عندما تكون حياتك أكبر مشاريعك، لماذا لا تصممها كما تريد؟ | ايسا برسيل | TEDxCannes

تؤمن أيسا برسيل أنه اذا كانت لديك الرغبة بأن تكتشف حياتك و تراها من وجهة نظر أخرى، عليك أن تكون بعيد النظر، و أن تغيرها بطرق ابداعية، هناك طريقة برأيها لكي تصمم حياتك كما تحب أن تكون. برسيل هي الشريك المؤسس لشركو برسيل+سيك، و هي شركة فازت بعدة جوائر، مقرها مدينة نيويورك و تعمل في مجال التصميم مع ما لا يقل عن 500 شركة بهدف حل المشاكل المعقدة التي تواجه الانسان في حياته وعمله وتجاربه اليومية بطريقة بسيطة و منظمة و تعتمد على التفكير المنهجي.

كما أنها مؤلفة كتاب "تصميم الحياة التي تحب" الكتاب الذي استلهمته خلال تعليمها في دورات دراسية لتطبيق منهجية و أدوات التصميم على الحياة الفردية للإنسان. اختارتها شركة Fast Company مؤخرا كاحدى أكثر الناس ابداعا في عام 2017، كما أنها احدى المختارات لتكون احدى 30 مفكرًا اداريًا سيؤثرون و يحددون شكل الشركات في المستقبل ضمن قائمة Thinkers50 Radar List.

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx باستخدام تنسيق مؤتمرات TED ولكن نظمها المجتمع المحلي على نحو مستقل. تعرف على المزيد بزيارة http://ted.com/tedx

يرأيكم ما هو أهم مشروع بالنسبة للانسان؟

انه حياتنا!

حياتنا هي أكبر مشاريعنا.

حياتنا مشروع يجب أن نصممه.

حيث أنها مليئة بالضوابط كالنقود والعمر
والمكان الجغرافي وبالطبع الظروف....

اذا اردت ان تكون حياتك أفضل،

يجب أن تجعل ما تريده و ما تحتاجه
متعايشيين سوية.

ستقول لي أنهما شيئان متناقضان.

كأن تقول أنك تريد الذهاب في عطلة،
لكن يجب علي أن أعمل.

حسنا اذا استطعت أن تجد وقتا للعمل
خلال العطلة،

وهو ما أقوم به أنا مثلا الان في مدينة كان،

تكون قد أوجدت تعايشا بين ما تريد
وما يجب عليك فعله،

وتكون قد خلقت قيمة اضافية لوقتك بشكل مبدع،
هذا ما قصدته بتصميم حياتك.

لكن ان كانت حياتك مثالية،

لا تعتمد أسلوب تصميم الحياة هذا.

في الحقيقة يمكنك أن تغادر هذا المكان الأن

هل يريد أحدكم أن يغادر؟

لأننني سأريكم كيفية
تصميم حياتكم.

حسنا لقد كانت حياتي مثالية:

في عام 2001 طلبت مني شركة تصنيع السيارات
الفرنسية رينو،

أن أضع تصورا لتصميم داخلي لمنتاجتهم.

ليست لدي معلومات كثيرة عن السيارات

لذلك طلبت منهم خبيرا من جانبهم وقالوا لي:

"حسنا سنرسل بيبي سيك
سوف تحبيه"

على الأغلب أنهم قالوا نفس الشيئ لبيبي:

"سوف تحبها"

هل يمكنكم تصور ما حدث بعدها؟

طبعا يمكنكم ذلك لقد وقعنا بحب بعضنا.

(ضحك)

لقد فعلنا ما قالوه لنا تماما.

و بدأت الامور تتطور بسرعة.

أنتقل بيبي مع ابنه من باريس
الى نيويورك،

أنشأنا شركتنا الخاصة معا،
اسميناها بيرسل+ سيك،

رزقنا بطفلتين....

كنا نهتم باطفالنا طول الوقت،
و نعمل بكل طاقتنا،

كانت حياتي ترسم نفسها بنفسها.

لقد كنت سعيدة فعلا.

بعدها في عام 2008 تدهورالوضع الاقتصادي.

