Return to Video

كيفَ يُمكنْ للعادات اليَوميّة أنْ تؤدّي إلى العُنف السّياسِي؟

  • 0:01 - 0:04
    سأبدأ حديثي معكم اليوم بلغزٍ تاريخيّ.
  • 0:05 - 0:08
    في عام 1957، كانت هناك شابّتين،
  • 0:08 - 0:09
    كلتاهما في العشرينات من العمر،
  • 0:09 - 0:11
    وتعيش كلتاهما في نفس المدينة،
  • 0:11 - 0:14
    وكلتاهما عضوٌ في نفس المجموعة السياسيّة.
  • 0:15 - 0:19
    في تلك السّنة، قرّرت كلتاهما
    أنْ تشنّا هجومًا عنيفًا.
  • 0:19 - 0:23
    إحدى الفتاتين أخذتْ مسدّسًا
    واقتربت من جنديّ عند إحدى الحواجز.
  • 0:24 - 0:29
    الفتاة الأخرى أخذتْ قنبلة
    وذهبت إلى مقهًى مزدحم.
  • 0:30 - 0:32
    ولكنْ هنا تكمنُ المفارقة:
  • 0:32 - 0:36
    واحدة من هاتين الفتاتين
    أكملتْ ما كانت عازمةً عليه من الهجوم،
  • 0:37 - 0:40
    ولكنًّ الأخرى تراجعت.
  • 0:41 - 0:43
    إذًا ما هو سبب الاختلاف؟
  • 0:44 - 0:47
    أنا مؤرّخة سلوكيّة، وأنا أدرسُ العدوان
  • 0:47 - 0:49
    والإدراك الأخلاقي
  • 0:49 - 0:53
    واتخاذ القرار في الحركات الاجتماعية.
  • 0:53 - 0:55
    هذا كثيرٌ جدًّا. (ضحكات)
  • 0:55 - 0:57
    إنّ معنى ذلك هو:
  • 0:57 - 1:02
    أنّني أدرسُ اللحظة
    التي يقرر فيها الفرد أنْ يطلق النّار،
  • 1:02 - 1:07
    القرارات اليوميّة التي أدّت إلى تلك اللحظة
  • 1:07 - 1:13
    والقصص التي يروونها لأنفسهم
    حول سبب تبرير هذا السلوك.
  • 1:13 - 1:15
    هذا الموضوع...
  • 1:15 - 1:17
    ليس مجرّد موضوع ثقافي فقط.
  • 1:17 - 1:19
    إنّه في الحقيقة موضوع شخصي قليلًا.
  • 1:19 - 1:23
    نشأتُ في مقاطعة كوتيناي (أيداهو)،
  • 1:23 - 1:25
    وهذا مهمّ جدًّا.
  • 1:25 - 1:30
    هذه ليست المقاطعة من أيداهو
    المشهورة بزراعة البطاطا.
  • 1:30 - 1:32
    ليس لدينا بطاطا.
  • 1:32 - 1:34
    وإذا سألتني عن البطاطا،
  • 1:34 - 1:35
    سأجدُك.
  • 1:36 - 1:37
    (ضحك)
  • 1:37 - 1:40
    هذه المقاطعة من ولاية أيداهو
    مشهورة بالبحيرات الجبليّة
  • 1:40 - 1:42
    وركوب الخيل
  • 1:42 - 1:43
    والتزلّج.
  • 1:44 - 1:47
    وللأسف في بداية الثمانينيات،
  • 1:47 - 1:51
    أصبحت معروفة بالمقرّ العالمي
  • 1:51 - 1:53
    لاريان نايشنز.
  • 1:53 - 1:59
    في كل سنة يخرج أعضاء محليّين
    من مجمع النازيين الجدد ويتسكعون في بلدتنا،
  • 2:00 - 2:01
    وفي كل سنة،
  • 2:01 - 2:05
    يخرج أعضاء من بلدتنا ويحتجّون عليهم.
  • 2:05 - 2:08
    في عام 2001، تخرجّت من المدرسة الثانوية،
  • 2:08 - 2:13
    وذهبتُ إلى كلية في مدينة نيويورك.
