Return to Video

ماذا علّمني الموت بشأن الحياة

  • 0:01 - 0:04
    كان فصل الربيع من عام 2011 قد حلّ،
  • 0:04 - 0:06
    وكما يحبون القول في بداية الخطابات،
  • 0:07 - 0:10
    كنت أستعد لدخول العالم الواقعي.
  • 0:11 - 0:13
    كنت قد تخرجت للتو من الكلية
  • 0:13 - 0:16
    وانتقلت إلى باريس لبدء وظيفتي الأولى.
  • 0:17 - 0:21
    كان طموحي أن أكون مراسلة حربية،
  • 0:21 - 0:23
    ولكن الواقع الذي اصطدمت به
  • 0:23 - 0:27
    ذهب بي إلى منطقة نزاعات مختلفة تمامًا.
  • 0:29 - 0:31
    عند سن الثانية والعشرين،
  • 0:31 - 0:34
    شُخصت حالتي بسرطان الدم (اللوكيميا).
  • 0:35 - 0:38
    أخبرني الأطباء ووالداي، ودون مواربة،
  • 0:38 - 0:43
    بأن لدي في أحسن الظروف 35% من فرص النجاة.
  • 0:44 - 0:49
    لم يكن لدي أي فكرة
    عمّا كان يعنيه هذا التشخيص.
  • 0:49 - 0:54
    ولكني أدركت أن واقعي الفعلي
    والحياة التي تخيلتها لنفسي
  • 0:54 - 0:55
    قد تحطمت.
  • 0:56 - 1:01
    وبين عشية وضحاها، فقدت وظيفتي،
    وشقتي، واستقلاليتي،
  • 1:01 - 1:05
    وصرت المريض رقم 5624.
  • 1:07 - 1:10
    على مدار أربع سنوات من العلاج الكيماوي،
    ومن التجارب العلاجية،
  • 1:10 - 1:12
    ومن زرع النخاع،
  • 1:12 - 1:14
    صارت المستشفى هي بيتي،
  • 1:14 - 1:17
    سريري، هو مكان إعاشتي
    خلال 24 في أيام الأسبوع السبعة.
  • 1:18 - 1:22
    بينما كنت أقرب إلى عدم تحسن حالتي أبدًا،
  • 1:22 - 1:25
    كان عليّ أن أقبل واقعي الجديد.
  • 1:25 - 1:28
    ولقد طوّعته.
  • 1:28 - 1:32
    لقد صرت متمكنة من الشئون العلاجية،
  • 1:32 - 1:37
    وكوّنت صداقات مع مجموعات شبابية
    من مصابي السرطان،
  • 1:37 - 1:41
    وصنعنا باقة كبيرة من الشعر المستعار
  • 1:41 - 1:47
    وتعلمت استخدام "حامل الحقن الوريدي"
    كلوح التزلج.
  • 1:48 - 1:51
    وحتى أمنيتي بأن أكون مراسلة حربية،
    فقد أرشفتها
  • 1:51 - 1:54
    بطريقةٍ لم أكن أتخيلها.
  • 1:54 - 1:56
    إنها بدأت مع مدونة،
  • 1:56 - 1:58
    بإعداد التقارير من الخطوط الأمامية
    من سرير المستشفى،
  • 1:58 - 2:02
    قبل أن أتحول إلى كتابة عمود صحفي
    في النيويورك تايمز،
  • 2:02 - 2:04
    تحت عنوان "تغطية حية، غير متصلة".
  • 2:05 - 2:06
    ولكن...
    (تصفيق)
  • 2:06 - 2:07
    شكرا لكم.
  • 2:07 - 2:09
    (تصفيق)
  • 2:10 - 2:12
    ورغم كل ذلك،
  • 2:12 - 2:15
    كان تركيزي على النجاة.
  • 2:16 - 2:18
    و- دق ناقوس الخطر-
  • 2:19 - 2:21
    (ضحك)
  • 2:21 - 2:23
    لقد نجوت، أليس كذلك.
  • 2:23 - 2:28
    (تصفيق)
  • 2:28 - 2:31
    بفضل قوة بشرية داعمة،
  • 2:31 - 2:35
    فإنني لست فقط هنا بينكم،
    بل إنني شُفيتُ من السرطان.
  • 2:35 - 2:36
    (تصفيق)
  • 2:36 - 2:37
    شكرا لكم.
