1 00:00:01,175 --> 00:00:05,063 وددتُ أن أكون طبيبًا نفسيًا منذ أن صرت يافعًا، 2 00:00:05,087 --> 00:00:07,821 وأمضيت سنين سعيًا وراء هذا الهدف. 3 00:00:08,429 --> 00:00:11,746 كنت أجري تمرينات خاصة كلما اقتربت من الحصول على شهادة. 4 00:00:12,469 --> 00:00:16,507 لقد كان ذلك محفوفًا بالمخاطر، فلم أجد ولو يومًا واحدًا من العمل في مشفى أو عيادة 5 00:00:16,531 --> 00:00:19,426 ولكن في خضم عام، كان تمريني يؤتي ثماره 6 00:00:19,802 --> 00:00:23,194 وجلب عليّ المال كما لم أنَل أبدًا من قبل. 7 00:00:23,691 --> 00:00:26,699 بالطبع، إنني طالبُ علم لطيلة حياتي. 8 00:00:26,723 --> 00:00:27,766 (ضحك) 9 00:00:27,790 --> 00:00:29,387 كان عليّ أن أعمل لدى ماكدونالد 10 00:00:29,411 --> 00:00:32,191 وأكسب مالًا لم أكسبه أبدًا من ذي قبل. 11 00:00:32,215 --> 00:00:36,089 وجاءت لحظة فارقة في حياتي مساء جمعة في شهر يوليو. 12 00:00:36,394 --> 00:00:38,053 كنت في طريق العودة إلى شقتي 13 00:00:38,077 --> 00:00:41,926 وركبت المصعد مع جارٍ لي كان طبيبًا لحالات الطوارئ. 14 00:00:42,529 --> 00:00:44,077 انطلق المصعد، 15 00:00:44,101 --> 00:00:47,323 ثم اهتز المصعد، وعلق بين الأدوار. 16 00:00:47,347 --> 00:00:50,395 وبدأ الرجل الذي ينغمس في طب الحالات الحرجة لإنقاذ الحياة 17 00:00:50,419 --> 00:00:53,313 يضغط بقوة على الأزرار ويرقع الأبواب، قائلًا: 18 00:00:53,337 --> 00:00:55,662 "هذا كابوس، هذا كابوس!" 19 00:00:56,061 --> 00:00:58,101 وكنت مثله أيضًا، "هذا كابوس." 20 00:00:58,125 --> 00:01:01,074 (ضحك) 21 00:01:01,577 --> 00:01:03,908 وانتابني مباشرة إحساس بالرهبة. 22 00:01:03,932 --> 00:01:05,718 لأنني لم أكن خائفًا 23 00:01:05,742 --> 00:01:08,488 ووجدتني أقول له ما يهدّئ من روعه. 24 00:01:08,512 --> 00:01:10,757 فلم أقو على فعل شيء إلا هذا، 25 00:01:10,781 --> 00:01:15,536 ليس عندي أي جهد لأقدم شيئًا آخر، وهذا ما وضعني في حيرة من أمري. 26 00:01:16,167 --> 00:01:18,643 بعد ذلك، عشت في النهاية في ما أحلم به، 27 00:01:18,667 --> 00:01:20,635 فلماذا أنا غير سعيد؟ 28 00:01:21,278 --> 00:01:23,833 لماذا أشعر بالجهد الجهيد؟ 29 00:01:24,714 --> 00:01:26,712 لعدة أسابيع رديئة، 30 00:01:26,736 --> 00:01:29,609 أسأل نفسي هل اقترفت خطأ ما، 31 00:01:29,633 --> 00:01:32,276 أم أنني أسأت اختيار تخصصي المهني؟ 32 00:01:32,300 --> 00:01:36,608 ماذا عسى لو أنني أنققت كل حياتي ساعيًا في مساري الوظيفي الخطأ؟ 33 00:01:37,639 --> 00:01:41,195 كلّا، لقد أدركت بعدها، أنني ما زلت أحب الطب النفسي. 34 00:01:41,718 --> 00:01:44,909 لقد تكّشف لي أن المشكلة لم تكن ما أقوم به من عمل في مكتبي. 35 00:01:45,260 --> 00:01:48,847 لقد كانت الساعات التي أمضيها منهمكًا خلالها بشأن العمل 36 00:01:48,871 --> 00:01:50,148 خلال وجودي في المنزل. 