  • 2:13 - 2:17
    وصلتُ في شهر آب عام 2001.
  • 2:17 - 2:20
    كما يعلم الكثير منكم على الأغلب،
  • 2:20 - 2:22
    بعد ثلاثة أشهر،
  • 2:22 - 2:24
    تمَّ تدمير البرجين التوأمين.
  • 2:24 - 2:28
    لقد صُدِمت.
  • 2:29 - 2:31
    كنت غاضبةً بشكلٍ لا يصدّق.
  • 2:33 - 2:34
    أردتُ أنْ أفعلَ شيئًا ما،
  • 2:34 - 2:38
    ولكنَّ الشيء الوحيد الّذي اعتقدتُ
    أنّه بمقدوري فعله في ذلك الوقت
  • 2:38 - 2:41
    هو دراسة اللغة العربيّة.
  • 2:42 - 2:43
    سأعترف،
  • 2:43 - 2:49
    كنت تلك الفتاة في الصف
    الّتي أرادت أنْ تعرف لماذا "يكرهوننا."
  • 2:49 - 2:53
    بدأتُ بدراسة العربيّة لأسباب خاطئة للغاية.
  • 2:53 - 2:55
    ولكنْ حدث شيء غير متوقع.
  • 2:55 - 2:58
    حصلتُ على منحة للدراسة في إسرائيل.
  • 2:59 - 3:02
    لذا فتاة أيداهو ذهبتْ إلى الشرق الأوسط.
  • 3:02 - 3:06
    وفي أثناء إقامتي هناك،
    قابلتُ مسلمين فلسطينيين،
  • 3:06 - 3:08
    ومسيحيين فلسطينيين،
  • 3:08 - 3:09
    ومستوطنين إسرائيليين،
  • 3:09 - 3:11
    ونشطاء سلام إسرائيليين.
  • 3:12 - 3:16
    وما تعلّمته هو أنَّ كل فعل له بيئة.
  • 3:17 - 3:18
    له ظروف.
  • 3:20 - 3:24
    من وقتها قمتُ بالسّفر حول العالم،
  • 3:24 - 3:28
    لقد قمتُ بدراسة حركات العنف،
  • 3:28 - 3:33
    لقد عملتُ مع مؤسّساتٍ غير حكومية
    ومقاتلين سابقين في العراق،
  • 3:33 - 3:34
    سوريا
  • 3:34 - 3:35
    وفيتنام
  • 3:35 - 3:36
    ودول البلقان
  • 3:36 - 3:38
    وكوبا.
  • 3:38 - 3:41
    حصلت على درجة الدكتوراه في التاريخ،
  • 3:41 - 3:43
    وما أفعله الآن
    هو أنّني أطّلع على أرشيفات مختلفة
  • 3:43 - 3:46
    وأنقّبُ في المستندات،
  • 3:46 - 3:49
    باحثةً عن تحقيقات الشّرطة
  • 3:49 - 3:52
    وقضايا المحاكم،
  • 3:52 - 3:57
    ومذكرات وبيانات الأفراد
    المتورّطين في هجماتٍ عنيفة.
  • 3:57 - 4:00
    إذا جمعتم كل هذه الوثائق...
  • 4:00 - 4:02
    ماذا ستخبركم؟
  • 4:02 - 4:05
    إنَّ عقولنا تحب الألغاز السببيّة،
  • 4:05 - 4:06
    كما اتّضح.
  • 4:06 - 4:09
    لذا كلَما نرى هجومًا في الأخبار،
  • 4:09 - 4:12
    فإنّنا نميل إلى أنْ نسأل سؤالًا واحدًا:
  • 4:12 - 4:13
    لماذا؟
  • 4:13 - 4:14
    لماذا حصل ذلك؟
  • 4:14 - 4:17
    يمكنني أنْ أخبركم
    بأنني قرأت آلاف البيانات،
  • 4:17 - 4:22
    وما ستكتشفونه هو أنَّ هذه البيانات
    مقلّدة في الواقع.