  • 2:37 - 2:39
    (تصفيق)
  • 2:39 - 2:44
    فحين تمر بتجربة مثل هذه،
  • 2:44 - 2:45
    يعتني الناس بك بشكل مختلف.
  • 2:46 - 2:50
    ويصرّحون لك؛ أنت ملهمٌ للآخرين.
  • 2:50 - 2:53
    يقولون إنك مقاتل.
  • 2:53 - 2:54
    يصفونك بالبطل،
  • 2:55 - 2:57
    كشخص عاش وخاض رحلة أسطورية لبطل،
  • 2:57 - 3:00
    وانتهى المطاف به إلى تجارب مستحيلة
  • 3:00 - 3:03
    وإزاء العقبات، عاش ليحكي قصة حياته،
  • 3:03 - 3:07
    وعاد أفضل وأشجع مما تشاهده أنت وتخوضه.
  • 3:08 - 3:12
    وهذا قطعًا يصطف في قائمة خبراتي.
  • 3:12 - 3:15
    لقد أعاد السرطان تشكيل حياتي.
  • 3:15 - 3:18
    تركت المستشفى وأنا أعرف بالضبط مَنْ كنت
  • 3:18 - 3:20
    وما أريد فعله في الدنيا.
  • 3:20 - 3:23
    والآن، ومع شروق كل شمس،
  • 3:23 - 3:25
    أشرب كوبًا كبيرًا من عصير الكرفس،
  • 3:25 - 3:28
    وأتبع هذا بممارسة اليوغا لمدة 90 دقيقة.
  • 3:29 - 3:35
    ثم أدوّن بامتنان 50 شيئًا على لفافة ورقيّة
  • 3:35 - 3:39
    أطويها في شكل أوريغامي وأقذفها من نافذتي.
  • 3:40 - 3:41
    (ضحك)
  • 3:41 - 3:44
    هل تؤمنون حقا بأيٍ من هذا؟
  • 3:44 - 3:46
    (ضحك)
  • 3:46 - 3:48
    أنا لم أقم بأي شيء من هذا القبيل.
  • 3:48 - 3:49
    (ضحك)
  • 3:49 - 3:54
    أكره اليوغا، وليس لدي أي فكرة
    عن طي أوراق الأوريغامي الطائرة.
  • 3:55 - 3:57
    إن الحقيقة بالنسبة لي هي،
  • 3:57 - 4:02
    أن الجانب الأصعب من تجربتي مع السرطان
    بدأ بمجرد الشفاء من السرطان ذاته.
  • 4:04 - 4:07
    تلك الرحلة البطولية للناجي
    التي نشاهدها في الأفلام
  • 4:07 - 4:10
    والتي نتابعها على صفحات انستغرام...
  • 4:10 - 4:11
    ما هي إلّا خرافة.
  • 4:11 - 4:13
    إنها ليست فقط غير حقيقية، إنها خطيرة،
  • 4:13 - 4:17
    لأنها تمحو الواقع الفعلي
    لتحديات عملية الاستشفاء.
  • 4:18 - 4:23
    لا تسيئوا فهمي... إنني ممتنة جدًا بنجاتي،
  • 4:23 - 4:27
    واستخلصت بشعور من الألم
    أن تلك المعاناة هي امتياز خاص
  • 4:27 - 4:29
    لم يخُض غمارَه الكثيرون.
  • 4:29 - 4:32
    ولكن من المهم أن أخبركم
  • 4:32 - 4:37
    ما الذي يقدمه هذا الدور البطولي
    وهذا الامتنان المتوقع
  • 4:37 - 4:39
    لأولئك الناس الذين يحاولون
    النقاهة والاستشفاء.
  • 4:40 - 4:44
    لأن شفاءك لا يبدأ بنهاية عملية الشفاء.
  • 4:45 - 4:47
    ولكن يبدأ حيث تبدأ عملية الشفاء نفسها.
  • 4:48 - 4:52
    لن أنسى أبدًا اليوم
    الذي غادرت فيه المستشفى،
  • 4:52 - 4:54
    لقد حدث هذا بالعناية والرعاية.
  • 4:55 - 5:01
    لقد جنت تلك السنوات الأربع
    من العلاج الكيماوي على علاقتي
  • 5:01 - 5:03
    بحبيب العمر،
  • 5:03 - 5:05
    وتخلى عني مؤخرًا.
  • 5:05 - 5:09
    وعندما دخلت إلى شقتي، وجدت الهدوء.
