هذا لا يحدث | أغا سوزيك | TEDxKatowice

كانت أغا سوزيك تُحضّر للعرض الخاص بمشروعها للدكتوراة حين علمت أنها مصابة بسرطان عنق الرحم. تقول أغا بأنه كان بإمكان فحص لطاخة بابا نيكولاو مساعدتها على تفادي ذلك. بعد حصولها على نتائج تشخيصها، لجأت أغا لآلة تصويرها. لم تكن سلسلة "هذا لا يحدث" مجرد انطلاقة لعرض وحملة جمع تبرعات لأبحاث السرطان، ولكن تبين أن تفريغ الأحاسيس والأفكار عبر التصوير هو حافز ونَجِيُّ ومعالج. لا ترتكز القصة التي تشاركها أغا على محاربة المرض، بل على استغلال تجربة السرطان لتحقيق الأهداف الشخصية وغيرها عبر العمل التوعوي والتعبير الفني. أغا حاصلة على شهادة الدكتوراة من المدرسة الوطنية للأفلام في وودج، وفنانة مرئية، ومخرجة أفلام، ومصورة، وكاتبة، وأستاذة جامعية، وأمينة متحف. يتمحور عملها حول تأثير التكنولوجيا على الإنسانية، والفن التصويري، ودور الرقمية في مرحلة ما بعد الإنتاج. عُرض عملها في العديد من المعارض المستقلة وغير المستقلة، وفي مهرجانات الأفلام. تعمل أغا على تنظيم فعاليات موسيقية، وهي صاحبة فكرة المهرجان الموسيقي الخيري DJland.

قُدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx محلية باستخدام صيغة مؤتمرات TED وبتنظيم مستقل من المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد يرجى التفضل بزيارة https://ted.com/tedx

ونحن نلعب باستهتار

ب"رخامنا الأزرق"،
كوكبنا الأم،

ألا نضر أنفسنا أيضًا؟

أليس تحضرنا السريع

أشبه بسحب الزناد الذي سينتهي بقتلنا؟

التكنولوجيا العصرية،
والتدفق السياسي والاقتصادي والبيئي،

والحركات ما بعد الإنسانية،
وشبكات المعلومات، وأنظمة التحكم...

هل ستكون كلها ضررًا للإنسانية ولقيمنا

ولعلاقاتنا ولعافيتنا؟

إن مشروع التصوير لشهادتي للدكتوراة
في المدرسة الوطنية للأفلام في وودج

هو تحليل لحالة المجتمع
في حضارتنا المعلوماتية،

بضم 15 صورة ومشهد من عام 2081.

عبر استكشاف المستقبل،

أريد من هذا المشروع أن يُبرز...

(تنهد)

عبر استكشاف المستقبل،
أريد أن يُبرز هذا المشروع...

لا أعلم، دعونا نطفئ هذا.

لا أعلم...

إليكم ملصقًا من المعرض،

لكن لنلق بهذا في القمامة...

ماذا لدينا هنا أيضًا؟ عائلتي،

كلبي، إنه لطيف، أليس كذلك؟

كل هذا في القمامة الآن،
وأنا لم أعد موجودة هنا، شكرًا لكم.

كان هذا هو المخطط الذي أعده لي السرطان
حين كنت على وشك إتمام شهادتي للدكتوراة.

لقد أخذ 33 سنة

من التعليم والتطور والطموح والخطط والأحلام

ورمى بها في النفايات.

حين حصلت على نتائج
فحص لطاخة بابا نيكولاو،

علمت أن عليّ أن أرى
اختصاصيًا في علم الأورام، فذهبت إليه.

لكنني كنت أعلم أنه وبالإضافة
للاهتمام بهذا الجزء،

كان علي أيضًا الاهتمام بهذا الجزء.

كفنانة ومؤيدة للعلاج بالفن،

لجأت إلى آلتي للتصوير.

هل كان ذلك فعالًا؟

لقد كان كذلك بالفعل.

