دروس يمكننا تعلمها من النمل لنغير من أنفسنا ومن عالمنا | جوش ليزلي | TEDxWindsor

في مُحادثة TEDx هذه، يلخّص جوش ليزلي بعضاً من أحدث الأبحاث العلمية على النمل، بحيث يؤمن أنها تحمل لنا العديد من الدروس التي يمكن أن نطبقها للتحسين من أنفسنا ومن عالمنا. كيف يستطيع النمل أن يرينا كيفية التعامل مع أكثر المشاكل المستعصية في العالم، وأن يلهمنا اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيجاد الحلول؟
إذا كان قد "نفذ صبرك" بخصوص التغيرات المناخية أو أي مشاكل أخرى سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو مجتمعية، ولكن تشعر بأنك عاجز عن القيام بأي شيءٍ حيالها، ستجد هذا الفيديو يستحق أن تخصص وقتاً لمشاهدته.

نتقدم بخالص الشكر للدكتور كريس ريد (للعمل المنجز في معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا)، وللدكتور ماثيو لوتز (للعمل المنجز في جامعة برينستون) وهو عبارة عن صورة جسر حي لجيش النمل المعروف بـ "خيفود"، وللبروفيسور اوفر فينرمان (للعمل الذي أنجره مع فريقه وزملائه في معهد وايزمان للعلوم) بالتقاط مقاطع فيديو وثائقية للنمل.

عمل جوش ليزلي لأكثر من عشر سنوات في إدارة أخلاقيات البحث، وهو تخصص لا يعرف عنه الكثير، ليساعد هيئات الرقابة التي لا يعرف عنها الكثير من الناس، بحيث تقوم بأعمالٍ مهمة لا يدركها معظم الناس بشكل أسرع وأفضل. كان يتوق للوصول إلى تحسينات متسارعة بدلاً من تحسينات تدريجية، ولهذا بعد أن عمل لأكثر من 10 سنوات في قسم أبحاث نظام الرعاية الصحية في هاليفاكس في نوفا سكوتيا، وفي مؤسسة سيك كيدز الخيرية وشبكة المستشفيات الجامعية في تورونتو في أونتاريو، اتجه إلى مجال ريادة الأعمال في عام 2013 م.
اليوم كمبتكر اجتماعي ومحفّز للتغير، يستثمر جوش وقته وطاقته للعمل في ثلاث أعمال مختلفة جداً: المركبات التي يعتقد انه من خلالها يمكن أن يحقق أقصى منفعة للعالم.

فمن خلال ستيورادلي Stewardly - مشروع برمجيات ذو غرض اجتماعي - يعمل جوش على إيصال أفضل الأدوية للأشخاص الذين يحتاجونها بأقرب فرصة ممكنة، من خلال تقليل الوقت الذي قد يُستغرق عادةً للحصول على الأدوية الجديدة والأجهزة الطبية في نظام الرعاية الصحية.

كما يعمل كرئيس أعمال استراتيجي لـ Poutination الذي قام بتأسيسها مع رافي سوبول، بحيث كانت مهمتهما المشتركة هي الوصول إلى السلام العالمي من خلال (بوتين): وهو عبارة عن طبق فرنسي كندي لذيذ تحول إلى ظاهرة عالمية، ظاهرة الحب الذي يجمع الناس من مختلف البيئات وبمختلف السلوكيات معاً.

وأخيراً، من خلال الوني ALLony ™- وهي حاضنة لأصحاب المشاريع المؤثرة على المجتمع - يساعد جوش وفريقه المدربين والمعالجين والشخصيات الحدسية وغيرهم من "الأشخاص الذين يسخّرون حياتهم لخدمة غيرهم" على إيجاد وخدمة 1000 شخص في العالم يمكنهم التأثير عليهم بشكل أكبر من غيرهم.

قُدمت هذه المحادثة في حدث TEDx، باستخدام صيغة مؤتمرات TED، وبتنظيمٍ مستقل من المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد يرجى زيارة: https://www.ted.com/tedx

قبل ست سنوات، تركت وظيفة أحلامي
ذات الراتب العالي،

الوظيفة التي عملت بها من 60
إلى 70 ساعةً أسبوعيًا،

وبشكل مستمر لما يقارب الخمس سنوات.