  • 5:10 - 5:11
    بشكل مخيف جدًا.
  • 5:12 - 5:15
    والشخص الذي كنت أريده في هذه اللحظة،
  • 5:15 - 5:18
    الشخص الذي أعرف عنه أنه يفهم عنّي أي شيء
  • 5:18 - 5:20
    كانت صديقتي ميليسا.
  • 5:20 - 5:23
    إنها كانت زميلة مريضة بالسرطان،
  • 5:23 - 5:25
    لكنها ماتت منذ ثلاثة أسابيع.
  • 5:27 - 5:29
    عندما وقفت هناك في طرقة منزلي،
  • 5:30 - 5:31
    أردت أن أبكي.
  • 5:31 - 5:34
    ولكني كنت مرهقة جدًا لأبكي.
  • 5:35 - 5:37
    وانتابني الخوف.
  • 5:37 - 5:39
    شعرت كما لو أن حالة الثبات الداخلي
  • 5:39 - 5:42
    والتي أصابتني منذ جرى تشخيصي
  • 5:42 - 5:43
    قد انهارت فجأة.
  • 5:44 - 5:51
    لقد أمضيت الـ1500 يوم الماضية
    بالعمل بلا كلل ولا ملل لتحقيق هدف واحد:
  • 5:51 - 5:52
    النجاة.
  • 5:53 - 5:54
    والآن، وقد حققته،
  • 5:54 - 6:00
    أدركت أنني ليس لدي أي فكرة عن خوض الحياة.
  • 6:02 - 6:04
    على الورق، بالطيع، أنا بحالة جيدة:
  • 6:04 - 6:06
    لقد برئت من سرطان الدم،
  • 6:06 - 6:08
    معدلات الدم عندي عادت طبيعية،
  • 6:08 - 6:11
    ومنذ وقت قريب لم تعد تصيبني أي إعاقة.
  • 6:11 - 6:12
    بالنسبة للعالم الخارجي،
  • 6:13 - 6:17
    لم أعد أنتمي إلى مملكة المرض مجددًا.
  • 6:18 - 6:22
    ولكن في الواقع، لم أعد أشعر
    شعورًا مضاعفًا من حالتي المتحسنة.
  • 6:23 - 6:27
    كل هذا العلاج الكيماوي
    ترك آثارًا دائمة على جسدي.
  • 6:28 - 6:31
    وتساءلت: "أي وظيفة هذه التي سألتحق بها
  • 6:31 - 6:35
    حين أحتاج إلى النوم أربع ساعات وسط اليوم؟
  • 6:35 - 6:38
    ومتى أخفق جهازي المناعي
  • 6:38 - 6:41
    وظلت شبكة الإندوبلازما تفرز بانتظام؟"
  • 6:42 - 6:45
    ومن ثم كانت الآثار النفسيّة المتوارية
  • 6:46 - 6:48
    التي خلفها مرضي:
  • 6:48 - 6:50
    الخوف من الانتكاس،
  • 6:50 - 6:52
    فجيعة الفقد،
  • 6:52 - 6:58
    وهلاوس اضطرابات ما بعد الصدمة
    تتظاهر أمامي لأيام، وأحيانًا لأسابيع.
  • 6:59 - 7:01
    انظروا، إننا نتحدث عن إعادة الدخول
  • 7:01 - 7:05
    في غمار حرب أو غياهب سجنٍ.
  • 7:05 - 7:06
    ولكن لا نتكلم عنها بالقدر الكافي
  • 7:06 - 7:11
    في سياق أنواع أخرى من خوض الصدمات،
    مثل الإصابة بمرضٍ ما.
  • 7:12 - 7:16
    لأنه وبينما لم يحذرني أحدٌ
    من تحديات الانتكاسة،
  • 7:16 - 7:19
    فلقد اعتقدت بأن خطأ ما يلازمني.
  • 7:19 - 7:21
    شعرت بالخزي،
  • 7:21 - 7:24
    وبتأنيب الضمير،
    وحرصت على تذكير نفسي
  • 7:24 - 7:26
    بأنّي أنا محظوظة
    لأن أبقى على قيد الحياة،
  • 7:26 - 7:29
    بينما الكثيرون مثل صديقتي ميلسيا
    غير محظوظين.
  • 7:30 - 7:34
    ولكن أغلب الوقت،
    أستيقظ على شعور بالحزن والحرمان،
  • 7:34 - 7:36
    وألتقط بالكاد أنفاسي.
