تخيل نفسك واقفًا على الشاطئ، تطل على الشاطئ، الأمواج تتحطم على الساحل، والأزرق ممتد مد النظر. تأمل المنظر عن كثب، كبر حجمه وانتشاره. الآن، اسأل نفسك، "كم يبلغ حجمه؟ كم يبلغ حجمه المحيط؟" أولَا، علينا أن نستوعب أنه هناك محيطٌ واحدٌ فقط في الحقيقة، يتضمن الأحواض الخمسة التي ندعوها بالهادي والأطلسي والهندي والقطبي الشمالي والجنوبي. كل واحد من هؤلاء الخمسة، بينما يشار لها على أنهم محيطات بحد ذاتها، هي في الحقيقة جزء من جسم كبيرٍ واحدٍ من الماء، محيطٌ وحيد، والذي يعرِّف وجه كوكب الأرض. يغطي المحيط قرابة 71% من سطح كوكبنا، قرابة 360 مليون كيلومتر مربع، مساحة تزيد عن مساحة 36 ولايات متحدة. يشكل انتشارًا كبيرًا، لدرجة أنه لو تمت مشاهدته من الفضاء، يكون المحيط هو السمة الغالبة على كوكبنا. بالحديث عن الفضاء، يشغل المحيط حالياً أكثر من 1.3 مليار، إنها مليار، كيلومتر مكعب من الماء. بعبارة أخرى، فهذه كمية من الماء كافية لغمر الولايات المتحدة بالماء المالح على ارتفاع 132 كليومتر، والذي هو ارتفاع أعلى من من أعلى الغيوم ويتمد عميقًا في الغلاف الجوي العلوي. مع كل هذا الحجم، يمثل المحيط 97% من المحتوى المائي للأرض. فوق كل هذا، يحتوي المحيط على أكثر من 99% من المحيط الحيوي للعالم، واليي هي الأماكن التي توجد فيها الحياة. اتركوا تلك الفكرة قليلًا. العالم الحالي كما نعرفه، مجموع كل الأماكن الحية والتي تشمل القارات نفسها، كل ذلك يشكل 1% من المحيط الحيوي. 1%! يشكل المحيط كل شيء آخر. إذًا ، فالمحيط هائل فيزيائيًا. أهميته للحياة بشكل خاص لا نظير لها. ويحدث أنه يحتوي على أكثر الخصائص الجيولوجية لكوكبنا. إليك أربعة من أبرزهم بشكل سريع. يحتوي المحيط على أكبر سلاسل الجبال في العالم قمة منتصف المحيط. طوله قرابة 65 ألف كيلومتر، هذه السلسلة تحت الماء أطول بعشر مرات من أطول سلسلة جبال موجودة على اليابسة، سلسلة الأنديز. تحت مضيق الدنمارك يوجد أكبر شلال في العالم. هذا الشلال الهائل يحمل ماءً في الثانية على حافته يعادل 116 ضعف الماء الذي يحمله شلال إنغا في نهر الكونغو، والذي يعد أكبر الشلالات حجمًا على اليابسة. أكثر الجبال ارتفاعًا موجودة في المحيط، مختبئٌ في العلن. بينما تكون 4200 مترًا من جبل ماونا كيا في هاواي فوق سطح البحر يهبط طرفه الآخر تحت الأمواج إلى 5800 مترًا أخرى. من قمته المغطاة بالثلج إلى أسفله المغطى بالطين، يبلغ ارتفاع هذا الجبل الهاوايي قرابة 10 آلاف متر، مما يجعله يقزم قمة إيفرست الصغيرة بأكثر من كيلومتر. إذًا بما أننا نركز على قمة إيفرست المسكينة، لنلق نظرة على أعمق وادٍ في العالم، تشالنجر ديب، القائم تحت سطح البحر بـ11 كيلومترًا، أعمق بقرابة ست مرات من الأخدود العظيم. هذا عمقٌ كافٍ لإغراق جبل إيفرست وإبقاء أكثر 2.1 كيلومترًا من الماء فوق قمته المغمورة حديثًا. بعبارة أخرى، عمق التشالنجر ديب يقارب ارتفاع طائرات النقل التجارية. إذًا، كيفما اخترت أن تعبر عن الأمر، فإن المحيط ك ـبـ ـيـ ـر كبير! فهو يُرِّف كوكبنا، وهو موطن أعظم الخصائص الجيولوجية، يتضمن أكبر مساحة معيشية، ووفقاً لذلك، فهو موطن أكبر أعداد وأشكال الحياة في الأرض. نطاقه غير مفهوم من الناحية العملية. لكنه ليس كبيرًا جدًا، ومتسعًا جدًا، واستثنائيًا جدًا ليكون محظور لمسه. في الحقيقة ، مع قرابة 50% من سكان العالم يعيشون على بعد 100 كليومتر من الساحل ومع معظم البقية يعيشون بقرب كافٍ من البحيرات والأنهار أو المستنقعات، والتي يؤدي معظمها إلى المحيط، بشكل افتراضي كل إنسان على سطح الكوكب لديه إمكانية التأثير على الصحة العامة وطبيعة محيط العالم. الأدلة على تأثير الإنسان منتشرة في كل جزء من المحيط، مهما كان العمق، ومهما كان البعد. المحيط يُعرِّف كوكبنا، لكن وبمعنىً حقيقي للغاية، نحن نُعرِّف المحيط.