ملأتَ عربة التسوق الخاصة بك
وقد حان دورك لدفع الحساب
عندها يواجهك خيار آخر:
ما نوع الكيس الذي ستستخدمه؟
إذا رأيت صور الأكياس البلاستيكية
متناثرة بجانب الشاطيء،
سيبدو واضحاً أن البلاستيك ضار بالبيئة.
بالتأكيد فإن الكيس الورقي أو القطني
سيكون خياراً أفضل.
لكن هل هذا حقاً صحيح؟
كل من هذه المواد
لها تأثيرها الخاص على البيئة
و الذي يُحدَّد من خلال أثرها الكربوني،
وقابلية إعادة استخدامها وإعادة تدويرها،
وقابلية تحللها.
لذلك، لتصل إلى القصة الكاملة
حول أكياس التسوق
علينا أن ننظر إلى طريقة تصنيعها،
وطريقة استعمالها، ومصيرها النهائي.
لنبدأ بالبلاستيك.
الأكياس البلاستيكية الرقيقة النموذجية
مصنوعة من البولي إيثيلين عالي الكثافة،
معروف باسم HDPE.
إنتاج هذه المادة يتطلب استخراج البترول
من باطن الأرض
واستخدام درجات حرارة عالية.
البوليمر الصمغي الناتج يُنقَل
إلى جانب مواد إضافية
مثل أكسيد التيتانيوم والطبشور
إلى مصنع الأكياس.
هنا، تُذيب معدات تعمل بالفحم المكونات
وتَغزِلُها لصفائح من البلاستيك،
والتي تُطوَى بعد ذلك إلى أكياس.
عندما يصل الكيس إلى وجهته النهائية،
يكون قد ساهم بما يُقَدَر ب 1,6 كيلو غرام
من ثاني أكسيد الكربون للغلاف الجوي.
وهي نفس كمية الكربون المنبعثة من سيارة،
تقود لمسافة 6 كيلو متراً.
لكن البدائل في الحقيقة
تحمل أثراً كربونياً أكبر.
الورق مصنوع من لب الخشب،
وعندما تأخذ في الحسبان ثمن الكربون
الناتج من إزالة الأشجار من النظام البيئي،
سيُنتج كيس ورقي واحد 5,5 كيلو غرام
من ثاني أكسيد الكربون.
في الوقت نفسه،
إنتاج القطن عملية تتطلب طاقة وماء بكثرة.
إنتاج كيس قطني واحد
يبعث ما يقدر بِـ 272 كيلو غراماً
من ثاني أكسيد الكربون.
عندما نقارن آثار الكربون،
الأكياس البلاستيكية تنتصر.
لكن التأثير البيئي يتحدد أيضًا
بكيفية استعمال الكيس.
إعادة استعمال أو إعادة تدوير هذه الأكياس
يلغي بشكل ملحوظ تأثيرها البيئي
عبر تقليل الحاجة إلى إنتاج جديد.
لنحدد كمية هذا الإلغاء،
يمكننا تقسيم الأثر الكربوني للكيس
بعدد مرات إعادة استعماله.
مثلاً، إذا أُعيدَ استعمال كيس ورقي تقليدي
ثلاث مرات
فإنّ له تأثيراً كلياً أقل
من استعمال الكيس البلاستيكي مرة واحدة.
التأثير الكربوني للكيس القطني
يمكن أن يُقَلَّل بنفس الطريقة،
إذا أُعيدَ استعماله 131 مرة.
من هذه الخيارات الثلاثة، أكياس القطن
هي الأكثر احتمالاً أن يُعاد استعمالها
الأدلة تثبت أن الأكياس الورقية
يتم التخلص منها سريعاً لسرعة تمزقها.
هذه المشكلة
تصيب أكياس الـ HDPE الورقية أيضاً.
لكن حتى عندما تُصنَّع بطريقة تمنع تمزقها،
فانتشارها الواسع
يجعل من السهل استعمالها مرة واحدة فقط.
لحسن الحظ، قدر الباحثون أن حوالي 40%
من أكياس HDPE
تُستعمَل مرة واحدة على الأقل
لرمي النفايات.
إعادة تدوير هذه الأكياس
يُلغي أثرها الكربوني أيضاً،
لكن هذا ليس ممكناً عالمياً لكل المواد.
العديد من الدول تفتقر للبنية التحتية
لتدوير الأكياس البلاستيكية بشكل فعال.
الأكياس القطنية
ربما أكثر صعوبة للتحليل والمعالجة،
لكن بما أنه يُعاد استعمالها لفترات طويلة،
فاحتمال انتهائها بمكبات النفايات ضئيل.
عندما لا يتم إعادة تدوير هذه الأكياس.
سيلعب العامل الثالث
في حساب التأثير البيئي دوره:
قابلية التحلل.
لأن أكياس الـ HDPE مقاومة للحرارة
وغير قابلة للذوبان،
تدوم لفترات طويلة بعد استعمالها.
البلاستيك المتحلل جزئياً
من الممكن أن يبقى في النظام البيئي لقرون.
القطن من ناحية أخرى
يتحلل بشكل كبير خلال أشهر،
والأكياس الورقية
تتحلل كلياً خلال 90 يوماً فقط.
إذاً، ما نوع الكيس الذي يجب أن تستعمله؟
يبدو أن أكثر نوع صديق للبيئة
يمتلك خصائص لعدة مواد تطرقنا لها.
متينة وقابلة لإعادة الاستعمال، كالقطن،
لكن مصنوعة من البلاستيك،
الذي له تأثير كربوني
أقل من القطن أو الورق.
أكياس التسوق الصلبة هذه تتكون من بوليستر،
وفينل، وغيرها من البلاستيك المتين
ويتم استعمالها حول العالم.
والأكثر أهمية،
يمكنها أن تستمر طوال الحياة -
ممّا يجعلها أفضل خيار للكوكب، ولمشترياتك.