البذور المدهشة لثورة البيانات الكبيرة في مجال الرعاية الصحية .

جمعُ البيانات الصحية عالمياً كان علماً ناقصاً :
حيث كان العمال يتجولون بين القرى ليدقوا على الأبواب ويسألوا الأسئلة , ويكتبوا الأجوبة على الاستمارات الورقية , ثم يدخلون البيانات , والعديد من الدول تبني قراراتها الكبيرة على أساس هذه المعلومات الناقصة .
مهووس البيانات جويل سيلانيكيو يتحدث لنا عن التغيرات الكبيرة التي طرأت في مجال جمع البيانات في العقد المنصرم .
بدأً بأجهزة الـ Palm Pilot وخدمة الـ Hotmail , وصولاً إلى وقتنا هذا والغيمة .

هنالك نكتة قديمة عن شرطي كان يتجول خلال دوريته

في منتصف الليل,

وصادف شابا تحت عمود انارة

واللذي كان يبحث في الارض ويتحرك من مكان الى آخر,

عندها سأله الشرطي ماللذي يفعله.

قال الشاب بأنه يبحث عن مفاتيحه.

فهم الشرطي بمساعدته واخذ يبحث في المكان

ويدور حول المكان وظل يبحث

لمدة دقيقتين, الى ثلاث دقائق. لا مفاتيح.

عندئذ قال الشرطي:"هل انت متأكد؟ يارجل,

هل انت متأكد بأنك فقدت مفاتيحك هنا ؟"

عندها قال الشاب : "لا, لا , في الحقيقة لقد فقدتهم

في اسفل نهاية الشارع الاخرى,

لكن الانارة تبدو أفضل هنا."

هنالك مفهوم يتحدث عنه الناس هذه الايام

يسمى البيانات الكبيرة, ومايتكلمون عنه

هي جميع المعلومات التي ننتجها

من خلال تفاعلنا مع او على شبكة الانترنت,

كل من الفيسبوك والتويتر

الى تحميل الموسيقى, الأفلام, البث المباشر, جميع هذه الأشياء من هذا النوع,

البث المباشر لـ TED.

والناس الذين يعملون مع البيانات الكبيرة, بالنسبة لهم,

يتكلمون عن أن أكبر مشكلة لهم هي

أننا لدينا كم هائل من المعلومات,

المكشلة الكبيرة حقا هي, كيف ننظم كل هذه المعلومات؟

استطيع ان اقول لكم بأن العمل في مجال الصحة العالمية,

هذه ليست ليست اكبر مشكلة لدينا.

لانه بالنسبة لنا, مع ان النور

أفضل على الإنترنت,

البيانات اللتي ستساعدنا في حل المشاكل

اللتي نحاول حلها هي في الحقيقة ليست على الإنترنت

لذلك لانعلم, كمثال, كم عدد الناس

الذين تأثروا بالكوارث في هذه اللحظة

او بحالات الصراع.

نحن لا نعرف في الأساس حقا اي من العيادات

في العالم النامي, أي منها تمتلك الدواء

وأيها لاتمتلكه.

ليست لدينا أدنى فكرة عن ماهية سلسلة التجهيزات لهذه العيادات.

نحن لانعلم -- وهذا شيئ مدهش حقا بالنسبة لي --

نحن لانعلم كم عدد الأطفال اللذين ولدوا,

أو كم عدد الأطفال هناك في بوليفيا

أو بوتسوانا أو بوتان.

نحن لانعلم كم عدد الأطفال اللذين ماتوا خلال الأسبوع الماضي

في أيٍ من هذه الدول.

نحن لانعلم احتياجات الكهول, والمختلين عقليا.

لجميع هذه الانواع المختلفة من المشاكل الحرجة والمهمة

أو المناطق الحرجة والمهمة اللتي نريد حل المشاكل فيها,

نحن في الأساس لا نعلم شيئًا على الإطلاق.

وجزء من سبب أننا لانعلم شيئًا على الإطلاق

هو أن تكنولوجيا نظم المعلومات

اللتي نستخدمها في مجال الصحة العالمية للعثور على البيانات

لحل جميع هذه المشاكل هو ماترونه هنا.

وهذه تكنولوجيا عمرها 5000 سنة تقريباً.

بعضكم ربما استعملها من قبل.

