شكراً، شكراً جزيلاً. الكيمياء. ليست كما توقعتها، أليس كذلك؟ لأن العديد من الناس يعتبرونها كلمة سيئة. وبالتأكيد عندما تفكر بأن المواد الكيميائية تغزو حياتك أعتقد أنك تريد الصراخ فحسب. بالحقيقة هناك مشكلة بالانطباع العام عن الكيمياء بالتأكيد. كيف ذلك؟ إنها مسألة عدة انطباعات بالحقيقة. هناك من يظن أننا مجرد مهووسي علم. وهناك من يظن بأن علماء الكيمياء هم علماء مجانين محبوسين في مختبر في مكانٍ ما ويفكرون فقط بما هي المواد المسببة للسرطان التي سيعلنوا عنها للشعب الغافل. يظن العديد من الناس أن الكيمياء هي عمل الشيطان فما نقوم بفعله هو خلط المواد الكيميائية وتعتبر تلك المواد الكيميائية مرادفة للسموم. لذا، يسعى الناس للحصول على منتجات "خالية من المواد الكيميائية" (ضحك) وهذا من أسخف التعابير. بالتأكيد، إن اشتريت شيئًا يُزعم بأنه خالٍ من المواد الكيميائية فأنت تضيع مالك. (ضحك) فما اشتريته هو عبارة عن فراغ. لا أقصد مكنسة كهربائية، بل فراغ. فهذا هو الشيء الوحيد - إن استطعت تسميته بشيء - الذي يعتبر خالٍ من المواد الكيميائية. رغم ذلك، يسعى الناس للعيش بدون استخدام مواد كيميائية. ويريدون تربية أطفالهم في عالمٍ خالٍ من المواد الكيميائية. يريدونهم أن يلعبوا بمعدات المخبر بدون استخدام تلك المواد. (ضحك) مذهل بحق. ويتضح بأنه يعتبر محلول حمض الخل بتركيز 4% مادةً كيميائية ولكن إن أخذت المحلول ذاته ووضعته في قارورة خل يصبح فجأةً مادة تنظيف "خضراء". بالفعل، ذكر أسماء المواد الكيميائية تنفر الناس بالتأكيد. بيتا- د- فروكتوفيورانوسيل- ألفا-د-غلوكوبيرانسوايد أنا متأكد بأن اسمها يرعب العديد من الناس. يسبب الذعر. رغم ذلك، فما رأيناه للتو هو المصطلح الكيميائي للسكر. لا تستطيع معرفة ما إن كانت المادة آمنة أو خطرة للاستخدام من خلال عدد المقاطع اللفظية في اسمها. الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك تكمن عبر دراستها واختبارها. نقوم بتجميع المعرفة العلمية باستخدام هذه الطريقة. وهذا ما نحاول فعله في مركزي في ماك جيل مركز العلم والمجتمع. نحاول إضاءة النور في الظلام نحاول إزالة الغموض عن العلم لأنه معقد بالتأكيد، ويسبب الارتباك للعديد من الناس. مجالي الخاص هو الكيمياء، الذي أعتقد أنه يجب أن يكون محور الاهتمام. أنا الآن مدرك بشكل كامل للواقع بالطبع، بأن هناك أمور مشكوك بأمرها في مجال الكيمياء. وبالطبع، عبر التاريخ لم نتعامل دائمًا مع المواد الكيميائية بشكلٍ مناسب. ومن الصحيح أن وجود مواد كيميائية في المكان والزمن والجرعة الخاطئة قد يكون مشكلة كبيرة. لم نتخلص دائمًا من المواد الكيميائية بشكلٍ مناسب. ولكن الحقيقة أن الكيمياء في علمنا هذا هي الخيط الذي يربط كل العلوم الأخرى. إن كنت تعرف أي شيء عن الجزيئات وكيف تتواصل وما تستطيع ولا تستطيع فعله سيكون لديك فهم جيد عن ما يمكن أو لا يمكن حدوثه في هذا العالم. إن الكيمياء هي نسيج الحياة بالتأكيد، مجازيًا وواقعيًا، وهي ما يضيف اللون إلى حياتنا. إنها مفيدة. إن نظرت تحت المغسلة، فستجد العديد من أنواع المنظفات. حسنًا، مما يتكونوا؟ ليسوا إلا مجموعة من المواد الكيميائية. افتح خزانة الأدوية خاصتك. تجد ما نسميه بالأدوية وهي عبارة عن خليطٍ من المواد الكيميائية. انظر إلى طاولة الطعام، والطعام ليس إلا خليط معقد للغاية من المئات والمئات من المركبات المختلفة. في الواقع، هناك حوالي 60 مليون نوع من المواد كيميائية معروفة والتي مدرجة في الملخصات الكيميائية. وبالطبع، يوجد معظمهم في الطبيعة. والبعض منهم صناعي. ولكن، كون الشيء صناعي أو طبيعي لا يحدد تأثيره على صحتنا أو على مايحصل في الجسم البشري. لا يميز الجسم أصل المادة. إذاً لدينا حوالي 60 مليون تركيب معروف. إذا شممت فنجانًا من القهوة، صدق أو لا تصدق، فما تشمه هو تقريبًا ألف مركب مختلف. من المذهل أننا استطعنا تحديد هذا. فقد تم تصنيف العديد منهم بالواقع. البعض منهم مواد مسرطنة معروفة ورغم ذلك، نعلم أن القهوة لا تسبب السرطان. سنعرف إن كانت تسببه. هناك أدلة وبائية كافية. هناك عدد كافي من الناس الذين يشربونها في العالم، ليعلموا ما يمكن ولا يمكن أن تسببه. إذاً، كيف تحتوي على مواد مسرطنة؟ ولكن الخليط بأكمله لا يسبب السرطان؟ من الواضح أن المواد المسرطنة موجودة بتراكيز صغيرة للغاية وعلاوةً على ذلك، بعض من مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة تخفف التأثيرات الناجمة عن التراكيب الإشكالية. لذا، نعيش بالفعل في عالم كيميائي معقد للغاية. ونضع هذه المواد الكيميائية المعقدة في أكثر آلة معقدة على الإطلاق والتي هي جسم الإنسان. إنها حاوية كيميائية ضخمة. أعلم أن الناس تظن أن المواد الكيميائية موجودة فقط في قوارير المخابر. ولكننا لسنا سوى حقيبة كبيرة من المواد الكيميائية. هنالك مئات الآلاف من المركبات المختلفة. وفي الحقيقة، ليس علينا تقديس تلك المواد الكيميائية أو الخوف منها علينا فهمها. ليست سوى أشياء. إنها هادئة. لا تتخذ أية قرارات. نحن من نفعل. دعوني أعطيكم مثالًا. الأمونيا هو جزيء بسيط للغاية ولكنه أحد الجزيئات الأكثر إثارة للاهتمام على الاطلاق في الوجود. قد غير تاريخنا. من الممكن استخدام الأمونيا كسماد، قد طور لأول مرة من قبل الكيميائي الألماني، فريتز هابر. ويحسن من الحصاد في الحقول الزراعية بشكل مذهل. يسمح لنا باطعام الملايين من الناس. لن يكون العالم على حاله بدون الأمونيا. لكن دعوني أفتح موضوعًا مثيرًا للجدل هنا. أو في الواقع، دعوني أحيل الأمر لجايمي أوليفر. فهو يفعل ذلك بنفسه بشكل ممتاز، فقد أثار الجدل بحديثه كثيرًا. إن لم تعرفوا من هو جايمي، هو شيف بريطاني مشهور وقد جاء إلى أميركا ليغير عادات الطعام في أميركا الشمالية. لأكون صريحًا معكم، أنا أحب جايمي. فهو يروج الفاكهة والخضراوات. أحب نظريته. ولكن المنهج الذي يتبعه هو موضع شك. منذ فترة قصيرة، في برنامجه التلفيزيوني المشهور، عرّفنا على مادة لزجة زهرية اللون، لكنها غير لزجة أو زهرية اللون. إنها لحم منزوع من العظم بعد إزالة كل شيء عبر عملية آلية. في الواقع، إنه لحم من العضلات بشكل رئيسي، ولكن تتم معالجته بعد ذلك بغاز الأمونيا للتأكد من عدم وجود أية بكتيريا متبقية فيه. حسنًا، عرفنا على هذه الفكرة، وأراد أن