لماذا ستفشل في الحصول على مهنة رائعة | لاري سميث | TEDxUW

تم إلقاء هذه المحادثة في حدث TEDx محلي باستخدام صيغة مؤتمرات TED وبإنتاج مُستقل عنها.
لا يتوقف لاري سميث في هذه المحادثة المضحكة والصريحة عن إلقاء الضربات واحدةً تلو الأخرى عندما يُحدّثنا عن الأعذار السخيفة التي يختلقها الناس عندما يفشلون في السعي خلف أشغفتهم.

شكراً لكم.

أريد أن أناقش معكم هذه الظهيرة

لماذا ستفشلون في الحصول على وظيفة عظيمة.

(ضحك)

أنا عالم اقتصاد.

أنا كئيب.

أُصبح في نهاية اليوم جاهزاً
لترك آراء كئيبة.

أريد أن أتحدث
إلى أولئك الذين يريدون وظيفة عظيمة فقط.

أعلم أن بعضكم قد قرر مسبقاً
أنه يريد وظيفة جيدة.

ستفشلون أنتم أيضاً.

(ضحك)

لأنه...
يا إلهي إنكم مبتهجون حقاً بالفشل.

(ضحك)

لا شك في أنكم كنديون.

(ضحك)

أولئك الذين يحاولون
الحصول على وظائف جيدة سيفشلون.

وذلك لأن الوظائف الجيدة تتناقص حالياً.

هناك وظائف عظيمة ومهن عظيمة،

ثم هناك أنواع من الوظائف ذات عبء عمل كبير

وضغط كبير وكأنها تمتص دمك وتدمر روحك،

ولا يوجد عملياً شيء بين هذين النمطين.

لذا فإن الأشخاص
الذين يبحثون عن وظيفة جيدة سيفشلون.

أريد التكلم عن أولئك
الذين يبحثون عن وظيفة أو مهنة رائعة،

ولماذا سيفشلون.

السبب الأول هو أنه مهما أخبرك الناس

أنّك "إذا أردت وظيفة رائعة،
فعليك أن تتبع شغفك

عليك أن تسعى خلف أحلامك، وعليك أن تبحث

عن أعظم ما يَسحرك ويشدّك،"

تسمع هذه الجمل مراتٍ ومرات،
ثم تقرر ألا تقوم بذلك.

لا يهم عدد مرات تنزيلك

لخطاب ستيف جوبز
في حفل التخرج من جامعة ستانفورد،

ستشاهده كثيراً ولكنك لن تفعلها.

لست متأكداً تماماً لِمَ تُقرر ألا تفعلها.

هل لأنك كسول جداً أم لأن الأمر صعب للغاية.

أم تخافُ أن تبحث عن شغفك ولا تجده،

فتشعرَ بأنّك أحمق، ولذا فإنك تختلق الأعذار

لعدم بحثك عن شغفك.

سيداتي وسادتي، إنها أعذارٌ.

سنخوض في قائمة طويلة جداً منها...

من إبداعك في اختلاق أعذارٍ
لعدم قيامك بما يجب عليك القيام به

لكي تحصل على مهنة عظيمة.

إذاً، على سبيل المثال، أحد أكبر أعذارك هو:

(تنهد)

"حسناً، إن المهن العظيمة
هي في الحقيقة بالنسبة لمعظم الناس

مسألة حظ فقط.

لذا فسأقف جانباً وأحاول أن أكون محظوظاً

وإن كنت كذلك فسأحصل على مهنة عظيمة.

وإذا لم أكن محظوظاً،
فسأحصل على مهنة جيدة."

لكن المهنة الجيدة كما تحدثنا
هي شيء مستحيل، فلن يُفلح هذا.

أمّا عذرك الثاني فهو:

"أجل، هناك أشخاص مميزون يسعون خلف شغفهم،

لكنهم عباقرة.

إنهم كستيف جوبز.

أنا لست عبقرياً.

عندما كنت في الخامسة من عمري،
ظننتُ أنني عبقري،

لكن أساتذتي نسفوا تلك الفكرة من رأسي
منذ ذلك الوقت

(ضحك)

"والآن، أعلمُ أنني شخص مؤهل تماماً."

كما ترى، لو كنا في عام 1950،

فإن كونك مؤهلاً تماماً

كان سيمنحك مهنة عظيمة.