  • 4:22 - 4:26
    إنّها تقلّد الحركات السياسية
    التي تأخذ منها المعلومات.
  • 4:26 - 4:30
    لذا فهي لا تخبرنا الكثير في الحقيقة
    عن اتخاذ القرار
  • 4:30 - 4:32
    في تلك الحالة المعيّنة.
  • 4:32 - 4:37
    لذا فإنّه يتوجب علينا
    أنْ نسأل سؤالًا مختلفًا كليًّا.
  • 4:37 - 4:40
    بدلًا من "لماذا؟"
    يجب علينا أنْ نسأل "كيف؟"
  • 4:40 - 4:43
    كيف ارتكبَ هؤلاء الأفراد هذه الهَجمَات،
  • 4:43 - 4:48
    وكيف أدّت بيئة صنع القرار لديهم
    إلى سلوكٍ عدواني؟
  • 4:49 - 4:54
    هناك بعض الأمور التي تعلمتها
    من خلال طرح هذا النوع من الأسئلة.
  • 4:54 - 4:56
    أهم شيء
  • 4:56 - 4:59
    هو أن العنف السياسي ليس مرض ثقافي مستوطن.
  • 4:59 - 5:00
    نحن الّذين نخلقه.
  • 5:00 - 5:03
    وسواء كنّا نلاحظ ذلك أو لا،
  • 5:03 - 5:08
    فإنَّ عاداتنا اليوميّة تساهم في خلق العنف
  • 5:08 - 5:10
    في بيئتنا.
  • 5:10 - 5:15
    لذا هذه هي بعض العادات التي تعلّمتها
    والّتي تؤدّي إلى العنف.
  • 5:16 - 5:20
    واحدة من الأمور الّتي فعلها المهاجمون
  • 5:20 - 5:23
    عند تحضير أنفسهم لفعلٍ عنيف
  • 5:23 - 5:27
    هو أنّهم تقوقعوا على أنفسهم
    ضمن فقاعة معلومات.
  • 5:27 - 5:30
    لقد سمعنا بالأخبار الكاذبة، أليس كذلك؟
  • 5:30 - 5:32
    لقد صدمني هذا:
  • 5:32 - 5:36
    كل مجموعة درستها كان لديها
    نوع من شعار للأخبار الكاذبة.
  • 5:36 - 5:39
    سمّاها الشيوعيّون الفرنسيّون
    "الصّحافة العَفِنَة."
  • 5:39 - 5:43
    سمّاها القوميّون المتعصّبون
    "صحافة التصفية"
  • 5:43 - 5:45
    و "صحافة الخيانة."
  • 5:45 - 5:49
    سمّاها المسلمون في مصر "الأخبار الفاسدة."
  • 5:49 - 5:52
    وسمّاها الشيوعيون المصريون...
  • 5:52 - 5:53
    "الأخبار الكاذبة."
  • 5:53 - 5:58
    إذًا لماذا تصرف المجموعات كل هذا الوقت
    لتحاول صنع فقاعات المعلومات هذه؟
  • 5:58 - 6:01
    الإجابة في الحقيقة بسيطة جدًّا.
  • 6:01 - 6:05
    نحن نقوم باتخاذ القرارات بالاعتماد
    على المعلومات التي نثق بها، أليس كذلك؟
  • 6:05 - 6:09
    لذا إذا وثقنا بالمعلومات المضلّلة،
  • 6:09 - 6:12
    فإنّنا سنقوم باتخاذ قرارت سيّئة.
  • 6:12 - 6:15
    يوجد عادة أخرى مثيرة للاهتمام
    والّتي استخدمها هؤلاء الأفراد
  • 6:15 - 6:18
    عندما أرادوا أنْ يشنّوا هجومًا عنيفًا
  • 6:18 - 6:22
    وهي أنّهم نظروا لضحيّتهم ليس كفرد
  • 6:22 - 6:24
    ولكنْ فقط كعضو من فريقٍ معارض.