37 00:01:50,172 --> 00:01:52,244 أغلق باب مكتبي كل ليلة، 38 00:01:52,268 --> 00:01:55,938 ولكن يظل الباب الذي في دماغي مفتوحًا على مصراعيه 39 00:01:55,962 --> 00:01:58,028 ثم يغمره طوفان الضغط العصبي. 40 00:01:58,938 --> 00:02:01,699 هذا ما تلحّ الإشارة إليه بشأن ضغط العمل. 41 00:02:02,033 --> 00:02:05,498 إننا لا نشعر به حقًا خلال العمل. 42 00:02:05,522 --> 00:02:06,822 حيث نكون مشغولين. 43 00:02:06,846 --> 00:02:09,879 نشعر به خارج العمل. 44 00:02:09,903 --> 00:02:11,403 خلال تجوالنا اليومي، 45 00:02:11,427 --> 00:02:12,842 بينما نحن في المنزل، 46 00:02:12,866 --> 00:02:15,199 بينما نحصل على نقاهة. 47 00:02:15,223 --> 00:02:17,817 من المهم جدًا أن نعيد الحيوية أثناء وقت الفراغ، 48 00:02:17,841 --> 00:02:20,561 من أجل خفض التوتر، ومن أجل جلب البهجة، 49 00:02:20,585 --> 00:02:24,649 وتبقى العقبة الكبرى التي نواجهها هي إعادة الاجترار والانشغال بالعمل. 50 00:02:24,673 --> 00:02:26,506 لأننا في كل مرة نفعل ذلك، 51 00:02:26,530 --> 00:02:29,760 فإننا في الحقيقة نعيد تنشيط استجابة ضغوطنا. 52 00:02:29,784 --> 00:02:32,711 إن حالة اجترار العمل تعني الانشغال به جدًا. 53 00:02:33,014 --> 00:02:36,185 إن الكلمة تنصرف إلى كيفية هضم الأبقار الطعام. 54 00:02:37,090 --> 00:02:41,217 على نحو غير مستساغ لكم فإن من دواعي سرور الأبقار لدى هضم الطعام 55 00:02:41,241 --> 00:02:42,787 أن تمضغ، 56 00:02:42,811 --> 00:02:44,082 ثم تبتلع، 57 00:02:44,106 --> 00:02:47,118 ثم ترد ما ابتلعته إلى فمها، ومن ثم تمضغه مجددًا، 58 00:02:47,142 --> 00:02:48,231 (ضحك) 59 00:02:48,255 --> 00:02:49,415 إنه مقزز. 60 00:02:49,439 --> 00:02:50,446 (ضحك) 61 00:02:50,470 --> 00:02:51,938 ولكنه مُحبب جدًا للأبقار. 62 00:02:51,962 --> 00:02:52,998 (ضحك) 63 00:02:53,022 --> 00:02:55,419 إنه غير مفيد للبشر. 64 00:02:55,443 --> 00:02:58,736 لأن ما نجتره هي أشياء مزعجة، 65 00:02:58,760 --> 00:03:00,434 أمور تثير الكآبة، 66 00:03:00,458 --> 00:03:04,545 وإننا نأتيها بطرق سلبية للغاية. 67 00:03:04,934 --> 00:03:09,014 إنها الساعات التي تستبد بنا خلالها الأفكار حول ما لم يكتمل من المهام 68 00:03:09,038 --> 00:03:12,307 أو التي يساورنا فيها القلق مع زميل، 69 00:03:12,331 --> 00:03:14,208 أو نفكّر بقلق عن المستقبل، 70 00:03:14,232 --> 00:03:16,631 أو الهواجس التي تنتابنا بعد اتخاذ قراراتنا. 71 00:03:17,463 --> 00:03:21,439 اليوم هنالك العديد من الدراسات حول كيفية الانشغال بالعمل 72 00:03:21,463 --> 00:03:23,812 في غير أوقاته، 73 00:03:23,836 --> 00:03:26,236 وكانت النتائج مقلقة إلى حدٍ كبير. 74 00:03:26,589 --> 00:03:27,948 إن اجترار العمل، 75 00:03:27,972 --> 00:03:32,248 بترديد ذات الأفكار وذات المخاوف مرارًا وتكرارًا، 76 00:03:32,272 --> 00:03:37,827 تشوّش بشكل ملحوظ على إعادة الحيوية واستعادة النشاط أثناء ساعات الراحة. 