  • 7:36 - 7:41
    أحيانًا، أتوهم حتى أنني
    سأصاب بالمرض ثانيةً.
  • 7:42 - 7:43
    ودعوني أفصح لكم،
  • 7:43 - 7:47
    هناك أشياء لا بأس بها يُتوَهّم بها
  • 7:47 - 7:50
    حين تكونون في العشرينات من عمركم
    ولم ترتبطوا بعدُ.
  • 7:50 - 7:51
    (ضحك)
  • 7:51 - 7:55
    ولكني افتقدت النظام البيئي للمستشفى.
  • 7:55 - 7:59
    إن أي أحد في وضعيتي هناك
    سيكون مكسور الخاطر.
  • 7:59 - 8:03
    ولكن هنا، بين صخب الحياة،
    أشعر كما لو أنني شخص دجال،
  • 8:03 - 8:06
    شخص مهزوم، وعالة.
  • 8:07 - 8:11
    إنني أيضًا افتقدت إحساس الوضوح
    الذي امتلكته أثناء أحلك فترات إعيائي.
  • 8:12 - 8:17
    إن لمعان الموت في العين يبسّط الأشياء،
  • 8:17 - 8:20
    أو يعيد تسليط تركيزك
    إلى أي الأشياء حقًا ذات أهمية.
  • 8:21 - 8:23
    ومنذ أصابني المرض، تعهدت لو أنّي نجوتُ،
  • 8:23 - 8:25
    فسأنذر حياتي لشيء ما.
  • 8:25 - 8:28
    أن أعيش حياة أفضل،
    حياة المغامرة،
  • 8:28 - 8:29
    حياة مفعمة بالمعنى.
  • 8:30 - 8:32
    ولكن السؤال الذي تبادر إليّ بمجرد شفائي،
  • 8:32 - 8:34
    صار، كيف؟
  • 8:35 - 8:40
    كان عمري 27 سنة، وعاطلة،
    ووحيدة، ودون إمكانات.
  • 8:40 - 8:44
    وفي ذلك الوقت، ليس لدي برتوكولات للعلاج
    ولا تعليمات ما بعد الخروج من المستشفى
  • 8:44 - 8:46
    لكي ترشدني في المضي قدمًا.
  • 8:47 - 8:53
    ولكن كل ما تلقيته
    كانت رسائل خاصة على الإنترنت
  • 8:53 - 8:54
    من غرباء.
  • 8:55 - 8:56
    على مدار الأعوام،
  • 8:56 - 8:59
    قرأ جمهور من أنحاء العالم عمودي الصحفي،
  • 8:59 - 9:03
    وتجاوبوا بخطابات وتعليقات ورسائل إلكترونية
  • 9:04 - 9:09
    كانت خليطًا،
    وتتعلق على الأغلب بقضية الكاتب،
  • 9:10 - 9:12
    لقد تلقيت نصيحة تطوعية
  • 9:12 - 9:16
    عن كيفية عنايتي بالسرطان
    من خلال أشياء كالزيوت الأساسية.
  • 9:17 - 9:20
    وتلقيت بعض الأسئلة عن حجم حمّالة الصدر.
  • 9:21 - 9:23
    وغالبًا...
  • 9:23 - 9:24
    (ضحك)
  • 9:24 - 9:28
    غالبًا، استمعت إلى جمهور من الناس،
    وهم على النقيض مني،
  • 9:28 - 9:31
    من الذين أدركوا ما كنت أنا عليه
    وما كنت أمر به.
  • 9:31 - 9:34
    لقد استمعت إلى فتاة يافعة من فلوريدا
  • 9:34 - 9:37
    التي كانت، كما كنت أنا،
    عائدة لتوها من العلاج الكيماوي
  • 9:37 - 9:41
    وكتبت إليّ رسالةً مفعمة بالمشاعر.
  • 9:42 - 9:47
    لقد استمعت إلى أستاذ متقاعد
    في تاريخ الفن في أوهايو اسمه هاوَرد،
  • 9:47 - 9:49
    قضى معظم حياته
  • 9:49 - 9:52
    يصارع لغزًا، وهي حالة من الضعف الصحي
  • 9:52 - 9:55
    رافقتْه منذ أن كان في مقتبل العمر.
  • 9:55 - 10:00
    استمعت إلى سجين محكوم عليه بالإعدام
    في تكساس
  • 10:00 - 10:02
    واسمه باختصار، جي كيو...
