسات
إنشاء حارة عرضها 6 أمتار
في كل طريق.
إنهم جادون في العودة
إلى تاريخهم في ركوب الدراجات.
(تصفيق)
هذا مخطط معقد.
الربط.
هي شبكة طرق والتي تتيح
العديد من الطرق
بدلاً من الطرف المفردة
وتوفر العديد من أنواع الشوارع
بدلا من نوع واحد فقط.
التنقل.
علينا أن نستثمر أكثر في وسائل النقل العام.
لا يوجد حل سحري.
المركبات ذاتية التحكم لن
توفر لنا الحل.
في الحقيقة سوف تزيد من الأميال
المقطوعة في الرحلة ومن الازدحام،
أكثر من البدائل المتاحة.
وأخيرًا التركيز.
لدينا نظام هرمي للمدينة
مبني على وسائل النقل العام
بدلا من الطرق السريعة.
إنها تحول نموذجي كبير،
لكن هذين الشيئين يجب أن
يعاد ربطهما
من خلال وسائل تُطور شكل المدينة.
لذلك أنا مفعم بالأمل.
في كاليفورنيا، الولايات المتحدة والصين
هذه التغييرات مقبولة بشكل جيد.
أنا متفائل لسبيين.
الأول، غالبية الناس تعرف الآن.
فهم يفهمون جوهريا
الشكل الذي ينبغي أن تكون
عليه المدينة الرائعة.
والثاني أن هذا النوع من التحليل
الذي نستطيع تطبيقه الآن
يتيح للناس الفهم والربط بين النقاط،
يتيح للناس تشكيل تحالفات سياسية
لم تكن موجودة في الماضي.
والتي تتيح لهم أن يُدخلوا أنواع المجتمعات
التي نحتاج إليها جميعًا حيز الوجود.
شكرًا لكم.
(تصفيق)
كريس اندرسون: حسنًا،
القيادة الذاتية، السيارت ذاتية القيادة،
كثير من الناس هنا متحمسون بشأنها.
ما هي مخاوفك نحوها؟
بيتر كالثورب: حسناً، أعتقد
أن هناك الكثير من اللغط بشأن هذا الأمر.
أولًا، يقول الجميع أننا
سوف نتخلص من الكثير من السيارات.
ما لا يقولونه أننا سنقطع
العديد من الأميال في المسافات.
ستجد العديد من السيارات
تتحرك في الشوارع.
سيكون هناك المزيد من الازدحام.
كريس: لأنها جذابة جدا...
فستتمكن من النوم أو القراءة أثناء القيادة.
بيتر: حسناً، هناك هدة أسباب.
الأول: إذا كانت سيارات خاصة، الناس
ستسافر مسافات أكبر.
فستكون سببًا جديدًا للزحف العشوائي.
إذا كان بإمكانك العمل أثناء ذهابك للعمل،
فسيمكنك وقتها العيش في أماكن بعيدة.
وهذا الأمر سينعش الزحف الحضري
بطريقة تشعرني بالخوف،
سيارات الأجرة:
حوالي 50 بالمئة من الاستطلاعات تقول
بأن الناس لن تتشارك في ركوبها
وإذا لم يتشاركوا في ركوبها،
سنجد زيادة بحوالي 90 بالمئة
في الأميال المقطوعة بالسيارات.
وإذا تشاركوا في ركوبها،
ستزال هناك زيادة 30 بالمئة
في عدد المسافات المقطوعة.
كريس: مشاركتهم تعني
ركوب العديد من الأشخاص بوقت واحد
في إحدى وسائل النقل التشاركي الذكية؟
بيتر: نعم كالمشاركة في عربات
بدون عجلة قيادة مثل اوبر.
في الحقيقة، فاعلية المركبات تكون
بوجود أو عدم وجود عجلة القيادة،
فالأمر لا يهم.
يدعون أنهم سيكونوا الوحيدين الذين
يملكون سيارات كهربائية فعالة،
لكن هذا غير صحيح.
ولكن في الحقيقة المشي وركوب
الدراجة ووسائل النقل العام
هي الطريقة التي تزدهر
بها المدن والمجتمعات.
ووضع الناس في فقاعات خاصة بهم،
سواء كان لديهم عجلة القيادة أم لا،
هو الاتجاه الخاطئ.
وبصراحة،
صورة السيارة ذاتية القيادة وهي
في طريقها إلى ماكدونالدز لتسلم الطلب
بدون وجود صاحبها،
فمجرد إرسال هذه العربات
في هذا النوع من المهمات العشوائية
يرعبني حقًا.
كريس: حسناً، شكرًا لك على ذلك
ويجب أن أقول، الصور التي عرضتها
للشوارع متعددة الاستخدامات
هي حقًا ملهمة وجميلة.
بييتر: شكرًا
كريس: شكرًا على جهدك.
(تصفيق)