حصل المشروع على تنويه مشرف
خلال الجائزة الدولية للتصوير الفوتوغرافي،

استضفت اختصاصيي نساء وولادة
لإلقاء محادثات خلال افتتاح المعرض،

وخلال حملة لجمع الأموال بنفس الليلة،
جمعنا حوالي 000 18 زلوتي بولندي

من أجل بحوث تهم سرطان عنق الرحم.

لكن ليس هذا ما قصدته حين تساءلت:
"هل كان ذلك فعالًا؟".

لاحظوا الصور ال18 المقتطفة من مشروع
"هذا لا يحدث"

واستمعوا لقصتي.

هل تدركون جميعًا
أهمية الكشف الطبي المنتظم؟

أنا على يقين أنكم مدركون لذلك،
فأنتم مواطنون في هذا العالم،

أنتم في حدث TEDx.

حسنًا، متى كانت آخر مرة زرتم فيها
طبيب أسنان؟

ماذا عن تحاليل الدم؟
هل هي حديثة؟

يوجد شيء يسبب لك الألم أو يقض مضجعك،
لكن من لديه الوقت لزيارة الطبيب؟

كانت الملاحظة التي تذكرني بإجراء
فحص لطاخة بابا نيكولاو على قائمة مهامي،

لأربع سنوات،

لكن لم يكن لدي الوقت للذهاب.

وحين ذهبت، اكتشفت أنني مصابة بالسرطان.

من السبب؟

امرأة شابة وبهيّة

- لا تنخدعوا بالأوشام -

بأبوين سليمين من السرطان،
ولم تظهر لديها أية أعراض.

من سألوم في هذه الحالة؟

أنا ألوم نفسي.

سرطان عنق الرحم هو خطأ المريض.

هذا مثير للجدل، أليس كذلك؟

دعوني أفسّر لكم.

أي شخص مارس الجنس من قبل يمكن أن يكون
حاملًا لفيروس الورم الحُليمي البشري.

حتى لو استخدمت الوقاية.

80 بالمائة من الأشخاص النشيطين جنسيًّا
يصابون بفيروس الورم الحليمي البشري.

هل تعلمون أن معظمكم مصاب
بفيروس الورم الحليمي البشري؟

عند الرجال، يمكن لفيروس الورم الحليمي
البشري أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان القضيب،

ولكن ذلك نادر جدًّا.

النساء المصابات بفيروس الورم الحليمي
البشري يمكن أن يصبن بسرطان عنق الرحم،

وهذا شائع جدًّا.

كيف يحدث هذا؟

تخيلوا امرأة.

هذا هو الرحم.

هذه امرأة ضخمة جدًّا!

هذا الرحم.

أعتذر عن اختياري للكلمات،
لكن من الناحية البيولوجية،

الرحم هو كيس جنين،

ممتلئ بالسائل السلوي خلال الحمل.

هذا المهبل، وهذا الرحم،

وهناك بوابة بينهما.

وتلك البوابة هي عنق الرحم.

يمكنكم على الأرجح تخمين وظيفته.

هي منع دخول أو خروج أي شيء،

حتى يتمكن الجنين من البقاء
في السائل السلوي.

ما يفعله فيروس الورم الحليمي البشري
أحيانًا

هو استحداث خلايا قبيحة وضارة

على سطح عنق الرحم،
تلك البوابة الصغيرة.

يسمى هذا بورم محتمل الخباثة،

والإصابة به ليست بالأمر بالغ الأهمية

بمقاييس طب القرن الحادي والعشرين.

كل ما عليك القيام به الخضوع لإجراء
يسمى الاستئصال المَخروطي العُنقي،

حيث تُزال الخلايا التالفة، وينتهي الأمر.

يمكنك الذهاب للبيت في اليوم التالي،
وكأن شيئًا لم يكن.

يمكن الكشف عن تلك الخلايا غير النافعة

باستخدام فحص لطاخة بابا نيكولاو،

وهذا بسيط أيضًا.

