قوة الضعف | برينيه براون | تيد-هيوستن

تدرس برينيه براون علاقات البشر المتمثلة في قدرتنا على التعاطف والإنتماء والحب. في هذه المحاضرة المؤثرة والطريفة، تطلعنا رينيه على نتائج ملفتة من بحثها، حبث جعلتها تنطلق في رحلة لإستكشاف شخصيتها ولفهم البشر. إنه خطاب لا بد من مشاركته.

سأبدأ بهذه القصة.

منذ سنتين، إتصلَت بي منظِّمة حفلات

لأنني كنت أجهز لحفل خطاب وقتها.

فقالت:

أجد صعوبة بالكتابة عنك في ورقة الإعلان.

فقلت: "وما الصعب بذلك؟"

فأجابت: "لقد رأيتك تتحدثين...

وأعتقد بأن لقبك سيكون (باحثة).

هذا يقلقني، فقد لا يجذب ذلك الجمهور.

وقد يظنون بأنك شخصية مملة
ولا علاقة لهم بك." (ضحك)

قلت: "حسناً."

فقالت: "لكن الذي يعجبني في طريقة خطاباتك

هو إنك راوية قصص.

لذان أعتقد بأنني سأطلق عليك ذلك."

وبالطبع، "أثار ذلك تساؤلاً
بجانبي الأكاديمي الغير آمن وقال:

"ماذا ستطلقين علي؟" (ضحك)

فأجاب صوتها: "سأطلق عليك (راوية قصص)."

فقلت بنفسي: "أوه،
وهل فكّرتِ بـ (جنّية ساحرة)؟" (ضحك)

أخبرتها: "دعيني أفكر بذلك للحظة."

فحاولت إستجماع شجاعتي

وظننت:

"في الواقع، أنا راوية قصص،
وأنا باحثة نوعية.

أجمع القصص. هذه هي وظيفتي.

وقد تكون في هذه القصص حياة. إذاً،
ربما أنا حقاً راوية قصص."

فقلت لها: " أتعلمين؟

يمكنك أن تطلقي علي لقب
(راوية قصص بحثية)."

فأجابت: "ها ها! لا وجود لهذا المسمّى."

(ضحك)

إذاً، أنا راوية قصص بحثية،
واليوم٫

بما أننا نتحدث عن توسيع
نطاق تفكيرنا،

سأتحدث اليوم لأروي لكم
بعض القصص

عن أحد أجزاء بحوثي ،
إذ ساعدتني في توسيع نطاق تفكيري

وغيرت من كيفية عيشي لحياتي، وكيف أحب
وأعمل وأربي أبنائي بها.

تبدأ قصتي من هنا.

عندما كنت باحثة صغيرة٬
طالبة دكتوراه

بأول سنة دراسية، كان لدي أستاذ بحوث.

قال لنا في أول أيامه في تدريسنا:

"إذا عجزت عن قياس الشيء،
إذاً لا وجود له."

إعتقدت وقتها إنه كان يحدثني بلطف فقط.

فقلت: "حقاً؟"
فأجاب: "بالتأكيد."

عليكم أولاً أن تعرفوا بأنني حاصلة
على شهادة بكالوريوس في العمل الإجتماعي

وماجستير في العمل الإجتماعي، وكنت
أحضر وقتها للدكتوراه في نفس المجال.

كانت حياتي الأكاديمية مليئة بناس

يؤمنون بـ "إن الحياة فوضى، فلنُحبَّها."

لكنني أؤمن بـ "إن الحياة فوضى، فلننظفها،
(ضحك)

ولنرتبها، ولنضعها في صندوق مقسم."

(ضحك)

كنت أعتقد بأنني عثرت على طريقي
وعلى مجال عملي.

من أهم المقولات في العمل الإجتماعي هي:

"إعتمد على ما لا يريحك في عملك."

لكنني أميل إلى طرح المضايقات أرضاً،

وأبعدها عني لأحصل على درجة (إمتياز)."
(ضحك)

كان ذلك شعاري.

