دعوني أبدأ بسؤال. من منكم بكى الأسبوع الماضي؟ رجاء، ارفعوا أيديكم. ومن منكم بكى في الشهر الفائت؟ أو نصف السنة الفائت؟ حسنًا، إحصائيًا، علي أن أرى أياد أكثر هذه، لأنه وحسب الدراسات، تبكي النساء بمعدل 5 مرات في الشهر، بينما يبكي الرجال مرة واحدة، لكن أجل، أيها القوم، الرجال يبكون. الآن دعوني أسألكم ما يلي: كم منكم تقاسم دموعه أو قصصه مع شخص آخر؟ اسمي: موريس ميكرز، ومنكم من يعرفني بملتقط الدموع لأنني ألتقط جمال الدموع بتصويرها تحت المجهر. في السنة الماضية، بدأت مشروع إيماجيناريوم أوف تيرز: مجموعة دائمة من تصوير الدموع مع قصص شخصية تحركها. لأنني أؤمن أنه علينا أن نحتضن دموعنا، سواء كانت دموع فرح أو حزن، لأنها إحدى التعبيرات الصادقة عن أنفسنا، وارتباطكم بالعالم. الدموع فريدة. هي جميلة. وهي تمثل الفن. إذن، كيف حدث وخطرت لي فكرة وضع الدموع تحت المجهر؟ بدأت القصة مع عسر القراءة. وبقدر ما كان هذا مستفزًا في المدرسة، بسخرية، قادني إلى حيث أنا الآن. عدم إعجابي بالكلمات قادني للتميز أكثر في مواد مثل الفيزياء، الرياضيات، والكيمياء. كنت أقضي وقت فراغي خلف الحاسوب، وأنفق كل نقودي على أشياء جديدة عوضًا عن المواعدات، وهذا ما أقوم به لحد الآن. لذلك لم يكن الأمر مفاجئًا أن صرت محلل مختبر طبي. خلال عملي في المختبر، كنت أقضي وقتًا كثيرًا في النظر عبر المجهر، وبالنسبة لي- واو- كان ذلك فاتنًا. الأشياء التي كانت ترى غالبًا كشيء من الروتين، كالعلم، والفحوص كانت بالنسبة لي تأخد بعدًا آخر- إنه الفن. وبما أن التقاط الصور أو الإبداع لم يكونا من ضمن مسؤوليات عملي، قررت أن أغير معطف المختبر بحاسوب وكاميرا. فالتحقت بالأكاديمية الملكية بلاهاي لأصبح مصورًا محترفًا. الآن، بعد ثمان سنوات، ها أنا واقف هنا لأتحدث عن شغفي بتصوير القصص باستعمال المجهر. أسميها قصص الميكروغراف. أصور الأشياء اليومية التي نواجهها ونستهلكها في حياتنا اليومية. كمثال، هذا حمض الطرطريك وهو يستعمل كمضاف غذائي. فهو يساعدك على انتفاخ الكعك. و ،كلا، ليس هذا حاسوبًا هناك، أو فوتوشوب، هذا ما يمكنك رؤيته حين تنظر عبر المجهر. وهذا هو ديكلوفيناك، مضاد للآلام معروف. وهذا.. جميل، أليس كذلك؟ إنه إم دي إم إي، المكون الفعال للنشوة. ألا يجعلكم هذا ترغبون في البدء في استعمال المخدرات؟ (ضحك) بالنسبة لي، هذه الميكروغرافات تعمل كمحفز للقصص، بما أنني أصور القصة المخفية. هدفي الأسمى هو خلق توعية أكثر حول المواضيع التي أصورها. لكن دعونا نعد للدموع. غالبًا ما يسألني الناس: "كيف تخلق هذه الصور؟" "ولماذا تبدو الدموع هكذا؟" "هل الدموع كلها متشابهة؟" حسنًا، حينما بدأت هذا المشروع، لم تكن لدي أدنى فكرة عن كيف ستبدو دمعة تحت المجهر. لكن ذات يوم، كان عليّ أن أبكي. فقد