الشبكة المظلمة| آلان بيرس | TEDxBrighton

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx، نظمها المجتمع المحلي على نحو مستقل عن مؤتمرات TED.
يتحدث آلان عن الشبكة المظلمة وكيف يمكن استخدامها لأغراض جديرة بالاهتمام.

مرحباً. حسناً، الشّبكة المظلمة.
ما هي الشّبكة المظلمة؟

في الواقع، هي الجزء المخفيّ من الإنترنت.

يمكن الدّخول في تفاصيل أكثر،
لا يوجد وقت، ولكن لنقُل فقط

حقيقةً إن معظمه ممل للغاية

الجزء المخفيّ من الإنترنت هو
نوع من الأمكنة

التي إن أردتم أن تكونوا مجهولين فيها،
بكلّ تأكيد تستطيعون،

ولكن، بطرقٍ عدّة،
نحن ننظر إلى عالمٍ موازٍ،

ننظر إلى الإنترنت البديل،

مكان يستطيع فيه النّاس أن يتواصلوا
بشكلٍ سرّي وآمن

بعيداً عن الأعين المتجسّسة من الحكومة.

في هذا المستوى من الشّبكة

نحن نبحث عن صورة طبق الأصل
عن الإنترنت النّظاميّ، الشبكة السّطحية.

لديكم مواقع ولوحات إعلانيّة،

لديكم نسخ من تويتر وفيسبوك،
وغيرها من الأشياء

التي تتوقعونها بشكل طبيعيّ من الإنترنت.

إذاً، من يستخدم هذه الأشياء؟

حسناً، في الحقيقية، جميع أنواع النّاس:

صحفيّون وناشطون،
موظفي الإغاثة والمعارضون،

المُخبرون والمدافعون عن حريّة التّعبير،
المجرمون والجواسيس،

يستخدم جميع أنواع النّاس أدوات الشّبكة
العميقة ليكونوا مجهولين على الإنترنت.

كيف يقومون بذلك؟

سأُريكم بعض الأشياء التي يقومون بها.

لكن أودّ أن أقترح بأن نبدأ جميعنا

بالتّفكير بتعلّم بعض
أسرار الشّبكة العميقة،

الفنون السوداء، إذا شئتم،

للمحاولة وحل بعض مشاكل الإنترنت اليوم.

وبالنّسبة لي،

يواجه الإنترنت ثلاثة مخاطر رئيسيّة.

الخطر رقم واحد،
قد تسمّوها "شبح NSA".

جميعنا رأينا وقرأنا
عن كشف إدوارد سنودين.

نعلم جميعنا أنّه تمّت مراقبتنا
في جميع الأوقات.

هذا، في النّهاية، سيكون له
أثرٌ سيّئ على الإنترنت ،

وممكن أن يصل ذلك إلى النّقطة
التي يخاف النّاس فيها من التّحدّث فقط،

كما في كوريا الشّماليّة
أو ألمانيا الشّرقيّة القديمة،

حيث كانت الهواتف مراقية،
أو كانت العالم ملاحقة في الطّرقات،

أو تمّ اعتراض بريدهم الإلكترونيّ.

هذا شيء ممتع يمكنكم تجربته في المنزل:

في المرّة القادمة عندما تقومون
بإرسال بريدٍ إلكترونيّ إلى والدتكم، قولوا،

أدخلوا كلمات "قنبلة"،
"قتل"، "أوباما"، "الخميس"،

ودعونا نرى كم يستغرقهم
حتّى يقبضوا عليكم وعلى والدتكم.

(ضحك)

يمكنكم إيجاد عنوان بريدي الإلكترونيّ
تواصلوا معي رجاءً

لأنّني أودّ أن أعرف ماذا سيحدث.

هل أتى فريق SWAT وركلوا بابكم؟

هل وجدتم أنفسكم على قائمة حظر الطّيران؟

أو لم يحدث أي شيء؟ أو هكذا تظنّون.

لأنّني أظنّ في الواقع، أنّه بمراقبتنا،
الجمهور بوجهٍ عام،

فإنهم يخطئون بذلك،
إنهم يتبعون مسارات مضلّلة،

إنّهم يبحثون في المكان الخطأ.

لأنه لا يوجد أي إرهابي سيكشف عن نواياه

عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف.