  • 10:03 - 10:05
    اختصارًا لـ"غانغستر كين"
  • 10:05 - 10:08
    لم يمسسه مرض طيلة حياته.
  • 10:08 - 10:11
    يؤدي 1000 وحدة من تمرين الضغط كل صباح.
  • 10:11 - 10:14
    ولكن هو على علاقة بما وصفته في مقال لي
  • 10:14 - 10:16
    بـ"سجني" الذي أعيشه،
  • 10:16 - 10:20
    ولتجربتي التي حكمت عليّ بأن أحتَجز
    في غرفة صغيرة مضاءة بالفلورسنت.
  • 10:21 - 10:26
    لقد كتب إليّ: "أعرف بأن ما نحن فيه مختلف"،
  • 10:26 - 10:30
    "ولكن خطر الموت يتربص بنا في كل موقف".
  • 10:32 - 10:36
    في الأسابيع والأشهر
    الأولى القليلة من شفائي،
  • 10:36 - 10:40
    صارت كلمات هؤلاء الغرباء
    بمثابة أطواق النجاة لحياتي،
  • 10:40 - 10:43
    تُرسَل من أشخاص من خلفيات مختلفة تمامًا،
  • 10:43 - 10:45
    خاضوا خبرات حياتية مختلفة تمامًا،
  • 10:45 - 10:47
    كلهم يظهرون لي نفس الشيء:
  • 10:49 - 10:52
    بأنك قد تكون رهينةً
  • 10:52 - 10:55
    لأسوأ شيء حدث لك على الإطلاق
  • 10:55 - 10:58
    ومن ثم تسمح له أن يختطف أيامك الباقية،
  • 10:58 - 11:01
    أو تستطيع الإفلات منه والمضي قدمًا.
  • 11:03 - 11:07
    ومن ثم أدركت أنني بحاجة
    إلى نوع من التغيير.
  • 11:07 - 11:10
    أردت أن أتحرك مجددًا
  • 11:10 - 11:14
    حتى أدرك كيف تسببت في إخفاق ذاتي
    وحتى أخوض مجددًا في غمار الحياة.
  • 11:15 - 11:19
    ومن ثم قررت أن أخوض رحلة واقعية...
  • 11:20 - 11:23
    ليست رحلة السرطان التافهة
  • 11:23 - 11:26
    ولا رحلة البطل الخرافية
    التي يعتقد الجميع أن عليّ خوضها،
  • 11:26 - 11:29
    ولكن نوع من الرحلات كاملة الزاد
    مدروسة المخاطر والعواقب.
  • 11:31 - 11:34
    وضعت كل شيء أقتنيه في الخزانة،
  • 11:36 - 11:39
    أجّرت شقتي، واستعرت سيارة
  • 11:39 - 11:44
    وتحدثت إلى صديق عزيز جدًا
    ولكن رائحته كريهة بعض الشيء
  • 11:44 - 11:45
    ليلحق بي في رحلتي.
  • 11:45 - 11:47
    (ضحك)
  • 11:47 - 11:53
    معًا، طويت أنا وكلبي أوسكار رحلة
    15000 ميل من الطرق
  • 11:53 - 11:55
    في أرجاء الولايات المتحدة.
  • 11:55 - 12:00
    على طول الطريق، زُرنا بعض الغرباء
    الذين كتبوا إليّ.
  • 12:01 - 12:02
    احتجت نصائحهم،
  • 12:02 - 12:05
    وأيضًا لأقول لهم، شكرًا لكم.
  • 12:05 - 12:10
    لقد ذهبت إلى أوهايو ومكثت
    مع هاورد، الأستاذ المتقاعد.
  • 12:11 - 12:14
    حين تعاني من الحرمان أو الاضطرابات،
  • 12:14 - 12:17
    فإن بوسع ضربات القلب أن تفطر قلبك.
  • 12:17 - 12:21
    ولكن هاورد حثّني على أن أنفتح على الشك،
  • 12:21 - 12:26
    على احتمالات تجربة حب جديدة،
    وخسارة حبيب.
  • 12:27 - 12:29
    هاورد لن يبرأ من المرض أبدًا.
  • 12:29 - 12:33
    وكرجل يافع، لم يكن لديه
    طريقة ليتنبأ كم سيعيش.
  • 12:33 - 12:35
    ولكن ذلك لم يثنيه عن الزواج.