تُأخذ عينة من خلايا عنق الرحم
باستخدام فرشاة صغيرة،

وتُرسل للتحليل.

إذا كانت امرأة تُجري بانتظام
فحص لطاخة بابا نيكولاو،

فسيكشف عن تلك الخلايا محتمَلة التسرطن

وأسوأ ما قد يحدث هو الاستئصال المَخروطي،

وستعود تلك المرأة لبيتها في اليوم التالي،
بلا تعقيدات.

ولكن إذا لم تجري فحص لطاخة بابا نيكولاو
بشكل منتظم،

لأنك، مثلي، لديك أمور عليك إنجازها،

درجة الدكتوراة، والعمل، ومشاهدة نيتفليكس
والاستمتاع مع صديقي وكلبي،

وبعدها يمكن أن يتطور الورم محتمل الخباثة
إلى سرطان مكتمل.

وهذا لا يتطلب أسبوعًا، بل سنوات.

لذا اسمعوني رجاء:

الفتيات اللواتي تصبن بسرطان عنق الرحم

هن فقط أولئك اللواتي تجاهلن إجراء
فحص لطاخة بابا نيكولاو.

اسمعوا، أنا أتفهم الوضع، أعلم أنه يمكن
صرف النظر عن كشف أسبوعي،

أو إجراء قد يستمر لساعات.

نعم، أنا أعرف، العمل، ومشاهدة نيتفليكس
والصديق، والكلب.

لكن هذا الاختبار يجرى مرة واحدة في السنة،
ويأخذ دقائق قليلة فقط.

هذا غباء واضح.

حين حصلت على النتائج،

شعرت أن حياتي تلوثت بالكامل.

لأنه اتضح أنني مصابة بالسرطان،

والسرطان لا يمكن التخلص منه فقط بإجراء
استئصال مَخروطي عُنقي، كلا.

إذا كنت مصابة بالسرطان،
فيجب استئصال كل شيء:

الرحم، وعنق الرحم، وقناة فالوب،

والعقد اللمفاوية
حول الأوعية الدموية الكبيرة،

وأحيانًا حتى المبايض.

حياتي كلها تلوثت.

وجدتني أتساءل:
"هل علي حقا اقتناء هذا الفستان؟"

و"هل علي إنهاء شهادتي للدكتوراة؟"

و"هل علي الاستمرار
في البحث عن شقة أحلامي...

فأنا قد أصير بعد شهر من الآن صلعاء
طريحة الفراش،

أتقيأ في كل مكان."

مر بخاطري الكثير.

أولًا، كانت توجد عدة آليات دفاعية
غير ظاهرة.

"يمكنني التغلب على هذا الوضع!
فلنهزأ بالسرطان!"

لم تغمرني الأحاسيس الحقيقية إلا فيما بعد.

أولها كان الغيض والإحساس بالظلم،

"لماذا أنا؟"

بعدها، ضرورة الاختباء،

والشعور الجامح بالاستسلام.

بعدها جاء الفضول،

الذي سريعًا ما يكبحه الخوف
مما قد أجده على محرك غوغل.

وفي النهاية، حسرة ويأس شديدين.

كتبت منشورًا على فايسبوك حول ما أمر به،

بهدف إعلام أصدقائي،

وتجنب أي إحراج،

وفوق كل شيء، من أجل توعية صديقاتي
بضرورة إجراء فحص لطاخة بابا نيكولاو.

وقد أجرته فعلًا الكثيرات منهن،

وكانت الكثير من النتائج مهمة جدًّا.

أتذكر رسالة وردتني، تقول:

"شكرُا لك، لقد أنقذتي حياة جدتي."

وما زلت إلى يومنا هذا، حين ألتقي صديقة لي
وأسألها:

"مرحبًا، كيف حالك؟ متى أجريت
آخر فحص لطاخة بابا نيكولاو؟"

أحصل على إجابات كثيرة.

كان الجميع مساندًا، وكان هذا رائعًا.