لقد حزنت لأنني لم أكن أتوقع حدوث ذلك.

فجأة وبسرعة،
سحب عملائنا أعمالهم من شركتنا.

شعرت بمسؤولية كبيرة على عاتقي
أحسست أنني أخذت من بيبي

من حياته الرائعة في باريس،

وأصبح لدينا عائلة يجب أن نهتم بها.

و قلت لنفسي:
"كان يجب أن أصبح محامية!"

فمعظم أفراد عائلتي يمارسون المحاماة،

لكنني لطالما أردت أن أكون مصممة منتجات،

بدأ ذلك بتصميم فنجان شاي.

صديق لعائلتي حضر الى منزلنا
و حدثني عن التصميم الصناعي

قال لي " هل ترين انحناءات حافة الفنجان؟
انها مصممة لتناسب شفاهنا"

" و مسكة الفنجان موجودة لتساعنا على
الامساك بسائل حار "

" دون أن نحرق أنفسنا"

" وصحن الفنجان مصنوع لنتفادى سكب الشاي"

" بذلك لن تخربي قماش الطاولة الجميل
الذي وضعته أمك."

عندها وقعت بحب التصميم الصناعي
و بقدرةالانسان على الابداع في هذا المجال.

و منذ ذلك الحين أعمل كمصممة منتجات،

منتجات متنوعة من أنظمة المكاتب الى قشارات
البطاطا و حتى المراحيض.

حتى أنه أطلق عليي اسم ملكة المراحيض
أعتبر ذلك اطراء!

و كل ما أردته هو الاستمرار بعملي
كمصممة،

لكن ذلك غير ممكن بدون زبائن.

كان لدي وقت فراغ كبير و شعرت بالاحباط.

إن عدم وجود عمل جعلني حزينة.

لقد كانت صديقتي وزميلتي في العمل
ليا كابلن،

هي من رأت الفرصة في هذه القيود و الضوابط
و قالت لي

"أتعلمين يا أيسا أنه لديك الكثير من الوقت"

" فلماذا لا تستغلينه في التفكير
بطريقة تفكيرك؟"

" لأنك تفكرين بشكل مختلف عن الأخرين"

أنا أفكر بشكل مختلف لأن تفكيري يتمحور
حول التصميم.

فنحن المصممون نفكر أنه بغض النظر
عن مدى صعوبة المشكلة،

فنحن قادرون على ايجاد حل أفضل لها.

نحن المصممون نضع أنفسنا مكان أصحاب المشكلة

نرى المشكلة من نواحي مختلفة منها عاطفية
وفيزيائية أو حتى ثقافية،

نحن نرى جوهر الأشياء و روحها.

كما أننا نحب أن نعمل سوية
ودائما نسأل أسئلة نبدأها ب ماذا لو.

ان هذا النوع من الاسئلة يعتمد على وجود
عقل منفتح.

ولذلك سألت نفسي،

"ماذا لو أنني استطيع ابتداع شيء
بدون وجود منتج؟"

" ماذا لو استطعت تصميم حياتي،"

"أن أطبق أدوات التصميم التي استخدمها
على حياتي الخاصة؟"

ومن هنا،

أنطلقت فكرة تصميم الحياة التي نريدها.

أصبحت أنا تلميذة نفسي الأولى.

كانت حياتي مكونة من بيبي،

وأطفالنا الثلاثة وعملنا المشترك
ومعيشتنا في نيويورك.

من سخرية القدر أن الازمة الاقتصادية
كانت قد فككت حياتي،

وجزأتها ال أجزاء،

ان ذلك يشبه امتلاك واحدة من هذه الكمرات
السوداء الصغيرة:

عندما تقوم بفتحها،

نجد داخلها المئات من القطع الصغيرة.

لكن هل بامكانك اعادة تجميع هذه الكاميرا
مرة أخرى؟

شكرا لكم. كلا، ذلك غير ممكن.

و لكن هذا هو جمال عملية التفكيك،

عندما تفكك شيئا ما،

فانك تكسر الروابط التي تجمع الاجزاء
مع بعضها

و يصبح الان لك الحرية المطلقة

بالابقاء على اجزاء تريدها
أو تغيير أجزاء لا تريدها،

أو أي الأجزاء تريد التخلص منها.

