استيقظت وأنا بطل الميم | أندراس أراتو | TEDxKyiv

ماهو شعورك عندما تستيقظ يوماً ما ثم تدرك انك أصبحت ميم؟ يحكي أندراس أراتو قصة كيف أصبح الميم المشهور عالمياً "أخفي الألم يا هارولد" أندراس أراتو يبلغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً وهو مهندس كهربائي من هنغاريا و دي جي راديو محلي وعارض صور فوتوغرافية.

ألقيت هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام صيغة مؤتمر TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من قبل المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد يرجى زيارة: http://ted.com/tedx

صباح الخير، سيداتي وسادتي.

(تصفيق)

أنه لأمرٌ رائع أن أكون هنا.

الآن سوف أروي لكم قصة.

هذه القصة مثل القصص الخيالية،

لكنها ليست من الخيال - بل إنها قصة حقيقية.

إنها قصة حياتي.

في يومٍ من الأيام،
في مدينةٍ صغيرة في هنغاريا

ولِد طفل قبل ثلاثة وسبعين سنة.

أنا كنت ذلك الطفل، قبل ثلاثة وسبعين سنة.

لاحقاً، دخلت الجامعة ثم تخرجت
منها مهندساً كهربائياً.

وقمت بالعمل في شركاتٍ
مختلفة كخبير الإضاءة.

وحصلت على بعض الجوائز العلمية

حتى أنني انتخبت لمنصب نائب رئيس

جمعية الإضاءة الهنغارية.

لكن -

(تصفيق)

شكراً.

لكن هذا ليس سبب وجودي هنا الآن.

(ضحك)

ربما العديد منكم قد تعرف بالفعل على وجهي.

لذا، قم برفع يدك إذا رأيتني من قبل
على الشاشة.

(ضحك)

هل ما أراه صحيح؟ كلكم؟

(ضحك)

رائع. مدهش.

قد يكون السبب هو
صوري المنتشرة على الإنترنت.

في الملايين من النسخ.

عندما أقوم بنشر شيء على الإنترنت،
يراه الآلاف من الناس.

بعض من الفديوهات الخاصة بي شاهدها الملايين

يوماً بعد يوم، تصلني العشرات من الرسائل.

أحضرت لكم منها بعض الأمثلة

حتى أريكم الأسلوب والمحتوى
في هذه الرسائل.

هذه رسالة فتاة تدعى جوليا
من إيطاليا

كتبت لي: "شكراً
لجلبك الفرح الحقيقي والحنان

لهذا العالم الرمادي."

أتمنى أن أقوم بذلك.

وهذه رسالة أخرى من الولايات المتحدة،
من شخص يدعى ميسون.

كتب "أنا أحب مشاهدة
مقطع الفيديو الخاص بك.

إن رؤية سعادتك الحقيقية ملأتني بالسعادة."

ورسالة من قارة أخرى،
بواسطة محمد من باكستان.

كتب أني أفضل إلهام
للناس التعساء في العالم.

هل هذا صحيح؟

(تصفيق)

لكن ..

كيف يمكن لمهندس كهرباء متقاعد أن يصبح ميم؟

إنها قصة غريبة
مع تغيرات مثيرة للاهتمام

وربما يوجد هناك درس نتعلمه.

آمل ذلك على الاقل.

في البداية، كان الهدف من صوري
هو أن تكون صور إيضاحية

في مختلف المنشورات على الإنترنت
والنشر المطبوع.

في مقالات الصحف والدعايات وغيرها.

ولكن لاحقاً، ترون صوري في الغالب
مع تعليق مضحك يدعى بالميم.

الكثير مِن من يبلغون عمري
لم يسمعوا بهذه الكلمة.

حتى أني بحثت عن معناها في موقع ويكيبيديا.

وعثرت على تعريف معنى الميم:

وهو "صورة، أو فيديو
وقطعة من النص وما إلى ذلك

عادةاً ما تكون لها طبيعة فكاهية.

وبعدها يتم نسخها ونشرها بسرعة
عبر مستخدمي الإنترنت

وأحياناً يتم تغيرها قليلاً."

هذا التعريف ينطبق تماماً في حالتي.

بدأ الأمر بطريقة طبيعية جداً:

في إجازة في تركيا.

أعتقد أن الجميع يذهب أحياناً في إجازة

وجميعنا يريد أن يقوم بتصوير
تجارب عطلاتنا في بعض الصور،

ونريد أن يراها أقرباؤنا
وأصدقاؤنا وأهالينا.

أانا قمت بذلك.

وقمت برفع هذه الصور
على مواقع التواصل الاجتماعي

ليست على فيسبوك، لأنها لم تكن موجودة
في ذلك الوقت

أردت أن يراها أصدقائي.

