-
الزمان يعدو مسرعًا على هذا الكوكب المعقد،
والمزدحم كما تتغير الحياة وتتطور كل ثانية.
-
كذلك، المعدل العمري للإنسان يزداد:
67 عاما هو
-
المتوسط العالمي، قافزًا عن مجرد
20 عاما في العصر الحجري.
-
العلم الحديث يقدم نظرته المتواضعة:
لحياتنا، بل حياة الجنس البشري أجمع،
-
أنها مجرد ومضةٍ دقيقة مقارنةً بعمر الأرض:
4.5 بليون عام والعد متواصل وكذا الكون،
-
والذي يبلغ عمره 13.7 بليون عام.
-
يتبين اليوم أن الكون كله يعيش
في الوقت الضائع. ربما يكون ومضةً
-
ضمن امتداد زمنيّ أعظم. متى - نتسائل -
سوف ينتهي الزمان؟
-
تخضع حياتنا لدورات اليقظة
والنوم، تعاقب الفصول، والولادة والموت.
-
إدراك الزمان ضمن مفاهيم التقلبات الدورية
يصلنا بالعالم الطبيعي
-
ولكنه لا يجيب اسئلة العلم.
-
ما الذي يفسر ماضي الأرض، عصورها
الجيولوجية وكائناتها الأولى؟
-
ومن أين جاء عالمنا ؟ كيف ومتى سينتهي؟
طبقًا للثورات التي قادها أمثال كوبرنيكوس
-
و داروين، قد بدأنا نلحظ الزمن كالسهم،
في كونٍ دائم التغير.
-
فيزيائي القرن التاسع عشر: لودفيغ بولتزمان،
وجد قانونًا إعتقد أنه ينظم وجهة تحرك
-
سهم الزمن. الإنتروبيا تخبرنا واعتمادا
على قانون الديناميكا الحرارية الثاني،
-
أنّ حالات الإضطراب والشواش تميل
للزيادة المطردة.
-
من منطلقات ابتدائية متسقة ومنظمة، العناصر،
الأحياء، الأرض، الشمس، المجرة
-
جميعها تتجه بالنهاية إلى حالات إنتروبيا
أو اضطراب عالية. الطبيعة تقاوم الانحلال
-
الحتمي ّهذا عبر إعادة تجميع المادة والطاقة
باستمرار خلال حالات الانتروبيا المنخفضة
-
في دوراتٍ من الموت و البعث.
-
هل ستفوز الإنتروبيا بالمعركة وتضع
حدًا لوجهة سهم الزمن؟ أو هل سيواصل
-
الزمن عناده، مواصلًا المُضيَّ إلى الأمام؟
-
نحن المراقبون، والبيادق، في هذا النزاع
الكوني. نحاول التبحّر في آلية عمل الزمن
-
حتى مع كون دقات الساعة تتجه بنا وصولا
لنهايتنا الحتمية. نوافذنا داخل طبيعة الزمن
-
هي آلياتنا لنستخدمها في تخطيط وقياس الفضاء
الكوني المتغير، من الساعات الميكانيكية
-
للقدامى، إلى إضمحلال العناصر المشعة،
أو التيلسكوبات التي تقيس سرعة
-
الأجسام البعيدة.
-
حياتنا تتحرك تزامنًا مع 24 ساعة لليوم،
هو الوقت المنقضي لتدور الأرض مرة واحدة
-
حول محورها. حسنًا، في الحقيقة فإنها تحتاج
23:56:4.1 ساعة من منظور نجمي
-
لا من منظور شمسي. الأرض أحرزت دورانها
عند نشأتها، نتيجة تعرضها لقذائف
-
الصخور والجسيمات الغُبارية التي شكلتها.
لكنها بدأت تفقدها تدريجيا نتيجة قوة
-
جاذبية القمر.
-
هذا يفسر حقيقة أن السنة في زمن الديناصورات
كانت 370 يوم، ولماذا ينبغي أن نضيف
-
ثانية زائدة لساعاتنا كل 18 شهر تقريبا.
في بضعة مئات ملايين من السنين، سوف
-
تصل الزيادة لساعة كاملة.
