المدن الخضراء رائعة، ولكن ماذا عن البعوض؟ | كاميرون ويب | TEDxParramatta

يتغيّر المناخ، وكذلك مدننا وضواحينا. في الوقت الذي تسعى فيه السلطات إلى "تخضير" بيئاتنا الحضرية، هناك خطر يتمثل في إتاحة فرص جديدة للبعوض للتكاثر في منازلنا وحولها. يحب البعوض الماء والدفء. ولكي نمنع تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض، نحتاج إلى فهم أفضل لكيفية استجابة ماصّات الدماء المزعجة تلك لبيئة متغيرة. ما الذي نعرفه وما الذي يتعين علينا القيام به للحد من مخاطر الصحة العامة المستقبلية المرتبطة بالبعوض؟
الدكتور كاميرون ويب هو عالم يقضي الصيف وهو يخوض في المستنقعات بحثًا عن البعوض وسعيًا لاكتشاف أفضل طريقة للتغلب على لدغاته.

أُلقيت هذه المحادثة في مؤتمر TEDx باستخدام صيغة مؤتمرات TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد، يرجى زيارة: http://ted.com/tedx

مناخنا يتغيّر.

ما يعني أننا سنشهد فترات صيف
أكثر حرارة وجفافًا في مدننا.

وسيتعيّن علينا أن نتعامل مع موجات حر
أكثر تواترًا وأكثر كثافة.

وسيكون لها تأثير على صحتنا ورفاهيتنا.

ولكن ليس علينا فقط.

ماذا عن النباتات والحيوانات
التي تتخذ من مدننا مأوى لها؟

إذًا ماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟

يمكننا تخضير مدننا.
يمكننا زراعة الأشجار.

فالظل الذي تمنحه الأشجار

يوفر الحماية من تأثيرات الحرارة تلك.

لكن ما الذي نحتاجه

لجعل هذه النباتات تزدهر وتعيش؟

نحتاج إلى الماء.

مدننا الخضراء تحتاج إلى الماء،

ولكن البعوض أيضًا يحب الماء.

وبالتالي كيف يمكننا موازنة التأثيرات
التي تأتي من كلٍّ منهما

إذا كنا، ربما، عن غير قصد
نتسبّب بالآفات المتزايدة

ومخاطر الصحة العامة لأنفسنا

بالطرق التي نحاول بها
الاستجابة لتغير المناخ؟

كيف يمكننا تخضير مدننا
دون أن نخلق مشكلة سببها البعوض؟

البعوض هو الفصيلة الأكثر دموية
على هذا الكوكب.

حيث يموت حوالي نصف مليون شخص كل عام
بسبب لدغة البعوض-

وأمراضٌ مثل الملاريا وحمى الضنك

تصيب مئات الملايين من الناس
كل عام، حول العالم.

عبء المرض هذا يؤثر بشكل كبير

على كل من المجتمعات والسلطات المحلية

في الوقت الذي يكافحون فيه لمحاولة
التعامل مع تلك الآثار.

نحن محظوظون جدًا هنا في أستراليا

لكونها خالية من بعض الأمراض
الأكثر خطورة والتي ينقلها البعوض.

ولكن لا تزال هناك عوامل ممرضة
تنشرها أنواع البعوض السائدة لدينا

والتي من شأنها أن تسبب لنا الأمراض.

فمثلًا فيروس نهر روس-

إذا أُصِبنا بهذا الفيروس،

قد لا نموت،

ولكن يُحتمل أن نصاب بأمراض خطيرة.

كالحمى والطفح الجلدي وآلام المفاصل
والإعياء-

وقد نمضي شهورًا في محاربة المرض.

