القوة الاستشفائية للقراءة
-
0:01 - 0:06أودُ التحدث اليوم عن كيف يمكن للقراءة
أن تغير من حياتنا -
0:06 - 0:09وعن حدود ذلك التغيير.
-
0:10 - 0:14أودُ أن أتحدث إليكم عن كيف
يمكن للقراءة أن تمنحنا عالماً مشتركاً، -
0:14 - 0:17من العلاقات الإنسانية القوية.
-
0:18 - 0:21ولكن أيضاً عن كيف يمكن لتلك العلاقات
أن تكون علاقات جزئية في جميع الأحوال. -
0:21 - 0:26وكيف أن القراءة في خاتمة المطاف
تمثل مهمة فردية ذات خصوصية. -
0:28 - 0:30إن الكاتب الذي غير حياتي،
-
0:30 - 0:35هو الروائي الرائع الأمريكي
من أصول أفريقية جميس بالدوين. -
0:35 - 0:38فخلال نشأتي في غرب
ميشيغان في ثمانينيات القرن العشرين، -
0:38 - 0:42لم يكن هنالك كثير من الكُتاب الأمريكان
من أصول آسيوية يهتمون بالتغيير الاجتماعي. -
0:43 - 0:47ولذلك أعتقد أنني لجأتُ إلى جميس بالدوين،
-
0:47 - 0:51بوصفها وسيلة لسد هذه الفجوة
وبوصفها وسيلة للشعور بالوعي العنصري. -
0:52 - 0:56غير أنه وربما لأني أدركت
أنني لستُ بأمريكية من أصول أفريقية، -
0:56 - 1:00شعرتُ أيضاً بالتحدي
وأنني من المتهمين بعباراته. -
1:00 - 1:03ولا سيما هذه العبارة:
-
1:03 - 1:07"هنالك ليبراليون
يتحلون بكل السلوكيات اللائقة، -
1:07 - 1:09إلا أن قناعاتهم غير حقيقية.
-
1:10 - 1:14فعندما تأتي الأوقات العصيبة
وتتوقع وفاءهم بوعودهم بطريقة أو بأخرى، -
1:14 - 1:17فهم بطريقة أو بأخرى يخذلونك."
-
1:17 - 1:19بطريقة أو بأخرى يخذلونك.
-
1:19 - 1:22تعاملتُ مع هذه الكلمات بصورة حرفية للغاية.
-
1:22 - 1:23أين يتعين عَليَ أن أضع نفسي؟
-
1:24 - 1:27ذهبتُ إلى دلتا المسيسيبي،
-
1:27 - 1:30أحد أفقر المناطق
في الولايات المتحدة الأمريكية. -
1:30 - 1:33المنطقة التي شَكلها تاريخ قوي.
-
1:33 - 1:38في ستينيات القرن العشرين خاطر الأمريكان
ذوو الأصول الأفريقية بحياتهم للقتال من أجل التعليم، -
1:38 - 1:40وللقتال من أجل حق التصويت.
-
1:41 - 1:43أردتُ أن أكون جزءاً من ذلك التغيير،
-
1:43 - 1:47من أجل مساعدة المراهقين الصغار
على التخرج والالتحاق بالجامعة. -
1:48 - 1:51فعندما وصلتُ إلى دلتا المسيسيبي،
-
1:51 - 1:53كانت لا تزالُ منطقة فقيرة،
-
1:53 - 1:55ومكاناً معزولا،
-
1:55 - 1:58ولا تزال بحاجة إلى التغيير الجذري.
-
1:59 - 2:02إن مدرستي في المنطقة التي كنت فيها،
-
2:02 - 2:07لم تكن توجد بها مكتبة ولا مرشد،
-
2:07 - 2:10غير أنه كان بها ضابط شرطة.
-
2:10 - 2:12ومعظم المعلمين بها كانوا معلمين بدلاء
-
2:12 - 2:14وعندما يتشاجر الطلاب،
-
2:14 - 2:18ترسلهم المدرسة إلى السجن المحلي.
-
2:20 - 2:23في هذه المدرسة حظيتُ بمقابلة باتريك.