-
دورة الليل والنهار فعالة لدرجة أنها تتدخل
في تنظيم الكيمياء الداخلية الخاصة بنا
-
الأشعة المتلاشية للشمس الملتقطة عبر شبكيات
أعيننا، يدير لنا ما يسمى "الايقاع اليومي"
-
للنشاط. ذلك عندما تبدأ أدمغتنا بإفراز
الميلاتونين، الهرمون المحفز لأجسامنا
-
للاستعداد للنوم.
-
أخيرا، عند إشراق الصباح، تدفق الميلاتونين
يتوقف. ويرتفع ضغط دمنا...
-
حرارة الجسد ومعدل ضربات القلب يرتفع
كلما تحركنا خارجا في هذا العالم. أيامنا،
-
وحياتنا، هي قصيرة من منظور كونيّ.
ولكن بعقولنا تعلمنا تتبع أثر الزمن
-
وذلك إلى فترات زمنية أطول وأطول.
-
نحن نعلم الآن عبر حسابات دقيقة أن الأرض
تدور حول الشمس كل 365.256366
-
يوم. أيضا مقدار وافر من الطاقة الشمسية
التي تضرب كوكبنا يتم عكسها للفضاء أو
-
امتصاصها عبر الغيوم والغبار. وما يتبقى
يضبط نشاط كوكبنا وحركيته.
-
يمكن رؤية ذلك في هبوط وارتفاع حرارة
المحيطات الاستوائية، الانصهار والتجمد
-
السنويين للجليد في القطبين المتجمدين، أو
دورات إنتاج الكلوروفيل الموسمية للنباتات
-
على اليابسة و في البحر. هذه الدورات تتكامل
مع الدورات الأرضية طويلة المدى.
-
التيارات المحيطية، كمثال يُعتقَد أن تُتم
دورات كاملة ضمن فترة تتراوح بين 4_16
-
قرن.
-
مُبحرين عبر الزمن، كما تدور الأرض حول
محورها، فإن هذا يُحدث سلسلة من التذبذبات
-
المتشابكة المسماة دورات ميلانكوفيتش. لقد
تحملت اللوم في مستهل العصور الجليدية
-
لحوالي تمام المئة ألف عام. بعدها لدينا
دورة الكربون. النباتات تمتصه من الهواء
-
أو البحر. وقد وجدت طريقًا لها في التربة
أو رواسب المحيطات كتحلل النباتات، أو
-
كمخلفات مطروحة من خلال السلسلة الغذائية.
-
يتطلب الأمر إنفجار بركاني، أو انخفاض
دراماتيكي لمناسيب البحار، لتحرير هذا
-
الكربون مجددا خلال الهواء، غالبا بعد
ملايين السنين. العمليات التي تنظم كوكبًا
-
كالأرض تلعب فقط الدور الأصغر ضمن
عملية تطور الفضاء الكونيّ بأسره.
-
إذا حتى نتلمس قوس الزمن الأوسع، يجب علينا
أن ننظر إلى العمليات التي تحكم الكون.
-
النظرية الشهيرة بأن الكون بدأ بتوسع مفاجيء
في الفضاء: الإنفجار الأعظم!.
-
خلال حالة الانتروبيا المتدنية، عندها جاء
وقت الجسيمات تحت الذرية الدقيقة كالكواركات
-
واللبتونات أن تنشط وتمتزج لتكوين طبقٍ
من الحساء الكونيّ الساحر!
-
خلال ميكروثانية، اندمجت لتشكل الذرات،
مبتدئة بذلك الحقبة البدائية الأولى.
-
بردَ الكون وسكن كما تضخم، متزايدا قتامةً
واقعا فيما يعرف بعصور الظلام الكوني.
-
طوال الوقت -ورغم ذلك- الجاذبية
تربط الجسيمات، مقاومةً التوسع.
-
بعد عدة مئات ملايين السنين، تكتلات أعظم
من المادة تتقارب وتتجاذب. تلك الجيوب
-
الغازية المعزولة أصبحت بالكثافة المناسبة
لتسخن وتشتعل بعدها. هكذا بدأت حقبة
-
النجوم.
-
في هذه الحقبة المجيدة، نرى فضاءً ثريًا
بالتضاريس الطبيعية الكونية عبر تيلسكوباتنا
-
تريليونات التريليونات من النجوم أضاءت
المجرات في جميع أنحاء الكون. إن مسار هذه
-
الحقبة يتعين عبر دورات حياة النجوم، والتي
تتنوع تبعًا لأحجامها.
