عصرنا هو عصر المشاركة، العزف، والتحدث عن كل شئ. دعوني أعطيكم بعض الأمثلة. عندما تغادر هذ المكان الليلة، ربما ستستخدم تطبيق أوبر الخاص بك وستطلب شخصا ً لكي يوصلك إلى المنزل في سيارته الخاصة. دعنا نتخيل أنك قررت الذهاب في عطلة، ربما ستستخدم موقع Airbnb وستبقى مع أحد الأشخاص في منزله الخاص الذي يعيش فيه. هذه هي الأشياء التي لم نفعلها في الماضي، ولكن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك. لنقل أنك تذهب إلى IKEA، وتشتري لطفلك بعض الأثاث المنزلي، وعليك أن تربط له ذلك السرير. لم يعد واجباً عليك أن تتعلم كيفية استخدام ذلك المفك السداسي يمكنك فقط استخدام موقع TaskRabbit وتحصل على شخص يقوم بهذا الأمر. لنقل أنك مللت من الطبخ. يمكنك الذهاب إلى موقع Blue Plate، والحصول على شخص ما لكي يستخدام مطبخاً مشتركاً، ومن ثم سيوصلون الطعام الطازج إلى باب منزلك. لتأكل أنت وعائلتك، وليس عليك أن تحمل هم الطبخ بعد الآن. الآن، الشيء المثير للإهتمام حول هذه التطبيقات، وغيرها من التطبيقات المتعلقة بإقتصاد المشاركة، هو أنهم يحدثون تغييراً جذرياً في طريقة تفكيرنا حول الكيفية التي يعمل بها إقتصادنا والكيفية التي أنجزنا بها أعمالنا. الشيء الآخر المثير للإهتمام هو أن الكثير منهم أيضاً غير مرخص قانونياً مؤخراً، قمت بكتابة مقال يدعى المبادئ الأولية لتنظيم الإقتصاد التشاركي والذي نشر حديثاً في صحيفة هارفارد في قسم التشريعات، وناقشت فيه الكثير من القضايا الفنية المتعلقة بعدم ترخيص تلك التطبيقات. ولكن اليوم أود التركيز على أربعة مبادئ حول السبب الذي يجب عليك من أجله تبنّي ذلك الإقتصاد التشاركي والطرق التي يمكنه بها التأثير على حياتك. دعوني أطلق عليها المبادئ الجوهرية، وهي: المشاركة المجتمعية، الملكية، السمعة، والإنصاف. لذا دعونا نبدأ مع المشاركة المجتمعية. عندما نفكر في المجتمع، فغالباً ما يخطر ببالنا العائلة، والأصدقاء المقربون. ولكن في السبعينات، قام عالم اجتماعي يدعى مارك جرانوفتر بالتفكير حول أنواع المجتمع الأخرى. وما كان يتطلع إليه بصورة خاصة هو ما أطلق عليه فيما بعد"العلاقات العابرة" وهم أولئك الناس الذين بالكاد تعرفهم. جين جاكوب، المختصة بالشئون الحضرية أطلقت عليهم في لغتها الأفراد" القافزون"، أولئك الأشخاص الذين يساعدوننا على تخطي الحواجز بيننا وبينهم. وما وجده مارك في بحثه، وهو ما اكتشفه علماء الإجتماع المتعاقبون، أنه وفقاً لهذه العلاقات العابرة تتدفق الكثير من المعلومات، ويميل ذلك النوع من التماسك السياسي في مجتمعنا إلى الإسترخاء. حسناً، تلك أفكار كبيرة وكل شئ، ولكني أود إثبات أن إقتصاد المشاركة يمكنه أن يكون ذا قيمة كبيرة للغاية لأنه يقدم لنا هذه الفرص من إنشاء العلاقات العابرة في مجتمعاتنا. دعوني أعطيكم مثالاً. استأجرت شقة لي ولعائلتي من على Airbnb في حي سكني عائلي في بيند بولاية أوريغون. وعندما ذهبنا إلى هناك، قررنا أخذ نزهة في الحديقة مع ابنتنا ذات السنتين حينها وبدأنا نتحدث مع رجل وجدناه بداخل الحديقة، والذي كان يعيش في ذلك الحي ولديه