وهي في طريقها للاندثار تقريبا, لكننا نضل نستعملها

لـ 99 بالمئة من عملنا.

هذه ورقة عمل, وماتنظرون إليه

هو ورقة عمل في يد ممرضة من وزارة الصحة

في إندونيسيا واللتي تطوف حول الأرياف

في إندونيسيا. أنا متأكد, يوم حار ورطب جدا,

وهي ستكون تطرق آلاف الأبواب

على مدار أسابيع أو شهور.

طارقةً الباب وقائلة ً:"لو سمحتم

نحن نود أن نسألكم بعض الأسئلة.

هل تملكون أطفال؟ أين تم تطعيم أطفالكم؟"

لأن الطريقة الوحيدة اللتي نستيطع حقيقةً أن نكتشف بها

كم عدد الأطفال اللذين تم تطعيهم في دولة إندونيسيا,

كم نسبة من تم تطعيمهم, هي في الحقيقة ليست

على الإنترنت بل بالذهاب والطرق على الأبواب,

بعض الأحيان عشرات الألاف من الأبواب.

بعض الأوقات نحتاج إلى شهور أو حتى سنين

لكي نعمل شيئا مشابها لهذا.

تعلمون, التعداد السكاني في إندونيسيا

ربما يأخذ غالبا سنتين حتى يكتمل.

والمشكلة, طبعا, مع كل هذا هي

مع كل أوراق العمل هذه — وأنا أقول لكم

نحن نمتلك أوراق عمل لكل شيئ ممكن.

لدينا أوراق عمل لإستبيانات التلقيحات.

لدينا أوراق عمل من أجل متابعة الناس اللذي يأتون إلى العيادات.

لدينا أوراق عمل لمتابعة إمدادات العقاقير,

امدادات الدماء, جميع أوراق العمل المختلفة هذه

لكثير من المواضيع المختلفة,

جميعهم لديهم نهاية واحدة مشتركة,

وهذه النهاية المشتركة تبدو شيئا مشابها لهذا.

وما ننظر إليه هنا هي شاحنة ممتلئة بالبيانات.

هذه هي البيانات من تغطية واحدة لإستبيان التلقيحات

في منطقة واحدة في دولة زامبيا

منذ سنوات قليلة واللتي شاركت فيها.

الشيئ الوحيد اللذي كان الجميع يبحث عنه

هو ما نسبة الاطفال الزامبيين المطعمين,

وهذه هي البيانات, جمعت في أوراق على مدار أسايبع

من منطقة واحدة, وهي مثل المقاطعة

في الولايات المتحدة.

تستيع أن تتخيل ذلك, لكامل دولة زامبيا,

إجابة ذلك السؤال فقط

يبدو شيئا مشابها لهذا.

شاحنة بعد شاحنة بعد شاحنة

ممتلئة بكومة بعد كومة بعد كومة من البيانات.

ومايجعلها أسوأ حتى

هو أن تلك هي البداية فقط

لأنه حالما تكون قد جمعت كل هذه البيانات

طبعا هناك شخص ما يجب عليه ذلك --

شخص بائس سيجب عليه أن ينقل تلك البيانات إلى الكمبيوتر.

عندما كنت طالبا في الدراسات العليا, كنت في الحقيقة

هذا الشخص البائس أحيانا.

أستطيع أن أخبركم, في الغالب لم أكن أعطي انتباها حقا.

أنا على الأرجح قمت بالكثير من الأخطاء عندما فعلتها

واللتي لم يكتشفها أحد أبدا, وبالتالي تنخفض دقة البيانات.

ولكن في الأخير تلك البيانات نأمل أنها قد تم إدخالها إلى الكمبيوتر,

وبالتالي شخصا ما يكون باستطاعته تحليلها

وحالما يحصلون على تحليلٍ وتقرير,

آملين ثم يكون يكون باستطاعتك أخذ نتائج مجموعة البيانات تلك

واستعمالها من أجل تلقيح أفضل للأطفال.

لأنه ان كان هناك أي شيئ أسوأ

في مجال الصحة العامة العالمية,

أنا لا أعلم ماهو أسوأ السماح للأطفال على هذا الكوكب

أن يموتوا بسبب امراض يمكن الوقاية منها باللقاحات,

أمراض تكلف لقاحاتها دولار واحد.