-
2:23 - 2:28كان عمره 15 عاماً ويدرس في الصف
الثامن حينها، وكان قد رسب مرتين. -
2:28 - 2:31كان باتريك هادئاً وعميقاً،
-
2:31 - 2:34حيثُ كان دائماً ينغمس في التفكير العميق.
-
2:34 - 2:36وكان يكره رؤية الآخرين يتشاجرون.
-
2:38 - 2:41في أحد الأيام،
رأيته يتدخل لفض شجار بين فتاتين -
2:41 - 2:44فوجد نفسه يتلقى ضربة طرحتهُ أرضاً.
-
2:45 - 2:48كان لباتريك مشكلة واحدة.
-
2:48 - 2:50وهي أنه لم يكن يأتي إلى المدرسة.
-
2:51 - 2:54في بعض الأحيان كان يقول
أن المدرسة كئيبة جداً -
2:54 - 2:57لأن الناس فيها دائماً يتشاجرون
كما أن المعلمين يتركون العمل فيها. -
2:58 - 3:04فضلاً عن ذلك، كانت والدته تعمل في وظيفتين
وكانت متعبة جداً لجعله يعود إلى المدرسة. -
3:04 - 3:07لذلك جعلتها مهمتي
أن أعيد باتريك إلى المدرسة. -
3:07 - 3:11ولأنني كنت فتاة مجنونة، في الثانية
والعشرين من عمري ومتفائلة بحماس، -
3:11 - 3:13كانت خطتي هي أن أذهب لمنزله وحسب.
-
3:13 - 3:16وأقول: "مرحبا! لماذا لا تذهب إلى المدرسة؟"
-
3:17 - 3:18وفعلاً فقد آتت هذه الطريقة أكلها،
-
3:18 - 3:21وبدأ يحضرُ إلى المدرسة كل يوم.
-
3:21 - 3:23وبدأ يزدهر في المدرسة.
-
3:23 - 3:26كان يكتبُ الشعرَ ويقرأ الكتبَ،
-
3:27 - 3:29كان يأتي إلى المدرسة بشكل يومي.
-
3:31 - 3:33وفي تلك الفترة،
-
3:33 - 3:35التي اكتشفت فيها كيف أتواصل مع باتريك،
-
3:35 - 3:37تم قبولي في كلية الحقوق في هارفارد.
-
3:40 - 3:43وعندها واجهتُ هذا السؤال مرةً أخرى:
أين يتعينُ عَليَ أن ضع نفسي؟ -
3:43 - 3:45أين عسايَ أن ألقي بجسدي؟
-
3:45 - 3:48فقلتُ لنفسي
-
3:48 - 3:52أن دلتا المسيسيبي كانت مكاناً
حيث الأثرياء، -
3:52 - 3:54ومن هم من أصحاب الفرص،
-
3:54 - 3:55كل أمثال هؤلاء، كانوا يغادرون.
-
3:56 - 3:57ومن بقي هنالك من الناس
-
3:57 - 4:01كانوا أولئك الذين لم تكن لديهم
الفرصة للمغادرة. -
4:01 - 4:03لم أحبَ أن أكون ذلك الشخص الذي يغادر.
-
4:03 - 4:05وددتُ أن أكون ذلك الشخص الذي يبقى.
-
4:06 - 4:09من ناحيةٍ أخرى كنتُ وحيدة ومتعبة.
-
4:09 - 4:13لذا أقنعتُ نفسي أن بإمكاني
إحداث المزيد من التغيير -
4:14 - 4:18وعلى نطاق واسع إذا ما تحصلتُ
على درجة مرموقة في القانون. -
4:20 - 4:21لذلك غادرت.
-
4:23 - 4:24بعد مرور ثلاث سنوات،
-
4:24 - 4:27عندما كنتُ على وشك التخرج من كلية الحقوق،
-
4:27 - 4:29هاتفني صديقي
-
4:29 - 4:33وأخبرني أن باتريك قد دخل
في مشجارة وقتل أحدهم. -
4:35 - 4:37شعرتُ بحزنٍ شديد.
-
4:37 - 4:40جزأ مني لم يكن يُصدق ذلك،
-
4:40 - 4:43غير أن جزأً آخر أدرك أن ذلك كان صحيحاً.
-
4:44 - 4:46سافرتُ لرؤية باتريك.
-
4:47 - 4:49زرته في السجن.