ولكن بغض النظر عن عبء المرض،

ماذا عن الإزعاج الذي يمكن أن يتسبب به
البعوض في حياتنا اليومية؟

كم منكم عانى من إزعاج البعوض
خلال الاستمتاع بالشواء خارج المنزل

أو خلال زيارة الأراضي الرطبة المحلية
في الصيف؟

ماذا عن تلك البعوضة
التي تطن حول غرفتك في الليل؟

كيف يمكننا إدارة هذه المخاطر
والمضي قدمًا

ومحاولة العيش في مدينة أكثر خُضرة

دون أن نخلق فرصًا لتكاثر للبعوض؟

إنني أقضي الصيف وأنا أتجول في المستنقعات،

وأتعارك مع البعوض.

على الرغم من حروق الشمس
ولدغات البعوض والطين،

فإنني في الواقع أحب عملي.

ولدي أيضًا اعتراف لأقوم به
أمامكم جميعًا:

أنا في الواقع أحب البعوض.

(ضحك)

بل إنني مفتون جدًا بهم.

وأعتقد أنهم في غاية الجمال

إن سنحت لكم الفرصة للنظر إليهم
تحت المجهر.

قبل البدء ببحثي

والنظر لأول مرة إلى البعوض
من خلال المجهر،

لا أظنني ألقيت لهم بالًا من قبل.

كنت على دراية بأن البعوض يساهم
بتفشي الأمراض في دول الخارج،

وألِفتُ رائحة الاحتراق التي تنبعث
من لفيفة البخور الطارد للبعوض-

ولا تزال تذكرني بعطلات الصيف.

لكن ما أعمل عليه الآن،

إلى جانب ما يقوم به العلماء
في جميع أنحاء البلاد،

هو محاولة إيجاد طريقة

لتجنيب الناس الإصابة بالأمراض
بسبب لدغات البعوض،

وهذا يتطلب منا أن نفهم

دور البعوض في بيئتنا المحلية

وكيف يمكننا تغيير مدننا

بحيث نقوم بتخضيرها-

والحدّ من تأثيرات تغير المناخ-

ولكن في نفس الوقت،
دون أن نخلق فرصًا لتكاثر البعوض.

هل تعلمون أن هنالك ما يزيد عن 60 نوعًا
مختلفًا من البعوض

موجودة في غرب سيدني؟

لذا فلا يقتصر الأمر فقط على تلك البعوضة
التي تصفعها وتسحقها على ذراعك؛

إنهم صنف حيوانيٌ متنوع
ومثير للاهتمام بشكل لا يوصف.

هناك 60 نوعًا مختلفًا منها
في أنحاء غرب سيدني.

قد يكون هذا البعوض كبيرًا،
وقد يكون صغيرًا.

قد يكون أسود اللون
وله أرجل مخططة بشكل مميز؛

وقد يكون بلون بني باهت؛

أو بلون برتقالي نابض بالحياة.

ولكن ما أحبه حقا بشأن كل هذه الأنواع

هو أنها فريدة جدًا-

فقد تكيفت مع مختلف أنواع البيئات.

هذه أحد الأسباب التي أحبه لأجلها:
أنه قادر على التكيف بشكل لا يصدق.

لكن الأمر ذاته هو ما يثير قلقي بشأنهم

إذ من المحتمل أنهم يتكيفون

مع مصادر الماء التي نوفرها
في أنحاء مدننا.

يوجد البعوض في بيئات مختلفة ومتعددة جدًا،

من أحواض الصخور الساحلية إلى جداول الثلج
الذائب في مناطق جبال الألب،

من المصارف الملوثة إلى المستنقعات الصافية،

ومرورًا بكل بركة ماء تقريبًا.

يمكن إيجاد البعوض في تلك البيئات جميعها.

إنّ فهم كيفية تفاعل البعوض
مع هذه البيئات ومع المناخ

مهم جدًا

لفهم دوره في تفشي الأمراض.

ولكن هذا البعوض جميعه يحتاج
إلى شيئين أساسيين:

فهو يحتاج إلى الدم

ويحتاج إلى الماء.

سأتكلم عن الدّم لاحقًا،

لكن دعوني أخبركم الآن عن أهمية الماء
بالنسبة للبعوض.

البعوضة المتواضعة هي مخلوق ضعيف وهش-

تبدو وكأنها ستسقط بمرور نسمة قوية،

فمن الصعب أن تتخيل أن البعوض
هو أخطر الحيوانات على هذا الكوكب.