-
تلمع النجوم بفعل سحق الجاذبية للمادة في
نواتها "الاندماج النووي". الطاقة المتحررة
-
تندفع للخارج موازنةً بذلك قوى الجاذبية
الكامنة. هذه المعركة بين الطاقة والجاذبية
-
تظل محتدمةً في النجوم جميعها عبر الكون.
لكن في النجوم الكبيرة، تقريبا بعد 10 مليون
-
سنة من ولادتها، تبدأ قوى الجاذبية الباطنة
بحسم المعركة على حواف النجم، ليرجح ميزانها
-
عندما تصل الكتلة المتمركزة في قلب النجم
إلى قيمتها الحرجة، فإن جوهر النجم
-
ينهار على ذاته. تباعا فإن الطاقة المتحررة
نتيجة الانهيار تقود النجم إلى الإنفجار
-
محدثًا وميضُا ضوئيًا هائلا، وعاصفة من
الحطام المرئيين بوضوح بجميع أنحاء الكون.
-
عقب هذه السوبرنوفا، فإن الموجات الاهتزازية
الناتجة تقوم بتحفيز الغيوم الغبارية
-
والغازية القريبة لتنخسف على ذاتها وتشتعل،
لتكوين أجيال من النجوم الأصغر كشمسنا.
-
النتيجة الثانوية لتشكل النجوم: أنظمة شمسية
تتكون حال انهيار السديم الشمسي المحيط بها.
-
دورة حياة الكواكب، خاصة المتقاربة منها،
مرتبطة بدورة حياة مصدرها
-
النجمي.
-
بالنسبة لنجوم بعمر شمسنا، فإنها تزداد
حرارة ولمعانا. بعد بلايين السنين من
-
الآن، ذلك سيُترجَم إلى بداية النهاية
لكوكبنا الأرض. فبينما الرياح الشمسية
-
المستعرة تبدأ بالهبوب لتعصف بغلافنا الجوي،
المياه على سطح الأرض ستختفي تدريجيا، ما
-
يجعل الأرض غير صالحة للحياة.
-
وأخيرا، ستبدأ الشمس بالتضخم، لتصبح بحجم
هائل سيؤدي في الواقع إلى تغليفها للأرض.
-
الاحتكاك والمواجهة مع حواف الشمس الخارجية
سيؤدي بهذا العالم الأزرق القديم لأخذ مسار
-
حلزوني لمركزه. ما لم يكونوا بالحجم الكافي
لتشكيل نجم متفجر أعظم "سوبرنوفا"، أغلب
-
النجوم تنهي حياتها وهي تأن بصوت خافت على
إحداث ضجة مدوية. كما يتبين من معرض النجوم
-
المحتضرة والمرصودة بواسطة تلسكوب الرصد
الفضائي هابل.
-
مع مرور الزمن، الرياح الشمسية تدفع طبقاتها
الخارجية بعيدا مزهرة عبر تجليات خلابة.
-
ذاك ما حصل بالضبط منذ حوالي 12000 سنة
مضت للنجم الذي أنتج
-
سديم هيليكس المعروف. يمكن ملاحظة الطبقات
الخارجية للنجم المحتضر كحلقة ضخمة متوهجة.
-
بينما بداخله، عُقد غازية متكثفة تقاوم
بعناد رياح النجم المندفعة الشديدة.
-
النجم بذاته الآن بحالة أفول، باهت،
أثر ساكن ما يعرف بالقزم الأبيض. هو بحجم
-
الأرض ولكن أكثر كثافةً بحوالي 200000 مرة.
هذا على الأرجح ما تخبئه لنا
-
شمسنا. لذا يمكننا تخيل حضارة فضائية لربما
تبحث عن كواكب صالحة للحياة، لكنها بتلك
-
الأثناء لن تتمكن من اكتشاف كوكب الأرض.
-
هذه المعركة المحتدمة بين الطاقة والجاذبية
تتكرر في كل زاوية من المجرات كمجرتنا، مع
-
قوة الجذب لسُحب الغاز بداخل النجوم بفعل
الجاذبية، واحتراق النجوم على ذواتها وفق
-
أطر زمنية متنوعة، إعتمادًا على أحجامها.