كان لدي أسباب مدروسة لتركها
في ذلك الوقت،

ولكنني أيضًا كنت أملك أسبابًا أخرى
لم أكن أستطيع التصريح بها.

أما الآن، يمكنني القول أن لديّ معرفة
عميقة بالأمر،

والآن فقط أشعر بأنني مستعدٌ لشرحها.

ولكن من أجل فعل ذلك،

أريد أن أخبركم ببعض الأمور التي تعلمتها
خلال ذلك الوقت،

عن كلٍ من النمل والبشر.

نظرًا لكوني رائدًا
في الأعمال الاجتماعية ومبتكرًا اجتماعيًا،

قضيت الكثير من الوقت أفكر حول
دور التعاون- المشترك في اقتصاد الخدمات.

بمعنى آخر، كيف نساعد في تطوير بعضنا
البعض بكفاءة وفعالية أكثر.

قادني هذا الاهتمام إلى القيام
بأبحاث عن النمل،

لأن النمل يعمل مع بعضه البعض.

ولا أدعي أنني عالمٌ ميرميكولوجي،

وهو النوع من العلوم الذي يتخصص
في دراسة النمل،

ولكنني أجد دراستهم أمرًا قيمًا
ومثيرًا للاهتمام،

كما أعتقد أنه يملك تأثيرًا كبيرًا
علينا وعلى نظام حياتنا.

إذن، دعوني أُطلعكم على بعضٍ
من إحصائيات النمل الصادمة.

يعيش النمل منذ ما يقارب مئة مليون سنة،

منذ زمن الديناصورات.

يمكن القول، بأنه يعتبر من أنجح أنواع
الفصائل على مر التاريخ.

وبالنسبة للذين يفضّلون تسجيل
الأرقام من بينكم،

الديناصورات: صفر، والنمل: واحد.

إذن، فهم يعرفون شيئًا عن البقاء
على قيد الحياة.

في الحقيقة، يمثّل النمل الربع أو أكثر
من الكتلة الحيوية للحيوانات،

على الكوكب بأسره.

مما يعني أنهم يمثّلون مليون ضعف البشر،

يا له من أمرٍ مذهل.

في الواقع، لو رجعنا بالوقت
250 عامًا إلى الوراء،

حينها كان عدد النمل والبشر
متساويًا تمامًا،

كانوا يعادلوننا عددًا على الأرض.

حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من أننا
ما زلنا نتكاثر بأعدادٍ كبيرة،

ما زالوا يفوقوننا عددًا.

فبينما نحن نتسبب في آثارٍ سلبيةٍ
على البيئة،

وآثار من أنواعٍ أخرى
قد لا نكون تعمدنا حدوثها،

يعمل النمل بهدوءٍ خلف الكواليس،

يصلحون أراضي الغابات وما إلى ذلك.

يستطيع النمل حمل ما بين 50
إلى 200 ضعف وزنه،

ويمكنه الصمود لحمل ما بين 3000 إلى 5000

ضعف وزنه تحت الضغط.

أعتقد أنه يوجد تحديدًا ثلاثة دروسٍ
يمكن أن نتعلمها من النمل،

بحيث يمكننا تطبيقها عمليًا في حياتنا.

الدرس الأول: العمل معًا من أجل التغلب
على العوائق،

وبالأخص العوائق التي لا يمكننا
التغلب عليها بمفردنا.

هذه صورة للنمل الناري،
ولكن قبل أن أكمل الحديث،

أي شخصٍ يعرف النمل الناري
أو قد تذوق لسعة نملةٍ نارية،

فإنه سيقول: "النمل الناري أحمق!"

وربما تكون محقًا.

ولكن توجد 14000 فصيلة معروفة للنمل،

بالإضافة إلى الآلاف من الفصائل الأخرى
التي لم تُصنف بعد.

ربما في بعض الأحيان يكون النمل حقيرًا،
كما هو الحال في بعض البشر.

إذن، لا تعمموا الحكم عليهم جميعًا.

(ضحك)

الآن سأخبركم عن ماذا تتحدث هذه الصورة.

هذه طوافة من صُنع النمل الناري،

خلال إعصار هيرفي في بيرلاند،
في ولاية تكساس.

وكما تعلمون يعتبر الفيضان
مهددًا لحياة النمل،

فإن لم يفعلوا شيئًا إزاءه،
فإنهم حتمًا سيغرقون.