لكن هذه الحيوانات تعتمد على الماء.

لديهم دورة حياة مذهلة
تبدأ في الماء-

فهم يحتاجون إلى الماء.

حيث يضع البعوض بيوضه داخل
وحول مصادر المياه،

ثم عندما تمطر أو تمتد الأمواج
إلى الأراضي الرطية،

تفقس هذه البيوض.

ومن هذه البيوض تخرج اليرقات
التي تشبه الديدان

والتي تسبح في الماء.

ربما سبق لك رؤيتها في البرك
أو في أماكن أحواض النباتات.

أو ربما، كما كان يحصل معي في طفولتي،

عندما كنت تتأخر في تنظيف
مسبح الفناء الخلفي لمنزلك،

ويصبح الطقس حارًّا،

فجأة،

ترى هذا البعوض يسبح على سطح الماء.

لكن خلال الصيف، قد يستغرق الأمر
أسبوعًا أو نحو ذلك

للخروج من تلك المياه
والبدء بالطيران.

إنه يعيش لبضعة أسابيع فقط،

ولكن خلال تلك الفترة،
يمكنه لدغ الكثير من الناس

ويمكنه وضع أكثر من ألف بيضة.

ولكن للحصول على هذه البيوض،
يحتاج إلى الدم.

البعوض يحتاج إلى الدم -

لهذا السبب فهو يلدغ.

أنثى البعوض فقط هي التي تلدغ،

وهي بحاجة إلى دخول البروتين
في دمها كي تطور بيوضها.

يمكنها أن تكتفي بعصارات النباتات
والسكريات معظم الوقت،

لكنها تحتاج إلى الدم لتطوير البيوض.

والحيوانات التي يمكنها الحصول
على الدم منها متنوعة بشكل كبير جدًا

من الأبقار والكنغر إلى الطيور والضفادع،

وحتّى نحن أيضًا.

وبالنسبة لبعض الضيوف في هذه القاعة،

ربما تفكرون،

"عجبًا، لا بدّ أن البعوض يستلذّ بلدغي

أكثر بقليل مما يستلذّ بلدغ أصدقائي."

وفي بعض الأحيان قد لا نكون
محظوظين في ذلك فعلًا.

ولكن من المهم أيضًا أن تتذكر
أن البعوض، عندما يلدغ،

لا يتسبب فقط بظهور تورم أحمر
مسبب للحكة على الجلد،

ولكن بإمكانه أيضًا أن يتسبب لنا بالأمراض.

يمكنه أن ينقل العوامل الممرضة
التي تصيبنا بالمرض.

لكن البعوض لا يطير هنا وهناك

ناقلًا قطرات من الدم المصاب
من شخص لآخر.

فهو ليس مجرد محاقن قذرة،

بل هو كائن أكثر تعقيدًا من ذلك.

حيث يجب أن يصاب البعوض نفسه
بالعوامل الممرضة

قبل أن يتمكن من نقلها إلينا.

وفيما يتعلق بانتقال العوامل الممرضة،

لا يتشابه البعوض كله في ذلك.

ولهذا السبب، فإنه من المهم فهم البعوض.

لأنه على الرغم من أنه لدينا عشرات
البعوض هنا في سيدني

يمكنها أن تنقل شيئًا كفيروس نهر روس،

إلا أنه لا يوجد حاليًا بعوض في سيدني

يمكنه نقل العوامل الممرضة
التي تسبب أمراضًا أكثر خطورة-

مثل حمى الضنك أو الشيكونغونيا أو زيكا.

ونأمل أن يبقى الأمر على هذا النحو.

إذا فكيف يرى البعوض المدينة الخضراء؟

اولًا وقبل كل شيء، فيها أشجار
وارفة الظل،

تحمي من الرياح والشمس.

وهي تؤمّن أماكنًا صغيرة آمنة ورطبة

يلجأ إليها البعوض.