هذا ينقلنا الى خطوتنا التالية أو وجهة
النظر الأخرى،

و هي رؤية نفس الأجزاء من جانب أخر.

كيف ننتقل من شيء نعلمه و اعتدناه،

الى شيء جديد؟

أنا ارى أن أفضل طريقة للقيام بذلك
هي القيام به بشكل ممتع.

لأننا عندما نلعب ونستمتع فاننا كالاطفال،

لا نكون خائفين من ارتكاب الأخطاء،

عندما تلعب لا يوجد شيء صحيح و اخر خاطئ.

عندها تجرب و تبتكر و تتعلم من تجربتك.

لذلك قررت ولأنني ألعب كالاطفال،
أنني بحاجة لقوى خارقة.

و تذكرت أبطالي الخارقين لأستلهم منهم.

أبطالنا عادة ما يكونون أناس محيطين بنا،
بالنسبة لي كانت أمي.

أو أناس سمعنا عنهم مثل ميشيل أوباما.

المهم أنهم يملكون شيئا يجعلهم
مثيرين للانتباه بالنسبة لنا،

شيئا نلاحظه ونقدره ونتمنى أن نملكه ربما.

وخطرت لي بطلتي،
روينا ريد كاستيلو.

التقيت بها عندما ذهبت الى معهد برات
للحصول على شهادة الماجستير بعمر 20 سنة،

كانت هي بعمر 80 سنة
وأصبحنا أصدقاء.

لقد كانت هي من علمتني أن أصمم باسلوب
ثلاثي الأبعاد.

كان لديها منهجية متفردة لتعليم ذلك.

كما أنها علمتني كيفية الحياة في نيويورك،

علمتني كيف أتسوق عند دين أند ديلوكا،

علمتني روعة العيش في الطابق
الأعلى من البناء،

كانت هي أيضا من اقترح أن أوظف شخصا
يساعدني بالشراء.

أعتقد أنها توصيتها الوحيدة التي لم أتبعها.

لكن روينا ذكرتني دائما بقيمي.

أبطالنا يذكروننا بقيمنا دائما.

قيمنا تشبه عملية التطور المستمر

شيئا يشبه صوتا داخليا خاصا بك.

قيم مثل الكرم و الاستمرارية،

الفضول وعدم الخوف من ملاحقة أحلامك

وأن تكون الأفضل في عمل ما تحب.

إن قيمنا هي الأساس الذي تعتمد عليه حياتنا.

مما ينقلنا الى الخطوة الثالثة:

اعادة بناء حياتنا،

و هو الوجه الآخر للتفكيك،
أن نجمع حياتنا و نبنيها مرة أخرى،

بالاعتماد على قيمنا،
و على الأشياء التي تهمنا.

لقد قمت باعادة بناء حياتي كأنها شجرة.

انطلقت من المكان الذي تربيت فيه وهو تركيا،
الذي يشكل الجذور.

أما جذع الشجرة، فهو المكان الذي
عرفني الجميع من خلاله،

و هو مدينة نيويورك حيث كنت أعمل
و أظهرت أعمالي،

مما جعلني الاحظ ان المستقبل هو العلم كله،

فاذا كنت كالشجرة فانه علي أن أحمل ثمارا
و أن يكون لي بذور،

و بذلك خطرت لي قجأة فكرة تعليم الأخرين

أن أعلمهم كيف يفكرون بابداع و بطريقة
ابداعية،

لقد كان الأمر منطقيا بالنسبة لي.

كل هذا ينقلنا لفكرة التفكير بشكل مختلف.

ما حصل معي هو أنني كنت أفكر بطريقة
مختلفة لكن بنفس الشيء

ولاحظت للمرة الأولى أن التصميم يمكنه
قلب حياتنا،

يمكنه ذلك بدون وجود منتجات،

وأن اسلوب التفكير هذا ممكن للجميع،

بامكان أي انسان أن يصمم حياته.