كنت متحمسة لذلك.

وإعتقدت بأن هذا سيكون مجال عملي

لأنني مهتمة ببعض المواضيع الفوضوية

لأنني أريد إصلاح الفوضى بها.

وأود أن أفهمها.

وأود أن أخترق ما هو مهم بها

لأعرض رموزها ليراها الجميع.

فكان لما بدأته صلة.

لأن العمل كموظفة إجتماعية لعشر سنين

ساعد من الكشف عن هذه الصلة.

إنه شيء يصنع معنى وهدفاً لحياتنا.

هذا هو كل ما بالموقف.

ليس من الضروري أن تتحدث إلى أناس
يعملون في العدالة الإجتماعية

أو الصحة العقلية أو الإساءة أو الإهمال.

ما نعلمه هو أننا متصلين
وأننا قادرين على الشعور بذلك.

فنحن متصلين بصورةٍ بيولوجية وعصبية.

نحن هنا لهذا السبب.

لذا، قررت أن أبدأ حديثي هذا
بصلة تربطنا.

جميعنا يعرف ذلك الشعور

الذي يراودنا عندما
يقيمنا مدراؤنا في العمل.

فيذكرون لك ٣٧ شيئاً رائعاً تقوم به

بالإضافة لشيء آخر تستطيع أن تطور منه.

(ضحك)

فيكون كل ما تفكر به هو هذا الشيء
الذي تستطيع أن تطوره. صحيح؟

ويبدو بأن هذا هو ما حدث في وظيفتي أيضاً.

فعندما تسألهم عن الحب،
يخبرونك عن الأسى.

وعندما تسألهم عن الإنتماء،

يخبرونك عن أكثر تجاربهم المؤلمة

في الإستثناء.

وعندما تسألهم عن الصلة

سيخبرونك قصصاً عن عدم الترابط.

بعد ستة أسابيع من شروعي في البحث،

تعرفت على شيءٍ كشف لي عن الصلة.

بصورة لم لم أفهمها أو أرها من قبل.

فابتعدت عن بحثي قليلاً وقلت لنفسي:

"يجب علي معرفة هذا الأمر."

فاكتشفت بأن ذلك الأمر كان (العار).

وببساطة، يمكن تعريف العار

على أنه الخوف من عدم الترابط.

هل هناك أمر يعرفه أو يراه الناس بي

يجعلني غير مؤهلة لأي صلة؟

سأقول لكم هذا: إنه أمر مشترك
وهو لدينا جميعاً.

إن الذي لا يشعر بالعار

ليس له قابلية للتعاطف
أو لإنشاء صلة مع غيره.

لا يحب أحد التكلم عن هذا الموضوع.

وكلما تجاهلنا الحديث عنه، زاد تملكنا له.

إن الذي يدعم صفة العار هذه

هو الشعور بأننا لسنا جيدون
بما فيه الكفاية.

الشعور بأنني "لست غنية بما فيه الكفاية،
أو نحيفة،

أو جميلة، أو ذكية،
أو مؤهلة للحصول على ترقية."

كان الألم المصاحب لضعفنا عاملاً يدعمنا.

إنها فكرة تنص على مبدأ "لن تحدث الصلة

إن لم نكشف عن أنفسنا وعن وجوهنا للناس."

وجميعكم تعلمون شعوري اتجاه الضعف.
إنني أكرهه.

لذلك، شعرت حينها بأنها كانت فرصتي
لأضربه بعصاتي.

سأدخل وسأكتشف ذلك.

سأقضي سنة كاملة أحلل فيها موضوع العار.

وسأحاول فهم كيفية عمل الضعف.

وسأكون أذكى منه.

فأصبحت جاهزة ومتحمسة بشأن ذلك!

كما تعلمون، لن يبدو ذلك جميلاً.

(ضحك)

تعلمون هذا.

أستطيع أن أروي لكم الكثير عن العار.

لكن ذلك قد يتطلب مني أخذ وقت الجميع.