كلما كانت فترة حياة البعوض أطول،

لدغت عددًا أكبر من الأشخاص،

وزاد عدد البيوض التي تضعها أيضًا.

ولكنه لا يحتاج إلى النبات
بقدر ما يحتاج إلى الماء،

الذي يعتبر أساسيًا بالنسبة للبعوض.

في أي مدينة خضراء،

ننشئ خزانات المياه،

ونبني المستنقعات،

ولدينا جدران خضراء وبرك الضفادع،

وأحواض إزالة الملوثات والرواسب،

وحدائق الأمطار.

كل هذه المنشآت

التي قد تكون مصممة
لتخزين وإعادة تدوير المياه

في داخل وأنحاء مدننا وضواحينا

يمكن أن يستخدمها البعوض.

تذكروا– يحب البعوض هذه المياه
المتوافرة له.

إذًا كيف يمكننا تصميم مدننا

بحيث لا يتكيف البعوض بسرعة
مع هذه الأنواع من البيئات؟

أينما وجد الماء،
سيضع البعوض بيوضه.

علينا أن نعي ذلك

أثناء محاولتنا الاستجابة وتخضير مدننا،

وبناء هذه المنشآت التي ستساعدنا.

هذا سيزيد من روعة المدينة.

أودّ العيش في مدينة خضراء.
أحبُّ العيش في مدينة خضراء.

ربما يكون ذلك رائعًا لصحتي
النفسية والجسدية ولسعادتي.

إلا أنني لا أريد مشاركة ذلك
مع الكثير من البعوض.

والبعوض قادر جدًا على التكيف

أنا متأكد من أنه سيجد فُرَصَهُ

في هذه المنشآت التي نبنيها.

ولذا فإنني أخشى حقًّا

أننا سنرى المزيد
والمزيد من البعوض في المستقبل.

إذًا فكيف يمكنك بناء مستنقع
دون أن يصبح موطنا للبعوض؟

من إحدى نتائج البحوث المثيرة للاهتمام
والتي توصلنا إليها حديثًا

هي أن أعداد البعوض الهائلة

غالبًا ما يبدو أنها مرتبطة بالمستنقعات
غير الصحية،

المستنقعات التي تحتوي على مياه راكدة،

والمستنقعات التي لا يعيش فيها ما يكفي
من الحيوانات التي تتغذى على البعوض.

إذًا فهي فكرة مثيرة للحيرة.

إذ أنه إن كان يمكنك بناء مستنقع صحيٍ أكثر-

فيه المزيد من المياه الجارية،

وأكثر تنوعًا بيولوجيًا-

فإنه من الممكن أن نقلل من أعداد البعوض.

وإن وفّرنا موطنًا طبيعيًا
للحيوانات التي تتغذى على البعوض-

الطيور والخفافيش والأسماك
والضفادع والعناكب

وأي عدد من الحشرات المائية
التي تحب أكل البعوض-

بدلًا من أن يكون مشكلة،

أي البعوض – لن يختفوا هكذا.

لا يمكننا التخلص من البعوض كليًّا -

ولكن إن وفرنا لهم مكانًا أكثر توازنًا

في النظام البيئي،

ربما سيقلل ذلك من آثار الآفات،

والأهم من هذا،

أننا قد نشهد انخفاضا في نسبة
الأمراض التي ينقلها البعوض.

ولكن ماذا عن مصارف مياه الأمطار؟

فهي بالفعل شائعة في المستنقعات المحلية

وهناك بعوضة ما تتخذها موطنًا لها،

وهي ليست بمعلومة جديدة طبعا.

قد لا تلاحظ مرور البعوضة بك،

لكنك تعرف صوتها.

وربما تكره صوت هذه البعوضة،

أكثر من لدغتها.

هذه البعوضة تسمى
البعوضة خماسية الخطوط.

وهي تحب التكاثر في البرك الملوثة
والمجاري والتّرع.

سيكون من السهل استغلال

الطرق التي نخزن بها
مياه الصرف الصحي في أنحاء مدننا.