لذا ما فعلوه هو بناء طوافة،

ثم تَجمع جميع النمل الناري فوقها.

وهي تتحمل لمدة تصل من أسبوع
إلى ثلاثة أسابيع.

فلو أنهم حاولوا السباحة كل بمفرده،

ما كانوا ليسبحوا لمدة أسبوع
أو ثلاثة أسابيع،

ولكن بتعاونهم مع بعضهم البعض
استطاعوا النجاة من الفيضان.

وهنا مثالٌ آخر لنوع آخر من جيوش النمل.

عندما يواجه هذا النمل هاوية
لا يستطيع عبورها،

فإنهم يشكّلون جسرًا حيًا بالتعاون
مع بعضهم البعض،

بينما يقوم باقي النمل بالذهاب
والإياب فوق الجسر،

من أجل إتمام ما كانوا يحاولون القيام به

بكفاءة وفعالية أكثر.

ومن ناحية تطبيقنا العملي لهذا،

أعتقد أن المشكلات التي نشعر
بأننا عاجزون جدًا عن حلها،

هي ذاتها المشكلات التي نحتاج
أن نحلها بهذه الطريقة.

وهي المشكلات النظامية، والبنائية،

والمشكلات البيئية، والمشكلات السياسية،

والمشكلات الاجتماعية،
والمشكلات الاقتصادية.

وفقط من خلال العمل معًا،

يمكننا فعليًا القيام بشيءٍ حيالها.

الدرس الثاني عن القيادة
وإعادة تعريف فكرتنا عنها.

الآن، سوف أعرض عليكم فيديو لنوع من النمل
يُعرف بالنمل المجنون.

يحملون قطعةً من رقائق الذرة.

يحمل ثمانية أو تسعة منهم
هذه القطعة في اتجاهٍ محدد،

وفجأةً تأتي هذه النملة وتدخل بينهم،

فيبدأون بحملها في اتجاهٍ آخر.

من الواضح أن هذه النملة ليست بقوة
التسعة الآخرين مجتمعين،

ولكنها متيقنة وواثقة ودخلت بينهم
وهي تعرف شيئًا،

فبدأت بتغيير الاتجاه بكل يقين،

فقام بقية النمل باتباعها.

فهذا الفيديو والفيديو الذي يليه،

منالبروفيسور أوفر فاينرمان
من معهد وايزمان للعلوم،

وزملاؤه،

ولديه بعض الأمور التي يود قولها
عن مفهوم القيادة،

في محتوى هذا الفيديو.

أولها: "تلك القائدة التي ظهرت،
لم تحتج إلى تقديم نفسها،

ولم تحتج إلى أن تكون أقوى من البقية،

كل ما كان عليها فعله،
هو السحب بالاتجاه الصحيح".

و"بناءً على ما رأيناه،

فالنملة الكشافة لا تختلف عن باقي النمل.

لم يُعيّن أحد القائد.

هي التي عيّنت نفسها؛

لأنها امتلكت معرفة حالية
عن الاتجاه الصحيح".

أعتقد أن هذا الدرس يحقق أقصى استفادة،

للأشخاص الذين يعملون أو يتطوعون

في أعمالٍ غير متعارفٍ
بأنها ذات منصب قيادي.

والتحدي الذي أوجهه لكم هو: أن تفكروا
هل توجد طريقة تعرفونها،

طريقة أفضل، وبنهجٍ فعّال ومؤثر،
بحيث تظهرون فجأة،

وتبدأون في قيادة الآخرين
إلى الاتجاه الصحيح،

ومن ثم يتبعونكم؟

الدرس الثالث: التأكد من وجود
ما يكفي للجميع.

هذا فيديو لنوع من النمل يُعرف بالنمل
الحفّار، ولعملية نقل الغذاء بين النمل.

هذا الطعام مستشع حتى يمكنكم رؤية
أين يذهب الطعام.

ذهبت نملتان للبحث عن الطعام،

وما سترونه هو أن إحدى النملتين
وجدت الكثير من الطعام،

بينما لم تجد الأخرى إلا القليل.

وخلال عملية نقل الغذاء التي ترونها هنا،

تتشاركان الطعام.

وهناك شيءٌ ربما قد لا تعرفونه عن النمل،

أنهم في الواقع يملكون معدتين.

إحداهما معدتهم الخاصة،
والأخرى معدة اجتماعية.