والملايين من الأطفال يموتون بسبب هذه الأمراض كل سنة.

والحقيقة هي, الملايين هو تقدير جسيم لأننا

لانعلم حقيقة كم عدد الأطفال اللذين يموتون كل سنة بسبب هذه الأمراض.

مايجعلها حتى اكثر إحباطا أن

جرز إدخال البيانات, الجزء اللذي كنت أعمل عليه حينما كنت طالبا,

تأخذ أحيانا ستة أشهر.

بعض الأحيان تأخذ سنتين حتى يتم إدخال تلك المعلومات

إلى كمبيوتر, وأحيانا, في الحقيقة ليس نادرا,

لاتحدث في الأساس .

لتجرب أن تفكر قليلاً في هذا الموضوع .

لقد قمت لتوك بإرسال مجموعات من مئات من الناس.

توجهوا إلى الميدان للإجابة عن سؤال محدد.

على الأغلب فقد صرفت مئات الآلاف من الدولارات

على الوقود ونسخ الأوراق والبدل اليومي,

وبعدها لسبب يختفي النشاط

أو لا يتبقى أي مال

وكل هذا يذهب هباءً

لأن أحداً لم يقم بكتابة كل هذه المعلومات على الحاسوب .

يتوقف العمل . وهذا يحدث دوماً .

وما نبني عليه قراراتنا بالصحة العالمية هو التالي :

قليل من المعلومات , معلومات قديمة , أو لا معلومات على الإطلاق .

لذا وبالعودة إلى عام 1995 , بدأت بالتفكير بطرائق

تمكننا من تحسين هذه العملية .

من الواضح أن 1995 قد مر عليها الكثير من الزمن .

أحياناً يرعبني التفكير بكم مضى من الوقت على ذلك .

كان أنجح فلم في تلك السنة هو :

"Die Hard with a Vengeance."

وكما ترون "بروس ويليس" كان لديه شعرٌ أكثر بكثير من الآن .

وكنت أعمل في مراكز السيطرة على الأمراض

وأنا أيضاً كان لدي شعرٌ أكثر بكثير من الآن .

ولكن بالنسبة إلي فأكثر شيء مميز رأيته في عام 1995

كان هذا .

من الصعب علينا أن نصدق ذلك , ولكن في عام 1995

كان هذا هو الهاتف المحمول الأفضل على الإطلاق .

أليس كذلك ؟ لم يكن جهاز أيفون . ولم يكن هاتف جالاكسي .

كان جهاز Palm Pilot.

وعندما شاهدت هذا الجهاز لأول مرة قلت في نفسي :

لماذا لانضع الاستبيانات على هذه الأجهزة

ونتنقل بالميدان حاملين جهازً واحداً منها

والتي بإمكانها أن تخزن عشرات الآلاف

من الاستبيانات الورقية ؟ لماذا لا نجرب هذا ؟

لأنه وإن أمكننا أن نقوم بذلك , إذا أمكننا بالفعل

أن نجمع البيانات إلكترونياً ورقمياً

منذ البداية

عندها يمكننا أنا نختصر بعملية

الكتابة هذه,

أن يقوم شخص ما بإدخال المعلومات إلى الحاسوب .

بهذه الطريقة نتجه فوراً للتحليل

وبعدها إلى استعمال هذه المعلومات بشكل فعلي لإنقاذ حياة الناس .

لذا , هذا ما بدأت فعلياً به .

وبحكم عملي في مراكز مكافحة الأمراض , بدأت بالسفر لبرامج مختلفة

حول العالم لادربهم على استعمال أجهزة الـ Palm Pilot

للقيام بعملية جمع البيانات عوضاً عن الورق .

وفي الواقع فقد نجحت الفكرة نجاحاً كبيراً .

نجحت بالضبط كما كان أي أحد ليتوقع لها أن تنجح .

وقد تبين لنا بالفعل أن جمع البيانات رقمياً

فعالٌ أكثر من الجمع على الورق .

وبالمزامنة مع قيامي بهذا العمل كانت شريكتي بالعمل "روز"

والتي هي هنا الآن بين الحضور مع زوجها "ماثيو"

كانت تقوم بشيء مشابه لما كنت أقوم به للصليب الأحمر الأمريكي .