ويتلخص الموضوع في أن

هذا قد يكون من أهم الأشياء التي تعلمتها

في العقد الذي أمضيته وأنا أقوم بالبحث.

فامتدت تلك السنة إلى ست سنوات.

إحتوت على آلاف القصص،
ومئات المقابلات الطويلة، ومجموعات للتقييم.

وفي مرحلة ما، بدأ الناس
بإرسال صفحات مدوناتهم لي.

وقصصهم، وآلاف المعلومات
لي في تلك السنين الستة.

وبدأت أعتاد ذلك.

وفهمت حينها معنى العار،
وكيفية عمله.

كتبت كتاباً ونشرت نظرية،
لكن شيئاً ما لم يكن طبيعياً.

وكان ذلك...

هو إنني إذا أخذت الناس
الذين تقابلت معاهم

وصنفتهم بناءً على شعورهم
بالإستحقاق في الحياة

فهذا هو ما يهم بالأمر -
الشعور بالإستحقاق

فسنرى بأن هناك من لديه شعور قوي
للحب والإنتماء

ومن يصارع للحصول على ذلك

أي الذين يتسائلون إن كانوا جيدون
بما فيه الكفاية.

وهناك عامل واحد فقط يفرّق بين

الذين يمتلكونه والذين يصارعون للحصول عليه:

فالمجموعة الأولى ذات الشعور القوي
للحب والأنتماء

تؤمن بأنها تستحق الحب والإنتماء.

هذه هي الفكرة.

هي تؤمن بذلك.

وبالنسبة لي، أصعب ما بموضوع الترابط

هو الخوف من شعورنا بأننا لا نستحقه.

ومن ناحية شخصية ومهنية، هو أمر

أردت أن أفهمه بصورة أفضل.

لذلك، قمت بجمع المقابلات

التي رأيت بها الشعور بالإستحقاق،

أي الناس الذين يعيشون مع هذا الشعور،
وتمعنت بها.

ما هو الرابط المشترك بين هؤلاء الناس؟

لدي إدمان بسيط على أدوات المكتب،
لكن هذا موضوع آخر.

(ضحك)

فأمسكت بملف مستندات وقلم

وتسائلت: "ماذا يمكنني
أن أطلق على هذا البحث؟"

وأول عبارة خطرت ببالي هي "من القلب".

فهذا النوع من الناس خالص ،
إذ يحيا على الشعور بالإستحقاق.

فكتبت تلك العبارة على ملف المستندات،
وبدأت أتمعن البيانات.

كان ذلك أول ما قمت به
خلال أربعة أيام من التحليل الدقيق.

حيث عدت للمكتب واستجمعت
كل ملفات المقابلات

والقصص والمواقف.

وتسائلت: "ما هو موضوع ونمط كل هذا؟ "

أخذ زوجي أبنائنا وترك المدينة.
(ضحك)

بدوت كالمهووسين الذين يحللون
لوحات (جاكسون بولوك).

بينما كنت أكتب فقط
وكنت على وضع الباحثة.

هذا ما توصلت إليه:

جميعهم لديه حساً في الشجاعة.

أريد أن أوضح هنا الفرق
بين الشجاع والمقدام.

فالتعريف الأصلي للشجاعة -

عندما جائت الكلمة للغة الإنجليزية

من كلمة لاتينية وتعني "قلب" -

هو أن يروي الشخص قصة عن نفسه

بكل ما في قلبه.

لذا، كان لهؤلاء الأشخاص الشجاعة
في أن يكونوا غير كاملين.

لديهم العطف بأن يحسنوا لأنفسهم،

ومن بعد ذلك لغيرهم.
فكشف هذا بأننا

لا نستطيع التعاطف مع غيرنا

إن لم نستطع التعاطف مع أنفسنا.

وأخيراً، لديهم الصلة

- وهذا أصعب جزء بالموضوع -

كنتيجة لإخلاصهم لأنفسهم.