لكن إليك هذا.

إننا نقترب من سنة 2012، وقولك للعالم:

"أنا مؤهلٌ وكفء تماماً"

هو إهانة لنفسك بنفسك.

ثم العذر التالي:

"حسناً، سأفعل هذا وسأفعل ذاك، ولكن...

حسناً، أنا لست غريب الأطوار.

كل الناس يعرفون أن مَن يلاحقون شغفهم

هم مهووسون بعض الشيء.

غريبون قليلاً.

اممم؟ اممم؟ حسناً؟

أنتم تعلمون أن هناك فاصلا دقيقا
بين الجنون والعبقرية.

"أنا لست غريب الأطوار.
لقد قرأت سيرة ستيف جوبز.

يا إلهي...
أنا لست ذاك الشخص. أنا شخصٌ لطيف.

أنا طبيعي.

أنا شخص لطيف وطبيعي
والناس اللطيفون والطبيعيون

ليس لديهم شغف."

(ضحك)

"آه، لكنّي ما زلت أريد مهنة عظيمة.

لست مستعداً للسعي خلف شغفي،

أعلمُ ما الذي سأفعله،

لأنه لدي حل.

لدي خطة.

إنها الخطة التي أخبرني عنها أمي وأبي.

أخبرني أمي وأبي أنه إذا عملت بجد،

فسأحصل على مهنة جيدة.

إذاً، إذا عملتَ بجد
فستحصل على مهنة جيدة.

فإذا عملت بجد أكبر بكثير،

ستحصل على مهنة عظيمة.

ألا يعد هذا منطقياً من وجهة نظر رياضيّة؟"

كلا.

ولكنّك أقنعت نفسك بذلك.

أتدري شيئاً؟ هاكَ سرّاً صغيراً:

أتريد أن تعمل؟ أن تعمل بجد كبير جداً؟

أتدري ماذا؟ ستنجح.

سيمنحك العالم الفرصة

لكي تعمل بجد كبير جداً.

ولكن، هل أنت متأكد

أن ذلك سيمنحك وظيفةً عظيمة،

بينما تشير كل الأدلة إلى عكس ذلك؟

لذا دعونا نتحدث
عن أولئك الذين يحاولون العثور على شغفهم.

فأنتم تعرفون بالفعل أن عليكم فعل ذلك،

ولا تهتمون بالأعذار.

أنتم تحاولون العثور على شغفكم...

(تنهّد)

وأنتم مسرورون للغاية.

لقد وجدتم شيئاً تهتمون به بحق.

"لدي اهتمام! لدي اهتمام!"

تقولون لي ذلك.

قُلتم: " أنا لدي اهتمام!"
وأنا أقول: "هذا رائع!

ما الذي تحاولون إخباري؟"

"حسناً، أملكُ اهتماماً."

وأنا أقول: "هل لديك شغف؟"

تقولون: "أملك اهتماماً"

"اهتمامك مقارنةً بماذا؟"

"حسناً، أنا مهتم بهذا."

"وماذا عن باقي نشاطات البشرية؟"

"لستُ مهتماً بها."

"اطلعتَ عليها كلها، أليس كذلك؟"

"لا، ليس تماماً."

الشغف هو أعظم حب.

الشغف هو الشيء

الذي سيساعدك على التعبير عن موهبتك
بأفضل شكل.

الشغف والاهتمام ليسا ذات الشيء.

هل ستذهب حقاً إلى حبيبتك وتقول:

"تزوجيني! أنتِ مثيرة للاهتمام."

(ضحك)

لن يحدث ذلك.

لن يحدث وستموت أعزب.

(ضحك)

ما تريده هو...

ما تريده هو...

الشغف.

إنه أسمى من الاهتمام.

أنت بحاجة لـ20 اهتماماً ومن ثم فإن أحدها،

أحدها فقط سيشدّك،

أحدها فقط سيجذبك أكثر من أي شيء آخر،

وحينها تستطيع أن تقول
أنك وجدت أعظم حب في حياتك،

بالمقارنة مع جميع الأشياء الأخرى
التي تهمّك،

وهذا هو الشغف.

لدي صديقٌ تقدم لحبيبته بالزواج.

كان شخصاً عاقلاً واقتصادياً.

قال لحبيبته: "لنتزوج.

لندمج اهتماماتنا."

(ضحك)

نعم، لقد فعلها.