-
بمرور الزمن أيضا، بينما تراكم كتلة المجرة
أجيالا متعاقبة من النجوم الصغيرة،
-
فإنها كذلك سوف تغدو معتمةً أكثر فأكثر. بعض
المجرات سوف تشهد انبعاثا مؤقتا، إذا
-
ما نشطت واندمجت بغيرها من المجرات.
-
ذلك ما يبدو مقدر الحدوث لمجرتنا: درب
التبانة. فبمجرد أن يحين الوقت ستبدأ شمسنا
-
بابتلاع أرضنا، أي بقايا كائنات أرضية سوف
تشهد رؤية نجوم مجرة الأندروميدا
-
بادية للعيان متلئلئةً فوق سطح مجرتنا
درب التبانة.
-
كما يظهر بهذه المحاكاة، فإنه من المرجح أن
تفكك المجرتين إحداهما الأخرى إلى أجزاء.
-
إذا كان إصطادما مباشرا، نجوم المجرتين
ستبدأ الاندماج مع بعضها مكونةً كرةً مجرية
-
عملاقة تعرف بالمجرة الإهليليجية. كل هذا
اللانظام نتاج الاتحاد يمكنه تحفيز ولادة
-
كيانات نجمية جديدة، لضخ الشباب والنشاط
من جديد في المجرة الأكبر.
-
إضطرابات كهذه، في أي اتحاد للمجرات
الجارة، سيكون شائعا واعتياديا، بينما تمضي
-
حقبة النجوم خلال مراحلها النهائية. لكن
الضمور الكلي خارج الكون أمر محتوم.
-
إجمالا، تشير الدراسات الأخيرة لمعدل التوسع
الكوني إلى أن الكون بأسره ليس بوارد
-
الاستسلام لعوامل الجاذبية، أو أنه سيواجه
نهايته عبر مشهد إنسحاق عظيم.
-
في الواقع، خلال الست بلايين سنة الأخيرة،
فإن الكون قد بدأ يتسارع نحو الخارج.
-
الجاذبية تفقد حظوتها وقدرتها لصالح قوةٍ
خفية تدعى "الطاقة المظلمة". يمكنك مشاهدة
-
دليل ذلك، خارجا في الفراغات الهائلة من
الفضاء بين الشعيرات المجرية. هذه الفراغات
-
تشبه فقاعات دائمة التوسع. حيث ومن ملامسة
جدران الفقاعات يمكن رؤية الشعيرات المجرية.
-
كلما تنامت هذه الفقاعات، فإن الشعيرات سوف
تتمدد وتنكسر. المسافة بين المجرات ستتوسع
-
بوتيرة أسرع وأسرع. في نهاية المطاف، بمعزل
عنن مكانك في الكون، لن ترى سوى مجموعات
-
معدودة منعزلة من المجرات المجتمعة معا،
مع اتصال بسيط بأي شيء آخر،
-
والقليل من الأدلة على كيفية وصولهم هناك
وتكونهم بهذه الطريقة.
-
وصولا إلى أعماق زمنية أبعد، 10 بلايين سنة
من الآن، فإن السماء ستصبح قاتمة أكثر فأكثر
-
كما أن كل شيء سينحسر بعيد عن كل شيء
آخر. إن الملجأ الجيد في سنين
-
الانكفاء والانحطاط هذه من العصر النجمي،
هو المكان الذي لا تزال فيه الهدنة قائمة
-
بين الجاذبية والطاقة.
-
ربما أن ملجأً كهذا ليس أكبر بكثير من
كوكبنا المشتري، القزم الأحمر هو واحد من
-
أصغر النجوم وأكثرها خفوتا في كوننا.
وقد تبين أنها يمكن أن تأوي كواكب قريبة
-
كفاية والتي أشعتها الخافتة يمكن أن تحافظ
وتساعد على حفظ الماء السائل وتطور الحياة.
-
الأقزام البنية والأقزام الحمراء تشكل
الغالبية العظمى من النجوم في مجرتنا. حقيقة
-
وبجانب ذلك، فإن كتلتها تزيد عن كل النجوم
الكبيرة. لأنها تشتعل ببطء شديد.
-
سوف تكون المنارة المشتعلة النهائية لحقبة
النجوم العظيمة، الحقبة التي سوف تمتد
-
لقرابة 100 تريليون عام.