-
4:51 - 4:54وأخبرني بصحة الأمر.
-
4:54 - 4:57وأنه قد قتل أحدهم.
-
4:57 - 4:59لم يكن يرغب بالتحدث كثيراً عن الأمر.
-
5:00 - 5:02سألته عما جرى حيال المدرسة
-
5:02 - 5:06فقال لي أنه قد تركها بعد عام من رحيلي.
-
5:06 - 5:09ثم أراد أن يقول لي شيئاً آخر.
-
5:09 - 5:12تدلى ببصرهِ إلى الأسفل وقال لي
أنه قد رُزق بابنة -
5:12 - 5:14ولدت تواً.
-
5:14 - 5:16وهو يشعر أنه قد خيب ظنها.
-
5:19 - 5:22كان هذا كل شيء،
فقد كانت محادثتنا مربكة ومستعجلة. -
5:23 - 5:28عندما خرجتُ من السجن
كان هنالك صوت بداخلي ينادي: -
5:28 - 5:30"ارجعي.
-
5:30 - 5:33إن لم ترجعي الآن فلن ترجعي أبداً."
-
5:36 - 5:40لذلك عندما تخرجتُ
من كلية الحقوق عدتُ راجعة. -
5:41 - 5:43عدتُ لرؤية باتريك،
-
5:43 - 5:46عدتُ لأرى إن كان بإمكاني
مساعدته في هذه القضية القانونية. -
5:47 - 5:50وعندما رأيتهُ للمرة الثانية،
-
5:50 - 5:53اعتقدتُ أن لدي فكرة عظيمة فقلت:
-
5:53 - 5:56"اسمع يا باتريك،
لمَ لا تكتب رسالة إلى ابنتك؟ -
5:56 - 6:00وبذلك يتسنى لك أن تبقيها في تفكيرك؟"
-
6:00 - 6:04ومن ثم ناولته قلمًا وورقة،
-
6:04 - 6:05وبدأ يكتب.
-
6:07 - 6:09ولكن عندما اطلعت على الورقة
التي أعادها إليَ، -
6:09 - 6:11أصبتُ بالدهشة.
-
6:13 - 6:15لم أتعرف على خط يده،
-
6:15 - 6:18فقد ارتكب أخطاء إملائية بسيطة.
-
6:19 - 6:22وبصفتي معلمة قلتُ لنفسي،
-
6:22 - 6:25أنا أعلم أن الطالب يمكن
أن يحرز تقدماً ملحوظاً -
6:25 - 6:28خلال فترة زمنية قصيرة،
-
6:28 - 6:32إلا أنني لم أكن أتصور على الإطلاق
أن الطالب يمكن أن ينتكس بشِدهَ. -
6:34 - 6:36وما ضاعف ألمي،
-
6:36 - 6:39رؤية ما كتب لابنته.
-
6:40 - 6:41فقد كتبَ:
-
6:41 - 6:45"أنا آسف على أخطائي،
أنا آسف لأنني لست هنالك من أجلك." -
6:46 - 6:49فكان هذا كل ما شعر أنه بجعبته ليقوله لها.
-
6:50 - 6:55فسألتُ نفسي كيف السبيل إلى إقناعه
أن لديه الكثير ليقوله، -
6:55 - 6:58وأنه ليس مجبرًا على تبريره.
-
6:59 - 7:00أردتُ منه أن يشعر
-
7:00 - 7:04أن بجعبته ما يستحق أن يتشاطره مع ابنته.
-
7:06 - 7:09يومياً ولمدة سبعة أشهر متتالية،
-
7:09 - 7:12كنتُ أزوره وبحوزتي الكتب.
-
7:12 - 7:16حتى صارت حقيبتي عبارة عن مكتبة صغيرة.
-
7:16 - 7:18حيثُ جلبتُ له كتب جيمس بالدوين،
-
7:18 - 7:23ووالت ويتمان وسي.أس. لويس.
-
7:23 - 7:28كما أعطيته كتيبات إرشادية
عن الأشجار وعن الطيور، -
7:28 - 7:31بالإضافة الى القاموس
الذي أصبح كتابه المفضل. -
7:32 - 7:33في بعض الأحيان،
-
7:33 - 7:37كنا نجلس لساعات في صمت،
حيث كان كل منا يقرأ. -
7:38 - 7:40وفي أحيانٍ أُخَر،
-
7:40 - 7:43كنا نقرأ سويةً، كنا نقرأ الشعر.