  • 6:25 - 6:27
    بدأ ذلك يصبح غريبًا حقًّا.
  • 6:28 - 6:32
    هناك بعض من علم الدماغ الممتع وراء سبب
    كون هذا النوع من التفكير حقيقيًّا.
  • 6:32 - 6:35
    لنقل أنّني فصلتكم يا جَماعة إلى فريقين:
  • 6:35 - 6:37
    فريق أزرق،
  • 6:37 - 6:38
    وفريق أحمر.
  • 6:38 - 6:41
    ثم طلبت منكم أنْ تتنافسوا
    في مباراة ضد بعضكم البعض.
  • 6:41 - 6:45
    الشيء المضحك
    هو أن في غضون ميلي ثانية،
  • 6:45 - 6:50
    سوف تبدأون بالشعور بالسّعادة
  • 6:50 - 6:55
    عندما يحدث شيء سيئ لأعضاء الفريق الآخر.
  • 6:56 - 7:00
    الشيء المضحك هو أنّه إذا طلبتُ
    من واحدٍ في الفريق الأزرق
  • 7:00 - 7:02
    ليذهب وينضم للفريق الأحمر،
  • 7:03 - 7:05
    فإنّه سوف يغيّر من طريقة تفكيره،
  • 7:05 - 7:06
    وفي غضون ميلي ثانية،
  • 7:06 - 7:09
    سوف يبدأ بالشّعور بالسعادة
  • 7:09 - 7:12
    عندما يحدث شيء سيئ لأعضاء فريقه القديم.
  • 7:14 - 7:21
    هذا مثال جيّد جدًّا يوضّح
    الخطورة الكبيرة للتفكير بطريقة نحنُ وهم
  • 7:21 - 7:22
    في بيئتنا السياسيّة.
  • 7:22 - 7:27
    هناك عادة أخرى استخدمها المهاجمون
    لتسريع هجومهم
  • 7:27 - 7:29
    وهي أنّهم ركّزوا على الاختلافات.
  • 7:29 - 7:32
    بعبارةٍ أخرى، إنّهم قد نظروا إلى ضحاياهم،
    وفكّروا مع أنفسهم:
  • 7:33 - 7:35
    "ليس لدي أي شيء مشترك مع هذا الشخص.
  • 7:35 - 7:37
    إنّه مختلف تمامًا عنّي."
  • 7:39 - 7:42
    مرّةً أخرى، قد يبدو ذلك مفهومًا بسيطًا،
  • 7:42 - 7:47
    ولكن يكمن علمٌ مذهل خلف تعليل عمل ذلك.
  • 7:47 - 7:52
    لنقل أنّني عرضت عليكم يا جماعة فيديوهات
    لأيادٍ بألوان مختلفة
  • 7:52 - 7:56
    ودبابيس حادة لتُغرَس
    في هذه الأيادي ذات الألوان المختلفة،
  • 7:56 - 7:57
    حسنًا؟
  • 7:58 - 8:00
    إذا كنت أبيضًا،
  • 8:00 - 8:06
    فإن التعاطف،
  • 8:06 - 8:08
    والشعور بالألم،
  • 8:08 - 8:10
    سيكون أكبر عندما ترى دبّوسًا يُغرَس
    في يد بيضاء.
  • 8:12 - 8:15
    إذا كنتَ أمريكي لاتيني، عربي أو أسود،
  • 8:15 - 8:19
    فإنّه من المرجّح أن تبدي تعاطفًا أكبر
  • 8:19 - 8:24
    عندما ترى دبّوسًا يُغرَس
    في يد تشبه يدك كثيرًا.
  • 8:27 - 8:31
    الخبر السار
    هو أن هذا غير ثابت بيولوجيًا.
  • 8:31 - 8:33
    إنّه سلوك متعلَّم.
  • 8:33 - 8:38
    وهذا يعني أنّه كلما قضينا وقت أكبر
    مع المجتمعات العرقيّة الأخرى
  • 8:38 - 8:45
    وكلّما نظرنا إليهم على أنّهم
    يشبهوننا وأنّهم جزء من فريقنا،
  • 8:45 - 8:47
    كلّما شعرنا بألمهم.