طفلة عمرها سنتان أيضاً. وبدأنا نتحدث عن صعوبة إيجاد مكان مناسب لأخذ الأطفال إليه، مكان لتناول الطعام. فإذا به يخبرنا عن حديقة الجعة المنبثقة في الحانب الآخر من الحي، حيث الكثير من عربات الطعام وأكد لنا أن المكان رائع بالفعل وأن علينا الذهاب لرؤيته. وبالفعل ذهبنا وقضينا وقتا رائعاً حقاً! هذا النوع من المعلومات لم يكون موجوداً في كتب إرشاد السياح، وبالتالي لم نكن لنستطيع إيجاده بأنفسنا. ولكن عرفناه بسبب تلك العلاقة العابرة التي أكسبتنا معلومات لمساعدتنا على قضاء وقت أفضل. هذا هو نوع البناء المجتمعي الذي يمكن للإقتصاد التشاركي تيسيره. ولكن هناك قضية مجتمعية أخرى علينا حقا التفكير بها، لنقل أنه بدلاً من وجودنا نحن فقط على أرض هذه الحديقة، كان هناك 15 شخصاً آخرون يقضون أجازتهم في هذا الحي السكني. وكلنا كنا هناك مع بناتنا البالغات من العمر سنتان ثم أتى ذلك الرجل مع ابنته التي عمرها سنتان. حسناً، الآن إنها ليست نفس التجربة التي كان يتوقعها عندما ذهب إلى الحديقة، أليس كذلك؟ لذا، إحدى هذه القضايا بينما نستطلع هذه الأنواع من التطبيقات التي تتيح لنا الإندماج في المجتمعات التي نزورها هي أنه علينا التفكير في التأثيرات التي نحدثها أثناء زيارتنا لتلك المجتمعات ولذلك بينما يمكن لهذا الإقتصاد التشاركي تزويدنا بالكثير من الفرص الجديدة الرائعة من خلال أشياء مثل العلاقات العابرة؛ فلإيجاد فرصة جديدة داخل المجمتع علينا التفكير حول أنواع التأثيرات التي تمس المجتمعات القائمة، ونتأكد أيضاً من حمايتنا لتلك المجتمعات. حسناً، هذا هو مبدأ المجتمعية. لنبدأ الآن في التحدث عن الملكية. أيها الأمريكيون، نحن نحب امتلاك الأشياء، صحيح؟ دعوني أعطيكم بعض الأمثلة عن كيف يمكن للإقتصاد التشاركي تغيير تركيزنا على الملكية لنركز على فرص الوصول إلى إمتلاك البضائع الجماعية. حسنا.ً فلنقل أنك تعمل في ورشة النجارة الخاصة بك محاولاً صنع قطعة ما من الأثاث. وأثناء قيامك بذلك تجد أنك تحتاج إلى صاقلة (صنفرة) من نوع خاص. حسناً، إحدى الاشياء التي يمكنك القيام بها هو أن تذهب إلى شركة "مستودع المنزل" وتشتري ذلك الشئ والذي يقدر بثمن 100$ أو 200$، أليس كذلك؟ ومن ثم ستقوم باستخدامه، وسيبقى معك صالحاً للعمل لمدة سنة أو ربما سنتان، أو ربنا ستستخدمه ما يقارب الخمس مرات خلال المدة الكاملة لامتلاكك له. وبعد عشرين سنة من الآن، ستبيعه بحوالي 5$. بديل هذا هو ما يحدث هذه الأيام. وهو أن الكثير من المحلات لديها مخازن لإقراضك هذه الأدوات. تذهب، فتحصل على تلك الصاقلة، ثم تستخدمها خلال المدة التي تحتاجها، ثم تعيدها، ومن ثم يأخذها شخصا آخر ليستخدمها من بعدك. دعني أعطيك مثالاً آخر من نوعية الخيال العلمي المتعلق بالمستقبل. المركبات ذاتية التحكم. عندما نفكر في هذه المركبات الذاتية، والتي من المحتمل أن تصبح موجودة في وقت أقرب مما نتخيل. بعد حوالي عقد من الزمن أو عقدان، صحيح؟ سوف تقوم هذه المركبات بقيادة نفسها بنفسها. وسيقوم بعض الأشخاص بشرائها، أليس كذلك؟ هؤلاء هم نفس الاشخاص الذين يشترون سيارات ماركة تسلا وما شابهها، صحيح؟ ولكن الكثير منا لن يقوم بشراء تلك المركبات ما سنفعله بدلاً من ذلك هو استخدامها من خلال مركبة ذاتية تشاركية، جيد؟ ولذلك ما سنرغب في فعله هو التفكير في إنشاء أرضية مشتركة للوصول إلى الملكية الجماعية لتلك المركبة الذاتية. هذا بالظبط ما يتعاون لأجله شركتي جنرال موتورز وليفت. ربما تكون قد سمعت عن ذلك الأمر، ولكن جنرال موتورز قامت للتو بشراء حصة ب500$ مليون في تطبيق ليفت للركوب التشاركي وما يحاولون فعله تحديداً هو: إنشاء نقطة وصول لك ولكل الموجودين إلى تلك المركبات الذاتية الجديدة. حسناً. ولذلك ما راينا هنا في مبدأ الملكية أن ذلك الوصول الجماعي - إذا ركزنا عليه لامتلاك المنتجات جماعياً، فيمكننا فعل شيئان. الأول، هو إمكانية استخدامنا للاشياء الغير مستخدمة جيدا بشكل أفضل تجدون هناك تلك الصاقلة المركونة على الرف، والتي يمكن للكثير من الناس استخدامها بدلاً من بقائها مركونة هناك. والشيء الآخر هو أنه يمكننا التخطيط لتحسين البنية التحتية. يمكننا استخدام الأموال المخصصة لذلك بشكل أفضل، لذلك إذا امتكلنا سيارة جماعية تأتي لنا فقط حين نحتاج لاستخدامها، ربما لن نحتاج طريق سريع بخمس حارات وقتها، ربما سنحتاج طريقاً بتلات حارات فقط. وربما لن نحتاج لممرات من أجل إخراج سياراتنا، أليس كذلك؟ سنجد السيارة واقفة منتظرة إيانا أمام المنزل وقت احتياجنا لها. من المحتمل أن يبدو هذا كله كالخيال العلمي المستقبلي ولكنه سيكون موجوداً قبل حتى أن نشعر به. وبالتالي إذا ركزنا على هذا الأمر، فيمكننا تنمية الطريقة التي نخطط بها لبنيتنا التحتية في المستقبل بشكل ملحوظ. حسناً، والآن السمعة. عندما نفكر عن السمعة نعلم بأنها جزء مهم جداً في معاملاتنا التجارية، اليس كذلك؟ ولكن السمعة في إقتصاد المشاركة هي أهم شيء؛ إنها كل شئ. لكلا الطرفين، العاملين والمستهلكين، إنه من المهم جداً أن نكون قادرين على امتلاك سمعتنا كأفراد، وأكثر من ذلك، أن نكون قادرين على أخذها معنا. ما الذي يعنيه ذلك إذاً؟ إذا قرت أن تستخدم الإقتصاد التشاركي وليكن للحصول على سائق لكي يوصلك من النقطة أ للنقطة ب من خلال تطبيق أوبر. سيكون لديك الصلاحية لتقييم ذلك الشخص وستقوم بإعطاءه خمس نجوم. عمل رائع، لقد قام بتوصيلي في الوقت المحدد. وربما سيقوم بتقييمك بدوره، من المحتمل أن يعطيك أربع نجوم، بسبب أنك لم تكن محاوراً شيقا أو شيئا من هذا القبيل. حسناً ربما يكون هناك بعض التفاوت في هذا التقييم. ولكن إذا قام هذا السائق بعمل 100 رحلة مختلفة، أو حتى 1000 رحلة على مدى سنة بأكملها، ومن ثم يبدأ باكتساب سمعته. إذا كان سائقاً رائعاً ولديه خمس نجوم، فسترغب بالتأكيد أن تركب معه. ونفس الشئ بالنسبة لك كأحد الركاب، صحيح؟ السمعة تشكل فارقاً كبيراً. ولكن هنا يكمن الشيء المثير للإهتمام أنه إذا قرر ذلك السائق أن يبدأ مشروعه الخاص، هل يمكنه أخذ نجومه معه؟ لنقل إنها شركة هي التي تفعل نفس الشيء، بعض المشروعات الأخرى، ما يعادل بويزي أوبر، إنهم يريدون تقديم خدماتهم محلياً،أليس كذلك؟ حسناً، إنهم أيضاً لا يستطيعون أخذ تلك السمعة معهم. لن يمكنهم أخذ 1000 تقييم بخمس نجوم. أنا أعتقد أن هذه مشكلة؛ أعتقد انه من حقك أن تكون قادراً على امتلاك سمعتك. بالإضافة إلى ذلك، دعونا نلقي الضوء على المنصات الآخرى. تخيل أنك تريد استئجار شخصاً لكي يقوم بجمع سرير طفلك. حسناً، لربما ترغب في معرفة تقييمهم كسائقين في تطبيق أوبر، أو كمستضيفين للأفراد على موقع Airbnb. ولكن لن يكون ذلك دقيقاً لمعرفة مهارتهم في استخدام المفتاح السداسي، وربما ستقرر تعيين ذلك الشخص على أي حال، ولكن ألن ترغب في معرفة ما إذا كان لديهم تقييمات سيئة أوتقييم الناس لهم بأننهم غير ماهرين قيادياً أو شيئا من هذا القبيل؟ هذه هي أنواع الاشياء التي نود معرفتها، فتلك السمعة ينبغي أن تكون قابلة للنقل، وينبغي لكل فرد أن يكون قادراً على امتلاكها بصورة فردية. حسناً. وأخيراً، الإنصاف. أحد أهم الأشياء التي قمنا بإنجازها في ال50 سنة الماضية هو ضمان وجود المرافق والخدمات العادلة في أماكن مثل الفنادق وسيارات الأجرة. لقد عانى الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، والاقليات في مجتمعنا على مدار التاريخ من تلك المرافق والخدمات العامة. وجد الأمريكيون من أصل أفريقي صعوبة في الحصول على سيارة أجرة، وكذلك وجد الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة صعوبة كبيرة في صعود المباني. لقد قمنا بإنجاز الكثيرمع الأمريكيين على مدار ال50 سنة فيما يتعلق بقانون الإعاقة وتحديداً قانون الحقوق المدنية لعام 1964. لقد تم القيام بالكثير من الجهد للتأكد من سهولة استخدام الاقليات وذوي الإحتياجات في مجتمعنا لتلك المرافق والخدمات العاملة. ومازالت هناك دعوى قضائية في كاليفورنيا في الوقت الحالي تم رفعها بواسطة مجموعة من المكفوفين، ادّعوا فيها أنهم واجهوا أوقاتا صعبة من أجل الحصول على رحلات من شركات المشاركة مثل أوبر وليفت. وذلك بسبب أن السائقين لا يريدون لهؤلاء المكفوفين اصطحاب كلابهم معهم في السيارات. وفي نفس الوقت، قامت دراسة حديثة في جامعة هارفارد بكشف أن الأمريكيين من اصل أمريكي على موقع Airbnb واجهوا صعوبات بالغة من أجل تأمين مكان لإقامتهم بسبب أسماءهم أكثر بكثير من أولئك الأشخاص الذين لديهم أسماء ليست من أصول أفريقية. هذا يظهر لنا العديد من المشاكل المتعلقة بالإقتصاد التشاركي التي يتعين علينا معالجتها. وأود أن أؤكد أنه رغم اعتقادنا أن طبيعة هذه القوانين التي نحتاج تنظيمها لضمان المناصفة ربما يبدوا تفكيرنا فيها صعباً، إلا أنها مهمة جداً من أجل ضمان بقاء تلك المناصفة صالحة وقابلة للإستمرار في ذلك الإقتصاد الجديد الذي نقوم بإنشاءه. إذا هذه هي المبادئ الأساسية. إنها حقاً مبادئ جوهرية، والتي ما إذا أردنا المضي قدماً بها، ونجعل تلك المبادئ الجوهرية جزءاً من الطريقة التي نفكر بها في إقتصاد المشاركة، وقتها يمكننا التأكد بأنه لن يكون لدينا فقط فرص جديدة للإقتصاد التشاركي، أو حتى طريقة جديدة للقيام بأعمالنا ولكن بالتأكيد سيكون لدينا إقتصاداً منصفاً يمكنه إحداث ثورة كبيرة في حياتنا. شكرا لكم. (تصفيق) (هتاف)