-
في اللحظة التي ستصبح فيها المجرات المضيفة
لها أكثر قتامة، عملية أخرى ستبدأ لتحويل
-
هذه البؤر الصغيرة. مع مضي الزمن، فإن فرصة
تصادم بين الأجسام ستشوش مداراتها، مرسلةً
-
بعضها إلى مركز المجرة، والبعض الآخر
خارجا إلى الفراغ.
-
بهذه الطريقة، المجرات يمكن أن تتلاشى
تدريجيا، مع تركيز مكثف للمادة أكثر من أي
-
وقت مضى متراكما في مركزها. بمجرد حدوث
هذا، فإن الكون سيتخذ طابعا وخصائص جديدة.
-
مرحبا بكم إلى عصر التحلل، والذي سيمتليء
فيه الكون من قبل الأقزام البيضاء والحمراء
-
النجمية الباردة، ومن قبل البقايا المحترقة
لإنفجارات السوبرنوفا: النجوم النيوترونية.
-
برغم أن هذه النجوم المحتضرة قد استخدمت
وقودها النووي، فإنها تكمل إنتاجها لكميات
-
قليلة من الطاقة. إنها تلتقط جسيمات المادة
المعتمة وتستهلكها والتي تروضها
-
للقبض عليها. هنا حيث التطور الكوني
يتباطأ إلى حد كبير. فمن المتوقع أن
-
البروتونات، حجر الأساس في تكوين الذرات،
سوف تتحلل ببطء، متحولة إلى أجسام دون ذرية
-
والتي بعد ذلك تضمحل إلى فوتونات.
-
جميع البروتونات في تاريخ الوجود تعود إلى
اللحظات الأولى للكون. تحللها النهائي
-
سيعلن نهاية عصر التحلل، حوالي بليون، بليون
، بليون، بليون عام
-
بعد الإنفجار الأعظم. ما يساوي الرقم 1
متبوعا ب 40 صفرا!!.
-
تصورنا عن طبيعة ما حدث بعد ذلك تعتمد
على ما نتعلمه في السنوات المقبلة ضمن حدود
-
فرنسا وسويسرا، في واحدة من أكبر التجارب
الفيزيائية الأكثرمسؤولية ودقة.
-
على عمق 100 م تحت الأرض، تم بناء مصادم
الهادرونات العظيم لتسريع الجسيمات باتجاهات
-
متضادة عبر حلقة عملاقة بطول حوالي 27
كيلومتر. عندما تصل سرعة الجسيمات لسرعة
-
الضوء تقريبا، دور العلماء سيتمثل في إحداث
إصطدامات هائلة بين تلك الجسيمات.
-
إحدى غاياته: تحديد الآفاق النهائية
لكوننا، وكذلك أيضا اللحظات الأخيرة
-
لأكثر أجسامه ثباتا وتماسكا. الثقوب السوداء
، تتراوح كتلتها ما بين مليون إلى 10 بليون
-
مرة كتلة شمسنا، التي تحتل مراكز المجرات
الكبرى هذه الأيام. عمر مثل تلك المجرات
-
يزيد عن تريليونات السنوات من الزمن، الكثير
من كتلتها ستتخذ مسارا لولبيا باتجاه المركز
-
وإلى فكيّ الثقوب السوداء الأكثر شراهة
وضراوةً.
-
تصوريًا، بإمكان الثقوب السوداء أن يصل
وزنها النهائي لما يعدل وزن مجرة، لكنها
-
عندما تتوقف بالنهاية عن النمو، هل يمكن لها
أيضا أن تقع فريسة عوامل الزمن؟ وفقا للعالم
-
الفيزيائي ستيفن هوكينج، فالإجابة هي نعم.
-
قد اقترح عملية نظرية لحقبة التحلل والتي
يأمل العلماء بإختبار تصادم الجسيمات عالية
-
الطاقة في مصادم الهادرونات الكبير. الفكرة
هي أنه وعلى امتداد فضاء مجرتنا، فإن
-
الجسيمات متضادة الشحنة تواصل تدفقها بثبات
في الفراغ الفضائي. عادة ما تقوم
-
بإلغاء بعضها البعض.
-
ولكن عندما تتواجد بقرب السطح الخارجي
للثقب الأسود، فإن جسيما واحد سيبتلعه الثقب
-
في حين سيفلت الآخر. الأمر الذي يقود إلى
خسارة الثقوب البطيئة للطاقتها وكتلتها.