  • 8:47 - 8:49
    آخر عادة سأتحدث عنها
  • 8:49 - 8:55
    هي أنّه عندما جهّز المهاجمون أنفسهم
    للخروج والقيام بإحدى هذه الأحداث،
  • 8:55 - 8:57
    فإنّهم ركّزوا على إشاراتٍ عاطفيّة معيّنة.
  • 8:57 - 9:03
    لشهور، قام هؤلاء بتحضير أنفسهم عن طريق
    التركيز على إشارات الغضب على سبيل المثال.
  • 9:03 - 9:06
    إنّني أتحدّث عن ذلك
    لأنها قد أصبحت شائعة كثيرًا الآن.
  • 9:06 - 9:10
    إذا كنت تقرأ المدوّنات أو الأخبار،
  • 9:10 - 9:14
    تراهم يتحدثون عن مفهومين من مختبر العلوم:
  • 9:14 - 9:17
    اختطاف اللوزة والاختطاف العاطفي.
  • 9:17 - 9:19
    الآن، اختطاف اللوزة:
  • 9:19 - 9:23
    هي المفهوم القائل
    بأنني عندما أريكم إشارة... مسدّس مثلًا
  • 9:24 - 9:27
    فإنَّ عقلك يستجيب باستجابة تهديد تلقائيّة
  • 9:27 - 9:29
    لتلك الإشارة.
  • 9:29 - 9:31
    والاختطاف العاطفي... مفهوم مشابه جدًّا.
  • 9:31 - 9:36
    الفكرة هي أنني عندما أريكم إشارة غضب
    على سبيل المثال،
  • 9:36 - 9:41
    فإنَّ عقلك سيستجيب باستجابة غضب تلقائية
  • 9:41 - 9:43
    لتلك الإشارة.
  • 9:43 - 9:47
    أظن أنَّ هذا يحصل لدى النساء
    أكثر من الرجال. (ضحكات)
  • 9:47 - 9:48
    (ضحك)
  • 9:48 - 9:51
    هذا النّوع من طريقة الاختطاف
    يلفت انتباهنا.
  • 9:51 - 9:54
    إنَّ مجرد كلمة "اختطاف" تلفتُ انتباهنا.
  • 9:55 - 9:56
    الأمر هو،
  • 9:56 - 10:00
    أنّ تلك ليست طريقة عمل الإشارات
    في الحياة الحقيقيّة.
  • 10:01 - 10:02
    إذا كنتم تدرسون التاريخ،
  • 10:02 - 10:07
    فستجدون أنّكم نُقذَفون
    بمئات وآلاف الإشارات
  • 10:07 - 10:09
    كل يوم.
  • 10:09 - 10:11
    ولذلك نحن نتعلّم
    كيف نقوم بالتّصفية.
  • 10:11 - 10:13
    نقوم بتجاهل بعض الإشارات،
  • 10:13 - 10:15
    نبدي انتباهًا لإشارتٍ أخرى.
  • 10:15 - 10:19
    بالنّسبة للعنف السياسي،
    فإنّ ذلك يصبح ذو خطورة كبيرة،
  • 10:19 - 10:25
    لأنّ ما يعنيه ذلك أنَّ المهاجمين غالبًا
    لم يرَوا مجرّد إشارة غضب
  • 10:25 - 10:26
    وفجأةً استشاطوا غضبًا.
  • 10:27 - 10:28
    بدلًا من ذلك،
  • 10:28 - 10:35
    قضى السياسيّون والنّاشطون الاجتماعيّون
    أسابيعًا وشهورًا وسنين عديدةً
  • 10:35 - 10:40
    وهم يدسّون المحيط بإشارات الغضب
    على سبيل المثال،
  • 10:40 - 10:42
    والمهاجمون،
  • 10:42 - 10:44
    قد صرفوا انتباههم إلى هذه الإشارات،
  • 10:44 - 10:47
    لقد وثقوا بهذه الإشارات،
  • 10:47 - 10:48
    لقد ركّزوا عليها،
  • 10:49 - 10:51
    لقد قاموا بحفظ هذه الإشارات حتّى.