لم يكن لدى أسامة بن لادن حساب على فيسبوك

(ضحك)

ولم يُغرّد أبداً لأصدقائه.

لذا، عليكم أن تسألوا،
لم يقومون بمراقبتنا جميعاً؟

أظنّ أنّهم يقومون بذلك
ببساطة لأنّهم يستطيعون القيام بذلك.

تودّ كل حكومة أن تعرف
ماذا يقول وبماذا يفكّر شعبها.

في النّهاية، المعلومات قوّة.

إذاً، ضعوا ذلك في اعتباركم المرّة القادمة
التي يحدث فيها حدث إرهابيّ،

مثل الاغتيال المروّع في وول ويتش،
جنوب لندن، العام الماضي

لفوزيليير لي ريجبي.

بسرعة البرق،
استخدمت الحكومة ذلك ذريعةً لتقول:

"تحتاج لأن نراقب الجمهور على نطاق واسع."
"نحتاج مزيداً من الرّقابة".

ولكن، صحّحوا لي إن كنت مُخطئاً،

لا أظنّ أنّه كان هناك أي دليل لاقتراح

بأنّ من قام بهذه الجريمة المروّعة

تحدّثوا عن نواياهم عبر البريد الإلكترونيّ،
فيسبوك أو تويتر.

وعندما يتعلق الأمر بالتحدث عن تلك النوايا،
فإن السيئين لديهم بحر من الإمكانيات

ليتواصلوا بشكل سريّ.

أمر واحد يقوم به الكثير،

إنهم يتواصلون داخل عوالمهم الخيالية:

أماكن مثل 'World of warcraft'
و'Second life'. (ألعاب على الإنترنت)

والتي تعد منطقياً من الشبكة العميقة.

الآن، من السهل جداً

الحصول على محادثة خاصة مع شخص آخر
في لعبة 'Second life.'

كل ما عليك فعله هو الذهاب لشخص ما
على مقعد في الحديقة هناك

والحصول على محادثة جميلة هادئة.

كيف يمكن لأي أحد معرفة أنك تقوم بذلك؟

لا أحد على الأرجح.

ولكل من يعلم،

قد يكون تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش
مختبئين في عالم "مهرتي الصغيرة".

(ضحك)

"مرحباً، شراب التفاح،
ماذا تنوي فعله اليوم؟"

"أهلاً، أنا مشغول جداً.

ساقتل الرئيس بقنبلة ضخمة

عند الساعة الرابعة في مركز المؤتمرات".

لقد أخبرنا سنودين

يمكنهم رؤية ما بداخل هذه الأشياء،
داخل هذه العوالم الخيالية السرية،

ولكن هل يقومون حقاً
بمراقبة محادثات طفلة بعمر السبع سنوات؟

وحتى لو كانو فعلاً يقومون بمراقبتهم، ماذا؟

يمكن التحدث بلغة التشفير،
لست مضطراً لأن تقول 'الرئيس'،

يمكنك القول 'الجبنة الكبيرة' أو غيرها.

كيف سيعرفون؟ فهم لا يقومون بمراقبتهم.

لذلك أود أن أقول، أنهم يضيعون وقتهم
بمراقبتنا جميعاً.

وما الذي نحققه بفعل كل هذا؟

نحن ندمر الحرية التي وعد بها الإنترنت.

وهذا التهديد رقم واحد.

التهديد الثاني:
تفشّي الاستغلال التجاري.

إن لم نكن حذرين، فنحن متوجهون
إلى مستويين من الإنترنت،

إنترنت رائع وسريع جداً لمن يمكنه الدفع،

وآخر سيئ للغاية لمن لا يستطيع الدفع.

وهذا ما يسمى "نهاية حياديّة الإنترنت".

سابقاً، كان هناك المئات
من شركات النفط الصغيرة للتنقيب عن النفط،

وبعدها مع مرور الوقت،
تم الاستيلاء عليا جميعاً من قبل الكبار.

والآن أصبحت أعمال النفط في أيدي عدد قليل
من الشركات القوية للغاية.

وإن لم نتوخى الحذر،
فسيؤول الإنترنت إلى تلك الحالة.

بدلاً من الطريقة السريعة
للحصول على المعلومات

نحن بصدد مواجهة رسوم باهظة الثمن،

سنواجه نموذج التلفاز المدفوع.