-
اذا ما كان ذلك صحيحا، اذا نستطيع القول أنه
حتى الثقوب السوداء تهلك وتنتهي بالنهاية.
-
لكن التيقن من حدوث ذلك ليس هينًا. إن توليد
ثقب أسود ميكرويّ، على ما يبدو، سيتطلب
-
تجميع طاقة أكبر مما يقوم به مصادم أرضي
محدد. هذا يعني ما لم يكن هناك دورا إضافيا
-
للطبيعة والجاذبية أكثر مما اعتقدنا.
-
إن مفتاح اللُّغز يكمن فيما إذا كان الكون
الذي نعرف هو جزء من من واقع كوني أكثر
-
تعقيدًا، فيما يتجاوز الأبعاد الفضائية
الثلاثة -إضافة للزمن- والتي نلمسها يوميا
-
بواقع حياتنا. ربما نكون كحشرة تعيش على
سطح بركة ثنائية الأبعاد، غير مدركين لمدى
-
الواقع العميق والمعقد من تحتها. إن من
المحتمل أن بعدا إصافيا غير مرئي لربما
-
يمكنه أن يتداخل مع عالمنا ضمن نطاق
ضيق للغاية.
-
وفقا لبعض العلماء، عندما تتصادم الأجسام
ذات الطاقة العالية جدا، فإنه يتطلب قوى
-
جاذبية إضافية لتوليد ثقب أسود ميكروي
يمكن أن يتولد من البعد الإضافي إن وجد!.
-
سيعرفون أن ثقبا أسودا كان هنا من تتبع
الجسيمات المنبعثة منه بعد تبخره عبر
-
إشعاع هوكينج.
-
وجود هذا البعد الإضافي سيفتح نافذة ضيقة
لنطل منها على واقع كونيّ أعمق، لنسلط الضوء
-
بعدها على مستقبل كوننا النهائي. إستنادا
إلى نظرية هوكينج، فإن الثقب الأسود المكتشف
-
اليوم سيلفظ آخر أنفاسه، عندما تدق العاشرة
بتوقيت الساعة الكونية بعد مئوية من الآن،
-
الرقم الهائل الذي يساوي 10 مرفوع للأس 100!
جوجول. عنده نهاية الكون كما نعلم حتى الآن.
-
ولكن لتلقي نظرة لما يفوق ذلك، ضع 10 للأس
جوجول، ينتج جوجول- بليكس،عام؟ اذا سجلت كل
-
كل الأصفار بهذا الرقم في حيز نقطة دقيقة،
فإنها ستتوسع إلى ما يتجاوز الكون المرصود.
-
هل سيرتاح سهم الزمن العظيم حينها؟ الإجابة
لا، إذا ما صحت النظريات الحديثة.
-
إنها تفترض أن فضائنا الكوني هو جزء من دورة
حياة وموت كونية أعظم، يرافقها
-
أكوان جديدة كليا تنبعث إلى حيز الوجود ضمن
فضاء يتجاوز فضائنا الذي نعرف.
-
إن الأفاق الزمنية لكوننا ربما تبدو كومضةٍ
في هذا المخطط الأعظم الأنيق من المادة.
-
عودة للأرض الآن، ندرك أننا ثمارُ هذه
الحقبة العظيمة للنجوم، وشهودا على جلالها
-
نحن التجليات الرائعة للجاذبية والطاقة.
-
لاشك أن هناك كائنات أخرى خارجا
في مكان ما هناك، يحاولون فهم
-
الكون. هم أيضا لربما اخترعوا فكرة الزمن
وطوروا لأجل فهمها نظرياتهم الخاصة
-
حول الوجهة التي يسير إليها كل شيء.
-
إنّ اكتشافاتهم -واكتشافاتنا- لن تنجوَ من
عمل الإنتروبيا في هذا الفضاء الكوني،
-
سائرين جميعا على درب النجوم، متأملين
النجوم وهي تفسح المجال لحقب جديدة كبرى في
-
حياة الكون. وكما يمهد فضائنا الكوني
الطريق لحقب جديدة عظمى من حياة الكون.
-
ترجــــــــــمة: نـــمــر ســــرحــــــان.