  • 10:51 - 10:58
    كل ذلك يظهر لنا
    مدى أهميّة دراسة التّاريخ.
  • 10:58 - 11:02
    لا يكفي أنْ نرى كيف تعمل هذه الإشارات
    على المستوى المخبري.
  • 11:02 - 11:05
    وهذه التجارب المخبريّة مهمّة للغاية.
  • 11:05 - 11:09
    إنّها تعطينا الكثير من المعلومات الجديدة
    حول طريقة عمل أجسامنا.
  • 11:10 - 11:15
    ولكن من المهم أيضًا أنْ نرى
    كيف تعمل هذه الإشارات في الحياة الواقعية.
  • 11:19 - 11:23
    ما الّذي نخرج به من كل ذلك
    فيما يتعلق بماهيّة العنف السياسي؟
  • 11:24 - 11:27
    العنف السياسي ليس مرض ثقافي مستوطن.
  • 11:28 - 11:33
    إنّه ليس استجابة تلقائية محدّدة مسبقًا
    للمحفّزات البيئيّة.
  • 11:34 - 11:35
    نحن الّذين نخلقه.
  • 11:35 - 11:37
    تخلقه عاداتنا اليومية.
  • 11:39 - 11:43
    دعونا نعود للامرأتين الّلتين
    ذكرتهما في البداية.
  • 11:44 - 11:50
    الامرأة الأولى كانت تبدي انتباهًا
    لحملات الغضب هذه،
  • 11:50 - 11:51
    لذلك أخذتْ مسدّسًا
  • 11:51 - 11:53
    واقتربتْ من عسكري على حاجز.
  • 11:55 - 11:59
    ولكنْ في تلك الللحظة حدثَ شيءٌ
    مثيرٌ للاهتمام حقًّا.
  • 11:59 - 12:02
    قامتْ بالنّظر إلى ذلك العسكري،
  • 12:02 - 12:04
    وفكّرتْ بينها وبين نفسها،
  • 12:06 - 12:09
    "إنّه في نفس عمري.
  • 12:09 - 12:11
    إنّه يشبهني."
  • 12:13 - 12:15
    ووضعتْ المسدّس، وذهبتْ بعيدًا.
  • 12:16 - 12:19
    فقط بسبب هذا التشابه الصغير.
  • 12:20 - 12:24
    كان للفتاة الثّانية حالة مختلفة تمامًا.
  • 12:26 - 12:28
    كانت هي أيضًا تستمع لحملات الغضب،
  • 12:28 - 12:31
    ولكنّها انخرطت مع أفرادٍ
  • 12:31 - 12:33
    يشجّعون على العنف.
  • 12:33 - 12:36
    مع أقرانٍ شجعوها على عنفها.
  • 12:37 - 12:40
    قامت بالتقوقع حول نفسها ضمن فقاعة معلومات.
  • 12:41 - 12:44
    قامت بالتّركيز على إشاراتٍ
    عاطفيّة معيّنة لشهور.
  • 12:44 - 12:50
    لقد علّمت نفسها كيف تتجاوز
    موانع ثقافيّة معيّنة ضد العنف.
  • 12:50 - 12:52
    لقد قامت بممارسة خطتها،
  • 12:52 - 12:54
    قامت بتعليم نفسها عاداتٍ جديدة.
  • 12:54 - 12:58
    وعندما حان الوقت،
    أخذت قنبلتها واتجهت إلى المقهى،
  • 12:58 - 13:01
    وأكملتْ مهمّتها الهجوميّة.
  • 13:04 - 13:06
    إنَّ ذلك لم يكن رغبةً جامحة.
  • 13:07 - 13:09
    لقد كان تعلُّم.
  • 13:10 - 13:14
    الاستقطاب في مجتمعنا ليس رغبةً جامحة.
  • 13:14 - 13:16
    إنّه تعلُّم.