فيما يخص هذه البعوضة،
فإنها تحب القدوم إلى الداخل ليلًا.

إنها البعوضة التي تطنّ
حول وجهك في الليل،

وتبقيك مستيقظًا، وتؤرّق نومك.

والسبب الذي يجعلك تسمع تلك البعوضة

هو ليس أنها تصدر صوتًا
مختلفًا عن غيرها من البعوض.

بل أن تلك البعوضة تفضل لدغ الطيور.

لذا فهي تحوم حول وجهك وجسدك،

استجابة لحرارة ورائحة جلدك،

تتساءل:

"هل هذا طائر كبير بلا ريش؟
لست متأكدة إن كنت أريد لدغه أم لا ".

ومن سوء حظ أحدكم أن تكون
رائحته مشابهة لرائحة طير ما.

(ضحك)

لكن للتذكير فقط،

لا تكمن المشكلة في لدغة البعوض بحد ذاتها.

إنه الإزعاج الذي يمكن أن تسببه
أعداد كبيرة من البعوض.

لا نريد هذا البعوض داخل بيوتنا

حيث أننا نوعًا ما نتيح فرصًا
لتكاثر هذا البعوض في مدننا.

وماذا عن الأفنية الخلفية لمنازلنا؟

جميعنا نريد الحفاظ على سلامتها.

نريد أن نوفر بيئة رائعة
لنباتاتنا وحيواناتنا الأليفة

وللحياة البرية في محيطنا.

ومن الطرق الفعالة للقيام بذلك
هي تركيب خزان مياه الأمطار.

لكن المشكلة

هي أن خزانات مياه الأمطار يمكن أن تكون
مصدرًا لأنواع خطيرة جدًا من البعوض.

جميعكم في هذه القاعة

ربما تعرضتم للدغة
البعوض المنزلي الأسترالي-

واسمه العلمي هو "إيديس نوتوسكريبتس".

وهو الأكثرانتشارًا في أستراليا.

لدى الجميع تقريبا في أفنية منازلهم الخلفية
بيئة مناسبة لتكاثر هذه البعوضة،

سواء كان حوضًا للطيور،
أو صحن إصّيص النبات.

حتى أصغر كمية راكدة من الماء في خزان ما

ستكون مكانًا مناسبًا لهذه البعوضة
لتضع بيضها.

إنها آفة لدغ مزعجة،

لكنها لا تشكل تهديدًا خطيرًا على صحتنا.

ولكن لدينا مشكلة هنا

إذ أن هذه البيئات نفسها
التي توجد فيها هذه البعوضة

يمكن أن تكون أيضا موطنًا لبعوضة ما

مرتبطة بنقل عوامل ممرضة أخرى
أكثر خطورة-

عوامل ممرضة من شأنها أن تسبب
تفشي مرض ما،

كحمى الضنك وشيكونغونيا وزيكا.

هذه النوع هو إما بعوض النمر الآسيوي

أو بعوضة الحمى الصفراء.

لم يُعثر على هذين النوعين من البعوض
في سيدني حتى الآن،

ولكن حول العالم،

هذين النوعين يساهمان في تفشي
الأمراض التي ينقلها البعوض.

ولا يتكاثران في المستنقعات.

ويحبان خزانات المياه في أفنيتنا الخلفية.

وبينما نحن نقوم بعمل جيد
في تهيئة هذه البيئة،

أي خزانات مياه الأمطار في أفنيتنا الخلفية،

ربما نتيح الفرص لهذا البعوض
لدخول منازلنا.

بعوضة الحمى الصفراء، الزاعجة المصرية،
كانت نوعًا شائعًا في سيدني في السابق.

ولكنها اختفت خلال الخمسينيات،

وأحد أسباب اختفائها

قد يكون على الأرجح حقيقة أننا استغنينا
عن خزانات مياه الأمطار.

واليوم عدنا لاستخدام خزانات مياه الأمطار.

وستصبح أكثر شيوعًا،

فهل يمكن أن نشهد معها عودة البعوض؟

لا أتمنى ذلك قطعًا.