كان الكثيرون أذكياء في ردة فعلهم،
لكن البعض، مثلًا،

اقترحوا أن أنصرف عن الإجراءات الطبية
المتعارف عليها

وأحارب السرطان بقواي العقلية.

أو باعتماد الفيتامين سي.

أو حمية خاصة.

أخبرني صديق لي أنني أصبت بالسرطان

لأن جسدي محروم من الرياضة.

كما أخبرني البعض أن أركز
على الجانب الإيجابي.

على غرار: "هل فقدت رجليك؟ لا عليك،
أنت ما زلت تملك يدين، أليس كذلك؟"

وأخبرني أحدهم:

"لا تقلقي، فكما تدين تدان."

واو! هل هذا هو جزاء تنظيمي
لحفلات تبرع موسيقية لسبع سنوات؟

شكرًا جزيلًا أيتها الكارما!

وكانت هناك أيضًا ردود من قبيل:

"يا إلهي! سرطان عنق الرحم؟
أنا أعرف كل شيء عنه!

كانت عمتي مصابة به. وقد توفيت."

اسمعوني جيدًّا، إذا كان أحد أصدقائكم يمر
بأوقات عصيبة لا تعرفون عنها شيئًا،

فلا تدّعوا الفهم.

خذوا بعض الوقت وفكروا في الأمر،

اسألوهم عن ما يجب عليكم الشعور به وقوله.

لا بأس أن لا تعرف وأن لا تفهم.

في السابع من مايو هذه السنة،
كانت آخر دورة شهرية لي،

بعدها، أخذت كل ما تبقى
من الفوط الصحية والسدادات القطنية

ورميت بها في القمامة،

مع أحلامي،

أو على الأصح، مع توقعاتي المبدئية
عن الحياة.

لن تأتيني دورة شهرية أخرى إطلاقًا.

سأعيش دومًا مع الخوف.

ستكون خططي المستقبلية دائمًا مرتبطة
بمخاوف:

"هل سأكون موجودة حينها؟"

لن أحبل أبدًا،

ولن أرضع أبدًا،

ولن ألد أبدًا.

لقد أدركت كل هذا تدريجيًّا.

هل رغبت أصلًا بأن يكون لي أبناء؟

أنا لا أعلم هذا، لكني أردت حتمًا
أن يكون لدي خيار.

ومرة أخرى، أن تحرمي نفسك من ذلك الخيار

فقط لأنك لا تريدين أن تجري ذلك الفحص
مرة كل سنة،

فحص يستغرق دقائق معدودة،

أقل ما يمكن أن يوصف به هذا التصرف
هو الغباء.

أخبرتكم أن العقد اللمفاوية
حول الأوعية الدموية الكبيرة

تُستأصل خلال العملية.

إذا ما اخترق الطبيب الجراح خطأً
الوعاء الدموي،

فأنت في حكم الأموات.

لقد كنت مذعورة في طريقي للمشفى.

كنت مرعوبة لدرجة أنني سجلت شريطًا مصورًا

ودعت فيه جميع أحبائي.

أفرغت حسابي البنكي

ووضعت ما كان يحويه من أموال
في صندوق على مكتبي.

مباشرة قبل العملية الجراحية،
وأنا أزيل حلقاني،

تذكرت لماذا الحلق الموجود على سرتي
كان على شكل حجر نرد.

في يوم ما، كانت أستاذة الأدب المفضلة لدي
في الجامعة

تشرح قصيدة شعر من الأدب الرومانسي،

فذكرت أن الحياة تتألف من رميات
قطع نردية عديدة،

لكن النتيجة ليست هي ما يهم،

بل اللحظات التي تسبق وقوع النرد
على الطاولة.

فقد تربينا على الاهتمام بالمستقبل.

أنت تعمل بجد لتقطف ثمار عملك فيما بعد.

متى ستتوقف؟

وتقضي المزيد من الوقت مع عائلتك؟

ترسم لوحة،

وتبقى في السرير حتى الظهيرة،
دون أن تأبه للوقت؟

في عام 2081؟

لقد علمني السرطان أن الحياة تحدث الآن.