الهدف من وجود المعدة الاجتماعية -

هذا ليس مثالًا قياسيًا -

هو أن هناك عددًا محددًا من النمل
يخرج لجلب الطعام،

بينما يبقى الآخرون في مستعمرتهم لتربية
الصغار والاهتمام بالأعمال داخل المستعمرة.

لذا عندما يجلب النمل الطعام،
فإنه يجلب ما يكفي للجميع،

من خلال معدتهم الاجتماعية.

بالنسبة لنا، معدتنا الاجتماعية تتمثّل
في نظام الضرائب،

والتي ندفع لها الكثير،

لتزويد الجميع باحتياجاتهم،

وليس أنفسنا فقط.

وفي مساء اليوم، ستقدم محادثة ممتعة للغاية،

حول الدخل العالمي الأساسي

كوسيلة محتملة لإعادة تشكيّل
نظام ضرائبنا.

سأترك الأمر لفلويد ليخبركم
عن الموضوع بأكمله.

الدرس التالي هو عن البشر،

وأن البشر أيضًا يستطيعون التفكير
بنفس طريقة تفكير النمل.

"أمونتو نمونتو نبانتو"

هي مقولة من اللغة الكوسية،
إحدى لغات جنوب أفريقيا.

والتي تعني بشكلٍ جوهري،

"أنا هنا لأنك هنا، وأنت هنا لأننا هنا."

بمعنى آخر، لا يعيش شخصٌ بمفرده،

ولكننا نحدد أنفسنا استنادًا
إلى علاقتنا ببعضنا،

ونحسّن أنفسنا من خلال ما نقدمه لغيرنا،

والطريقة التي نخدم بها بعضنا البعض.

هناك مقولة،

ربما قد سمعتم هذا المفهوم
ولكن تحت مصطلحٍ آخر،

ألا وهو أوبونتو، المصطلح الأكثر شيوعًا.

يقول أندري تانغ:

"تتضمن عبارة أوبونتو بأن كل شخصٍ يملك
مهاراتٍ وقوى مختلفة،

وأن الناس ليسوا بمعزولين،

فمن خلال الدعم المتبادل،

يساعدون بعضهم حتى يكمل كل منهم الآخر".

هذه أقرب رؤية بشرية كونية،

لما أعتقد بأن النمل يفكر فيه
ويعمل من أجله،

وهي باختصار ما تعنيه "القيم الروحية".

وكيف يمكننا كبشر،

البدء في تجسيد ما يقوم به النمل.

ولكن من أجل فعل ذلك، أعتقد أنه حان الوقت
للقيام بتحديث البرامج الثابتة.

إن لم تكونوا تعرفون ما هي البرامج الثابتة،

هي نظام برمجيات صغير يعمل على اللوحة الأم،
مثل الذي في الصورة.

ربما قد تعرفونه أكثر في هواتفكم النقّالة.

إذا ما قمتم بتحديث أنظمة هواتفكم
سواءً كانت بنظام أندرويد أو iOS،

فإن ذلك التحديث سيسمح لكم بالقيام بأمور

لم تكونوا قادرين على فعلها من قبل.

وأقرب مثالٍ عمليٍ لذلك،
هو أنكم تقريبًا مرةً في كل عام،

تحدثّون أنظمة هواتفكم،
فتحصلون على رموزٍ تعبيريةٍ جديدة.

(ضحك)

ولكن تحديث البرامج الثابتة الذي نحتاجه،

هو من أجل القيام بالعمل الداخلي.

لذا برامجنا الثابته -
سأنتقل إلى الشريحة التالية -

تناقلت برامجنا الثابتة خلال أجيالٍ عديدة
لآلاف السنين،

ويوجد فيها الكثير من الأشياء.

لأكون أكثر وضوحًا، برامجنا الثابتة هي

المعتقدات التي ترسّخت في أذهاننا.

فلقد توارثت هناك العديد من الأشياء،

التي لم تعد ذات صلة ولا مفيدة.

لنقل أن هناك العديد من الأخطاء في النظام

(ضحك)

وهي متعمدةٌ نوعًا ما.

الطريقة التي من خلالها نتخلص
من هذه الأخطاء هي عن طريق العمل الداخلي،

وذلك من خلال العمل على طريقة تفكيرنا،
وما نؤمن به في قلوبنا،

وكيفية رؤيتنا للعالم من حولنا.