فتخلوا عن الوصول لما اعتقدوا بأنه مهم لهم

ليصبحوا ما هم عليه الآن.

وهذا شيء مهم جداً لكل من يريد
أن يصنع أي صلة.

وكان لهم شيء مشترك آخر:

أنهم إعتنقوا فكرة الضعف بقوة.

إذ آمنوا بأن ما يضعفهم يزيد من جمالهم.

لم يصفوا الضعف بالراحة،

ولم يصفوه أيضاً بأنه شيء مؤلم،

أي كما سمعت عنه في المقابلات
التي كان محورها العار.

بل تحدثوا عن الضعف كشيء ضروري.

وتحدثوا عن استعدادهم لقول "أحبك" أولاً.

واستعدادهم لفعل شيء نتائجه غير مضمونة.

واستعدادهم للإسترخاء

أثناء انتظارهم للطبيب الذي سيخبرهم
بنتيجة صور الأشعة.

واستعدادهم للإستثمار بعلاقة

قد لا تنجح.

فهم يعتقدون بأن هذا عمل أساسي.

لكنني شخصياً اعتقدت بأن هذه خيانة.

فلم أستطع تصديق بأنني قسمت بالولاء
لهذا البحث،

إذ أن معنى كلمة بحث هو الفحص والتنبؤ

ودراسة ظاهرة

من أجل الفحص والتنبؤ فحسب.

والآن، كشفت مهمتي في الفحص والتنبؤ
عن الجواب

وهو أن العيش مع الضعف حياة.

وأن لا بد أن نتوقف من الفحص والتنبؤ.

أدى ذلك إلى إنهيار بسيط.

(ضحك)

والذي في الواقع بدا هكذا:
"إنهيار. صحوة روحية".

(ضحك)

وكان كذلك حقاً.

فقد أطلقت عليه بـ"الإنهيار"

بينما أطلق عليه طبيبي النفسي
بـ "صحوة روحية".

(ضحك)

كان لقب "صحوة روحية" أفضل، لكن الوضع
كان إنهياراً بالتأكيد.

فقد كان علي وضع بياناتي جانباً
لأذهب وأبحث عن طبيب نفسي.

وسأخبركم هذا: ستعرف نفسك جيداً

إذا اتصلت بأصدقائك لتخبرهم:
"أحتاج لجلسة نفسية مع طبيب ما.

ألديك اقتراحات عن أي طبيب؟"

لأن خمسة من أصدقائي قالوا:

"أوه، لا أود أن أكون طبيباً نفسياً لك."
(ضحك)

فقلت: "ماذا تعنون بذلك؟"

فأجابوا: "نحن نعبر عن شعورنا فقط.

لا تجلبي معك عصاك!"

(ضحك)

فقلت: "حسناً."

فحصلت على طبيبة نفسية.

(ديانا). وفي أول جلسة لي معها،

أحضرت معي قائمة صفات
الذين يعيشون من قلبهم.

فجَلَسَتْ وقالت: "كيف حالك؟"

وأجبت: "أنا بخير."

وقالت: "ما هي مشكلتك؟"

هي طبيبة نفسية تعقد جلسات
مع أطباء نفسيين أخرين.

لذا، كان يجب علينا الذهاب لهم
لأن قدرتهم على قياس الهراء كان جيداً.

(ضحك)

فقلت: "مشكلتي أنني أعاني."

وسألت: "تعانين من ماذا؟"

فأجبت: "أعاني من مشكلة في الضعف.

وأعرف بأن الضعف هو جوهر العار والخوف

وصراعنا للإستحقاق. لكن يبدو أيضاً بأنه

منشأ السعادة والإبداع والإنتماء والحب.

وأعتقد بأن لدي مشكلة مع ذلك،
وأحتاج للمساعدة."

وأضفت: "لا أريد هراء عن علاقة ذلك
بعائلتي أو بطفولتي.

(ضحك)

أريد إستراتيجيات فقط."

(ضحك)

(تصفيق)

شكراً.

ففعلَت هذا.

