كن سعيدًا وعِش اللحظة | عائشة تشودري | TEDxPune

عائشة تشودري التي تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا وُلِدَت باضطراب نقص المناعة وتجاوزت متوسط العمر المتوقع لها بعام واحد لتصبح فنانة بارعة اليوم. على الرغم من مرض الرئة الخطير الذي يُعرف بالتليُّف الرئوي، إلا أن تفاؤلها المستمر، ونضوجها الرائع في مواجهة الصعاب، ورأيها الرصين في مواجهة تحديات الحياة كان مصدر إلهام للكثير.

قُدمت هذه المحادثة في حدث TEDx المحلي، لكن بتنظيم مستقل من قبل مؤتمرات TED.

تختلف قصتي عن الغالبية

لأني خضعت لعملية زراعة نخاع العظم

حينما كنت أبلغ 6 أشهر فقط.

والآن لديّ تليُّف رئوي،

الذي يعد مرض رئوي خطير،

وقدرة الرئة لدي 20% فقط.

اسمي عائشة تشودري، أبلغ من العمر 17 عامًا.

واليوم، أودُّ أن أحدثكم عن ما هو المهم
بالنسبة لي في الحياة.

الآن، الحياة يمكن أن تكون قاسية

عندما يكون كل نفس تتنفسه معركة

وأقل عدوى

يمكن أن تكون خطيرة،
تؤدي إلى تعريض الحياة للخطر.

وآخر عدوى لي كانت في نوفمبر العام الماضي،

عندما انتقلت من مرحلة القدرة
على الحركة بحرية والذهاب للمدرسة

لأتحول فجأة إلى طريحة الفراش،

غير قادرة على التقلّب في نومي
بدون أن ألهث.

ويجب أن أقرّ أنني تساءلت إن كنت سأموت.

قد أقضي ليالٍ مؤرقة،

فقط أفكر وأتقلّب طوال الليل

مع فكرة أنني سأرحل قريبًا.

وإذا كان ذلك سيحدث، إذًا ما المغزى من هذا؟

لكن فجأة أذهلني أنني
لست الوحيدة في كل هذا.

أليس هذا صحيحًا أنني لست الوحيدة
التي ستموت بل جميعنا أيضًا يومًا ما؟

بلى، جميعنا سيموت.

أودّ أن تفكروا جميعًا في ذلك الأمر للحظة.

في المائة عام المقبلة،

كل واحد منا يجلس في هذه الغرفة اليوم

سيرحل،

فقط في أوقات مختلفة...

البعض في وقت أقرب من الآخرين.

إذن، إذا كان الموت هو الحقيقة المطلقة،

ما هو الأمر الأكثر أهمية في الحياة؟

أشعر أن الأمر الوحيد الذي يهمني
هو أن أكون سعيدة،

والسعادة هي خيار من صنع المرء.

هي ببساطة سلوك.

يمكنني أن أختار بين أن أكون سعيدة

وأحاول أن أبتسم في كل أوقاتي الصعبة،

أو أن أستطيع الخيار بأن أكون بائسة
وأترك الأمر كله يطغى عليّ.

الآن، إذا أخترت أن أكون بائسة
فلن يجدي ذلك نفعًا.

لذا أخترت أن أحاول وأن أكون سعيدة.

وإذا كان لابد من أن يكون لديّ تليُّف رئوي،

أختار أن يكون لديّ تليُّف رئوي سعيد.

(تصفيق)

الآن، أودُّ أن أشاركم بعض اللحظات العصيبة
في الماضي القريب

حينما قررت أن أكون سعيدة.

هذا العام، لم أكن على ما يرام تمامًا،

واضطررت لإجراء عدة فحوص طبية،

وأحد هذه الفحوص كانت إجراء دراسة للنوم

للتأكد إن كانت مستويات الأكسجين
لديّ جيدة أثناء النوم.

وهذه الصورة تم التقاطها مباشرةً
قبل هذه الدراسة.

ويمكنكم رؤية أنني محاصرة
بمجموعة من الأسلاك،

بعضها مثبت على وجهي والبعض الآخر على جسدي،

لمراقبة قلبي وعقلي وتنفّسي.

على الرغم من كل هذا، مازلت أبتسم

لأنني أرفض أن أسمح لهذا المرض
بأن يتغلّب عليّ.

لن أسمح له مطلقًا.

واخترت أن أجد الفكاهة في مراقبة الشخص
الذي كان يجري دراسة نومي.

لم أستطع المساعدة لكن الضحك

على الطريقة التي يضع فيها قدميه على سريري

ويخلد للنوم ويُشخّر.

ومن الواضح أن هذا صعّب عليّ النوم

وربما لهذا كانت نتائجي سيئة جدًا.

(ضحك)

قلت لنفسي "كم هذا سخيفًا".

بعد مرور شهر، اضطررت أنا وأسرتي
الذهاب لإنجلترا

لإجراء فحص طبي شامل،

وكانت الأيام مليئة
بمواعيد طبية طويلة ومملة،

نتحدث عن عملية زرع رئة

بدت وكأنها عدد لا حصر له من الفحوصات.

هذه صورة لي مع أخي

مباشرةً بعد قضاء يوم طويل في المستشفى.

لكن خمًن إلى أين كنا متجهين في هذه الصورة.

لرؤية أحد عروض برودواي في لندن.

وكان رائعًا.

استطعت أن ألقي بمتاعب اليوم الذي قضيته
في المستشفى وراء ظهري،

مازلت أتمكن من العثور على الإرادة والحماس

بالذهاب لرؤية مسرحية

وقضاء وقت ممتع مع أخي.