طلبت من ماسيك أن يلتقط لي هذه الصورة
مباشرة بعد العملية.

يمكنكم أن تروا كل شيء،
لذا لن أتحدث عن الألم،

والشعور بالعجز، والشعور بالضعف،

بخصوص القسطر،
والأنبوب الذي يخرج من أحشائي،

والضمادات، وجهاز العلاج بالقسطرة الوريدية.

من منكن لا تريد إجراء
فحوصات لطاخة بابا نيكولاو

فقط لأن إدخال فرشاة صغيرة لمهبلها
مرة في السنة

سيشعرها بالألم الشديد؟

حسنًا، دعونا ندردش بعد المحادثة،

سنقارن ذلك مع ألم ما بعد استئصال الرحم.

كنت أكره الاستيقاظ لأجد نفسي
على سرير المشفى،

لأنني كنت دائما أرى نفسي معافاة في أحلامي.

في أحد المرات، حلمت أنني
كنت عاجزة عن الحركة

لأن طفلة صغيرة كانت تجلس في حجري،

وأقعدني الألم في مكاني.

لم تتغير الأمور كثيرًا حين عدت إلى البيت.

أو تعلمون؟ من الجيد أن ينام الشخص
في سريره من جديد.

لكن في المشفى، يصبح عجزك
عمليًّا في الحقيقة.

فهو أمر متوقع.

هل تشعر بالألم؟ اضغط على الزر.

كل شيء في الخزانة
التي بجانب سريرك.

في البيت، كل شيء بعيد عن سريرك.

والأصدقاء الذين كانوا يجلسون بجانبي
في المشفى،

طيلة اليوم، كل يوم،

توقفوا عن الزيارة،

لأنني "عدت إلى البيت،
كل شيء على ما يرام الآن"

الحمام، الذي لطالما كان
مكان اعتكافي الشخصي،

تغيّر الآن بشكل كبير.

التشكيلة المتنوعة من أحمر الشفاه
وكريمات الجسم،

قد استبدلت بالضمادات الطبية
والجوارب الضاغطة

وحقن مضادة لتخثر الدم.

ضربة قاضية أخرى لحسي الأنثوي.

كان الجميع يتساءل "هل أنت بخير الآن؟"

لكن ليس من السهولة الانتقال من حالة مزرية

إلى حالة جيدة.

كانت الأمور تتحسن تدريجيًّا وببطء كل يوم.

كانت ندباتي تمثيلًا مرئيًّا
لحالتي المزرية،

وكانت تتلاشى كل يوم.

وهو تطور مستمر،

كل يوم تصبح الأمور أحسن فأحسن.

يمكنني حتى أن أذهب أبعد من هذا
وأقول أن السرطان وهبني حياة جديدة.

حياة جديدة أعيشها بكل ما أوتيت من قوة،

حياة جديدة تشمل يونا،

صديقة شاركتني الغرفة بالمشفى.

حياة جديدة حيث لم يعد مايسك شريكي،

بل نصفي الآخر،

وسندي، وأيقونتي الحية المقدسة.

هذا هو الوقت المناسب للحديث عن أحباء

المصابين بالسرطان.

هم يعانون أيضًا، ويحتاجون الدعم أيضًا.

وهذا هو الوقت المناسب للحديث عن الرجال.

إن سرطان عنق الرحم لا يقتصر
على النساء فقط.

خلال الأشهر القليلة الماضية،
كان مايسك يعاني منه أيضًا،

وكذلك أبي وعمي وأصدقائي.

أجل، إن التقاط الصور كان له مفعول.

كان شيئًا يستطيع جسدي وعقلي التركيز عليه،

لكن الأهم من هذا، هو أنه كان شكلًا
من أشكال العلاج التعبيري،

ومبرزًا ومساعدًا على استيعاب قضية

بالتعبير عنها والتفاعل معها على نحو مبتكر.

كان الفن كاتم أسراري

ومعالجي وصديقي ومحفزًا لمشاعري.