77 00:03:37,851 --> 00:03:40,711 فكلما اجتررنا العمل في المنزل، 78 00:03:40,735 --> 00:03:44,386 زادت قابليتنا إلى التعرض إلى النوم المتقطع، 79 00:03:44,410 --> 00:03:46,647 وزاد ميلنا لطعام غير صحي، 80 00:03:46,671 --> 00:03:48,147 وزادت حالة مزاجنا السيئة. 81 00:03:48,171 --> 00:03:52,663 وربما رفع ذلك من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية 82 00:03:52,687 --> 00:03:55,631 وربما أعاق قدرتنا على التركيز المهني، 83 00:03:55,655 --> 00:03:58,488 تلك المهارة التي لا غنى عنها لأداء أعمال وظيفتنا بكفاءة. 84 00:03:58,512 --> 00:04:01,971 ومن نافلة القول الإشارة إلى أثر ذلك على علاقاتنا وحياتنا العائلية، 85 00:04:01,995 --> 00:04:06,035 لأن أفراد محيطنا الاجتماعي بمقدورهم ملاحظة انشغالنا ولومنا على ذلك. 86 00:04:06,591 --> 00:04:08,520 لقد كشفت الدراسات نفسها 87 00:04:08,544 --> 00:04:11,456 أن في أثناء اجترار مشاغل العمل في منزلك 88 00:04:11,480 --> 00:04:13,933 يخرّب الرفاه العاطفي، 89 00:04:13,957 --> 00:04:18,710 وجودة التفكير في طرق ناجعة وخلّاقة لحل المشكلات. 90 00:04:19,116 --> 00:04:23,267 لأن هذه الأنماط من التفكير لا تأتي وليدة الحزن والكرب 91 00:04:23,291 --> 00:04:26,148 والأكثر أهمية، أن ذلك كله في يدنا. 92 00:04:26,807 --> 00:04:29,019 نحن مَن نتخذ القرار للرد على البريد الإلكتروني 93 00:04:29,043 --> 00:04:30,982 أم إرجاء ذلك حتى الصباح، 94 00:04:31,006 --> 00:04:34,521 أم نريد أن نقدح الذهن بشأن مشاريع العمل التي ننشغل بها. 95 00:04:35,085 --> 00:04:37,653 لكن الاجترار عمل لا إرادي. 96 00:04:38,217 --> 00:04:39,417 إنه عمل تطفّلي. 97 00:04:39,741 --> 00:04:42,527 إنه يبرز فجائيًا في أذهاننا بينما لا نريد ذلك. 98 00:04:42,551 --> 00:04:45,797 إنه يعمل على قلب مزاجنا بينما لا نريد الإزعاج. 99 00:04:45,821 --> 00:04:49,868 إنه يعمل على تنبيهنا بينما نريد الاسترخاء. 100 00:04:49,892 --> 00:04:52,868 ومن الصعوبة بمكان مقاومته، 101 00:04:52,892 --> 00:04:56,644 لأن التفكير في أعمالنا المتبقية يأخذ صفة الاستعجال. 102 00:04:57,082 --> 00:05:00,550 إن الانشغال بقلق بشأن ما هو قادم يفرض نفسه علينا. 103 00:05:01,069 --> 00:05:05,149 إن الاجترار يعطي دائمًا إحساسًا بأنه شيء مهم، 104 00:05:05,173 --> 00:05:07,828 بينما في واقع الأمر، إننا نأتي أمرًا مضرًا. 105 00:05:08,134 --> 00:05:10,934 وكلنا يأتيه بشكل لا نشعر به. 106 00:05:11,243 --> 00:05:13,158 بالعودة إلى حيث كنت أحترق من كثرة العمل، 107 00:05:13,182 --> 00:05:15,809 فقد قررت الإمساك بمفكّرة لمدة أسبوع 108 00:05:15,833 --> 00:05:19,918 وأدوّن بالضبط كم من الوقت أقضي في الاجترار. 109 00:05:19,942 --> 00:05:22,411 ولقد أفزعتني النتائج. 110 00:05:22,435 --> 00:05:25,848 لقد بلغت ما يزيد عن 30 دقيقة حين أحاول الخلود إلى النوم. 111 00:05:26,157 --> 00:05:29,561 وكامل رحلة ذهابي من العمل وإليه... 