قال: "أحبك بحق، أحبك جداً.

أحبك أكثر من أي امرأة أخرى قابلتها.

أحبك أكثر من ماري وجين وسوزي وبينيلوبي

وإنجريد ووجيرترد وجريتيل...

كنت في برنامج تبادلٍ ألماني حينها.

أحبك أكثر من..."

حسناً.

لقد غادرت الغرفة

وهو يسرد أسباب حبه لها.

وبعد أن استوعب المفاجأة بأنه رُفض،

توصَّل إلى أنه نجى

من الزواج بشخص غير عقلاني.

بالرغم من أنه دوّن ملاحظة ليُذكر نفسه
أنه عندما يتقدم بالزواج المرة القادمة

فربما ليس من الضروري

أن يُعدد كل النساء
اللاتي قام بتجريب ذلك عليهن.

(ضحك)

لكن الشاهد هنا

هو أنه يجب عليك أن تبحث عن البدائل
لتتمكن من إيجاد قدرك،

أم أنك خائف من كلمة "القدر"؟

هل تُخيفك كلمة "القدر"؟

هذا ما نتحدث عنه.

وإذا لم تجد الشيء
الذي يُعبّر عن موهبتك بأفضل شكل،

إذا رضيت بمجرد "اهتمام،"
فما الذي يعنيه ذلك حتى،

هل تعرف ما الذي سيحدث
بعد أن تعيش حياة طويلة وتموت؟

سيجتمع أصدقائك وعائلتك في المقبرة،

وبجانب قبرك سيكون هناك شاهد لقبرك،

مكتوبٌ على هذا الشاهد

"هنا يرقد مهندس متميز،

اخترع أشرطة الفيلكرو."

ولكن ما الذي يفترض أن يُكتب على هذا الشاهد

في حياة أخرى غير هذه،

إذا كُنت قد اخترت الشيء الذي يعبر عن ذاتك
وموهبتك فسيكون مكتوبٌ على هذا الشاهد:

"هنا يرقد آخر فائزٍ بجائزة نوبل
في الفيزياء،

الذي وضع نظرية الحقل الموحد الكبير

وأثبت عملية محركات الانحناء."

(ضحك)

أشرطة الفيلكرو إذاً!

(ضحك)

أحدهم كان يملك مهنة رائعة.

والآخر أضاع فرصته في هذه الحياة.

ومع ذلك، فإن بعضكم

سيعثر برغم كل هذه الأعذار

سيعثر على شغفه.

ومع ذلك فسيفشل.

ستفشل لأن...

لأنك لن تقوم بالسعي خلفه،

لأنك اختلقت عذراً جديداً،

أي سبب يريحك من القيام بذلك،

وقد سمعتُ هذا العُذر كثيراً:

"أجل، سأسعى للحصول على مهنة رائعة،

ولكنني أُقدّر العلاقات الإنسانية

(ضحك)

أكثر من الإنجاز.

أُريد أن أكون صديقاً رائعاً.

أريد أن أكون زوجاً رائعاً.

أريد أن أكون أباً رائعاً.

ولن أضحّي بذلك

مقابل تحقيق إنجاز عظيم."

(ضحك)

ماذا تريدني أن أقول لك؟

هل تريد أن أقول لك:

"أُقسم أنني لا أضرب الأطفال."

(ضحك)

انظر إلى هذا التفكير الواسع الذي تملكه.

أنت بطل بغض النظر عن نوع بطوليتك.

إذ أنك افترضت من خلال محادثتي هذه

أنّك إذا كنت تريد مهنة عظيمة
فيجب عليك أن تكره الأطفال.

أنا لا أكره الأطفال ولا أضربهم.

نعم لقد كان هناك طفل صغير يتجوّل في المبنى

عندما وصلت إلى هنا ولكنني لم أضربه.

(ضحك)

فبالطبع كان علي أن أخبره
أن هذا المبنى مخصص للبالغين فقط،

وأن عليه أن يخرج منه.

تمتم بضع كلمات عن والدته،

فأخبرته أنها بكل الأحوال
ستلاقيه خارج المبنى.

عندما رأيته آخر مرّة
كان يقف على الدرج باكياً.

(ضحك)

يا له من شخص ضعيف.

(ضحك)

ولكن ما الذي تعني بذلك؟
أهذا ما تتوقعني أن أخبرك به.

