مساء الخير يعد هذا الحدث صعبا بالنسبة لي. إنني أتكلم الإنكليزية لكن مهارتي فيها لا بأس بها كدراية عاملي المجال المصرفي بوضع الاقتصاد (ضحك) (تصفيق) إنني.... مجرد سائح ، أقوم بزيارة دولة حالياً تواجه مشكلات عويصة للغاية بحيث لا يمكن النظر فيها هذا صحيح...ولكنني... رجل سياسة أيضاً في وقت ما، ثمة صنف جودته كالاتي عند مندوب مبيعات السيارات المستعملة إذن...... على أية حال، كونك رجل سياسة ليس بأمر صعب لكن، لو كنت "باراك أوباما"..... لكنتم تتلهفون شوقاً للحضور إلى هنا، أليس كذلك؟ قولوا! اعترفوا! فل"أوباما" شخصية جاذبة بالإجماع ويتزعم دولة قوية جدا لدرجة أن قراراته تؤثر فينا بالإجماع ليس الأمريكيون فحسب و لتحمّستم أيضاً إن كنت "أنجيلا ميركل" ليس لديها مثل ما يمتلكه "أوباما"، إلا أن لديها سلطتها الفاعلة؛ لأنها تتزعم أكبر دولة في أوروبا، وإنكم تعلمون، صحيح؟ بل إن كنت "فرانسوا أولاند" ستحضرون، لأنه "رجل الأزمات" إذن، حيثما وفدنا يعد عاملا فارقا في حياتنا. أتشاهدون أحياناً مباريات كرة القدم وتفكرون مليا على سبيل المثال إلى أي مدى سيختلف "ليونل ميسي" وستختلف حياته لوْ كان موطنه "لوكسمبورغ" وليس الأرجنتين؟ وبالمثل، لو كان "بيلي" من "كوزوفو"؟ أو "مارادونا" من "كريت"؟ أو "تشيرشل" و "لينكولن" و "نابليون" من "جرين لاند"؟ إنني من ألبانيا هي ليست "جرين لاند" وليست الولايات المتحدة الأمريكية ولا ألمانيا ولا فرنسا و أنا من المعارضة لا أؤيد الحكومة نعم، أعلم ذلك! أعلم أن الكثير منكم كان سيعقد إن هاتفه أحد رفاقه، قائلاً: "يا صاح! أستحضر "تيدكس" اليوم؟ "لتنصت إلى السيد"إيدي راما"؟" "من "إيدي"؟" (ضحك) "إيدي راما. زعيم المعارضة الألباني!" "حسنا!" -"إنه يساري!" -"أوه! كم هذا مثير!" ظننت أن الوضع كان قد يزداد سوءا فكان قد يمكنني أن أصبح زعيم الاشتراكية اليونانية (ضحك) (تصفيق) لكنني أتمنى أن ما علي قوله نوعاً ما يجدي نفعاً لأن في عصر الاستخفاف هذا أريد أن أطرح قضية السياسة ففي حياتي السابقة، كنت فنانا وما زلت أرسم، فإنني أحب الفن أحب البهجة التي تبعثها الألوان... ...في أنفسنا ومجتمعاتنا والآن أسعى إلى أن ينعكس هذا الفنان في سياساتي فالسياسة ليست بطبيعتها مملّة و ليست دون معنى أو دون هدف و أرى أن جزء من عملي اليوم، أنّ سبب وجودي هنا ليس للدعاية لحزبي فحسب بل من أجل السياسة و الدور الذي تلعبه لصالح الأفضل في حياتنا منذ أحد عشر عاماً، كنت عمدة "تيرانا" عاصمتنا واجهنا العديد من التحديات و كان الفن أحد الحلول فاسمي في البداية كان مقروناً بشيئين.. هدم المباني غير المرخصة لإفساح المجال للعامة كما كان واستخدام الألوان لاسترداد الآمال الضائعة في مدينتي لكن استخدام الألوان لم يكن مجرد فن فحسب وإنما إحدى صور التعبير عن الآراء السياسية فبمعنى، عندما اتطلعت على ميزانية الدولة عقب انتخابي، وجدتها شبه فارغة عندما قمنا بطلاء أول مبنى برش لون برتقالي زاهي على أحد الجدران الرمادية الملاصقة لواجهة أحد مداخل العاصمة حدث شيء غريب ازدحام مروري وحشد كبير حول موقع ما كما لو أنه حادث مروع أو مرور موكب أحد نجوم "البوب" الزائرين إلا أنه كان لوجود مسئول الاتحاد الأوروبي الفرنسي عن التمويل الذي اندفع لمنع مواصلة الطلاء مهددا بإيقاف التمويل فسألته: "لكن لماذا؟" فأجاب: "الألوان التي أمرت بها لا تفي بالمعايير الأوروبية." فقلت: "حسنا." "البيئة لا تفي بالمعايير الأوروبية." "رغم أنّنا لا نريد هذا." "وسنختار الألوان