لا أدري كيف كنت سأتغلب على السرطان

لولا آلتي للتصوير.

أنتم أيضًا يمكنكم مساعدة أنفسكم
باستخدام الفن.

أريد أن أوضح أمرًا ما:

لا يمكن للفن أبدًا أن يكون بديلًا
للدعم الطبي المختص.

ليس هذا ما أعنيه.

ما أقصده هو أنك إذا كنت محبطًا،

أو تواجه علّة بك أو بقريب لك،

أو انفصالًا، أو وفاة،
أو أي مشكلة من هذا القبيل،

فيمكنك محاولة التعبير عنها
وتجاوزها عبر الفن.

لا يهم إذا كنت بعمر ال26 أو ال62،

إذا كنت رسامًا أو طبيبًا
أو مبرمجًا أو فنانًا.

خذ آلة تصوير،

يمكنك استخدام تلك الموجودة على هاتفك،

والتقط صورًا للكرسي الذي كنت تجلس عليه.

استخدم برنامج فوتوشوب لإزالة وجهك
من جميع الصور العائلية،

مثلما فعلت أنيتا جرزيزيكوفسكا.

سترى أنه لا معنى للعالم من دونك.

ارسم أنوف 10 من أصدقائك،

وستدرك أن أنفك ليس سيئًا.

أو ارسم لوحة لكلبك مبتور القدم.

قد لا تفلح في ذلك،

وتحس بالامتنان لنعمك.

أو اصنع بطاقات بريدية
باعتماد أسلوب جوانا بوليك.

ابتكر شيئًا جديدًا بالاستناد
إلى رسالة موجعة.

حول تلك الرسالة إلى أغنية.

لكن كن حذقًا:

حين انفصل حبيب صوفي كالي عنها
عبر رسالة بريد إلكتروني،

أرسلت رسالته ل104 امرأة
وسألتهن عن تأويلاتهن،

ثم جمعت إجاباتهم في كتاب ونشرته.

عبّر عن ما تريد قوله لشخص ما
عن طريق الرقص.

أزح الطاولة على جنب، وأغلق الستائر

ثم ارقص على أنغام أغاني بيونسيه.

هذا ما أفعله.

قطتي تؤكد لي أن سري في مأمن.

برمجي جلسة تصوير
ترتدين خلالها ملابس والدتك المتوفاة،

كما فعلت كارولينا جونديركو في مشروعها.

استخدم الفن لتساعد نفسك.

دعونا نبدع في طرق عنايتنا بأنفسنا
وعنايتنا بالآخرين.

أنتم تعلمون الآن سبب التقاطي لهذه الصور،

ولكن الآن، أريد إخباركم عن السبب
الذي دفعني لأريكم إياها.

الكثير من الأشخاص،

نساء ورجال على حد سواء،

يعتقدون أن سرطان عنق الرحم لا يصيب

النساء اللطيفات والشابات والخاليات
من الأعراض المرضية الظاهرية.

عليكن أن تخضعن لفحص
لطاخة بابا نيكولاو كل سنة.

قبل المحادثة، شاركت مخططًا انسيابيًّا
على أنستغرام وعلى صفحتي في الفايسبوك،

وقد صممته بمعية الطبيب الجراح
الذي أجرى لي العملية.

هو دليل طبي وقائي للمرأة.

وكواجب منزلي، بالإضافة لما سبق،

عليكن تحميل ذلك المخطط،

ودراسته وحفظه عن ظهر قلب، ثم إعطاء
نفس الواجب المنزلي لثلاثة أشخاص آخرين.

(تنهد)

كان هذا صعبًا، أليس كذلك؟

هل أفزعتكن؟

هل غرست فيكن أفكارًا مزعجة،

ستنكد عيشتكن لأيام، حتى تجرين
فحص لطاخة بابا نيكولاو

أو تلقحن أطفالكن
ضد فيروس الورم الحُليمي البشري؟

أنا آمل ذلك حقًّا.

شكرًا لكم.

(تصفيق)