  • 12:36 - 12:38
    إن هاورد جد لحفَدةٍ صغارٍ الآن،
  • 12:38 - 12:41
    ويتلقى دروسًا أسبوعية في قاعة رقص
    بصحبة زوجته.
  • 12:42 - 12:43
    حين زرتهما،
  • 12:43 - 12:47
    كانا لتوّهما يحتفلان بعيد زواجهما الخمسين.
  • 12:48 - 12:50
    في خطابه إليّ، كتب لي،
  • 12:50 - 12:53
    " إن المعنى لا يوجد في العالم المادي؛
  • 12:53 - 12:57
    إنه ليس في طعام غداء، ولا في موسيقى الجاز
    ولا في عصير الكوكتيل، ولا في الوِصال.
  • 12:57 - 13:01
    إن المعنى هو ما يتبقى
    عندما تنجلي الأشياء عن حقيقتها".
  • 13:03 - 13:07
    ذهبت إلى تكساس، وزرت جي كيو
    المحكوم عليه بعقوبة الموت.
  • 13:08 - 13:11
    سألني عمّا قمت به لكي أعبرَ
    كل هذه أوقات الفترة الماضية
  • 13:11 - 13:13
    التي أمضيتها في غرفة المستشفى.
  • 13:14 - 13:19
    وحين أبلغته بأنني أتقن "لعبة الخربشة"
    إتقانًا بالغًا،
  • 13:19 - 13:22
    أجابني: "وكذلك، أنا" وفسّر لي ذلك،
  • 13:22 - 13:25
    على الرغم منه أنه قضى معظم أيامه
    في حجز انفرادي،
  • 13:25 - 13:29
    لكنه هو وجيرانه السجناء
    صنعوا رقعة للهوِ دون ورقة
  • 13:29 - 13:32
    ودعَوا بعضهم بعضًا للعِب
    من خلال فتحات إدخال الطعام...
  • 13:33 - 13:39
    في شهادة مذهلة على مثابرة النفس البشرية
  • 13:39 - 13:43
    وقدرتنا على تطويع الأشياء بطرق إبداعية.
  • 13:44 - 13:46
    وكانت محطتي الأخيرة في فلوريدا،
  • 13:46 - 13:50
    لمشاهدة تلك الفتاة اليافعة، التي أرسلت
    إليّ تلك الرسائل المفعمة بالمشاعر.
  • 13:51 - 13:54
    واسمها يونيك (فريدة)،
    أي ذات الكمال،
  • 13:54 - 13:58
    لأنها أكثر شخص ذكاءً وفضولًا
    قابلته في حياتي.
  • 13:59 - 14:02
    سألتها ما الذي تريدين القيام به
    في الفترة المقبلة، فأجابت،
  • 14:02 - 14:04
    أريد أن ألتحق بالجامعة
    وأخوض الرحلات
  • 14:04 - 14:07
    وآكل أكلات غريبة مثل الأخطبوط
    الذي لم أذقه من قبل أبدًا
  • 14:07 - 14:08
    وآتي لأزورك في نيويورك
  • 14:08 - 14:10
    وأشارك في المعسكرات،
    ولكن أخاف حشرات البقّ،
  • 14:10 - 14:13
    ولكن لا زلت أذهب إلى المعسكرات".
  • 14:14 - 14:16
    لقد كنت في رهبةٍ منها،
  • 14:16 - 14:21
    لدرجة أنها كانت متفائلة جدًا
    وأعدّت خططًا كاملة للمستقبل،
  • 14:22 - 14:23
    لتتعامل مع كل شيء من خلال ذلك.
  • 14:24 - 14:26
    ولكن يونيك أظهرت لي،
  • 14:26 - 14:34
    أن امتلاك الأمل هو شيء أهم وأخطر
    من العيش مُحاصرًا بالخوف.
  • 14:35 - 14:39
    ولكن أهم شيء تعلمته على الإطلاق
    في خضم تلك الرحلة
  • 14:39 - 14:43
    هو أن الانقسام الحاصل بين المرض والعافية..
  • 14:43 - 14:45
    غير موجود.
  • 14:45 - 14:47
    إن الحدود مَساميّة.
  • 14:48 - 14:50
    بينما نعيش أكثر وأكثر،
  • 14:50 - 14:54
    تتسبب الأمراض المزمنة والإصابات
    في قتل أجدادنا،
  • 14:54 - 14:55
    وحتى آبائنا،
  • 14:55 - 15:00
    فإن غالبيتنا الكاسحة ستسافر
    ذهابًا وإيابًا بين هذين العالَمَين،
  • 15:00 - 15:03
    ونقضي أكثر أعمارنا في مكان ما بينهما.