المشكلة كانت أنه وبعد أن مر عليَّ بضع سنين وأنا أقوم بذلك ,

أدركت أنني قد .... لقد سافرت تقريباً

لست أو سبع برامج , وفكرت

أنني وإن حافظت على هذا المنوال

على طول مسيرتي المهنية , ربما سأصل

إلى ما يقارب العشرين أو الثلاثين برنامجاً .

تكمن المشكلة أن عشرين أو ثلاثين برنامجاً

وتدريب عشرين أو ثلاثين برنامجاً على استخدام هذه التقنية

هو مجرد غيض من فيض .

الطلب على هذا , والحاجة للمعلومات لتسير البرامج بشكل أفضل

فقط في مجال الصحة , ناهيك عن باقي المجالات

هائلةٌ في البلدان النامية .

هناك الملايين من البرامج ,

والملايين من العيادات بحاجة إلى تتبع الأدوية ,

والملايين من برامج اللقاحات .

هناك مدارس بحاجة إلى تتبع الحضور فيها .

هناك كل هذه الأشياء المختلفة

التي علينا جمع البيانات من أجلها .

وأدركتُ أنني إذا استمريت على هذا المنوال

فإنني بالكاد سوف أحدث تغييراً وأثراً

عند نهاية مسيرتي المهنية .

لذا بدأت أرهق دماغي

بمحاولة التفكير

بماهية العملية التي كنت أقوم بها ,

وكيف كنت أدرب أولائك الناس , وما هي الصعوبات

وما هي العقبات أمام قيامنا بها بشكل أسرع

وأكثر كفاءة ؟

وللأسف وبعد التفكير بهذا الأمر لفترة

أدركتُ أنني قد حددت العقبة الأساسية .

والعقبة الأساسية كما تبين في نهاية الأمر

وهذا اكتشاف محزن ,

أن العقبة الأساسية كانت أنا .

ما معنى كلامي هذا ؟

لقد طورت عملية كنت فيها

أنا مركز الكون لهذه التقنية .

إذا أردت أن تستعمل هذه التقنية فعلك أن تتواصل معي .

وهذا يعني أن عليك أن تعلم بوجودي .

ثم عليك أن تجد المال الكافي لتدفع لي

لأسافر إلى بلدك

والمال الكافي لتغطية إقامتي في الفندق

وأن تؤمن لي بدل يومي ومعدل عملي اليومي .

لذا فأنت تتحدث عم مبلغ يقارب عشرة أو عشرين أو ثلاثين ألف دولار .

هذا إذا كان لدي متسع من الوقت بجدول أعمالي

ولم أكن في إجازة .

النتيجة هي أن أي شيء , أي نظام يعتمد في عمله

على شخص واحد أو شخصين أو ثلاثة أو خمس أشخاص ,

غير قابل للتوسيع .

وهذه مشكلة لأننا بحاجة إلى توسيع

نطاق هذه التقنية , ونحن بحاجة إلى توسيعها الآن .

لذا بدأت بالتفكير بطرقٍ أستطيع بها أن

أخرج نفسي من المعادلة .

وكما تعرفون كنت أفكر

بكيفية إخراجي من المعادلة

لفترة لا بأس بها .

عُلِّمتُ أن الطريقة التي

توزع بها التكنولوجيا في إطار التنمية الدولية

دائماً تقوم على أساس استشاري .

دائماً ما يكون شخص يبدو مثلي

يسافر بالطائرة من بلدان تبدو كهذه

إلى بلدان يعيش فيها أناس بألوان أغمق .

وعندما تصل إلى هناك , تنفق مالاً على أجرة الطيارة

وتنفق وقتاً وبدلاً يومياً

وتنفق مالاً على أجرة الفندق وكل هذه الأمور .

وهذه كانت الطريقة الوحيدة التي كنت أعرفها

لنشر التقنية , ولم أستطع أن أجد طريقة أسرع وأوفر .

ولكن المعجزة التي حصلت بعد ذلك ,

سأطلق عليها اسم Hotmail للاختصار .

قد لا ترون Hotmail على أنه خارق

لكن بالنسبة إلي كان خارقاً بسبب ما لاحظته

عندما كنت أتصارع مع هذه المشكلة

كنت أعمل في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا معظم ذلك الوقت .

ما لاحظته هو أنا كل عامل في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا

لديه حسابٌ على Hotmail .

