مرحباً، أنا بوب. أنا مصمم ورجل أعمال ريادي، واليوم أريد أن أتحدث عن الإدارة والقيادة. السبب لوجودي هنا هو أني قابلت بوب تاونسند عام 1980. ربما سمع بعضكم عن بوب تاونسند: لم يسمع أغلبكم عنه. كان المدير التنفيذي الذي بنى شركة أفيس لتأجير السيارات، وكتب كتابًا مبهرًا في الستينات، اسمه "أعلى المنظمة." "أعلى المنظمة" ما زال رقم واحد في قائمة الكتب الواجب قراءتها في مدرسة وارتون لدراسة الأعمال. وهذه خمسون سنة على كونه رقم واحد، لذلك أقترح أن تلقوا نظرة عليه. إنه حقًا كتاب جيد عن الإدارة وبناء ثفافة بدون غرور. بوب تاونسند جاء إلى مكتبي عام 1980، وسأل لو يستطيع أن يتحدث معي لمدة 15 دقيقة. قلت له "بالطبع." قال "أنا أجرى مقابلاتٍ مع فريق الإدارة" "لأنني سوف أنضم للمجلس الأعلى للإدارة في هذه الشركة" "ودائماً أريد أن أتحدث مع الإدارة قبل ذلك" "تفضل بالجلوس." نظرت إلى ساعتي 15 دقيقة ليست بمشكلة. بعد 5 ساعات، غادر مكتبي. (ضحك) كنت مندهشًا لم أكن أبدًا في حضور هذا القدر من الحيوية. أخبرني عن كتابه "أعلى المنظمة": لم أكن قد سمعت عنه. في الساعة الخامسة من هذه الليلة ذهبت لأقرب محل لبيع الكتب وحصلت عليه. قرأته من أولهِ لآخرهِ في تلك الليلة: غيّر حياتي. لقد كان عندي نفس المبادىء، نفس الأفكار عن قيادة الناس. لكن كتابه أعطاني هيكلًا إطاريًا، أستطيع أن أتمسك به، وأستخدمه كمبدء لي لبقية حياتي، وما زلت أستخدمه. نفس العام، تم التغاضي عن ترقيتي لأكون المدير التنفيذي للشركة. كنت في الثلاثينات. اعتقدت أني جاهز: الشركة لم تكن جاهزة. بوب تاونسند اقترح أن أزيد من تعليمي: كانت فكرةً جيدةً. قلت، "حسنًا، أُحضّر ماجستير إدارة أعمال" قال "لا، لا تُحضّر أبدًا ماجستيرادارة أعمال." (ضحك) يوجد بالفعل كثير من المديرين. العالم ينقصه قادة: "لم نعد نحتاج مديرين" مديرون- قيادة اعتقدت أنهم نفس الشيء. كنت اسمع الناس يقولون، "أنا أُدير ستة أشخاص،" "أنا أقود فريق من ستة أشخاص" يجب أن يكونا نفس الشيء. بعد 32 عام، أنا هنا الأن لأُجزِم لكم أنهما مختلفان. الإدارة تحكّم: في الأعمال ندعوها "تقييد ثلاثي للإدارة". هناك ثلاثة أشياء. وهما ثلاثة فقط تستطيع التحكم فيهم. أنت تسطيع التحكم في الجودة والوقت والمال. أياً يكن من له الأسبقية من الثلاثة، الإثنان الآخران سوف يتأثران. لو الجودة هي التي تقود منظمتك أو منتجك أو الخدمة التي تقدمها. الإثنان الآخران سوف يتأثران. لتقدم جودة عالية سوف يستهلك هذا وقتاً أطول ويستهلك مالاً أكثر. لو كان السعر هو الذي يحدد منتجك والخدمة التي تقدمها، لذلك سوف تفقد الجودة. وتجعل السعر رخيصًا جدًا. لو كان الوقت - يجب أن تفعلها في الوقت المناسب - لتفعلها بسرعة سوف يكلفك مالاً أكثر، كلما زادت السرعة كلما قلت الجودة. لذلك القيادة هي الإدارة، هي العامل المشترك للوقت والجودة والمال. لذلك أين الناس؟ الناس تأتي تحت القيادة. هناك اختلاف كبير. في الحرب العالمية الثانية، دوايت أيزنهاور كان القائد الأعلى لقوات التحالف. كان يدرب جنرالاته. أخذ سلسلة ووضعها على الطاولة، ثم سأل الجنرالات، "لو دفعت هذه السلسلة، في أي اتجاه ستذهب؟" سمع الكثير. الإجابة الصحيحة هي أنك لا تعرف. لكنه قال لو أخذت السلسلة وحملتها من نهايتها، وقمت بسحبها، في أي طريق ستذهب؟ الإجابة هي أنها ستتبعك. وهنا يكمن جوهر القيادة: لو قمت بدفع الناس، بعيدًا في أعماقهم، أنت حقًا لا تعرف أي طريق سيتخذون أو في ماذا يفكرون. لكن لو قمت بقيادتهم وجعلتهم يتبعوك، عندها ستملك المهارة التى يجب على كل الناس امتلاكها - أن تكون قائداً. ذهبت إلى الصين وعشت 13 عاماً، وبنيت شركةً، وبدأت مع حفنة من الناس حتى وصلنا لثمانية ألف شخص. كان يجب بناء مصنع لاحتواء ثمانية ألف شخص. في بعض الأحيان، أود أن أذهب إلى غوانغتشو وأتفقد الموقع. لدي خبرة تقنية، لذا شعرت أني أملك خبرة في البناء. وبعد ظهيرة من الرياح الموسمية الممطرة ونحن نمشي بجانب المؤسسة نظرت للأسفل في الخندق وجدت خمسة أو ستة أشخاص يعملون كانوا يُركبون أنبوبًا صرف. وكان معهم ميزان، وأنا أنظر للأسفل، وأنا أر أنهم يعملون على جعل الأنابيب في مستوى واحد. جيد، أنا عندي خبرة تقنبة كافية لمعرفة أن من مستوى هذا الأنبوب لن يعمل سوف يُدفَن تحت المبنى، لذا نحن على وشك خوض مشاكل مدى الحياة لأننا لن نستطيع حلها لو وصل الأمر لهذا. لذلك فكرت في إخبارهم كيف نصلحها، وعندها أدركت أني لا أتحدث الصينية. لذلك خلعت حذائي وقفزت إلى الخندق. أعرف أن مسافة حصى واحد بوصة تحت نهابة طرف الأنبوب سوف تكون ارتفاع 2% - هذا ما نحتاجه. لذلك بدون أن أتكلم، أخذت الميزان وثبتها بصخرة. رجعت للخلف بطول أنبوبين ورفعتها. شاورت لهم أن يضعوا بعض الرمال تحت الأنبوب، وفعلنها بالشكل الصحيح. وذهبت للأنبوب التالي وفعلنا نفس الشيء. وعند الأنبوب الثالث سلمتها للرجال في الخندق، وجعلتهم يمسكون بالحصاة تحت الميزان حتى حصلت عليه بشكل صحيح. وطلبت منهم أن يفعلوا واحدةً أخرى وفعلوها. ثم خرجت من الخندق ورجعت إلى الفندق. انتشر الموضوع في الشركة بشكل كبير. لم أكن أعلم ماذا يحدث. لكن في داخلي كنت فهمت ماذا قال لي بوب تاونسند. لو كنت قمت بدفعهم وصرخت عليهم وأخبرتهم ماذا يفعلون، لم أكن لأعرف أين سيذهبون. لكن باستخدام الميزان وقيادتهم، وأوضحت لهم ماذا سيفعلون بالضبط بدون أن أتحدث كلمةً واحدةً، في ثقافة مختلفة تماماً، هم استمعوا. الموضوع انتشر في الشركة كلها، وأدركوا أنه شيء مميز أن أنزل في الخندق: الرئيس قفز في الخندق في الوحل وقام بقيادتهم. لم يكن عندي فكرة أن يصبح هذا الموضوع قويًا