112 00:05:29,585 --> 00:05:31,553 التي تبلغ 45 دقيقة يوميًا. 113 00:05:32,125 --> 00:05:34,331 كل زمن الخروج البالغ 20 دقيقة 114 00:05:34,355 --> 00:05:36,926 أثناء حفلة عشاء في منزل زميل. 115 00:05:36,950 --> 00:05:38,418 لم أحصل على دعوة مرة أخرى. 116 00:05:38,442 --> 00:05:39,450 (ضحك) 117 00:05:39,474 --> 00:05:43,172 و90 دقيقة أثناء "برنامج مواهب" لصديق شخصي 118 00:05:43,196 --> 00:05:46,444 الذي أتى مصادفةً في 90 دقيقة. 119 00:05:46,468 --> 00:05:47,650 (ضحك) 120 00:05:47,674 --> 00:05:51,912 إجمالًا، في ذلك الأسبوع، كانت 14 ساعة على الأقل. 121 00:05:52,484 --> 00:05:54,913 كانت عدد الساعات الضائعة التي خسرتها 122 00:05:54,937 --> 00:05:57,926 في شيء يجلب لي في حقيقة الأمر مزيدًا من الضغط العصبي. 123 00:05:57,956 --> 00:05:59,927 جرّب أن تمسِك مفكّرة لمدة أسبوع واحد. 124 00:05:59,951 --> 00:06:01,484 واحصِ المدة التي تجتر فيها. 125 00:06:02,085 --> 00:06:05,363 وهذا ما جعلني أدرك أنني ما أزال أحب عملي. 126 00:06:05,792 --> 00:06:08,577 ولكن اجتراره كان يدمّر هذا الحب 127 00:06:08,601 --> 00:06:11,688 وكان يدمر أيضًا حياتي الشخصية. 128 00:06:11,712 --> 00:06:14,085 ولذا، فقد قرأت كل دراسة وجدتها، 129 00:06:14,109 --> 00:06:16,958 وانغمست في حرب ضد الاجترار. 130 00:06:16,982 --> 00:06:19,489 والآن، فإن تغيير العادة أمر عصيب. 131 00:06:19,513 --> 00:06:23,434 لقد حملت على نفسي أن أمسك نفسي في كل مرة تجتر فيها، 132 00:06:23,458 --> 00:06:27,037 وأن أقدم مقاومة حقيقية من أجل التأسيس لعادات جديدة. 133 00:06:27,061 --> 00:06:28,951 وفي نهاية، ثبّت تلك العادات. 134 00:06:29,378 --> 00:06:31,623 لقد ربحت معركتي ضد الاجترار، 135 00:06:31,647 --> 00:06:34,629 وإنني بين أيديكم اليوم لأخبركم كيف تربحون معارككم. 136 00:06:35,235 --> 00:06:38,480 أولًا، تحتاجون إلى إقامة حاجز صلب. 137 00:06:38,823 --> 00:06:41,506 ينبغي عليكم إقامته كل ليلية تخلدون فيها إلى الراحة، 138 00:06:41,530 --> 00:06:43,228 حين تنهون أعمالكم. 139 00:06:43,252 --> 00:06:45,585 وعليكم أن تلتزموا بذلك. 140 00:06:45,950 --> 00:06:51,248 إنها القاعدة التي وضعتها لنفسي بأن أتوقف عند الـ8 مساءً. 141 00:06:51,617 --> 00:06:54,196 وألزمت نفسي أن أتوقف عندها. 142 00:06:54,220 --> 00:06:55,386 الآن يقول الناس لي: 143 00:06:55,410 --> 00:06:59,330 "حقًا؟ ألا تعيد ولو رسالة إلكترونية واحدة بعد الثامنة؟ 144 00:06:59,354 --> 00:07:01,633 ألا تطالع حتى هاتفك؟" 145 00:07:01,657 --> 00:07:03,775 كلّا، ولا حتى مرة. 146 00:07:04,292 --> 00:07:06,791 لأنه وحتى التسعينيات ما كان لدينا هواتف ذكية. 147 00:07:06,815 --> 00:07:08,589 (ضحك) 148 00:07:08,613 --> 00:07:11,518 لقد اقتنيت أول هاتف ذكي في 2007. 149 00:07:11,542 --> 00:07:13,439 كما تعرفون، الآيفون كان قدر صدر لتوّه، 150 00:07:13,463 --> 00:07:16,240 وأردت أن أقتني هاتفًا وكان لطيفًا وأحدث إصدار. 