عندما تعطيك الحياة ليمونًا | كندرا قوتسبلين | TEDxSiouxFalls

يتم تعريف حياة كندرا جوتسبلين من خلال نظرتها الإيجابية ونجاحها في التغلب على العقبات، وليس على الحالة الوراثية النادرة التي ولدت بها. تخرجت كندرا، وهي خريج كلية أوغوستانا، في قسم طب الأطفال داخل مركز الإعاقة في كلية سانفورد للطب. وهي تعمل الآن على كتابها الأول.

تم إلقاء هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام صيغة مؤتمر TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من قبل المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد من خلال: http://ted.com/tedx

هناك طريقتان يمكنني وصف نفسي بهما

الأولى هو أنني (كيندرا جوتسبلين)،

خريجة جامعة أوغستانا لعام 2010

التي تخصصت في علمَي الاجتماع وعلم النفس.

والثانية هي أننى (كيندرا جوتسبلين)،

فرد معاق بطول 40 بوصة على كرسي متحرك،

التى لديها مرض عديد السكاريد
المخاطي من النوع السادس،

مرض نادر متعلق بالأنزيمات.

أنا أفضل أن أوصف عن بالطريقة الأولى،

تأكيداً على ما أستطيع القيام به وما حققته.

أنا أعرف إذا ما خططت للوصول
إلى كل أهدافي في الحياة،

فأنا في البداية أحتاج أن أدرك نقاط قوتي
واستخدام نقاط القوة التي وهبها لي الله.

الحياة قد تكون صعبة لأي شخص
بغض النظر كائناً من كان،

أو كيف يبدو،

أو كيف يريد أن يواصل مستقبله.

مستقبلي مضيئ ومليئ بالاحتمالات.

بغض النظر عن كيف يصفني الناس
أو كيف ينظرون إليّ،

أنا أحب أن أعيش حياتي بتفاؤل، وأنا قادرة
على القيام بكل شيء.

أنا مؤمنة تمامًا بأن الحياة
هي ما تصنعه أنت.

أحب أن أضحك، أبتسم، أمزح، وأساعد الآخرين،

وأستمتع بقضاء وقتي مع العائلة
والأصدقاء.

الحقيقة هي أنني شخصٌ معاق يعيش
على كرسيٍ متحرك،

وأنا متأكدة تماماً بأنه جزء مما أكون

وليس بيدي حيلة إلا أن أتقبلها.

ولهذا السبب أنا لا أدع إعاقتي أن تكون
سبباً في إيقافي

من أن أتقدم في السعي للوصول إلى جميع
أهدافي في الحياة.

بعضا من أهدافي التي حققتها
هي التخرج من الجامعة،

والحصول على عمل

وقدرتي على مساعدة الآخرين
من خلال تجارب حياتي.

أحد التجارب التي أنا فخورةٌ بها

هي مشاركتي في تجربة أبحاث الأنزيم السريرية

في أوكلاند، كاليفورنيا، 2002.

التجربة كانت دراسة الأنزيم
الذي لا ينتجه جسدي.

كان الهدف منها الحصول
على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير

للأطفال الذين كانوا بعمري والبالغين
المصابين باضطراب الإنزيم من النوع السادس،

حتى يتمكنوا من تلقي العلاج.

كمشاركة،

مررت بالعديد من الاختبارات والجرعات
الأسبوعية من أجل هذا الدرب،

وفي 2005، هيئة الغذاء والدواء الأمريكية
اعتمدت هذا الدواء.

احدى الحالات في العلاج بالأدوية كمريض،

هي أننا نحتاج جرعات أسبوعية طوال حياتنا.

أجسادنا لن تتمكن من تعويض
الإنزيمات المفقودة،

لكن العلاج يساعدنا على العيش بصحة أفضل.

أحد الأهداف التي أعمل عليها حالياً

كتابة كتابٍ والعمل على وضع
بصمتي في العالم.

هناك العديد من العقبات التي أعاني منها
بسبب معاناتي مع اضطراب الإنزيمات،

ولكني تعلمت

أن أتغلب على هذه العقبات فور ظهورها.

تم تشخيصي عندما كنت في الرابعة

بحالة طبية نادرة في اضطراب الإنزيم.

واحد من كل 215,000 فرد يصاب بهذه الحالة.

جسدي فقد الإنزيم المهم لتطهير الخلايا،

مما أدّى إلى تراكم مادة لاصقه في خلاياي،

مما أثّر على نسيجي الضام
وعلى الأجهزة الحيوية.

على الرغم من حالتي الصحية،

كنت في صفوف عادية خلال سنواتي الدراسية

مثل أي طالب آخر.