وإن كنتم تظنون بأن شيئاً ما هو بالمجان،
فهو ليس دائماً كذلك.

وهذا صحيح عندما يقوبون:

"إذا كنت لا تدفع، إذاً فأنت المنتَج."

كمثال سريع، عندما تنشئ حساب Gmail

بريد إلكتروني مجاني ورائع
- شكراً جزيلاً لك -

ولكن الفكرة هي بأنهم يجمعون
كل شيء ترسله وتستقبله.

يبحثون عن كلمات رئيسية لكي يتمكنوا
من إمطارك بالإعلانات.

أحياناً، يكون الأمر مفيداً، على ما أظن.

ربما تراسل صديقاً وتقول:
"ساقابلك في البندقية".

والشيء التالي الذي تعرفه،
هو أنه تم إمطارك بإعلانات

عن رحلات رخيصة إلى البندقية،
وفنادق وما تبقى من ذلك.

أو ربما، مرة واحدة، مرة واحدة فقط،
ضع في اعتبارك

أنك تبحث عن أعراض البواسير

ثم ولبقية حياتك، لن يدعوك تنسى ذلك أبداً.

(ضحك)

لذا علينا القول:

هل نريد حقاً هذه المؤسسات القوية

أن تعرف كل صغيرة وكبيرة عنا
وأن تخزنه ذلك في قواعد البيانات،

حتى يتمكنوا من جني هذا بشكل أفضل
مقابل المال؟

لأنه هذه هي الطريقة التي يسير بها الإنترنت

تهديد رقم ثلاثة: المجرمون والمختلون.

الطرقات اليوم آمنة

لأن العديد من المجرمين
قد انتقلوا إلى العالم الرقمي

حيث باستطاعتهم ارتكاب جرائمهم
من غرفهم الخاصة المريحة.

المحتالون والمخادعون،
هم في الإنترنت أيضاً،

يتحدثون عن مشاعر الحب على مواقع المواعدة،

يقدمون لنا صفقات مذهلة

وهم قادرون حتى على التظاهر بأننا في أزمة

ويجعلون أصدقائنا يرسلون المال
معتقدين أننا في ورطة.

هذا ما حصل لصديق لي الأسبوع الماضي.

إنه أمر مخيف حقًا،
وقد حدث للجميع بطريقة أو بأخرى

يتلقى الناس هذه الأنواع من الرسائل.

من الممكن القول أيضاً

أن التهديد الرئيسي الآخر
هم الملاحِقون والمتصيِّدون.

اليوم، ليس على الملاحِقين
الاختباء بين الشجيرات.

الآن، كل ما عليهم فعله
هو احتساء قهوة في مقهى ما

ومراقبة العديد من الضحايا في الحقيقة
باستخدام شبكة WiFi المجانية.

هذه هي أداة المراقبة المسماة "Cree. py".

بإمكانكم تحميلها مجاناً.

وتتيح لكم الاحتفاظ بعلامات تبويب مغلقة
على أي مستخدم نشط على تويتر أو فيسبوك.

هذه رحلة ابنتي ريبيكا الأخيرة إلى روما.

بإمكاني رؤية كل مكان ذهبت إليه،
تقريباً كل شيء قامت به.

في الغالب، التقطت صوراً للطعام.

بإمكانكم أخذ الموضوع لدرجة أعلى

لأن معظم الملاحقين اليوم
لديهم العديد من الإمكانيات،

مقابل 30 جنيه إسترليني - 50 دولار -

يمكنك الحصول على حزمة تتبع للهاتف

تسمح للملاحق بتتبع إشارة GPS
- نظام التموضع العالمي - الخاصة بضحيته،

ليستمع إلى جميع المحادثات،

وحتى لتشغيل الكاميرا أو الميكروفون.

أنتم حقاً لا تريدون أن تُصنع
أي عداوات في العالم الرقمي،

ليس عندما يكون تدمير السمعة
أمرًا سهلاً للغاية

وحالات الانتحار شائعة جداً.

قولوا مرحباً لـ Rent-A-Hacker.
- أحد قراصنة الإنترنت -

يمكنكم العثور عليه على شبكة Tor المخفية.

مقابل 50 يورو، سيعبث مع شخص ما لأجلكم.

مقابل 200 يورو، سيحصل على كلمة السر.

مقابل 400 يورو، يمكنه إفلاس شخص ما.