151 00:07:16,264 --> 00:07:17,915 فاقتنيت البلاك بيري. 152 00:07:17,939 --> 00:07:19,099 (ضحك) 153 00:07:19,123 --> 00:07:20,321 لقد كنت متحمسًا، رغم ذلك، 154 00:07:20,321 --> 00:07:23,654 وكنت دائمًا أميل إلى، "أفتح رسائلي الإلكترونية أينما كنت". 155 00:07:23,678 --> 00:07:25,154 وبعد 24 ساعة، 156 00:07:25,178 --> 00:07:27,757 فلقد شعرت: "أفتح رسائلي الإلكترونية أينما كنت". 157 00:07:27,781 --> 00:07:28,931 (ضحك) 158 00:07:28,972 --> 00:07:31,504 أعني بذلك، المجاهدة لكل وقت أجتر فيه كانت صعبة للغاية 159 00:07:31,524 --> 00:07:33,228 حين كانت تجتاح أفكاري. 160 00:07:33,252 --> 00:07:35,473 ولكنها الآن تمتطي حصان طروادة: 161 00:07:35,497 --> 00:07:37,244 هواتفنا، لتتوارى خلالها. 162 00:07:37,268 --> 00:07:40,283 وكل مرة نطالع فيها هواتفنا، 163 00:07:40,307 --> 00:07:42,006 فإن من شأن ذلك تذكيرنا بالعمل 164 00:07:42,030 --> 00:07:44,276 ومن ثم تتوارد أفكار اجترارية 165 00:07:44,300 --> 00:07:46,680 وتذبح أُمسياتنا أو راحاتنا الأسبوعية. 166 00:07:47,211 --> 00:07:49,076 ولذلك، حين تنهوا العمل، 167 00:07:49,100 --> 00:07:51,393 أغلقوا إشعارات الرسائل الإلكترونية. 168 00:07:51,417 --> 00:07:54,354 ولو كان عليكم النظر فيها، فحدِّدوا متى تفعلون ذلك، 169 00:07:54,378 --> 00:07:56,352 ومن ثم لا يمكنها اختراق ترتيباتكم، 170 00:07:56,376 --> 00:07:57,709 ومن ثم استمروا على هذا. 171 00:07:58,449 --> 00:08:03,186 وليست الهواتف الذكية الأداة التقنية الوحيدة التي تمكّن الاجترار، 172 00:08:03,210 --> 00:08:05,734 لأننا نواجه عدوًا أكبر قادمًا. 173 00:08:06,211 --> 00:08:10,755 إن العمل إلكترونيًا زاد 115 في المائة خلال العقد المنصرم. 174 00:08:11,159 --> 00:08:14,692 ومن المنتظر أن يتواصل ازدياده اطراديًا. 175 00:08:15,088 --> 00:08:18,357 الكثير والكثير منا يفتقد الحاجز المادي 176 00:08:18,381 --> 00:08:20,309 بين البيت والعمل. 177 00:08:20,704 --> 00:08:22,561 وهذا يعني أن الانشغال بالعمل 178 00:08:22,585 --> 00:08:25,919 سيظل يحفّز أوقات اجترار العمل في أي مكان من منازلنا. 179 00:08:26,577 --> 00:08:30,611 حين نضعِف من الحاجز المادي بين العمل والمنزل، 180 00:08:30,635 --> 00:08:33,270 فإننا نصنع حدًا ذهنيًا. 181 00:08:33,294 --> 00:08:35,223 إننا نخدع أنفسنا 182 00:08:35,247 --> 00:08:39,222 بين أوقات وأماكن العمل وبين أوقات وأماكن الراحة. 183 00:08:39,258 --> 00:08:40,949 وعلى ذلك؛ إليكم ما عليكم القيام به. 184 00:08:40,973 --> 00:08:44,901 أولًا، خصصوا مساحة محددة للعمل داخل منازلكم، 185 00:08:44,925 --> 00:08:46,258 حتى لو كانت ضئيلة، 186 00:08:46,282 --> 00:08:48,082 وجرّبوا أن تعملوا فقط فيها. 187 00:08:48,711 --> 00:08:50,750 جرّبوا ألَا تعملوا على أريكة غرفة المعيشة 188 00:08:50,774 --> 00:08:51,939 أو على السرير 189 00:08:51,963 --> 00:08:54,227 لأن هاتين المنطقتين لا بد وأنهما مرتبطتانِ 190 00:08:54,251 --> 00:08:56,173 بالمعيشة... وبالخلود إلى النوم. 