ما الذي يمكن للسلطات القيام به

للحد من انتشار البعوض
المرتبط بتخضير المدن

الذي نتحدث عنه؟

هناك دورعلى سلطاتنا المحلية القيام به

وهو أخذ البعوض في عين الاعتبار
عند بناء المستنقعات،

وإنشاء خطط إعادة تدوير مياه الصرف الصحي،

وتنظيم تركيب خزانات مياه الأمطار.

لأن هذه أنظمة ديناميكية:

لا يتعلق الأمر فقط بكيفية تصميمها وبنائها،

ولكن كيف تحافظ عليها أيضًا.

لا يمكنك فقط بناءها وتركها،

لأنه كما نعلم،

عندما تصبح هذه البيئات فاسدة،
تصبح أكثر ملاءمة للبعوض.

هذه الأنواع من المنشآت وهذه المستنقعات
الموجودة في مدننا رائعة.

فهي تساعد على تقليل التلوث؛
وتساعد في تخزين المياه.

لكننا لا نريدها أن تصبح مرتعًا للبعوض.

لكن ماذا بشأننا نحن؟

هناك دور للحكومة المحلية،
لسلطاتنا المحلية،

ولكن كيف يمكننا المساعدة في حماية
عائلاتنا وأصدقائنا

من تأثيرات البعوض المرتبطة بتخضير المدن؟

سأترك لكم ثلاث نصائح

يمكنها أن تساعد في منع لدغة البعوض
وطنين البعوض هذا الصيف.

بادئ ذي بدء، لا تخلقوا بيئة مناسبة لتكاثر
البعوض في الفناء الخلفي لمنازلكم.

أي شيء يحجز الماء بعد هطول الأمطار
سيكون مصدرًا للبعوض،

لذا قوموا بتغطية أو ستر أو إزالة

هذه الحاويات التي تحوي المياه
في أفنيتكم الخلفية.

افحصوا خزانات مياه الأمطار لديكم؛

نظفوا المزاريب ومصارف المياه.

قللوا من تلك المياه الراكدة
التي يحبها البعوض كثيرًا

حول منازلنا.

ثانيا،

تعتبر المواد الطاردة للحشرات وسيلة أمنة
وفعالة لتجنب لدغات البعوض.

عندما تختار مستحضرًا ما

من الصيدلية المحلية أو السوبر ماركت،

تأكد من وضعه
بكشل لطيف ومتساوٍ كمعطف تمامًا

على جميع مناطق الجلد المكشوفة.

لا تضعه مثل العطر:

دهنة خفيفة هنا وهناك لن تكفي لحمايتك.

ما لم تكن لديك تغطية كاملة،

سيجد البعوض تلك الثغرة
في المادة الطاردة له ويلدغك.

وأخيرًا، الطريقة التي قد تمكنك
من إيقاف طنين البعوض.

لمَ لا تقوم فقط بتشغيل المروحة؟

نحن نعلم أن تشغيل مروحة في غرفة نومنا

يمكن أن يساعد في تقليل ذاك البعوض

الذي يأتي ويطن حول آذاننا في الليل.

ويبدّد روائح ودرجات حرارة أجسامنا

التي تجذب البعوض.

وقد يزيد الأمر صعوبةً

على تلك البعوضة للطيران حولنا
وإيجادنا أيضًا.

أخيرًا، أريد أن أختم لكم بخاطرة.

قد نكره البعوض، وأنا أتفهم ذلك-

لا أحاول جعلكم تحبون مصاصي الدماء هؤلاء-

لكننا بحاجة إلى فهمهم.

لأنه إن لم نتمكن من تفهّم تنوع البعوض

وعلاقاتهم

مع البيئات التي ننشئها
في مدننا الخضراء

ستزداد المعاناة

من أجل تخفيف عبء المرض
الذي قد يحمله البعوض.

ولسوء الحظ،

سيكون البعوض تحديًا جديدًا علينا مواجهته

بينما نواصل العيش في مدننا المستقبلية
وهي تحت تأثير التغير المناخي.