تدمير حياة قد يكلف أكثر بقليل.

مقابل 500 يورو،
سيقوم بملء حاسب الشخص المستهدف

بصور الاعتداء الجنسي على الأطفال
ومن ثم إبلاغ الشرطة.

لذلك صدقوني عندما أقول:
الإنترنت مكان خطير جداً.

ولكن بإمكاننا الانتقال من الشبكة العميقة.

بإمكاننا جميعاً أن نتعلم أن نكون مجهولين
عندما نختار ذلك.

إن لم يعلموا من أو أين نحن،

عندها لن يستطيعوا التجسس علينا،
أو إمطارنا بالإعلانات،

ولن يستطيعوا ملاحقتنا وإلحاق الأذى بنا.

لذلك، ما بإمكاننا فعله كبداية،

هو فطم أنفسنا عن منتجات مثل Gmail.

أود أن أتحدث أكثر عن الأشياء المتوفرة،

الكثير من المنتجات الجديدة اليوم.

هذه خدمة بريد إلكتروني مجانية من آيسلندا.

إنها رائعة حقاً وآمنة جداً،
لن يستطيع أحد بإمطارها

بالإعلانات وما إلى ذلك.

إذا لم ترغب بأن تتواجد،

لا تحب أن تتم متابعتك عبر الإنترنت،

من قِبل أي كان، الدولة، المجرمين،
المؤسسات، وكل ما تبقى،

يمكنك فقط وضع إضافة مجانية
إلى متصفحك، إنه أمر سهل.

كما ترون هنا، متصفح Tor Firefox.

يمكنكم تحميله مجاناً من هنا.

يسمح بالتنقل مباشرة عبر الإنترنت، متخفي،

وزيارة الجانب المظلم أيضاً.

كل ما عليكم فعله هو كتابة 'Tor Firefox'
في محرك البحث،

وتتبع التعليمات الظاهرة على الشاشة،
ثم نقر اضغط هناك.

يمكنكم أن تكونوا مجهولي الهوية
على الإنترنت.

سابقاً في السبعينات،
قلقَ الناس من أن التلفاز كان سيئاً.

قالوا: "التلفاز يفسد عقول الناس".

استاء البعض لدرجة أنهم صنعوا
فيلم 'Network'، بطولة بيتر فينش

كمذيع أخبار كبير، غير صبور ويرى النور.

هو لا يملك أية أجوبة،

يريد فقط من الناس أن يستيقظوا ويغضبوا.

للأسف، لا يُسمح لي بتشغيل مقطع من الفيلم
لأسباب تتعلق بحقوق النشر

بسبب الإنترنت.

لذلك، أريد منكم أن تتخيلوا بيتر فينش
وهو يصرخ بغضب عارم قائلاً:

"أنا غاضب للغاية،
ولن أستطيع احتمال هذا بعد الآن".

"أنا غاضب للغاية،
ولن أستطيع احتمال هذا بعد الآن".

يجب علينا جميعاً أن نفعل هذا.

يجب أن نقول جميعاً:

"أنا غاضب للغاية من كل ذلك التجسس،
من الاستحواذ التجاري،

ومن جميع المجرمين والمختلين حولنا
الذين يريدون النيل منا".

في الفيلم، هم قلقون فقط من أن التلفاز
يفسد عقول الناس،

إنه لا شيء.

هذا أكثر خطورة بكثير.

نحن ننظر إلى نهاية الإنترنت كما نعرفها

لأنه تم الاستيلاء على الإنترنت
من قبل الأشخاص الخطأ.

لكن يمكننا فعل شيء حيال ذلك،
يمكننا جميعاً الدخول إلى الشبكة العميقة.

إنه ليس مكاناً، إنه حالة ذهنية،
طريقة للوجود.

ببساطة عن طريق إخفاء أنشطتنا،

باستطاعتنا أن نمنع الناس من مراقبتنا،
متابعتنا، إلحاق الأذى بنا.

أقول، لقد حان الوقت لنفيق
على تهديدات الإنترنت،

حان الوقت لأن نقف ونفعل شيئاً حيال ذلك،

حان الوقت لأن نقف ونستعيد الإنترنت،

وحان الوقت لقول:

"أنا غاضب للغاية،
ولن أستطيع احتمال هذا بعد الآن".

سيداتي وسادتي، شكراً لكم.

(تصفيق)