0:00:06.778,0:00:10.878 في القرن ال16، وصف عالم التشريح[br]الفلمنكي أندرياس فيساليوس 0:00:10.878,0:00:14.628 كيف يمكن لحيوان على وشك [br]الاختناق أن يبقى على قيد الحياة 0:00:14.628,0:00:21.369 عن طريق إيلاج أنبوب داخل قصبته [br]الهوائية وضخِّ الهواء لنفخ رئتيه. 0:00:21.369,0:00:25.542 وسنة 1555 لم يتلقّى هذا الإجراء [br]الكثير من الاستحسان، 0:00:25.542,0:00:28.902 لكن اليوم، فإن دراسة فيسيالوس تعرف 0:00:28.902,0:00:32.772 بالوصف الأول للتّهوية الميكانيكية؛ 0:00:32.772,0:00:36.172 وهو إجراء حيوي في الطِّب الحديث. 0:00:36.172,0:00:39.142 لتقدير قيمة التَّهوية، 0:00:39.142,0:00:43.012 فإن علينا فهم آلية عمل الجهاز التنفسي. 0:00:43.012,0:00:48.771 نحن نتنفس بتقلُّص حجابنا الحاجز،[br]مما يساعد على توسّع تجويف الصّدر، 0:00:48.771,0:00:54.088 وهذا ما يسمح باستنشاق الهواء، [br]واتنفاخ الحويصلات الرِّئوية؛ 0:00:54.088,0:00:58.385 فتدخل ملايين من الحويصلات [br]الصغيرة إلى الرِّئتين. 0:00:58.385,0:01:04.258 كل من هذه الكريّات الصّغيرة محاطة[br]بشبكة من الشُّعيرات الدّموية الممتلئة. 0:01:04.258,0:01:09.075 حيث يقوم الدَّم بامتصاص الأكسجين [br]من الحويصلات الرّئوية المنتفخة، 0:01:09.075,0:01:12.545 تاركًا خلفه ثاني أكسيد الكربون. 0:01:12.545,0:01:14.525 وعندما يكون الحجاب الحاجز مرتخيًا، 0:01:14.525,0:01:20.686 فإن ثاني أكسيد الكربون ينبعث إلى جانب [br]مزيج من الأكسجين وغازات أخرى. 0:01:20.686,0:01:23.856 عندما تعمل أجهزتنا التَّنفسية بشكل صحيح، 0:01:23.856,0:01:26.566 فإن هذه العملية تحدث بشكل تلقائيّ، 0:01:26.566,0:01:31.346 لكن يمكن للجهاز التّنفسي[br]أن يُعرقل من قبل عدّة عوامل. 0:01:31.346,0:01:36.027 توقف التَّنفس أثناء النَّوم يؤدي إلى توقف[br]تقلّصات في عضلات الحجاب الحاجز. 0:01:36.027,0:01:40.676 الرَّبو يمكن أن يؤدي إلى التهاب المجاري[br]الهوائية، وبالتالي عرقلة الأكسجين. 0:01:40.676,0:01:45.789 والتهاب الرّئة النّاجم عن الإصابات[br]البكتيرية أو الفيروسية، 0:01:45.789,0:01:48.649 تهاجم الحويصلات الرّئوية ذاتها. 0:01:48.649,0:01:51.629 غزو مسبّبات الأمراض يؤدي[br]إلى موت خلايا الرّئة 0:01:51.629,0:01:56.144 محفزة استجابةً مناعية[br]قد تتسبّب في التهابات قاتلة 0:01:56.144,0:01:58.074 وتراكم السّوائل. 0:01:58.074,0:02:03.288 كل هذه الحالات تجعل الرّئتين[br]غير قادرتين على العمل بشكل عاديّ. 0:02:03.288,0:02:07.168 لكن التّهويات الميكانية تتولى الأمر؛ 0:02:07.168,0:02:11.955 بإدخال الأكسجين إلى الجسم[br]عند عجز الجهاز التّنفسي. 0:02:11.955,0:02:15.385 هذه الآلات بإمكانها تجاوز الشعب الهوائية 0:02:15.385,0:02:22.085 وإيصال هواء غنيّ بالأكسجين لمساعدة الرّئة [br]المتضررة على توزيع المزيد من الأكسجين. 0:02:22.085,0:02:25.285 هناك طريقتان أساسيتان تعمل بهما [br]أجهز التنفس الاصطناعية، 0:02:25.285,0:02:30.166 إما ضخّ الهواء داخل رئتي المريض،[br]بواسطة ضغط الهواء الإيجابي 0:02:30.166,0:02:35.952 أو السّماح للهواء بالانجذاب إلى الدّاخل [br]بشكل سلبيّ، بواسطة ضغط الهواء الإيجابي. 0:02:35.952,0:02:37.802 في أواخر القرن ال 19، 0:02:37.802,0:02:41.802 ركزت تقنيات التنفس الصناعي[br]على الضغط السّلبي، 0:02:41.802,0:02:44.452 والتي تحاكي تقريباً التّنفس الطبيعي، 0:02:44.452,0:02:48.891 وتوفر توزيعًا متساويًا للهواء في الرئتين. 