(ضحك)

فقلت: "وضعي سيء، صحيح؟"

أجابت: "وضعك ليس بجيد أو بسيء.

(ضحك)

هو الموضوع ذاته."

فقلت: "يا إلهي. سيكون ذلك فظيعاً."

(ضحك)

وربما كان ذلك.

واستغرق هذا عاماً كامل.

وتعلمون، عندما يكون هناك ناس

يلاحظون بأن الضعف والرقة مهمان،

فإنهم يستسلمون لهما؟

أولاً، أنا لست منهم.

ثانياً، لا أصاحب أشخاصاً هكذا.

(ضحك)

كان ذلك بالنسبة لي كصراع
في الشارع استمر لسنة. (ضحك)

كان كشجار عنيف.
هاجمني الضعف، وهجمت عليه.

خسرت المعركة، لكنني على الأرجع
استرجعت حياتي.

فعدت بعد ذلك للبحث وقضيت سنتين

محاولة فهم الأشخص الذين يعيشون
الحياة بقلب خالص،

وفهم الخيارات التي صنعوها،
وما نقوم نحن به مع الضعف.

لماذا نعاني من ذلك كثيراً؟

هل أنا الشخص الوحيد الذي يصارع الضعف؟

كلا.

هذا ما تعلمته:

نحن نخدر الضعف.

وعندما ننتظر الرد...

هذا مضحك، ففي يوم الأربعاء،
سألت على مواقع (تويتر) و(وفيسبوك):

"كيف تعرّف الضعف؟ ومالذي يشعرك بالضعف؟"

وبعد ساعة ونصف، حصلت على ١٥٠ رداً.

أردت معرفة ردود الناس.

فقالوا "طلب المساعدة من زوجي
عندما أكون مريضة لأننا عريسان جديدان."

"ممارسة الجنس مع زوجي."

"ممارسة الجنس مع زوجتي."

"الرفض".
"دعوة شخص ما."

انتظار الرد من الطبيب.

"خسارة وظيفتي."

"فصل الموظفين."

هذا هو العالم الذي نعيش فيه.

نعيش في عالم يُجرح بسهولة.

وإحدى الطرق التي نتعامل معه
هو تخدير هذا الضعف.

وأنا أرى بأن هناك دليل،
وهذا ليس السبب الوحيد

لوجود هذا الدليل، لكنه سبب عظيم.

الكثير منا لديه ديون،

ويعاني من البدانة،

والإدمان،

ويُعالج لسبب ما.
كل هذا على تاريخ أمريكا.

والمشكلة هي – كما تعلمتها من بحثي

هي أننا لا نستطيع تخدير العاطفة
بشكل اختياري.

لا نستطيع قول "هذه هي الأشياء السيئة.

وهذا هو الضعف، والحزن، والعار.

وهذا هو الخوف، وخيبة الأمل.
لا أريد أن أشعر بذلك.

سأشرب بعضاً من كؤوس الجعة
وسآكل فطيرة الجوز والموز.

(ضحك)

لا أريد أن أشعر بتلك الأشياء.

وأعرف أن هذا الضحك دلالة على الفهم.

أنا أدخل حياتكم من أجل لقمة العيش.
هي ضحكة الوعي.

(ضحك)

لا يمكنكم أن تخدروا هذه المشاعر

بدون تخدير الآثار أو العواطف الأخرى.

لا يمكننا أن نخدر اختيارياً.

وعندما نخدر هذه المشاعر،

نحن نخدر بذلك الفرح والإمتنان والسعادة.

وبذلك، نصبح بؤساء.
ونبحث عن الهدف والمعنى،

فنشعر بالضعف.

ولذلك نشرب بعضاً م كؤوس الجعة
ونأكل فطيرة الجوز والموز.

وتصبح لدينا هذه الدورة الخطيرة.

أحد الأشياء التي علينا أ نفكر بها
هي سبب وكيفية تخديرنا للأشياء.

وليس من الضروري أن يكون ذلك بسبب الإدمان.