عندها صدمتني فكرة

أنني أعرف وبالتأكيد

أن المسؤولين عن Hotmail لم يسافروا إلى وزارة الصحة في كينيا

ليدربوا الناس على استعمال Hotmail .

وهؤلاء الأشخاص ينشرون تقنية .

وهم ينشرون برمجياتٍ في تلك المناطق

ولكنهم لا يسافرون حول العالم للقيام بذلك .

أحتاج أن أفكر في هذا لبعض من الوقت .

وبينما كنت أفكر بذاك الموضوع , بدأ الناس في المكان الذي كنا فيه

باستخدام المزيد من التقنيات التي تشبه Hotmail .

بدأوا باستخدام Linkedin و Flicker

و Gmail و خرائط Google وكل هذه التقنيات .

وبالطبع كل هذه التقنيات هي مبنية على أساس النظراء

ولا تتطلب أي تدريب .

ولا تتطلب أي مبرمجين .

ولا تتطلب أي مستشارين ,

لأن نموذج الأعمال لجميع هذه الشركات

يتطلب أن تكون هذه التقنيات بسيطة جداً لدرجة أنه يمكننا أن نستعملها

بقليل من التدريب أو من دون تدريب على الإطلاق .

كل ما عليك أن تقوم به هو أن تسمع عنها وتتصفح موقعها الالكتروني .

وهكذا فكرت بالتالي , ما الذي سيحصل لو أننا بنينا تطبيقاً

ليقوم بما كنت أقوم به ؟

فبدلاً من تدريب الأشخاص

على كيفية تعبئة الاستمارات على أجهزة الهاتف النقال ,

لنبني تطبيقاً يسمح لهم بالقيام بذلك لوحدهم

دون الحاجة إلى تدريب , ودون الحاجة إلي ؟

وهذا ما فعلناه بالضبط .

لذا بنينا تطبيقاً أطلقنا عليه اسم Magpi ,

والذي يحتوي على منشأ استمارات عبر الإنترنت .

لم يعد أحد بحاجة إلى التحدث إلي .

كل ما عليك أن تقوم به هو أن تسمع عنه وتتصفح موقعه الالكتروني .

يمكنك أن تنشأ استمارات , وبعد أن تنشئهم

توزعهم على أنواع متعددة من الهواتف النقالة .

بالطبع في هذه الأيام قد تجاوزنا فترة أجهزة الـ Palm Pilots ,

وانتقلنا إلى أجهزة الهاتف النقال .

وليس من الضرورة أن يكون هاتفاً ذكياً .

يمكن أن يكون هاتفاً جوالاً عادياً كالهاتف الموجود على اليمين هناك ,

كما تعلمون الهاتف النقال الأساسي الذي يعتمد نظام Symbian ,

والمنتشر بكثرة في البلدان النامية .

وأجمل ما في الأمر أنه مثل Hotmail تماماً .

فهو يعتمد على أساس النظراء , ولا يحتاج إلى أي تدريب ,

أو برمجة أو استشارة .

وهناك بعض الفوائد الإضافية أيضاً .

ونحن نعلم الآن أننا عندما بنينا هذا النظام

كل الهدف منه كان , كما كان الهدف مع أجهزة الـ Palm Pilots ,

أنه أصبح بإمكانك

أن تجمع المعلومات وترفعها بشكل فوري , وبعدها تحصل على بنية المعلومات الخاصة بك .

واكتشفنا أنه يمكننا بما أن التطبيق على الحاسوب

أن نزود المعلومات بالخرائط والتحاليل والمخططات بشكل فوري .

أصبح بإمكاننا أن نأخذ عمليةً كانت تستغرق سنتين

ونضغطها إلى مدة خمس دقائق .

تطور لا يصدق بالكفاءة .

مبني على أساس النظراء , لا يحتاج إلى تدريب , ولا إلى استشارة , وليس بحاجة إلي .

وكما أخبرتكم أننا وبالسنوات الأولى من عملنا

عندما كنا نحاول أن نقوم به بالطريقة القديمة

بالسفر إلى كل بلد على حدا

دربنا تقريباً ....

قرابة الألف شخص .