لكن ليس هم من رأها فقط،

قام مصور محترف برؤية هذه الصور أيضًا،

وقام بالتواصل معي،

كتب أنه يبحث عن عارض،
شخصية تبدو مثلي

وقام بدعوتي للقيام بجلسة تصوير تجريبي.

حسناً، أعتقد أنه في أعماق الجميع
القليل من الغرور.

وأنا لا أختلف عن الجميع،

لذلك، قبلت الدعوة
وذهبت لجلسة التصوير التجريبية.

قام بأخذ بعض الصور.

أعجبته الصور وأعجبتني أيضًا

قام بدعوتي مجددًا،

وفي جلسات عديدة، قام بأخذ المئات من الصور.

مخزون من الصور.

كنت أعلم كيف ستستخدم هذه الصور.

المصور أخبرني،

لقد قدمت مساهمة مكتوبة،

ووافقت أن تستخدم الصور لذلك الغرض.

وقمت باختيار ثلاثة مواضيع حساسة

التي لم أرد أن أرى وجهي يستخدم
فيها على الشاشة أو في الطباعة

ماهذه المواضيع في رأيكم؟

أولها هو المواضيع السياسية،

والمواضيع الدينية والجنسية.

لأن هذه هي المواضيع
التي يمكن أن تفرق الناس أكثر.

لهذا لم ارد أن يتم استخدام صوري فيها.

(تصفيق)

شكراً.

(تصفيق)

بعدها ببضعة أسابيع-

لنقل أن بعض الأشهر مرت -

كنت أفكر
في ماذا تم استخدام صوري.

كان إجراء البحث في غوغل كافياً
والبحث عن الصور،

كنت مطمئناً عندما رأيت نفسي
في شخصية طبيب.

لقد ظهرت على صفحة المستشفى الرئيسية.

(ضحك)

مثل هذا.

(تصفيق)

ولكن بعد بضعة أشهر قمت بتكرار البحث،

وقمت باكتشاف الميمات الأولى.

مثل هذا.

ربما الجميع يعرف هذه الصورة:

تماثيل الرؤساء الأمريكيين

المنحوتة على جبل رشمور
في الولايات المتحدة،

وقد تم تغيرها.

(ضحك)

أصبحت أنا كل رئيس.

(تصفيق)

حسناً، كان ذلك مضحكاً وأنا أحببته،

لكن لم يظهر الميم المضحك فقط،

أصبح يوجد بعض الميم الفظ
والعدواني أيضاً،

في البداية كانت التجربة صادمة.

لم أعرف ما الذي علي فعله.

كانت ردة فعلي الأولى هي
"يجب أن ننهي هذا.

لنجعل كل هذا يختفي."

وفكرت في الخيارات.

مذا يمكنني أن أفعل؟

هل أستطيع سحب الصور؟

لا، لقد قمت بكتابة مساهمة ورقية لهم -

لكن ذلك ينطبق على الصور الأصلية،

وليست على الصور المعدلة
التي تحولت إلى نكت.

الخيار الثاني هو إغلاق الموقع.

كان لرجل أمريكي

الذي جمع صوري كلها،

وهو الذي أعلن عن المنافسة مع أصحابه.

عن من يستطيع إضافة كتابات مضحكة

أو صنع نكات بصرية،

وهكذا ولدت هذه الميمات.

لذا، هل أستطيع إغلاق الموقع؟

طبعاً أستطيع.

على الأقل أستطيع أن أبادر
بإغلاق الموقع.

لكنها طبيعة الإنترنت:
لا شيء يختفي من الإنترنت.

إذا استطعت أن أغلق الموقع،

في اليوم التالي ستظهر ثلاثة آخرى
بنفس المحتوى.

لذا، هذا ليس الحل الصحيح.

هو على الأقل حل مؤقت فقط.

لذا، أملي الوحيد كان
أن تظهر العديد من الأشياء الجديدة

يوماً بعد يوم على الإنترنت

حتى ينساني الناس ببطء
وينسوا الميمات المضحكة عني.

حسناً، علي أن أقول أنني كنت مخطئاً تماماً.

(ضحك)

لم يتوقف نشر الصور.

والمزيد من الدول انضمت لهذا الهوس.

بدأت في الولايات المتحدة
وانتشرت في أروبا.

ثم انتشرت لكل قارة في الأرض.

على أن أخبركم أنه خلال جلسة التصوير،

أخبرني المصور أن أبتسم.

(ضحك)

هكذا.

(تصفيق)

لكن الناس على الانترنت اكتشفوا أو شعروا

أن هذه الابتسامة لم تكن من القلب.