  • 13:16 - 13:19
    كل يوم نقوم بتعليم أنفسنا:
  • 13:19 - 13:21
    الأخبار التي نطّلع عليها،
  • 13:21 - 13:23
    المشاعر التي نركز عليها،
  • 13:23 - 13:28
    الأفكار التي نستمتع بها
    حول الفريق الأزرق أو الفريق الأحمر.
  • 13:28 - 13:31
    كل ذلك يسهم في التعلُّم،
  • 13:31 - 13:32
    سواء كنّا ندرك ذلك أو لا.
  • 13:33 - 13:34
    الأخبار الجيّدة
  • 13:36 - 13:41
    هي أنه رغم أنَّ الأفراد الذين درستُهم
    قاموا باتّخاذ قراراتهم مسبقًا،
  • 13:41 - 13:44
    فإنّه ما زال بمقدورنا أن نغيَّر مسارنا.
  • 13:45 - 13:49
    قد لا نقوم باتخاذ القرارات التي اتخذوها،
  • 13:49 - 13:53
    ولكنْ يمكننا أنْ نتوقف
    عن المساهمة في البيئات العنيفة.
  • 13:54 - 13:58
    يمكننا أنْ نخرج من أيّ فقاعة معلومات
    نحن فيها،
  • 13:58 - 14:02
    يمكنْ أنْ نكون أكثر وعيًا
    بما يتعلّق بالإشارات العاطفيّة
  • 14:02 - 14:03
    التي نركز عليها،
  • 14:03 - 14:06
    نوبات الغضب التي نثيرها.
  • 14:06 - 14:08
    ولكن أهم شيء،
  • 14:08 - 14:12
    يمكننا أن نتوقف عن النظر لبعضنا البعض
    كمجرد أعضاء من الفريق الأحمر
  • 14:12 - 14:14
    أو الفريق الأزرق.
  • 14:14 - 14:20
    لأنّه سواء كنّا مسيحيين أو مسلمين،
    أو يهوديين أو ملحدين
  • 14:20 - 14:22
    أو ديموقراطيين أو جمهوريين
  • 14:22 - 14:24
    فنحن بشر.
  • 14:24 - 14:25
    نحن بشر.
  • 14:26 - 14:29
    ونحن نشترك غالبًا بعادات متشابهة.
  • 14:30 - 14:32
    لدينا اختلافات.
  • 14:32 - 14:34
    هذه الاختلافات جميلة،
  • 14:34 - 14:37
    وهذه الاختلافات مهمّة جدًّا.
  • 14:37 - 14:43
    ولكنَّ المستقبل يعتمد علينا
    لنكون قادرين على إيجاد أرضيّة مشتركة
  • 14:43 - 14:45
    مع الجانب الآخر.
  • 14:46 - 14:49
    ولهذا السبب فإنه من المهم جدًّا
  • 14:49 - 14:52
    لنا أنْ نعيد تدريب عقولنا
  • 14:52 - 14:56
    ونتوقف عن المساهمة في البيئات العنيفة.
  • 14:56 - 14:57
    شكرًا لكم.
  • 14:57 - 14:59
    (تصفيق)
Title:
كيفَ يُمكنْ للعادات اليَوميّة أنْ تؤدّي إلى العُنف السّياسِي؟
Speaker:
كريستيان ماري أبو ساره
Description:

ما الّذي يدفعُ شخصًا ما إلى ارتكاب أعمال عنف ذات دوافع سياسية؟ الإجابة المقلقة تكمن في العادات اليوميّة. تشارك المؤرخة السلوكية كريستيان ماري أبو سارة رؤى مذهلة حول كيف يمكن للخيارات الّتي تبدو دنيويّة أنْ تولّد استقطابًا يؤدي إلى أفعالٍ متطرّفة ، بل ومميتة... وتشرح كيفية تحديد وتجاوز هذه السلوكيّات من أجل إعادة اكتشاف الأرضيّة المشتركة.

more » « less
Video Language:
English
Team:
closed TED
Project:
TEDTalks
Duration:
15:13

Arabic subtitles

Revisions