-
7:44 - 7:47بدأنا بقراءة الهايكو، المئات من الهايكو،
-
7:47 - 7:50تلك التحفة الفنية التي تخدعك ببساطتها.
-
7:50 - 7:53وكنت أسأله: "شاركني الهايكو المفضلة لديك."
-
7:53 - 7:56وبعضها مضحك جداً.
-
7:56 - 7:58فهنالك ما قاله عيسى:
-
7:58 - 8:02"فيا عناكبُ لا تنزعجي،
فأنا لا أرتب المنزل بانتظام." -
8:03 - 8:07وهذه كذلك: "نمت طوال اليوم،
ولم يلق عليَّ أحد باللوم!" -
8:09 - 8:13وأكثرهم روعة تلك التي تتحدث
عن أول أيام تساقط الثلج، -
8:13 - 8:18"ظِبَاءُ تَلعَقُ فرو بعضها البعض
المكسوّ بالصقيع." -
8:19 - 8:22هنالك شيء غامض ورائع
-
8:22 - 8:25حول الطريقة التي تبدو عليها القصيدة.
-
8:25 - 8:30فالمساحة الفارغة
لا تقل أهمية عن الكلمات نفسها. -
8:31 - 8:34فلقد قرأنا هذه القصيدة
لويليام ستانلي ميروينن، -
8:34 - 8:38والتي كان قد ألفها عندما رأى زوجته
تعمل في الحديقة -
8:38 - 8:42وأدرك أنهما سيقضيان بقية حياتهما معاً.
-
8:43 - 8:46"دعيني أحلم أننا سنعود من جديد
-
8:46 - 8:49وذلك عندما نرغب ونريد
وسيكون الجو ربيعاً -
8:49 - 8:52ولن نشيخ أكثر مما كنا عليه
-
8:52 - 8:56وسيصير الحزن البالي يسِيراً كالسحب الأولى
-
8:56 - 9:00التي يبزغ منها الفجر رويداً رويداً".
-
9:00 - 9:03سألتُ باتريك عن البيت المحبب عنده فأجاب:
-
9:03 - 9:07"ولن نشيخ أكثر مما كنا عليه"
-
9:08 - 9:13وقال أن هذا البيت يذكره بمكان
يتوقف عنده الزمن، -
9:13 - 9:16حيثُ لا أهمية للوقت على الإطلاق.
-
9:16 - 9:18فسألته إن كان يعرف مكاناً مثل هذا،
-
9:18 - 9:20حيثُ يدوم الوقت إلى الأبد،
-
9:20 - 9:22فكان جوابه: "أمي".
-
9:24 - 9:28حين تقرأ قصيدة جنباً إلى جنب مع شخص آخر،
-
9:28 - 9:30فإن معناها يتغير.
-
9:31 - 9:36لأنها تصبح شخصية لك ولذلك الشخص.
-
9:38 - 9:40ومن ثم قرأنا كتباً، الكثير جداً من الكتب،
-
9:40 - 9:43قرأنا مذكرات فريدريك دوغلاس،
-
9:43 - 9:47ذلك العبد الأمريكي
الذي علم نفسه القراءة والكتابة -
9:47 - 9:50والذي نجا من العبودية
بفضل القراءة والكتابة. -
9:52 - 9:55لقد كبرتُ وأنا أعتبر أن فريدريك دوغلاس بطل
-
9:55 - 9:58وكنت مؤمنةً أن هذه القصة
هي إحدى قصص الأمل والمضي قدماً. -
9:59 - 10:02إلا أن هذا الكتاب
أصاب باتريك بنوعٍ من الذعر. -
10:03 - 10:08فقد ركز على قصة رواها دوغلاس
حول كيف كان الأسياد في أعياد الميلاد -
10:08 - 10:11يعطون النبيذ للعبيد
-
10:11 - 10:15ليثبتوا للعبيد أنه ليس في مقدورهم
التعامل مع الحرية. -
10:15 - 10:17لأن العبيد سيتعثرون في الحقول.