ماذا حصل بعد أن قمنا بهذا ؟

خلال الثلاث سنين التالية , تمكنا من جعل إلى أربعة عشر ألف شخص

يجدون الموقع ويسجلون به , ويبدأون باستخدامه لجمع البيانات ,

بيانات استجابةٍ للكوارث ,

مربيي الخنازير الكنديين يتتبعون أمراض الخنازير وقطعانها ,

وأناسٌ يتتبعون مؤن الأدوية .

أحد الأمثلة المفضلة لدي , الـ IRC

منظمة الصليب الأحمر ,

لديهم برنامج حيث تمكنت القابلات شبه الأميات

وباستخدام أجهزة هاتف نقال قيمتها عشر دولارات

من إرسال رسائل نصية باستخدام تطبيقنا

مرة أسبوعياً متضمنة عدد الولادات

وعدد الوفيات , والتي أعطت الـ IRC

شيئاً لم يستطع أي أحد يعمل في مجال الصحة العالمية أن يحصل عليه :

نظام شبه آني لعد الأطفال ,

لمعرفة عدد الأطفال الذين يولدون

ولمعرفة عدد الأطفال الموجودين

في سيراليون , والتي هي البلد التي تمت فيها هذه العملية ,

ولمعرفة عدد وفيات الأطفال .

أطباء من أجل حقوق الإنسان

-هذا موضوع يبتعد قليلاً عن مجال الصحة-

يدربون الناس

ليقوموا بإجراء فحوصات الاغتصاب في الكونغو , حيث هذا الأمر منتشر كالوباء

وباء فظيع

ويستخدمون تطبيقنا ليوثقوا

الأدلة التي يجدونها , بما فيها الصور

ليتمكنوا من جلب مرتكبي هذه الجرائم للعدالة .

كامفيد , جمعيةٌ أخرى متمركزة خارج المملكة المتحدة ,

كامفيد تقوم بدفع أموال لعائلات الفتيات لإبفائهن في المدارس .

وباعتقادهم أن هذا هو التدخل الأكثر أهمية

الذي يستطيعون القيام به .
اعتادوا أن يتتبعوا الدفعات ,

والحضور , والدرجات , والأوراق.

الفترة الزمنية ما بين أن يقوم المدرس

بتسجيل الحضور أوالدرجات

وقيامه بإدخال هذه المعلومات إلى تقرير كانت قرابة السنتين إلى ثلاث سنوات .

أما الآن فأصبحت بالوقت الحقيقي , ولأن هذه العملية

منخفضة التكاليف جداً , ومبنية على أساس النظراء , فتكلفتها

لكل البلدان الخمسة التي تعمل كامفيد فيها

وبعشرات الآلاف من الفتيات فيها

مجموع التكلفة كاملة هي عشر آلاف دولار سنوياً .

هذا أقل مما كنت آخذ

فقط لقاء سفري لأسبوعين للقيام باستشارة .

وكما أخبرتكم من قبل

أنه عندما كنا نقوم بذلك بالطريقة التقليدية , أدركت

أن كل العمل الذي كنا نقوم به هو مجرد غيض من فيض .

عشرة أو عشرين أو ثلاثين برنامجاً مختلفاً .

لقد حققنا الكثير من التقدم , ولكني أدركت أيضاً

أننا وفي الوقت الحالي , وحتى بعد العمل الذي قمنا به

مع أربعة عشر ألفاً من الناس الذين يستخدمون هذه التقنية

لا يزال غيضٌ من فيض . ولكن هناك ما تغير .

وأظن أنه واضح جداً .

والذي تغير هو

بدلاً من الاعتماد على برنامجٍ يكون التوسع فيه بطيء جداً

والذي لا يمكنن من الوصول إلى الأشخاص ال1ين بحاجتنا ,

لقد جعلنا احتياج أولائك الأشخاص لوصولنا إليهم غير ضروري .

لقد صنعنا أدا ة تسمح لكل البرامج

بالإبقاء على الأطفال في المدارس , بتتبع عدد الأطفال

الذي يولدون وعدد الأطفال الذين يموتون ,

بإلقاء القبض على المجرمين ومحاكمتهم بنجاح ,

للقيام بكل هذه الأمور المختلفة , لنعرف أكثر

عن ما يحدث , ولنفهم اكثر , ولنرى أكثر ,

ولإنقاذ حياة أشخاص ... ولتحسين حياة أشخاص .

شكراً لكم .

(تصفيق)