191 00:08:56,838 --> 00:08:57,838 (ضحك) 192 00:08:57,862 --> 00:09:00,259 وبعد ذلك، حين تعملون من المنزل، 193 00:09:00,283 --> 00:09:03,053 ارتدوا ملابس لا تُلبس إلّا في العمل، 194 00:09:03,077 --> 00:09:04,602 وعند نهاية اليوم، 195 00:09:04,626 --> 00:09:05,823 غيّروا الملابس، 196 00:09:05,847 --> 00:09:09,553 واستخدموا الموسيقى والإضاءة من أجل تغيير الأجواء 197 00:09:09,577 --> 00:09:11,535 من العمل إلى المنزل. 198 00:09:11,559 --> 00:09:12,860 اجعلوا هذا طقسًا روحيًا. 199 00:09:12,884 --> 00:09:15,170 قد يستسخف بعضكم بكلامي. 200 00:09:15,194 --> 00:09:17,009 تغيير الملابس والإضاءة 201 00:09:17,033 --> 00:09:19,646 سيحيلاني إلى خارج أجواء العمل. 202 00:09:19,670 --> 00:09:21,961 ثقوا بي، سيروق هذا كثيرًا لمخيِّلتكم. 203 00:09:21,961 --> 00:09:24,746 لأنه ولأننا أذكياء بما يكفي، فإن مخيلتنا تميل إلى الغباوة. 204 00:09:24,770 --> 00:09:25,785 (ضحك) 205 00:09:25,809 --> 00:09:28,296 إنها الارتباطات العشوائية في كل مرة، أليس كذلك؟ 206 00:09:28,320 --> 00:09:31,872 أعني، أن هذا هو السبب في أن كلب بافلوف بدأ يسيل لعابه بصوت الجرس. 207 00:09:32,204 --> 00:09:35,617 وأيضًا ما يجعل متحدثي TED يبدون رائعين في خلفية الدائرة الحمراء. 208 00:09:35,641 --> 00:09:37,045 (ضحك) 209 00:09:37,069 --> 00:09:38,720 سوف تساعدكم هذه الأشياء. 210 00:09:38,744 --> 00:09:41,022 ولكن الاجترار سيظل يهاجمكم. 211 00:09:41,046 --> 00:09:43,625 ولكن حين يحاول ذلك، عليكم أن تلهوه 212 00:09:43,649 --> 00:09:47,135 في أشكال فعّالة من التفكير، كطريقة التفكير في حل المشاكل. 213 00:09:47,611 --> 00:09:49,857 مريضتي سالي هي مثال جيد. 214 00:09:49,881 --> 00:09:52,929 حصلت سالي على ترقية وظيفية كبيرة، 215 00:09:52,953 --> 00:09:54,778 ولكن كان لذلك ثمنٌ. 216 00:09:54,802 --> 00:09:57,024 لم تعد سالي قادرة على الإتيان بابنتها 217 00:09:57,048 --> 00:09:58,237 من المدرسة كل يوم، 218 00:09:58,261 --> 00:10:00,062 وهذا كسر قلبها. 219 00:10:00,086 --> 00:10:01,848 فهيأتْ نظامًا. 220 00:10:01,872 --> 00:10:05,427 قررتْ أن تغادر العمل مبكرًا كل ثلاثاء وخميس، 221 00:10:05,451 --> 00:10:07,380 وتأتي بابنتها من المدرسة، 222 00:10:07,404 --> 00:10:11,797 تلعب معها، وتطعمها، وتحمّمها ثم تضعها في الفراش لتنام. 223 00:10:11,821 --> 00:10:13,566 ومن ثم ترجع أدراجها إلى المكتب 224 00:10:13,590 --> 00:10:16,057 وتعمل حتى متصف الليل لتعويض ما فاتها. 225 00:10:16,908 --> 00:10:19,895 كانت مفكّرة سالي الذي تؤشر فيها 226 00:10:19,919 --> 00:10:23,879 كل دقيقة كرّست سالي فيها نفسها مع ابنتها 227 00:10:23,903 --> 00:10:26,918 وتذّكرها في نفس الوقت بحجم الأعمال التي يجب عليها إنجازها. 228 00:10:26,942 --> 00:10:30,894 إن أوقات الاجترار تنكِر علينا لحظاتنا الأكثر سعادة. 