-
10:20 - 10:22فقال باتريك إنه يتعاطف مع هذا الكلام.
-
10:22 - 10:26وقال أن هنالك في السجن أُناسٌ مثل العبيد،
-
10:26 - 10:28لا يحبون التفكير في أحوالهم،
-
10:28 - 10:30لأنها شديدة الألم.
-
10:30 - 10:32فمن المؤلم جداً التفكير في الماضي،
-
10:32 - 10:35ومن المؤلم جداً التفكير
في المسافة التي يتعين علينا قطعها. -
10:37 - 10:40كان الاقتباس المحبب لديه هو:
-
10:40 - 10:43"أي شيء، مهما كان، للتوقف عن التفكير!
-
10:44 - 10:49فتفكيري الدائم في حالي هو ما عذبني
ومزق أوصالي." -
10:50 - 10:54قال باتريك أن دوغلاس
تحلى بالشجاعة ليكتب ويواصل التفكير. -
10:55 - 11:01غير أن باتريك لم يدرك على الإطلاق
كم بدا لي أنه يشبه دوغلاس لحد بعيد. -
11:01 - 11:04وكيف استمر في القراءة،
على الرغم من حالة الذعر التي سببتْها له. -
11:05 - 11:08فأكمل قراءة الكتاب قبل أن أُكمله أنا،
-
11:08 - 11:12وقرأهُ على درج إسمنتي ومن دون إضاءة.
-
11:14 - 11:16ومن ثم انتقلنا إلى قراءة
أحد الكتب المفضلة لديّ، -
11:16 - 11:19وهو كتاب "جلعاد" لمارلين روبنسون،
-
11:19 - 11:23وهو عبارة عن رسالة مطولة من أب لابنه.
-
11:23 - 11:25أحب باتريك هذا السطر:
-
11:25 - 11:27"أنا أكتب هذا جزئياً لأخبرك
-
11:27 - 11:31أنه إذا حدث وتساءلت يوماً ما
عما حققته في حياتك... -
11:31 - 11:33فقد كنتَ لي نعمة إلهية،
-
11:33 - 11:36أنت معجزة بل ما يفوق المعجزة."
-
11:37 - 11:43هنالك شيء ما حيال هذه اللغة، ربما صوتها
أو الحنين والحب الموجودان بها، -
11:43 - 11:46بعثَ في باتريك الرغبة في الكتابة.
-
11:46 - 11:49فقد كان يملأ دفتراً تلو الآخر
-
11:49 - 11:53برسائل إلى ابنته.
-
11:53 - 11:56خلال هذه الرسائل الجميلة والمتشعبة،
-
11:56 - 12:02كان يتخيل أنه يذهب رفقة ابنته
للتجديف عبر نهر المسيسيبي. -
12:02 - 12:05ويتخيل أنهما وجدا تياراً جبلياً
-
12:05 - 12:07بهِ ماء غاية في النقاء.
-
12:08 - 12:10بمشاهدتي لباتريك وهو يكتب،
-
12:11 - 12:13قلت لنفسي،
-
12:13 - 12:15والآن أسالكم أنتم جميعكم،
-
12:16 - 12:21كم واحد منكم كتب رسالة
إلى شخص شعر أنه قد خيبَ ظنه؟ -
12:22 - 12:27إنه من السهل جداً عدم التفكير
في هولاء الأشخاص. -
12:28 - 12:33غير أن باتريك كان يظهر
كل يوم لمواجهة ابنته، -
12:33 - 12:36محملاً نفسه المسؤولية تجاهها،
-
12:36 - 12:39كلمة تلو الأخرى بتركيز شديد.
-
12:42 - 12:45وددتُ لو أني تمكنتُ في حياتي الخاصة
-
12:46 - 12:49من وضع نفسي في مخاطرة من هذا القبيل.