  • 15:04 - 15:07
    وهذه هي حدود وجودنا.
  • 15:08 - 15:12
    الآن، أتمنى لو أبلغكم
    أنني منذ أن نفضت الغبار عن رحلتي،
  • 15:12 - 15:15
    شعرت بشفاء كامل.
  • 15:15 - 15:16
    لم أشعر به أبدًا.
  • 15:17 - 15:19
    ولكن بمجرد أن توقفت عن التفكير في نفسي
  • 15:19 - 15:23
    على أنني الشخص الخاضع للتشخيص،
  • 15:23 - 15:28
    بمجرد أن تعلمت قبول جسدي وحدوده،
  • 15:28 - 15:31
    بدأت في الشعور بالتحسّن.
  • 15:31 - 15:35
    وفي الختام، أظن أن هناك حيلة:
  • 15:35 - 15:39
    للتوقف عن رؤية الكمال الصحي كحتمية ثنائية،
  • 15:39 - 15:41
    بين المرض والعافية،
  • 15:41 - 15:42
    بين كونك صحيحًا أو معتلًا،
  • 15:42 - 15:44
    بين الكمال والنقص؛
  • 15:44 - 15:48
    فإن هناك بعض الأحوال اللائقة
    والكاملة من الكمال الصحيّ
  • 15:48 - 15:50
    لتعيش من أجلها؛
  • 15:50 - 15:54
    ولمغادرة العيش في حالة من السخط الدائم
  • 15:54 - 15:55
    قبل الوصول إليها.
  • 15:57 - 16:02
    إن كل واحد منّا يعيش حياته على مراحل،
  • 16:02 - 16:05
    حين يفاجئنا التشخيص بمرض ما
  • 16:05 - 16:09
    أو نصاب بفجيعة أو اضطراب يطرحنا أرضًا.
  • 16:10 - 16:16
    نحتاج إلى طرق لنعيش في المساحات البينيّة،
  • 16:16 - 16:20
    ندير أجسامنا ونتدبر ما تحويه عقولنا
    في اللحظة التي نعيشها.
  • 16:21 - 16:27
    أحيانًا، تكون البراعة في "لعبة
    الخربشة" المصنوعة يدويًا
  • 16:27 - 16:32
    أو الحصول على معنى مجرد في الدفء العائلي
  • 16:32 - 16:34
    ذات ليلة على أرضية غرفة الرقص،
  • 16:34 - 16:37
    أو ذلك الأمل الأصيل المحفوف بالمخاطر
  • 16:37 - 16:41
    الذي ظننته سيقود فتاة مراهقة مرعوبة
    من حشرات البقّ
  • 16:41 - 16:43
    إلى الاشتراك في المعسكرات.
  • 16:44 - 16:46
    لو كنتم قادرين على فعل ذلك،
  • 16:46 - 16:50
    فقد خضتم حقًا رحلة البطل الحقيقي.
  • 16:50 - 16:54
    وتكونوا حققتم ما يقال عنه حقًا العافية،
  • 16:54 - 17:01
    التي يقال عنها؛ أن تعيش
    في أغنى وأكثر المشاعر عفوية.
  • 17:01 - 17:03
    شكرًا لكم، هذا كل ما لدي.
  • 17:03 - 17:06
    (تصفيق)
  • 17:06 - 17:07
    شكرًا لكم.
  • 17:07 - 17:10
    (تصفيق)
Title:
ماذا علّمني الموت بشأن الحياة
Speaker:
سوليكا جوّاد
Description:

تقول المؤلفة سوليكا جوّاد: "إن تجربة مرض السرطان الأصعب لي على الإطلاق بدأت حين شُفيت منه." في هذه المحادثة القاسية والمرحة والرصينة في آن واحد، تأخذنا سوليكا جوّاد في تحدٍ حول التفكير فيما وراء الانقسام بين "المرض" و"العافية"، وتتساءل: كيف تبدأ مجددًا وتوجِد المعنى بعد تجربةٍ حياتيةٍ مدمرةٍ؟

more » « less
Video Language:
English
Team:
closed TED
Project:
TEDTalks
Duration:
17:23

Arabic subtitles

Revisions