لقد رأوا بعض الحزن الخفي أو الألم
خلف هذه الإبتسامة.

لهذا حصلت على لقب
"اخفي الألم يا هارولد."

(تصفيق)

كنت لا أزال أعتقد أن الناس سوف ينسون،

لكن كما رأيتم.

ثم استطاع أحد مستخدمي الإنترنت

بطريقة ما التعرف على هويتي الحقيقية

وقام بإرسال رسالة الكترونية لي،

كاتباً أن هنالك العديد من الناس

من لا يصدق أنني شخصٌ حقيقي.

من بني البشر.

لذا طلب مني أن أكشف عن نفسي

وأنني شخص حي وحقيقي.

قمت بتجاهل طلبه
لكنه استمر في الطلب مراراً وتكراراً.

وأخيراً، وافقت على طلبه.

(ضحك)

(تصفيق)

ورفعت صورة لي:
مع قطعة من الورق في يدي

مكتوب عليها أنني حي.

[(بالروسي) أنا حي، مرحباً.]

وبعد بضع ساعات قليلة،

تفجر الإنترنت، كما يقول الناس.

عشرات الآف الناس شاهدوا الصورة،

وقامت وسائل الإعلام الدولية
بالنشر عني أيضاً.

عندها لم يعد بإمكاني فعل أي شيء
عدا تقبل الأمر كله.

وأن علي الظهور للناس.

لذا قمت بتأسيس صفحاتي الرئيسية
على مواقع التواصل الاجتماعي،

على سبيل المثال.

وهذا الأمر برمته
سبب تغييرا جذريا في حياتي.

تمت دعوتي لأماكن رائعة.

مثل لندن.

أو هنا في مدينة كييف.

إنه لشيء رائع أن أكون هنا.

(تصفيق)

والآن أنا أعلم أن
شخصية "اخفي الألم ياهارولد"

هو دور شخصية لا غير.

أنا لست هو في الحقيقة.

إنه دور أعطاه لي الناس على الإنترنت.

وتعلمنا من شكسبير
عندما كتب في إحدى مسرحياته.

أن العالم كله هو مثل المسرح،

وكل رجل وامرأة هم مجرد ممثلين.

وكان دوري هو "أخفي الألم ياهارولد."

وهو جعل حياتي مشوقة ومثيرة للغاية.

ومع فرص جديدة وعديدة.

على سبيل المثال، هنالك فرقة بوب
يغنون باللغة الإنجليزية.

قاموا بدعوتي
حتى أقوم بتصوير فديو موسيقي

وبعد ذلك، قاموا بدعوتي للظهور
في إحدى حفلاتهم الموسيقية،

وكان ناجحاً للغاية كما ترون.

لم أكن أبتسم فقط بهذه الطريقة

تمت دعوتي أيضاً
ولم يكن علي الابتسام

في أفلام قصيرة وفي دعايات.

(تصفيق)

شكراً.

لماذا أنا ألقي عليكم هذه القصة؟

طبعاً، لا يمكن للجميع أن يصحبوا ميم.

ربما أنا الأول والوحيد.

والأمور التي حدثت لي
لن تتكر ثانية مع أحد آخر.

لكني أظن أنها ذات أهمية عامة

أنه عندما تصل لعمر التقاعد
وليس فقط في فترة التقاعد

أعتقد أنه في كل فترة من حياتك

يجب أن تتعرف على أشياء الجديدة لتقوم بها
لتفعل شيئاً لم تقم به من قبل.

يجب أن تكون متفتحاً لفرصٍ جديدة.

متفتحاً لما يحدث في العالم.

وأن تجرب نفسك في أي مجال تقدر عليه.

على سبيل المثال، أنا جربت نفسي
بعد أن أصبحت ميم

لخمس سنوات في قناة
راديو صغيرة ومحلية كموزع موسيقي.

(تصفيق)

ومؤخراً، هذا العام.

لقد حضرت معسكر فن
حيث تعلمت الرسم بالألوان الزيتية.

(تصفيق)

هذه أول رسمة بالألوان الزيتية لي:
ولادة بالاس أثينا

عندما تخرج من رأس زيوس.

(تصفيق)

وطبعاً.

إنه ممتع للغاية
عندما تمرح مع الشباب

مقارنة بالاستماع للشكاوي الصحية
لمن هم في عمري.

(تصفيق)

وأخيراً، هنالك شيءًُ آخر:

هنالك ثلاثة قواعد حتى تصبح مشهوراً

(ضحك)

للأسف، لا أحد يعلم ما هي.

حتى أنا.

(تصفيق)

لذا،

شكراً لكم جزيلاً على اهتمامكم.

(تصفيق) (هتافات)