-
12:49 - 12:53لأن تلك المخاطرة تكشف
مدى قوة قلب الفرد منا. -
12:57 - 13:01اسمحوا لي بالرجوع إلى الخلف
وطرح سؤال غير مريح: -
13:01 - 13:04من أكونُ أنا لأروي لكم هذه القصة،
أي قصة باتريك هذه؟ -
13:06 - 13:09باتريك هو الشخص الذي عايشَ هذا الألم
-
13:09 - 13:13أما أنا فلم يسبق لي
أن كنتُ جائعة يوماً في حياتي. -
13:15 - 13:17لقد فكرتُ في هذه المسألة كثيراً،
-
13:17 - 13:21ولكن ما أردتُ قوله هو أن هذه القصة
لا تتعلق بباتريك فحسب. -
13:21 - 13:22إنها تتعلق بنا،
-
13:22 - 13:25تتعلق بعدم المساواة بيننا.
-
13:26 - 13:27تتعلق بعالم الوفرة
-
13:28 - 13:32الذي كان باتريك ووالداه وأجداده
-
13:32 - 13:34منبوذين منه.
-
13:34 - 13:37في هذه القصة أنا أُمثل عالم الوفرة.
-
13:38 - 13:42وبروايتي لهذه القصة
لم أكن أريد أن أخفي نفسي. -
13:42 - 13:44وأن أخفي تلك القوة التي أتحلى بها.
-
13:45 - 13:49بسردي لهذه القصة،
أردتُ أن أُبرز تلك القوة. -
13:49 - 13:51وبعدها أسأل:
-
13:51 - 13:54كيف يمكننا تقريب المسافات بيننا؟
-
13:56 - 14:00القراءة هي إحدى الطرق لتقريب تلك المسافات.
-
14:00 - 14:04فهي تمنحنا عالماً يمكننا أن نتشاركه
جنباً إلى جنب، -
14:04 - 14:07بحظوظ متساوية.
-
14:08 - 14:12لابد أنكم تتساءلون الآن
حول ما الذي جرى مع باتريك. -
14:12 - 14:13فهل أنقذت القراءة حياته؟
-
14:15 - 14:17يمكن القول نعم ولا.
-
14:18 - 14:21عندما خرج باتريك من السجن،
-
14:21 - 14:23كانت رحلته مؤلمة.
-
14:24 - 14:28فقد رفضه أرباب العمل بسبب سجله الإجرامي،
-
14:28 - 14:31وتوفيت والدته، أعز صديق له في عمر 43 عاماً
-
14:31 - 14:33بسبب أمراض القلب ومرض السكري.
-
14:33 - 14:36وبقي مشرداً وجائعاً.
-
14:38 - 14:43يقول الناس الكثير من الأشياء عن القراءة
والتي أشعر أنها مبالغ فيها. -
14:44 - 14:48كون باتريك مُثقفاً لم يحمه
من التعرض للتمييز. -
14:48 - 14:50ولم يمنع الموت عن أمه.
-
14:52 - 14:54حسناً، ما الذي يمكن أن تقدمه القراءة؟
-
14:55 - 14:59لديّ بعض الإجابات أختم بها اليوم.
-
15:01 - 15:03شحذت القراءة حياة باتريك الداخلية
-
15:05 - 15:08بالخيال وبالغموض
-
15:08 - 15:09وبالجمال.
-
15:10 - 15:15فلقد منحته القراءة صوراً جلبت له البهجة:
-
15:15 - 15:21مثل الجبل والمحيط والظبي والصقيع والغابة.
-
15:21 - 15:25كلمات كان مذاقها الحرية والعالم الطبيعي.
-
15:28 - 15:31فقد مثلت له القراءة لغةً لكل ما فقده.
-
15:31 - 15:36إلى أي مدى كانت هذه الأبيات
للشاعر ديريك والكوت ذات قيمة؟ -
15:36 - 15:38حفظ باتريك هذه القصيدة.
-
15:38 - 15:40"آهٍ على أيامٍ أمضيتها،
-
15:40 - 15:42آهٍ على أيامٍ أضعتها،
-
15:42 - 15:44فالأيام تمضي وتروح سراعاً،
-
15:44 - 15:48كفتاةٍ كبرت بين أذرعٍ ترعاها."
-
15:49 - 15:52فالقراءة علمته التحلي بالشجاعة.
-
15:52 - 15:55أذكركم أنه واصل
قراءة مذكرات فريدريك دوغلاس، -
15:55 - 15:57على الرغم من أن ذلك كان مؤلماً.
-
15:57 - 16:01كما ظل واعياً، مع أن الوعي يؤذي صاحبه.