أنا متشجعٌ كثيرًا،

فهناك الالآف من الناس يتقدمون

للمساعدة في تطبيق هذا المفهوم.

لأننا مثل النمل مع رقائق الذرة،
لا نستطيع رفع الأحجار الثقيلة بأنفسنا.

وهذه أحجار ثقيلة،

فهي تتردد على معتقداتنا الأساسية
التي قد لا نفكر فيها حتى،

ولكنها تؤثر علينا ليل نهار.

ولكن أعتقد أننا تحديدًا بحاجةٍ
إلى إعادة توجيه،

إذا سمحتم لي بذلك،

الابتعاد عن شيءٍ ما،
بالاتجاه إلى شيءٍ آخر.

إذن، فالذي نحتاج الابتعاد عنه،
هو طريقتنا الأساسية في التفكير:

"كيف أستطيع حاليًا تحقيق أقصى استفادة لي؟"

ونتجه إلى:

"كيف أستطيع حاليًا تحقيق
أقصى استفادة لنا جميعاً؟"

بعد هذه المقولة، يمكنني الآن
إخباركم بطريقةٍ أفضل،

لماذا تركت وظيفة أحلامي ذات الراتب العالي

قبل ست سنوات.

بشكل أساسي، أدركت أن لدي معرفة عميقة،

أنه بالرغم من أن ما كنت أقوم به مفيد،

وكنت أعمل فيه بجهدٍ كبير،
إلا أنني لم أكن أستخدم كامل قدراتي.

لم أكن أُظهر كل المنافع
التي يمكنني جلبها للعالم.

وهذا هو السؤال الذي استكشفته
خلال السنوات الست الأخيرة،

والذي كان سببًا ليس في إيجاد
عملٍ واحدٍ أو اثنين،

بل ثلاثة أعمالٍ مختلفة.

أفضل طريقة يمكنني التعبير بها عن هذا،

أن أحدهم يمثّل أفضل استفادة
يمكنني تحقيقها للعالم،

باستخدام الشق الأيسر من دماغي.

والثاني أفضل استفادة يمكنني تحقيقها
من خلال الشق الأيمن من دماغي،

والثالث أفضل استفادة يمكنني تحقيقها
من خلال قلبي.

وهناك العديد من الناس لا يفهمون ذلك،

ولست مضطرًا لجعلهم يفهمون،

ولا أنتظر إذنهم أو موافقتهم.

لأنني أعرف أن ما أقوم به مهمٌ للغاية،

ومثل النمل مع قطعة رقائق الذرة،

أنتقل بكل تركيزي وطاقتي بذلك الاتجاه،

أو بتلك الاتجاهات.

سؤالي الذي أوجهه لكم:
ما القدرات التي لم تُظهروها للعالم؟

أي جزءٍ من أنفسكم لا تستغلونه لما فيه
مصلحة العالم؟

كيف تحققون حاليًا أقصى استفادة لنا جميعاً؟

باختصار، هذا يعني أن عليكم القيام
بأكثر مما تحتاجون فعله.

إذن، بعد إنجاز أعمالكم من 5 إلى 9،

ثم لعب لعبة كاندي كرش، أو مشاهدة نتفليكس،

أو التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي
لخمس ساعات،

أو مثلي تقومون بواحدةٍ أو أكثر
من تلك الأمور.

اقتطعوا جزءًا من ذلك الوقت،

وكرسوّه لخلق فرصٍ قيمة للآخرين،

بدلاً من استهلاك الفرص القيمة
التي خلقها الآخرون بكل بساطة.

هناك مقولة تقول:

"كيف نقضي أيامنا يحدد كيف نقضي حياتنا."

وفي نفس السياق،

افترضوا أن لديكم ما يقارب 16 ساعة
لاستخدامها،

ويذهب جزءٌ منها في النوم،

فإذا قضيتم ساعةً على وسائل
التواصل الاجتماعي يوميًا ولمدة عام،

فإن ذلك يعادل 3 أسابيع من السنة.

وإذا كنتم تقضون ساعتين،
فإنها تعادل شهرًا ونصف.

الشيء الوحيد الذي لا يمكننا استرجاعه،
هو الوقت.