بأنفسنا." "لأن هذا هو ما نرمي إليه بالضبط." "وإن لم تدعنا نواصل عملنا." "سأطالب بانعقاد مؤتمر صحفي هنا الآن!" "لنعلن للعالم من هذا الطريق أنك تحدق في" "تماماً كرقباء عصر الواقعية." فاضطرب وطلب المرونة فأجبته: "آسف!" "المرونة في الألوان هي الرمادي." "و لدينا ما يكفي من الرمادي ليدوم مدى حياتنا." (تصفيق) إذن، حان وقت التغيير فإصلاح الأماكن العامة ينمي شعور الانتماء إلى المدينة شعور العزة الذي تهالك عن موطنهم الأصلي ذاك الشعور الذي ظل مدفونا لأعوام وسط ضجيج المنشآت البربرية غير المرخصة الذي ملأ الفراغ المحيط عندما أتت الألوان ل"جذب" العيون في كل مكان تسلل التغيير الذي بدل أرواح الناس، ولكن كثر اللغط والضوضاء. "ما هذا؟". "ماذا فاعلة بنا هذه الألوان؟" و قد قوبلت شجاعة الخلق بنوع من الشّك أأسحب تفويضي من هنا سريعاً بهذه الألوان؟ أجرينا تصويتا، وهو الأروع في حياتي فسألنا المنتخبين الأول: "أتريدون..." "أتريدون مواصلة طلاء المباني بهذا الشكل؟" والثاني كان "أتريدون المواصلة أم التوقف؟" للسؤال الأول، صوت 63% ب "نعم، نريد."، بينما 37% ب:"لا." بينما للسؤال الثاني النصف الذي صوت بالرفض أراد المواصلة ومن هنا، لاحظنا التغيير فبدأ الناس التخلص بكم أقل من القمامة في الشارع وسداد الضرائب بدأوا بالشعور بشئ ما كانوا قد نسوه فالجمال كان الحارس الفعلي بينما لا وجود للشرطة أو الدولة نفسها ذات يوم، أتذكر بينما كنت أشرف على شارع ما القائم عليه المباني الملونة أثناء غرس الأشجار رأيت صاحب متجر وزوجته يضعان واجهة زجاجية أمام متجرهما وكانا قد ألقيا مصراعيه في سلة المهملات فسألتهما: "لماذا ألقيتما مصراعي المتجر؟" فأجاب أحدهما:"حسنا! لأن الشارع أكثر أمانا" فيعلق الآخر: "أماناً؟ لماذا؟ أكثفت الشرطة وجودها؟" "بربك يا رجل! ألم تلاحظ بنفسك؟" "فهنا الألوان، والشوارع الملونة" "والرصف ممهدة، والأشجار، لا الحفر." "إذن،فالمكان جميل وآمن" فإنه الجمال الذي أمد الناس بشعور الحماية حتى المجرمين فقد أصبح هذا الشعور في موضعه فقد سقطت الجريمة الحرية التي نلناها سنة 1990 جلبت الفوضى إلى البلاد حسنا، إنه سلوك التسعينات البربري الذي أضاع آمال الوطن الطلاء على الجدران لم يطعم الأطفال و لم يرْعَ المرضى،و لم يعلم الأميين ولكن أمدهم بالنور والأمل فقد ساعد الناس أن يروْ أنّه ثمة طريقة مختلفة للقيام بالأعمال ثمة روح مختلفة وشعور مختلف بحياتنا و أنّنا لو أدخلنا نفس الطاقة والآمال إلى سياساتنا سنهيء حياة أفضل لكل مواطن ولبلدنا لقد أزلنا 123 ألف طن قطعة خرسانية فقط من على ضفاف النهر وأزلنا ما يزيد عن خمسة آلاف مبنى غير مرخص من العاصمة بأكملها حتى البالغ الثمانين طابقا، الأطول فيهم وغرسنا 55 ألف شجرة وشجيرة في الشوارع وفرضنا الضريبة الخضراء والكل أيد ذلك وسددها رجال الأعمال بانتظام بسبل المنافسة المفتوحة وتمكنا من تعيين العديد من الشباب في إدارتنا وتأسيس منظمة عامة غير مسيسة يمتثل فيها الرجل والمرأة على قدم المساواة والتي ساهمت أيضاً في الكشف عن الفساد فاستثمرت منظمات دولية كثيراً في ألبانيا خلال العشرين عاماً الحالية، ولكن لم ينفق جميعها برشاد عندما أعربت لمسئولي البنك الدولي عن نواياي بشأن تمويل مشروع نموذج لصرح استقبالي للمواطنين لتحري الدقة لمحاربة وباء الفساد اليومي لم يفهموا ما أعنيه كانت الناس تصطف في طوابير طويلة أسفل الشمس، أسفل الأمطار من أجل الحصول على شهادة أو رد بسيط فحسب من نافذتين صغيرتين لأكشاك معدنية