أنا أؤمن أنه من المهم خلق
ذكريات سعيدة عديدة

لكي تمكّنا من محو الذكريات الحزينة.

بعد قضاء صيف مزعج
مليء بكل هذه الأمور الطبية،

قررنا أن نأخذ عطلة عائلية في المالديف،

وكان هناك الكثير من الأمور
للقيام بها في المالديف،

لكن بالطبع صحتي لم تسمح لي

بالقيام بالكثير من الأمور
التي أودُّ فعلها.

وأحد هذه الأنشطة كانت الغوص السطحي.

وأردت بشدة أن أجربها،

لكن كيف يمكن لشخص يعاني من صعوبات
في التنفس الذهاب للغوص السطحي؟

في هذه الصورة، يمكنك أن تراني
في معدّات الغوص السطحي

مباشرةً بعد أن أخرجت رأسي من الماء

بعد رؤية أفضل الأسماك الملونة
والجميلة والنابضة بالحياة.

والآن، لن أكذب.

قمت فقط بغمس رأسي لثانية واحدة،
لكن فعلت ما وددت فعله.

وكانت هذه اللحظة تساوي الكثير بالنسبة لي،

وشعرت بسعادة غامرة

لدرجة أنني اندهشت من نفسي

لفعل أمر ما يظنه الجميع صعب المنال.

لذا السعادة بوضوح هي خيار من صنع المرء.

أيًّا كانت الظروف، وأيَّا كان المكان،
يمكنك العثور عليها إذا بحثت عنها.

في الحقيقة، قال توم ويلسون ذات مرة:

"الابتسامة هي السعادة التي ستجدها
أسفل أنفك مباشرة."

أشعر بأن السعادة هي القيام أيضًا
بما تحبه بصدق،

وبالنسبة لي، حبي للفن

ببساطة لأنه يُتيح لي التعبير عن نفسي

بمثل هذه الطريقة الجميلة والفريدة.

عندما أغمس فرشاتي
في ألوان الطلاء النابضة بالحياة

ويمكنني غالبًا أن أشعر بالطلاء
وهو ملطّخ على قماش اللوحة،

أميل إلى نسيان كل ما يقلقني

والوضع الصعب الذي أنا عليه حقًا.

والفن يجعلني سعيدة

لأنه غالبًا يصبح عالمًا مختلفًا تمامًا

حيث يمكنني الهروب، على الأقل لبرهة قليلة.

وهذه الأيام، موضوعي المفضل
للرسم هو الكلاب.

والآن أودُّ أن أقدم لكم كلبيّ.

كوبي لابرادور، ورولو ذا بلاك بج.

يمكنك رؤية من هو المسيطر في هذه العلاقة.

أجدها مثيرة للغاية على الرغم
من أنهم لا يستطيعون التفوّه بكلمة،

يمكن للكلاب أن تصبح أقرب شيء لقلبك،

صديقك المفضل ورفيقك.

أحب مراقبتهم وأحاول فهمهم.

لا أستطيع المساعدة لكنهم مصدر إلهامي.

الكلاب تشبه البشر بشكل كبير،

ومع ذلك يحملون صفات نحن البشر
نتصارع من أجل تحقيقها أحيانًا.

تجد الكلاب السعادة في أصغر الأشياء.

تبتهج الكلاب بجولة،

منتشية من السعادة بحلوى صغيرة

وتطير من الفرحة حينما تدغدغ بطنهم.

تعني الكلاب العالم كله بالنسبة لي.

والآن أودُّ أن أشارككم بعض رسوماتي
التي رسمتها مؤخرًا،

حيث كان الكلبان مصدر إلهامي.

الأول هو كوبي،

إنها تصور لقطة لحياتي اليومية.

مستلقي على سريري فحسب،
يشاهد الأفلام، كما أحب أن أفعل.

الصورة الثانية

مستوحاة من الكلب رولو بج الرائع،

وفرقة الروك الأسطورية جانز آن روزز.

الآن، كل هذا لا يعني أن الحياة
هي دائما أغنية كبيرة ورقصة.

ليس ذلك صحيحًا.

بالطبع، هناك أيام كنت أشعر فيها بالإحباط،

أشعر كأنني أنقبض وأتكوّر وأستسلم.

لكن إدراك أن الأمور يمكن أن تصبح
دومًا أسوأ بكثير

دائما ما تدفعني للوقوف على قدمي،
ورسم ابتسامة على وجهي.

كان يمكن أن أولد

في عائلة لم تكن محبة ومهتمة مثل عائلتي،

لذا أشكر ربنا بأنه أنعم عليّ
بمثل هذه العائلة.

وأعلم أن هناك أطفال

أقل حظًا منّي.

ومع ذلك لديّ هذا المرض،

ما زلت سعيدة أنني أستطيع التجوّل

والقيام بما أحب أن أفعله.

لذا السعادة هي سلوك.

السعادة هي القيام بما تحبه بصدق،

وأشعر أن السعادة يمكن أن تأتي من القبول.

أتقبل ما أنا عليه،
والمكان الذي أتواجد فيه،

وأقبل التحديات التي أتصارع معها اليوم.

أنا أكثر تصميمًا

على الاستفادة القصوى
من هذه الهبة الرائعة للحياة

التي منحها الله لي.

قال هانز أندرسن ذات مرة:

"استمتع بالحياة،

هناك الكثير من الوقت لتكون ميتًا."

لذا آمل أن تستمتعوا جميعكم بحياتكم

بأكبر قدر من السعادة التي يمكن أن تجدوها.

شكرًا لكم على حسن استماعكم.

(تصفيق)