كطالبة في صف التخرج،
تخرجت مع مرتبة الشرف.

لطالما كنت مثابرة،

مما أفادني في السعي خلف كل ما أردت تحقيقه.

لم يتم تسليم أي شي لي

أو جُعلت سهلة بسبب معاناتي
اليومية في الحياة.

هذه العقبات جعلت مني شخص أفضل

وعلمتني إذا ما أردت أن أصنع نجاحي الخاص،

يجب علي أن أصنعه بنفسي.

بعضا من هذه العقبات كانت الالتزام
بالحضور في الكلية،

بينما هناك جرعات إسبوعية يجب أن آخذها،

العجز في كوني عفوية

وعدم وجود استقلال كامل.

نحن الوحيدون الذين يحددون الموقف والنهج
الذي نتخذه في الحياة.

أفضل أن أكون إيجابية

لأن السلبية والشعور بالأسف على النفس

لا تساعدنا طوال طريق الحياة.

كطالبةٍ في الصف الدراسي،

كنت أنظر إلى أصدقائي وأسأل نفسي,

"كيف لهم أن يركضوا بهذه الكثرة
بدون أن تنقطع أنفاسهم؟

إنهم متأكدون من أن يصبحوا طويلي القامة."

أنا لم أفكر بهذا كثيراً.

لم أتفهم السبب وراء عدم ركضي بسرعة

ولكني كنت متأكدة أن السبب هو حالتي.

لم أكن أعرف حتى أن لدي حالة طبية.

لم أكن أملك أي فكرة بأنني كنت مختلفة
عن باقي الطلاب،

حتى وصلت إلى الصف الخامس.

لم أُزعج أو أسخر من أي أحدٍ قط.

كنت متقبلة نفسي.

لم يركز والدي أبداً على اختلافاتي
وماذا كان صعبا بالنسبة لي،

حتى فكروا بأنني وصلت إلى عمرٍ يجب فيه
أن أتعلم عن حالتي الصحية.

في المدرسة المتوسطة، لم يكن لدي
كرسي متحرك كما أفعل اليوم.

عندما كنت أنزل عند المدرسة،

كنت أجلس في الخارج في الفصل الدراسي الأول،

في كرسي عليه عجلات، ببساطة

منتظرةً المدرسة لتبدأ.

في بعض الأحيان، أصدقائي يأتون ليجلسوا معي

عندما لا يلعبون أو يتخالطون
مع بعضهم البعض.

ولكن العديد من الأوقات، أجلس بمفردي،

وكنت أتمنى أن أكون معهم.

لقد كان صعبة بالنسبة لي،

ولكن كانت أصعب بكثير بالنسبة إلى والدي.

عندما يكونوا ذاهبين إلى العمل،

وينظروا خلفهم ويجدوني جالسة
لوحدي في الخارج على الطريق.

انا أتفهم رغبة أصدقائي في الاختلاط
مع بعضهم البعض،

لهذا السبب لم أغضب منهم أبداً،

ولكن كنت أشعر بالوحدة في بعض الأوقات.

كطالبة في المدرسة الثانوية،

وضعت هدفاً لنفسي بأن آخذ التاريخ الأمريكي،

وهو صفٌ جامعيٌ،

والجبر الثاني.

عندما التقيت بالمستشار،

أخبرني بأن الذين يخططون للذهاب
إلى الجامعة

هم الوحيدون الذين يأخذون هذه المواد.

لقد صُدمت وأدركت بسرعة

بأنها لم تراني قادرة بأن أصبح جامعية.

ومن ثم أضافت قائلة:

"ولكي تأخذي مادة التراث الأمريكي،

يجب أن تحصلي على توقيع من معلمٍ

يفيد بأنك قادرة على أخذ هذه المادة."

أنا أعتقد بأنها ظنت أنها قد أغلقت
الموضوع بجملتها الأخيرة.

ولكني ابتسمت بلطف، وأشرت إلى التوقيع
الذي حصلت عليه مسبقًا

وقالت: "هذا هو!"

أخبرتها أيضا: "أنوي الذهاب إلى الكلية
في المستقبل."

أنا فخورةُ لأقول بأني تخرجت بمعدل 3.6
في المرحلة الثانوية

وأصبحت عضوة في رابطة الشرف الوطني.

في الكلية،

كان هناك بعضاً من الدكاترة الذين قالوا لي
التعليقات التالية.

الأول كان أنني كنت أخذ الطريق السهل.

الأستاذ لم يدرك بأنني كل يوم أذهب
من وإلى الجامعة عن طريق النقل العام،

لمدة ساعة أو أكثر، وصف أو صفين في كل يوم،

إذا كنت أملك القدرة على القيادة بنفسي،
سوف تكلفني 10 دقائق فقط.