لذلك أرجو أن يكون هذا قد ألهمكم
لتخصيص 5 أو 15 دقيقة على الأقل

من واحدة من تلك الساعات،

للمشاركة فيما أتحدث عنه.

يوجد شخصٌ آخر تحدث عن أوبونتو،

ويدعى نيلسون منديلا، ربما قد سمعتم به.

يقول: "أوبونتو لا تعني ألا يُحسّن
الناس من أنفسهم،

لذلك السؤال هو:

هل ستحسّن من نفسك من أجل المجتمع من حولك،

ولتمكّنه من أن يتحسّن؟"

وأومن بأنه قصد تحسّينه بأوسع معانيه:

تحسّينًا بدنيًا، وذهنيًا، وروحيًا،
وماليًا.

ولكن يوجد شيءٌ ناقص:

طريقة لجعل ذلك عمليًا،

وطريقة سهلة لتذكرنا به
خلال حياتنا اليومية.

لأن أوبونتو ليست بالضرورة مفهومًا يطوف
حولنا طوال الوقت.

ابقوا معي، سوف أخرج عن الموضوع قليلًا،

ولكن أعدكم أنني سأصل النقاط ببعضها،
بعد بضعة شرائح.

الكلمة التي خطرت على بالي هي "رهان"،

إذا كان أحدكم يلعب البوكر،
فإن الكلمة مأخوذه من هذه اللعبة،

حيث يقوم كل شخصٍ في كل جولةٍ
بدفع مبلغٍ معين.

وأعتقد أننا نحتاج إلى إيجاد
تعريف جديد لـ"الرهان"،

فبدلاً أن يدفع كل لاعبٍ مبلغًا زهيدًا
من المال والذي يذهب للمراهنة،

يدفع كل إنسانٍ كميةً ضئيلةً من المنافع،

بحيث يقدمها للعالم.

هناك عبارة أخرى هي "ادفع"،
والتي تعني قيام الشخص بدفع ما عليه للبقية،

وهذا ما أرغب بترككم معه

لتفكروا ماذا يمكنكم أن تقدموا للبقية.

بالنسبة لي، هو اختيار القيام بأكثر
مما يمكنني فعله.

بمعنى آخر، ابدأ العمل بما تعرف
أنه سيقدم منفعة،

تفوق ما يقول العالم بأنه سيقدم منفعة،

حتى لو كان هناك أناسٌ لا يقدرونه بعد.

ويوجد سؤالٌ وجيه قد تطرحونه:

"كيف أعرف ما هو ذلك الشيء؟"

وجوابي هو أنني أؤمن بأن كل شخصٍ
يملك نفس المعرفة العميقة،

فلو أنكم صفيتم أذهانكم، وجلستم مع أنفسكم،

فهناك شيءٌ بداخلكم، صوتٌ صغيرٌ
يمكنكم الاستماع إليه،

وسيخبركم عن تلك المنفعة.

وإن لم تسمعوه، استمعوا بعمقٍ أكبر.

كتلميح: إن كان هناك شيءٌ
لطالما تمنيتم القيام به،

أو تعرفون أن بإمكانكم فعله،
ولكنكم لا تفعلونه،

ابدأوا بفعله الآن.

وسريعًا كملاحظة ذهنية،

كنت أفكر بالنمل والطاقة،

فلقد استخدم أينشتاين E = MC2 لتمثل الطاقة،

لذلك فكرت بـ"ante" كمصطلح "طاقة النمل".

وهذا لا يكفي لتؤمنوا بما أقول،

ولكن غاندي قال أيضًا: "كُنّ التغيير
الذي تريد أن تراه في العالم".

بالنسبة لي يكمن هذا في تجسيد طاقة النمل.

إذن، كيف تجسّدون طاقة النمل؟

وهكذا، نواجه اليوم بعض المشاكل المهمة،

قد يكون بعضها مستعصيًا،

وأنا أومن أنها تتطلب أن نستخدم كامل قوانا
من أجل حلها.

رُفعت قيمة "الرهان" مسبقًا في لعبة البوكر،
وهي نوع من الألعاب.

لكن العالم يصبح أكثر تعقيدًا،
فتزداد المشاكل تعقيدًا.

أعتقد أنه حان الوقت لنرفع من طاقتنا
لتعادل طاقة النمل.

إذن، فالسؤال الذي سأترككم به هو:

"كيف ستقومون بدفع ما عليكم للبقية؟"