والشيء الآخر الذي نفعله
هو جعل ما ليس واضحٍ واضحاً.

أصبح الدين يقيناً
بدل أن يكون إيماناً بالعقيدة وبغموضها.

"الحق معي وأنت المخطئ. أسكت".

هذا هو.

واضح فقط.

كلما زاد خوفنا
كلما شعرنا بالضعف.

وكلما زاد ضعفنا.

وهذا ما تبدو عليه السياسة اليوم.

ليس هناك حوار، وليس هناك محادثة.

إتهام فقط.

أتعرفون كيف يُوصف الاتهام في البحث؟

"هو طريقة للتخلص من الألم وعدم الراحة."

أحسنّا.

ودعوني أخبركم

بأنه إذا أراد شخص ما أن تبدو حياته هكذا

فسيكون أنا.

لكن الأمر ليس هكذا.

لأننا نأخذ الدهون من مؤخراتنا
ونضعها في خدودنا.

(ضحك)

وهذا غير مفيد!

آمل بعد مائة ألف سنة
أن ينظر الناس إلى الوراء ويُذهلون.

(ضحك)

ونحن نُحسن أطفالنا بصورة خطيرة جداً.

اسمحوا لي أن أخبركم بسرعة
عن رأينا بالأطفال.

إنهم يكونون قد ناضلوا بالجهود
عندما وصولهم إلى هنا.

عندما تحملون هؤلاء الصغار المثاليون
بين أيديكم، سيكون دورنا هو ألا نقول:

"أنظروا إليهم، أنظر إليها، هي كاملة."

وظيفتي هي الحفاظ على كمالها،

وأن أتأكد من انضمامها إلى فريق التنيس
في الصف الخامس

وجامعة (ييل) في الصف السابع".

هذه ليست وظيفتنا،
فوظيفتنا هي أن ننظر ونقول:

"إنك غير كاملة
ولا تناضلين بما فيه الكفاية.

ولكنك تستحقين الحب والطمأنينة."

هذه هي وظيفتنا.
أروني جيلاً من الأطفال تربوا هكذا،

وسنتغلب على كل المشاكل التي نراها اليوم.

نحن ندعي أن ما نقوم به
ليس له تأثير على الناس.

نقوم بذلك في حياتنا الشخصية وفي العمل،

سواءً للإعانة أو في حال حدوث تسرب للنفط،
أو إستدعاء.

ندعي أن ما نقوم به

ليس له تأثير على الناس.

كنت أخبر الشركات
بأن هذا ليس إحتمالنا الأول.

نريد منكم أن تكونوا صادقين وحقيقيين

وتتأسفوا وأنكم ستحلون هذه المشاكل.

ولكن هناك طريق آخر، وسنترككم هنا.

هذا ما استنتجته:

السماح لأنفسنا أن نكون ظاهرين،
وظاهرين بعمق، وظاهرين بضعفنا.

ونحب من أعماق قلوبنا وإن لم نضمن ذلك.

وهذا صعب جداً.

وسأقول لكم بمثابة أم بأن هذا صعب للغاية.

إن التعبير عن الإمتنان والفرح

في تلك اللحظات من الرعب عندما نتسائل:

"هل يمكنني أن أحبك لهذه الدرجة؟
هل يمكنني أن أؤمن بهذا لدرجة حماسية؟

هل يمكن أن أكون شرسة الآن؟"

القدرة على التوقف

وتهويل الأحداث القادمة

لنقول بأننا ممتنون جداً.

ولأن الشعور بهذا الضعف
يعني بأنني على قيد الحياة."

والشيء الأخير، والذي قد يكون أهم شيء،

هو أن نؤمن بأننا كاملون.

لأن العمل بمكان يشعرنا بأننا كفاية

سيجعلنا نتوقف عن الصراخ،
فسنبدأ بالإستماع.

نحن ألطف وأطيب للناس من حولنا

ونحن ألطف وأطيب لأنفسنا.

هذا كل ما لدي. شكراً.

(تصفيق)