اصطدم أصبع قدمي بقوة مع الطاولة، ومذاك، يا رجل، بدأت أحس أنني محظوظ لأنه ليس علي أن أضع مولودًا. إذن وخلال الألم، التقطت دمعة منحدرة على خدي بواسطة ماصة. وذهبت للعمل. في تلك اللحظة، لم أكن أدري أي تقنية عليّ استعمالها تحت مجهري، لذلك بدأت بتقنية السطح الناصع. إنها تقنية المجهر الذي تستعمله في المدرسة الثانوية. بعدها، حاولت تقنية القطب. لكن كان اندهاشي الأكبر حين وجدت إشعاع السطح الداكن. انظر كيف تتشكل الدمعة: إنها تبدو ككوكب صغير. وهذه النماذج وهياكل جميلة داخل النماذج. أدمنت الأمر، فبدأت باستكشاف المزيد من الدموع تحت مجهري. أحسست كما لو أني عالم كواكب. الآن وقد عرفنا كيف يمكن جعل الدموع مرئية، لكن هذا لم يفسر لماذا تبدو هكذا. عندما نبكي، غالبًا ما نرى قطرة ماء، لكنها أكثر بكثير من هذا. هل تعلمون أن هناك ثلاثة أنواع من الدموع؟ أن الدمعة الأحادية العالمية هي دمعة عاطفية؟ وهي تتفاعل مع العواطف الإيجابية والسلبية مثل الحزن والسعادة، المتعة أو الألم. لكن الحصول على دمعة ليس سهلًا. كما يعلم معظمنا، البكاء تحت الطلب صعب جدًا، إذًا للقيام بهذا المشروع، كان علي الانتظار حتى تقدم لي لحظات صادقة نفسها. مثلًا، هذه دمعة أهديت لي من طرف صديقة في لحظة حزن لأن والدها كان مريضًا جدًا ولم يكن بيدها ما تفعله لأجله. أو دمعة إحباط تام من طرف أختي لأن مديرها في العمل لم يسمح لها بالعمل بكامل مؤهلاتها. أو دمعة وداع من شاب كان عليه العودة إلى بلده تاركًا وراءه كل أصدقائه. أو ماذا عن الدمعة التي حصلت عليها من فرط السعادة حين سمعت أنني سأكون أحد المتحدثين في هذه السنة؟ (ضحك) لدينا جميعنا قصص للمشاركة. وهناك العديد من القصص الأخرى. ماذا عن قصة تنفس الصعداء حين تسمع أخيرًا أن مرض السرطان الذي تعاني منه في اندحار؟ أو دمعة السعادة حين تكتشفين أنك حامل أخيرًا بعد محاولات دامت عدة سنين؟ ماذا عن دموع الحزن والإحباط بسبب الهجمات الإرهابية المدمرة الأخيرة؟ لدينا كلنا قصصنا لنتشاركها. إذن كيف للدموع أن تكون مختلفة لهذه الدرجة؟ حسنًا، لنلق نظرة تحت المجهر. سترى هنا كيف يحدث السحر. عادة ما تستغرق عملية التبلور هذه من 5 إلى 30 دقيقة، حسب معطيات مختلفة مثل الرطوبة والحرارة، دون أن تنسى نفسيتك الفريدة. يمكنك أن ترى هنا كيف تأخذ البلورات شكلها ببطء وتكبر لتصبح بلورة كاملة. حالما تصبح كاملة تمامًا، تصبح الدمعة جاهزة للتصوير. علينا أن تقاسم دموعنا لأن الدموع هي القصص، والقصص تربطنا على مستوى أعمق. أدعوكم رجاء لتقاسم دموعكم اليوم. يمكنكم أن تجدوني في الأسفل عند الردهة، وسأصور دمعتكم تحت المجهر. هذه فرصتكم الوحيدة لتحولوا دموعكم إلى فن. لأنه، كمثل الأفكار التي تستحق النشر فالدموع تستحق الذرف. (ضحك) شكرًا. (تصفيق)