جدًا: لكنه حقًا أتى بثماره. هناك بعض القادة العظماء الذين يقودون كثيرًا من الناس. المفضل لدي هو مهاتما غاندي. غاندي قام بتوحيد ديانتيتن، أنهى إمبراطورية استعمارية دامت لأكثر من 100 سنة بإرغام البريطانيين على الرحيل. فعل ذلك بكل سلام. وأساسياً هو فقط توقف عن الأكل. هذا قوي جدًا! القوة تأتي عندما يكون الناس الذين تقودهم يدعموك. عندما يأتيك الدعم، أنا أسمي هذا القوة. يقدمون لك القوة، ثم يشاهدونك، لو أخذت تلك القوة وحولتها كلها لهم. عندها يعطوك المزيد. وإذا حولت قوة أكثر إليهم، الموجة الثانية، يعطوك أكثر من ذلك. لكن إذا بدأت تأخذ بعض القوة من أجلك، يبدؤون بإعطائك القليل. وهؤلاء القادة الذين يقبلون الطاقة لنفسهم يرتكبون خطأً كبيراً لأن القوة التي تأتيك وتعطيهم المزيد والمزيد من القوة تتعثر وتذهب بعيداً. أنا أستطيع أن أُخبركم أن بعضًا من القادة حول العالم، وحتى اليوم، يسقطون لأنهم أخذوا الطاقة لأنفسهم. لم يحولوها للناس الذين يقودونهم. القيادة هدية. لا تستطيع شراءها أو بيعها، لا تستطيع التجارة بها. إما أن تكون معك أو لا. ذهبت إلى مدرسة تصميم، وقالوا:"أنت قُبلت هنا لأنك أظهرت كثيراً من الإبداع. نحن لا نستطيع تعليمك الإبداع. هذا يبدو مثل القيادة. لكن لو امتلكت هذه المهارة وهذه الموهبة، ماذا سنفعل سنقوم بتطويرها، سنقوم بتلميعها. سنعطيك الانضباط لذا سوف تستطيع تطبيقها،" وقاموا بذلك. القيادة هي أفضل سلعة قيّمة على الكوكب، وهي السلعة النادرة التي نملكها. ليست طعامًا، ولا نقصًا في الطعام: ليست نقصًا في الماء: ليست بترولًا أو معادن. إنها القيادة. لكن ليست أي نموذج من القيادة. إنه نموذج بوب تاونسند للقيادة بدون غرور. لو تستطيع أن تتبع خطوات مهاتما غاندي ورونالد ريجان - رونالد ريجان اعتاد أن يعطي إجازةً لموظفيه في الكريسماس حيث يستطيعوا أن يكونوا مع عائلتهم. هو يقول: "لا تقلقوا علي، اذهبوا إلى منازلكم واعتنوا بنفسكم." هو يرجع كل شيء إلى مكانه. ألقي نظرة على قائد تشيكوسلوفاكيا الذي مات حديثاً وفاتلاف هافيل. رجل بسيط قاد نفس سيارته وأصبح قائداً للبلد. لم يأخذ شيئًا وأرجع الطاقة، وبلده قامت بتحويل سلمي للديموقراطية والحرية. إنها القيادة. هيرب كيليهر كان المدير التنفيذي للخطوط الجوية الجنوبية الغربية. كان يعمل يومًا في الشهر لتولي الأمتعة في الشركة. بوب تاونسند كان يقضى يوماً في الأسبوع على المنضدة يقوم بتأجير سيارات. يجب أن تكون على اتصال بالناس الذين تقودهم، وأنت تحتاج أن تكون على دراية بشغلهم. لذا أريد أن أترككم مع فكرة واحدة - كل الحاضرين الذين يذاكرون وسوف يكونوا مديرين وقادة، تذكروا، إن امتلكتم هذه المهارة، طوروها واضبطوها لأنها أندر سلعة على وجه الأرض والعالم في حاجة إليك. شكرًا جزيلًا لكم. (تصفيق)