229 00:10:31,657 --> 00:10:34,638 كانت عبارة سالي الدائمة: "لدي الكثير جدًا من العمل لإنجازه". 230 00:10:34,638 --> 00:10:36,198 هو واحد من أكثر الاجترار شيوعًا. 231 00:10:36,222 --> 00:10:37,428 وككل أوقات الاجترار، 232 00:10:37,452 --> 00:10:39,364 هي غير نافعة ضارة، 233 00:10:39,388 --> 00:10:43,054 لأننا وأبدًا لا نستدعيها بينما نحن في العمل نؤدي ما علينا. 234 00:10:43,452 --> 00:10:45,458 إننا لا نستدعيها إلّا ونحن خارج العمل، 235 00:10:45,482 --> 00:10:48,553 حين نحاول أن نسترخي أو نؤدي شيئًا ذا معنى، 236 00:10:48,577 --> 00:10:50,077 مثل وقت اللعب مع أطفالنا، 237 00:10:50,101 --> 00:10:52,418 أو بينما نقضي أمسيات مع شركائنا. 238 00:10:53,038 --> 00:10:56,329 لكي نحوّل هواجس اجترار العمل إلى أفكار إيجابية، 239 00:10:56,353 --> 00:10:59,353 عليكم النظر إلى هذا كمشكلة تحتاج إلى حلٍ. 240 00:10:59,710 --> 00:11:03,059 العمل على إيجاد صيغة حلٍ لعبارة: "لدي الكثير جدًا من العمل لإنجازه". 241 00:11:03,083 --> 00:11:04,773 هو استدعاء للتنظيم والجدولة. 242 00:11:04,797 --> 00:11:08,386 مثل، "أين الأماكن في جدولي بحيث أستطيع ترتيب المهام المزعجة؟" 243 00:11:08,775 --> 00:11:12,878 أو، "كيف أكون مرنًا مع جدولي لعمل خانة لهذا الأمر الأشد إلحاحًا؟" 244 00:11:12,902 --> 00:11:17,053 أو حتى، "متى أجد 15 دقيقة لأتخطى الالتزام بجدولي؟" 245 00:11:17,673 --> 00:11:20,680 كل هذه مسائل يجب العمل على حلها. 246 00:11:21,109 --> 00:11:23,847 كلّا لهذه العبارة: "لدي الكثير جدًا من العمل لإنجازه" 247 00:11:25,276 --> 00:11:27,636 مجابهة الاجترار صعبة، 248 00:11:27,660 --> 00:11:29,708 ولكنكم إذا استندتم على الحواجز. 249 00:11:29,732 --> 00:11:33,200 لو أنكم اتخذتم في التحول من البيت إلى العمل طقسًا روحيًا، 250 00:11:33,224 --> 00:11:35,938 ولو ألزمتم أنفسكم بتحوير الاجترار 251 00:11:35,962 --> 00:11:38,095 في أشكال إيجابية من التفكير، 252 00:11:38,119 --> 00:11:39,269 لسوف تنجحون. 253 00:11:39,950 --> 00:11:43,450 إن إبعاد أوقات الاجترار رَفَعَ من كفاءة حياتي الشخصية، 254 00:11:43,474 --> 00:11:46,156 لكن ما تحسّن بشكل أكبر 255 00:11:46,180 --> 00:11:49,688 كان حالة البهجة والارتياح التي تنتابني في عملي. 256 00:11:50,442 --> 00:11:54,029 نقطة الصفر لخلق توازن صحي بين العمل والحياة 257 00:11:54,053 --> 00:11:56,014 ليست في العالم المادي. 258 00:11:56,038 --> 00:11:57,442 إنها في مخيلتنا. 259 00:11:57,466 --> 00:11:58,866 إنها في التعاطي مع الاجترار. 260 00:11:59,276 --> 00:12:03,149 إذا كنت تريد تقليل توترك وتحسين كفاءة حياتك، 261 00:12:03,173 --> 00:12:07,000 ليس عليك بالضرورة تغيير نوعية أو ساعات عملك. 262 00:12:07,024 --> 00:12:09,323 عليك فقط تغيير نمط تفكيرك. 263 00:12:10,016 --> 00:12:11,167 شكرًا لكم. 264 00:12:11,191 --> 00:12:15,912 (تصفيق)