الخطوة الرابعة هي التعبير عن أفكارنا،
اعطاء أفكارنا شكلا محددًا.

عندما أصمم كرسيا فانني ارسمها أولا،

و بعدها أصنع نموذجا منها و أكتب عنها،
أتصوره ليصبح حقيقة.

ونفس الشيء يجب تطبيقه على حياتنا
فان استطعنا تصور حياتنا كما نريدها،

فاننا سنتمكن من جعلها حقيقة.

تصف ستيف ستيفان من مدينة أمستردام حياتها
كأنها طائر كبير،

فحياتها عزيزة و لطيفة لكنها قوية،

أما مدير تطوير القدرات القيادية فيرى أنه

المعلم الأفضل في مجاله مثل الذي يوازن
أحجارا صلبة ليبني منها شيئا مفيدا،

لا يمكن لأحد تحريكها حتى هو.

وأيضا أب يعمل خبيرا استراتيجيا في نيويورك،

يشعر أنه مركز شجرة حياته،

يعمل مع مشاريع تغطي الوقت من الأن
حتى عام 2050

و بحياة مبنية على قيمه الخاصة.

و أيضا تلميذي الذي سيتخرج من SVA
اسمه تن تن أو تان تان .

انه رائد في مجاله و مخلص للعمل
وصاحب عزيمة و شجاع.

و أنا أيضا،

أنا كيتي بيري بالنسبة لتصميم الحياة التي
تحبها،

لماذا اخترت كيتي بيري؟

يجب أن تتذكروا أنه لدي ابنتان.

عندما كانتا صغيرتين شاهدنا معا فلما
وثائقيا عن كيتي بيري.

أعجبت بطريقة كيتي بيري على التواصل
مع من هم أصغر منها

و مع أهلهم أيضا مستخدمة روعة موسيقاها
وقلت لنفسي،

" هذا ما أريد القيام به
أريد أن أتواصل مع من هم أصغر عمرًا"

" الذين يملكون كل حياتهم أمامهم

" و أريهم كيف يستطيعون تصميم حياتهم"

" كما أريد أن أتواصل مع أهلهم. حضراتكم"

و أريكم أنه بامكانكم اعادة تصميم حياتكم.

وها نحن هنا, أقوم بجولة
في بالي كي كونغراي،

مع مستمعين رائعين، أنتم.

هذه هي اللحظة التي اسميت نفسي لأجلها
كيتي بيري.

(تصفيق)

شكرا لكم!

الآن أكثر من أي وقت مضى يجب
أن نفكر بحياتنا بشكل مختلف.

لقد تربيت في تركيا
أما بيبي فقد تربى في السنغال.

تربينا في مكانين مختلفين،

لكن أهلنا أعطونا خارطة طريق واحدة.

قالوا لنا: "تعلموا بجد و اعملوا بجد
جدوا عملًا وتزوجوا وأنجبوا أطفالًا"

كان ذلك تعريفهم للحياة الجيدة.

أما اليوم, لن أعطي أولادي
نفس خارطة الطريق،

كل شيء حولنا يتحرك بشكل سريع و تصاعدي،

أطفالنا يعيشون في عالم مختلف.

ليس هناك خارطة طريق
وهذا بحد ذاته تحد كبير.

لكن التفكير المبدع يحول كل تحدٍ الى فرصة.

ليس هناك خرائط طريق جاهزة،
أوجد لنفسك ما يناسبك من توجهات.

تخيل حياتك مليئة بالابداع
والفرح والتفاؤل.

لذلك لن ألقن أطفالي خريطة طريق،

لكن سأريهم كيف يطبقون عملية ابداعية

على حياتهم لحل مشاكلهم

بابداع و شجاعة.

و ساريكم كيف أفعل ذلك أيضا.

و بذلك فقد وجدت ما أريد قوله في حياتي.

صمم حياتك، اجعلها مميزة و متفردة
و لتكن مثلك بكل تفتصيلها،

و تذكر بك أو حتى لها نفس رائحتك،

حياتا متفردة ومميزة تتناسب مع
قيمك.

صمم حياتك و بعد ذلك عشها.

شكرا لكم.

(تصفيق)