-
16:02 - 16:05إن القراءة شكل من أشكال التفكير،
-
16:05 - 16:09لذلك من الصعب أن نقرأ،
لأنه يتوجب علينا أن نفكر. -
16:09 - 16:13وقد اختار باتريك التفكير،
عوضاً عن عدم التفكير. -
16:16 - 16:20وأخيراً، فقد منحته القراءة لغةً
يخاطب بها ابنته. -
16:21 - 16:25وبعثت لديه الرغبة في الكتابة.
-
16:25 - 16:29فالرابط بين القراءة والكتابة
رابط غاية في القوة. -
16:29 - 16:31فعندما نشرع في القراءة،
-
16:31 - 16:33فإننا نبدأ في إيجاد الكلمات.
-
16:34 - 16:39فباتريك وجد الكلمات ليتصور نفسه
مجتمعاً مع ابنته. -
16:39 - 16:40ووجد الكلمات
-
16:42 - 16:44ليخبر ابنته عن مدى حبهِ لها.
-
16:46 - 16:50كما أن القراءة تُغير من علاقاتنا
مع بعضنا البعض. -
16:50 - 16:52فهي تُتيح لنا فرصة للألفة،
-
16:52 - 16:55لنرى ما هو أبعد من وجهات نظرنا.
-
16:55 - 16:58فالقراءة تأخذ العلاقة غير المتكافئة
-
16:58 - 17:00وتمنحنا تكافؤاً فورياً.
-
17:02 - 17:05عندما تقابل أحدهم بصفته قارئاً،
-
17:05 - 17:07فإنك تتعرف عليه لأول مرة،
-
17:07 - 17:09بشكل جديد كلياً.
-
17:10 - 17:13فلا مجال لمعرفة ما هو بيت الشعر
المفضل لديه. -
17:14 - 17:18وما هي ذكرياته وما هي أحزانه الخاصة.
-
17:19 - 17:23وستواجه خصوصية لا حدود لها
عن حياته الداخلية. -
17:24 - 17:27ومن ثم تبدأ في التساؤل:
"حسناً، مماذا تتكون حياتي الداخلية؟ -
17:27 - 17:30ما الذي أمتلكه ويستحق أن أتشاركه مع غيري؟"
-
17:33 - 17:34أودُ أن أختم
-
17:36 - 17:40ببعض الاقتباسات المفضلة لدي
من خطابات باتريك لابنته. -
17:41 - 17:44"يُظِلمُ النهر في بعضٍ من الأنحاء
-
17:44 - 17:47بيد أنه وفي عتمة الأشياء
يشعُ من بين جنبات الأشجار الضياء -
17:47 - 17:51بالتوت الوفير، بعض الأفرعِ تتدلى.
-
17:51 - 17:54وذراعك دون ترددٍ لتقطف منها تتمطى وتتعلى."
-
17:56 - 17:58وهذه الرسالة الجميلة حيثُ كتبَ:
-
17:58 - 18:03"أغمضي عينيك وأنصتي إلى صوت الكلمات.
-
18:03 - 18:05أعرف هذه القصيدة عن ظهر قلب
-
18:05 - 18:08وأود منك أنت كذلك أن تعرفيها."
-
18:09 - 18:11أشكركم جميعاً جزيل الشكر.
-
18:11 - 18:14(تصفيق)
- Title:
- القوة الاستشفائية للقراءة
- Speaker:
- ميشيل كو
- Description:
-
يمكن للقراءة والكتابة أن تكون أفعالاً شجاعة تقربنا من غيرنا ومن أنفسنا...
تشاركنا الكاتبه ميشيل كو كيف أن تدريس مهارات القراءة لطلابها في دلتا الميسيسبي كشف قوة التواصل للكلمة المكتوبة، وحدود هذه القوة كذلك... - Video Language:
- English
- Team:
- closed TED
- Project:
- TEDTalks
- Duration:
- 18:27
Fatima Zahra El Hafa approved Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Fatima Zahra El Hafa edited Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Fatima Zahra El Hafa accepted Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Fatima Zahra El Hafa edited Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Fatima Zahra El Hafa edited Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Fatima Zahra El Hafa edited Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Emily Marturano rejected Arabic subtitles for The healing power of reading | ||
Emily Marturano accepted Arabic subtitles for The healing power of reading |