تعليق آخر لم أنساه في الدراسات العليا.

تم أخذي جانباً

من قبل الأستاذ الذي تساءل عما إذا كان لدي
القدرة على المشاركة في نشاطٍ جماعي

بقدر ما برَّرت له،

أعضاء مجموعتي قالوا له خلاف ذلك.

ولقد أخذت على حين غره لأنه أعتبر كلمات
الطلاب الآخرين هي الحقيقة

قبل أن يأتي إليً.

سألت نفسي لماذا يعتبر كلماتهم هي الحقيقة

قبل أن يتحدث إلي.

تساءلت: "هل حجمي خلق شكاً في قدراتي؟"

التفصيل في هذه الحالات

ليس من أجل التقليل من احترام الأساتذة،

بل من أجل ذكر الأمثلة فقط

وكيف لتعليقاتهم أن تؤثر بشكل عميق
في أمانتي واحترامي للذات.

ولكن للتعليقات تأثير عميق ولكن
بشكل إيجابي في حياتي.

وأصبحت كالوقود بالنسبة لي لأثبت للآخرين

بأنني أستطيع فعل أي شي يستطيع القيام
به أي فتى جامعي طبيعي.

آخر رحلة في حياتي كانت
المحاولة للحصول على عمل

حيث يمكنني تطبيق طاقتي فيه
ومهارتي في مساعدة الآخرين.

كان حلمي دائماً
أن أكون قادرة على العمل مع الأطفال

مع تهديدات الحياة والأمراض والإعاقات

وعائلاتهم.

لقد كان تحديًا بسبب أنني واجهت عدداً
من الأفراد

بدون مرونة وداخل مراكزهم المفتوحة.

وحتى في بعض المرات سمعت:

"اوه، أنت على كرسي متحرك"؟

كنت بحاجة للبحث عن صاحب عمل قادر
على رؤية رغبتي الجامحة في العمل

ويمكنه رؤية كيف لموهبتي
أن تسهم في منظمتهم.

أنا فخورة للغاية أن أقول
حتى اللحظة،

كنت أعمل لستة أشهر في مركز
ذوي الاحتياجات الخاصة

في مدرسة سانفورد للطب
في جامعة ساوث داكوتا.

أنا متشوَقة لأشارك معكم

بأنني لم أضطر لطلب مكانة أفضل

لأبدأ مهنتي في مساعدة الآخرين.

وكأنما أصبح الحلم حقيقة بالنسبة إليّ
بأن أعمل معهم.

رسالة هذه المنظمة:

" التفاني في الحياة بدون حدود."

لقد عشت معظم حياتي

على نهج ألا أسمح لأحد بأن يضع حداً لطموحي،

أو أن أسمح لنفسي بأن تضع حداً لها.

ها أنا الآن أعمل في منظمة تؤمن بنفس النهج.

كل هذه التجارب التي أشاركها معكم

هي جزء من رحلتي في الحياة.

هناك عدد لا يحصى من المكافحين
الذين استطاعوا التغلب على عقباتهم.

الحياة ليست سهلة،
ولكن هذا ما يجعلها مثيرةً للاهتمام.

أنا أدرك بأن العيش في السلبية
لن يذهب بي إلى أي مكان.

ولكن أنا أعتقد أنه من الطبيعي
في بعض الأوقات

أن يجتاحني الاستياء من بعض هذه الظروف،

ولكن لابد أن أحول السلبيَة
إلى طاقة إيجابية.

التذمر من الصعوبات التي يجب أن أتعامل معها

والأشياء التي لا أستطيع فعلها

ليست صحية وأيضاً ليست مثمرة.

أنا أرى بأن النقمة التي لدي
هي بالحقيقة نعمة.

طالما تذكّر الأشخاص أنهم هم الوحيدون

الذين يتخذون القرار بجعل أفكار الآخرين
إما حقيقة أو خيال،

بيدنا الاختيار أما أن نستسلم برأيهم
في قدراتنا

أو أن نختار أن نكافح للإمام

بأحلامنا وأهدافنا في الحياة.

ختاماً سأترككم بمثلٍ مفضلٍ لدي،

وأحب أن أعيش حياتي به.

"عندما تعطيك الحياة ليمون
اصنع منه عصيراً"

تكمن الحكمة في هذه المقولة،

"عندما تقدم لك الحياة ليمون،

التفت واعصر هذا الليمون

واصنع منه أفضل عصير ليمون على الإطلاق."

شكراً لكم.

(تصفيق)