الصنع كان البعض يرشي هربا من الطابور الطابور الطويل وكانت الطلبات تتلقى الرد من صوت قادم من إحدى الثغور الضيقة ومن ناحية أخرى تخرج يد غامضة لتلقي الأوراق و بحثا عن الرشوة نستطيع أن نغير تلك الأيدي أسبوعيّا إلا أننا لا نستطيع أن نغير هذا الفساد فقلت لمسئول ألماني: "إنني مقتنع!" أمام آخرين من البنك الدولي "أنه من المستحيل أن يرتشوا." "إن كانوا في ألمانيا" "قيد إدارتك الألمانية" "كاقتناعي التام ،إن وضعتم مسؤولين ألمان" "من الإدارة ذاتها أمام تلك الثغور" "سيفعلون المثل." فليس ب.. (تصفيق) فليس بالجينات أو بالبعض يمتلك إدراك فذ و الآخر لا إنما يتحدد ذلك بالنظام والمؤسسة والجو المحيط والاحترام أزلنا الأشكاك وأنشأنا صرح استقبالي لامع الذي جعل سكان العاصمة يعتقدون أنهم سافروا إلى الخارج عندما دخلوا لعمل الطلبات وأسسنا نظام تحكم عن بعد الذي عجل سريعاً الإجراءات وأدخلنا المواطنين أولا ثم العاملين فإن الفساد في إدارة دول مثل ألبانيا ولا يمكنني القول أيضاً مثل اليونان يمكن محاربته بالتجديد فحسب فإعادة تشكيل الحكومات يعتمد على إعادة صوغ السياسة وهو الحل فليس بصوغ الناس على نمط واحد والذي يسعى لفرضه العالم المتقدم سدى على مثل هؤلاء البشر فالأمور .. (تصفيق) فالأمور بلغت هذا الحد لأن السياسيين بوجه عام خصوصاً في دولتنا، علينا أن نواجه ذلك يعتقدون أن الشعب ساذج فهم يسلمون بهذا الرأي بأن الشعب سيتّبعهم دائما في حين أن السياسة، مراراً وتكراراً تخفق في إيجاد الحلول للرد بها على تساؤلات الشعب و عرض ما له و ما عليه فأصبحت السياسة أشبه بكرة يتقاذفها السياسيون بينما الجمهور مدفوع إلى جانب ما كأنه جالس على مقعد ما بالاستاد يتتبع ماذا تصنعه السياسة بالتدريج من العمى واليأس من على المدرجات يبدو كل السياسيين اليوم بذاك المظهر فالسياسة أشبه برياضة تحث على المزيد من العنف والتشاؤم أكثر من الترابط المجتمعي والتعطش لنول البطولة الشعبية "باراك أوباما" فاز .. (تصفيق) .. لأنه طور شعبه كما لم يكن من قبل، باستخدام وسائل التواصل التي لم يعرف استخدام أي واحدة منها ولكن ببراعة رائعة تمكن من أن يحول شعبه إلى نشطاء بإعطائهم جميع الإمكانات الحجج والأدوات التي سيحتاج كل واحدة منها لشن حملة باسمه لشن حملة بنفسه فأحببت ذلك، معلقا بتغريدة فأنا..أشدت بذلك، فأظهرت رسالتي إلى العالم وسمحت للشعب أن يوجهوا لي رسالاتهم هذه هي السياسة. ليست من الأعلى إلى الأدنى بل من الأدنى إلى الأعلى وكلا الجانبين فهي سمحت لكل صوت أن يعبر عن رأيه وهذا هو ما نرمي إليه بالضبط فالسياسة لا تمثل القادة فحسب ولا الساسة ولا القوانين وإنما تعبرعن كيفما يفكر الشعب وكيف يرى العالم من حوله وكيف يستثمر وقته و طاقته فعندما تقولون كل الساسة متماثلين اطرحوا سؤالاً هل "أوباما" مثل "بوش"؟ وهل "فرانسوا أولاند" مثل "ساركوزي"؟ بالطبع لا فهم بشر،لهم وجهات نظر متعددة ورؤى مختلفة تجاه العالم المحيط وعندما تقولون ما من شيء سيتغير قفوا وفكروا مليا كيف كان العالم منذ عشرة،عشرين،خمسين، مائة عاما؟ إنها مسيرة التغير التي تعرف عالمنا وبإمكاننا جميعاً أن نحدث التغير في عالمنا وسأطرح عليكم مثالاً صغيراً عن كيف يمكن للألوان أن تحدث تغييرا وإنني أريد أن أحدث المزيد من التغيرات بصفتي رئيس وزراء دولتي وكل واحد منكم يستطيع إن أراد ذلك لقد بدأت بأحد رؤساء الولايات المتحدة وسأختم بآخر -"روزفلت" قال: "إن آمنت بأنك تستطيع، ستبلغ الطريق نصفه" لكم الشكر، تحياتي! (تصفيق)