أتعتقد حقاً أن ذلك أمر مقبول

أقصد أن تستخدم الأطفال كدروع بشرية
لتبرر ذلك لنفسك؟

أتدري ما الذي سيحدث في أحد الأيام،

والدٌ مثالي؟ أنت؟

سيأتي إليك ابنك يوماً ما ويقول،

"أعرف ما الذي سأغدوه عندما أكبر.

أعرف ما الذي سأفعله في حياتي."

وأنت مسرور للغاية.

إنها المحادثة التي ترغب بسماعها،

لأن ابنك ماهر في الرياضيات،

وأنت متيقن أنك ستُسر بالذي سيقوله بعد ذلك.

فيقول ابنك:

"أريد أن أصبح ساحراً.

أريد أن أقوم بتنفيذ خدعٍ سحرية
على خشبة المسرح."

(ضحك)

ما الذي ستقوله؟

تقولُ...

"إنها مهن خطيرة يا بُني.

قد تفشل يا بُني،
وقد لا تجني الكثير من المال من ذلك.

لا أعرف يا بُني، يجب أن تفكّر بذلك مجدداً

أنت ماهر للغاية في الرياضيات، لماذا لا..."

فيقاطعك ابنك ويقول:

"ولكنّه حلمي. أحلم أن أقوم بذلك."

فما الذي ستقوله حينها؟

أتدري ما الذي ستقوله؟

"انظر يا بُني، لقد كان لدي حلم أيضاً
في يوم من الأيام ولكن...

ولكن..."

كيف ستنهي جملتك التي بدأتها بـ"لكن"؟

"ولكنني كنت أملك حلماً أيضاً في أحد الأيام
ولكنني كنت خائفاً من السعي خلفه يا بُني."

أم هل ستخبره بالتالي:

"لقد كان لدي حلم في أحد الأيام يا بني.

ولكنك وُلدت قبل أن أحققه."

(ضحك)

(تصفيق)

هل تريد حقاً أن تستخدم عائلتك،

هل تريد حقاً أن تنظر إلى زوجك وطفلك،

فترى سجّانيك؟

هناك ردٌ آخر كان بإمكانك استخدامه
في حديثك مع طفلك،

عندما قال أو قالت: "لدي حُلم."

كان بإمكانك أن تقول...

أن تنظر إلى طفلك وتقول:

"اسعى خلفه يا بُني!

كما فعلت أنا."

ولكنك لن تكون قادراً على قول ذلك،

لأنك لم تسعَ خلف حلمك.

لذا لا يمكنك قول ذلك.

(ضحك)

وهكذا فإن خطايا الوالدين

تنعكس على أطفالهم المساكين.

لماذا ستلجأ إلى العلاقات الإنسانية

كعذر كي لا تبحث وتسعى خلف شغفك؟

أتدري لماذا؟

أنت تعرف لماذا في أعماق قلبك،

وأنا جادٌ للغاية.

أتدري لماذا تلتف على نفسك وتختبئ

خلف العلاقات الإنسانية وتتحجج بها.

هذا لأنك...

أنت تعرف ما أنت عليه.

أنت خائفٌ من السعي خلف شغفك.

أنت خائفٌ من أن تبدو سخيفاً.

أنت خائف من المحاولة.

أنت خائف أنك قد تفشل.

صديقٌ رائع وزوجٌ رائع
ووالدٌ رائع ومهنةٌ رائعة.

أليست هذه المجموعة متكاملة؟
أليس هذا ما أنت عليه؟

كيف يُمكن أن تكون واحداً من هؤلاء
بدون الآخرين؟

ولكنك خائف.

ولهذا لن تتحصّل على مهنة رائعة.

إلّا إذا...

"إلّا إذا"، إنها أكثر الكلمات تأثيراً...

"إلّا إذا."

ولكن كلمة "إلّا إذا" المؤثرة تليها

جملةٌ مرعبة جداً،

"لو أنني أملك..."

"لو أنني أملك..."

إذا كانت هذه الفكرة تدور في ذهنك
وتفكّر بها كثيراً،

فإنها ستؤذيك كثيراً.

إذاً هذه هي الأسباب الكثيرة

التي تقف خلف فشلك

في الحصول على وظيفة رائعة.

إلّا إذا...

إلّا إذا.

شكراً لكم.

(تصفيق)