0:02:48.891,0:02:54.196 لتحقيق ذلك، قام الأطباء بابتكار قفل[br]ضيِّق حول جسم المريض، 0:02:54.196,0:03:00.563 إمَّا بوضعها داخل صندوق خشبيّ،[br]أو داخل غرفة خاصة مغلقة. 0:03:00.563,0:03:03.187 ثم يتم بعدها ضخُّ الهواء خارج الغرفة؛ 0:03:03.187,0:03:07.027 لتقليل ضغط الهواء والسّماح [br]للتجويف الصّدري للمريض 0:03:07.027,0:03:09.607 بالتوسّع بسهولة أكثر. 0:03:09.607,0:03:14.702 في عام 1928، قام الأطباء[br]بتطوير عبوة معدنية متنقلة 0:03:14.702,0:03:18.368 مزودة بمضخات، تعمل[br]بواسطة محرّك كهربائي. 0:03:18.368,0:03:21.358 تعرف هذه الآلة ب "الرٌئة المعدنية"، 0:03:21.358,0:03:26.146 والتي أصبحت شيئًا أساسيًا في المستشفيات[br]في منتصف القرن العشرين. 0:03:26.146,0:03:30.166 مع ذلك فحتى تصاميم الضّغط[br]السّلبي الأكثر فعالية، 0:03:30.166,0:03:32.546 تقيّد حركة المريض بشكل كبير، 0:03:32.546,0:03:36.336 وتعرقل الحصول على الرِّعاية الطبّية، 0:03:36.336,0:03:42.337 مما أدى لتحول المستشفيات عام 1960[br]للتنفس بواسطة الضغط الإيجابي. 0:03:42.337,0:03:46.337 بالنّسبة للحالات المعتدلة، فإنه من الممكن [br]تحقيق ذلك دون الحاجة لتدخل جراحيّ. 0:03:46.337,0:03:49.727 فعادة يتم تثبيت قناع على الأنف والفم 0:03:49.727,0:03:54.872 ويملأ بالهواء المضغوط، الذي [br]ينتقل إلى المجاري الهواية للمريض. 0:03:54.872,0:03:56.972 لكن بالنسبة للحالات المقعدة، 0:03:56.972,0:04:01.809 فذلك يتطلب جهازًا يسيطر[br]على عملية التنفس بالكامل. 0:04:01.809,0:04:05.229 يتم إيلاج أنبوب داخل قصبة المريض، 0:04:05.229,0:04:07.959 لضخّ الهواء مباشرة نحو الرّئتين 0:04:07.959,0:04:11.049 بواسطة مجموعة من الصَّمامات [br]والأنابيب المتفرعة، 0:04:11.049,0:04:15.049 التي تشكل دورة للشّهيق والزّفير. 0:04:15.049,0:04:16.879 في أحدث أجهزة التّنفس الصناعي، 0:04:16.879,0:04:18.929 يسمح نظام الكمبيوتر المدمج 0:04:18.929,0:04:23.436 بمراقبة تنفس المريض وضبط تدفق الهواء. 0:04:23.436,0:04:27.220 هذه الآلات لا تستخدم كعلاج موحد، 0:04:27.220,0:04:29.800 بل كملاذ أخير. 0:04:29.800,0:04:35.045 إن التّدفق المستمر لهذا الهواء[br]المضغوط يستلزم تخديرًا قويًا 0:04:35.045,0:04:39.262 ويمكن للتهوية الميكانيكية المستمرة،[br]أن تتسبب بأضرار على المدى البعيد. 0:04:39.262,0:04:41.668 لكن في الحالات الخطرة، 0:04:41.668,0:04:45.271 يمكن أن تكون التنفس الصناعي [br]الحدّ الفاصل بين الحياة والموت. 0:04:45.271,0:04:48.061 وقد أظهرت أحداث مثل كوفيد-19، 0:04:48.061,0:04:52.041 أنّها أكثر أهمية ممّا ظننا. 0:04:52.041,0:04:55.101 لأن النّماذج الحالية ضخمة ومكلفة، 0:04:55.101,0:05:01.903 وتتطلب تدريبات مكثّفة للعمل عليها، ومعظم [br]المشافي لا تملك سوى القليل من الإمدادات 0:05:01.903,0:05:04.953 قد تكون كافية في الظروف العادية، 0:05:04.953,0:05:09.197 لكن في الحالات الطّارئة، فإن هذا المخزون[br]المحدود يُستغل بشكل يفوق قدرة الاستيعاب. 0:05:09.197,0:05:14.246 إن العالم بحاجة ماسة لمزيد من أجهزة[br]التّنفس الصناعي المتنقلة والرخيصة، 0:05:14.246,0:05:18.286 بالإضافة إلى طرق أسرع لإنتاج وتوزيع 0:05:18.286,0:05:20.532 هذه التقنية المنقذة للأرواح.