يشرح طبيعة الأمونيا الشنيعة التي يتم استخدامها في هذه العملية. لذا، يقوم بفتح الخزانة في الخلف، ويخرج زجاجة من الأمونيا مرسوم عليها جمجمة وعظمتان متقاطعتان. لقد قضيت حياتي في دراسة الكيمياء في عدة مخابر حول العالم. ولكن لم أرى على الاطلاق زجاجة من الأمونيا وعليها تلك الرسومات. في الواقع، تستطيع أن تبحث في السوبر ماركت أو متاجر المعدات، أو على الانترنت. لن تجد زجاجة من الأمونيا مرسوم عليها جمجمة وعظمتان متقاطعتان. لذا، تم القيام بذلك للعرض بشكل خاص وللتأثير الدرامي. ومن ثم، يذهب جايمي ويخرج تلك الزجاجة من الأمونيا ويسكبها على كل اللحم. هذه ليست الطريقة للقيام بذلك. يستخدم غاز الأمونيا في عملية انتاج ما يسمى بالمادة اللزجة زهرية اللون. حسنًا. أولاً، لا يوجد شيء خطر حيال غاز الأمونيا. تُستخدم الأمونيا في طعامنا. تستخدم في صنع الكعك وتسبب انتفاخ المعجنات. في الواقع، يمكن استخدام الأمونيا لمشاكل السعال. لذا، فإنها ليست خطرة بالأصل. بالطبع، قد تسبب كل المواد الكيميائية مشاكل بطريقة ما. يعتمد الأمر على كيفية استخدامهم أو على ماهية الظروف وبالطبع، الكمية التي تستخدمها من هذه المادة الكيميائية. ولكن الطريقة التي صوّر جايمي بها هذا الأمر كانت بالتأكيد بغرض إثارة الرعب بين الناس، ولحث الناس على التظاهر في الشوارع لإيقاف استخدام المادة اللزجة زهرية اللون. الآن، لا أريدكم أن تفهموا أنني مروج لتلك المادة اللزجة. أنا لست كذلك. ولكنها ليست بالمادة السامة كما تم تصويرها. وفي الواقع، على الأرجح تحتوي على نسبة دهون أقل من باقي اللحم الذي يوضع في البرغر. وتسمح لصناعة اللحوم باستخدام لحم البقر بشكل أفضل. قد تعتقدون الآن بأن البقر سيسعدون بشأن إزالة هذه المادة اللزجة الزهرية من الأسواق، كما فعل العديد من منتجي الطعام السريع ردًا على هذا. في الواقع، لا. هذا ليس صحيحًا بالضبط. البقر ليسوا سعداء بهذا الشأن أبدًا، لأن حوالي مليون ونصف بقرة أخرى تذبح بشكل سنوي لتعويض اللحوم الموجودة على العظم التي لم تستخدم لذا، عليك النظر إلى الوضع بأكمله. من السهل للغاية أن تسبب الارتياب للناس، عبر انتقاء المعلومات وتضليلهم بشكل أساسي وعبر انتقاء أجزاء معينة من المعلومات لا تشمل المعلومات بأكملها والتي لا تكون صحيحة بشكل كامل. أنا لست مروجًا للمادة اللزجة الزهرية ولا حتى اللحم. أعتقد أننا نأكل الكثير من اللحم في شمال أميركا. أعتقد أنه يجب علينا التقليل من كمية اللحوم التي نستهلكها. لا نحتاج إلى هامبرغر بأحجام ضخمة. ولطالما ما روجت للخضروات والفاكهة. لدينا الكثير من الأدلة الوبائية التي تثبت أن من يأكل الكثير من الخضروات والفواكه أكثر صحةً. إذًا، هذا ليس سبب اختلافي مع جايمي. بل لأنه يشوه العلوم. ليس هناك شيء سام متعلق بهذه المادة اللزجة الزهرية. من الممكن أن نصور أي شيء تقريبًا على أنه خطر، حتى خضرواتنا وفاكهتنا. لنأخد التفاحة على سبيل المثال، بل أفضل من ذلك، خذوا قضمة من تلك التفاحة. هل تعلمون ماذا تتذوقون؟ أنتم تتذوقون ما يتجاوز عن 300 مركب مختلف. وتلك ليست إضافات وليست بقايا مبيدات حشرية. تلك هي العناصر الأساسية للتفاحة. تلك ما تتألف منه. بعض الأشياء الظريفة. الأسيتون. حسنًا، آخر مصادفة له. كانت على الأغلب على ملصق مزيل طلاء الأظافر، وقد كتب عليه "غير صالح للشرب". (ضحك) هنالك أيضًا بعض من مادة الفورمالدهيد في تلك التفاحة. إنه سائل تحنيط. هذا ما يستخدم لحفظ أجساد الموتى - ليس شيئًا يريده الناس في أجسامهم الحية! إذاً، لدينا هنا تفاحة تحتوي على الأسيتون. ومادة الأسيتون ذات سمية شديدة. في الواقع، تستطيعون وضع صورة الجمجمة والعظمتان المتقاطعتان عليها. إذاً، ما الذي سيحدث إن أكلت تفاحة؟ هل ستصاب بالتسمم بفعل الأسيتون؟ في الواقع، لا بأس، بسبب وجود الفورمالدهيد فيها. إذًا، إن مت، إنها طريقة اقتصادية للوفاة، لأنك ستكون محنطاً أصلاً. (ضحك وتصفيق) حسنًا، من السخيف اقتراح ذلك بالطبع، لأننا كما نعلم، أن كمية الأسيتون والفورمالدهيد في التفاحة طفيفة للغاية مقارنةً بالقيتامينات المفيدة والبوليفينولات الموجودة فيها. الأرقام تصنع الفرق. ليس هنالك مواد آمنة، بل طرق آمنة لاستخدام هذه المواد. منذ خمسمائة عامًا، الكيميائي العظيم والفيلسوف والطبيب باراسيلسس أخبرنا، "Sola dosis facit venenum" دعنا نترجم لمن نسي اللغة اللاتينية: "ما يصنع السم هو الجرعة". الكميات تصنع الفرق. تعلمون أن الأسبرين يسكن ألم الرأس. كم منه؟ لن يختفي الألم إن أخذت حبة أسبرين ولعقتها. سيختفي إن ابتلعت حبتين. إن أخذت العلبة بأكملها وابتلعتها، ستختفي أنت. (ضحك) ما يصنع السم هو الجرعة. بالرغم من ذلك، من المهم أن ندرك، أنه أحيانًا قد تكون تلك الجرعة قليلة للغاية. علينا النظر للأرقام. على سبيل المثال، قد سمعتم الكثير عن هذه المادة الكيميائية التي تدعى بيزفينول أ - قد نُشرت بالأخبار كثيرًا. هذه المادة ترتشح من الأطعمة المعلبة، من الإيبوكسي الذي يفصل الطعام، وتمنع التفاعل بين العلبة والطعام، والعكس صحيح. حسنًا، ترتشح جرعات طفيفة من البيزفينول أ بالفعل. وفي نهاية المطاف، تدخل إلى أجسادنا. في الواقع، نستطيع رصدها في البول. المشكلة أن هذه المادة الكيميائية، بيزفينول أ تُعرف أنها تسبب اضطرابات للغدد الصماء. يمكنها التأثير على الهرمونات. أي شيء يوثر بالهرمونات يجب أن يكون مثيرًا للقلق. لذا، تم إجراء العديد من الأبحاث عن هذا الأمر. إننا لا نملك إجابة حاسمة. نادرًا ما يعطينا العلم إجابة حاسمة. إنه مركب شاذ لأنه على ما يبدو أن منحنى استجابة الجرعة غريب. نتوقع أن تزداد السمية خطيًا مع الجرعة عادةً. يبدو أنه في حالة المركبات الهرمونية، الأمر ليس كذلك. إذاً، هنالك آثار جدية بالرغم من هذه التراكيز الطفيفة. في الواقع، يمكنك الحصول على تأثير مفيد. ولكن سنحصل على تأثير ضار عندما نقلل الجرعة. ما أعنيه، إن هذا شيء غريب للغاية. لذا، يجب إجراء المزيد من الدراسات حول بيزفينول أ لأن هذه الظاهرة التي تعرف ب "الإنهاض" ظاهرة حديثة نسبيًا في العلوم. علم السموم معقد للغاية. ولكن هنالك العديد من الأشياء لتقلق بشأنها في الحياة أكثر من الكميات المتبقية من البيزفينول أ التي تدخل أجسادنا. هناك ناس تقود بدون حزام أمان، ومنهم يدخن، ويستلقون تحت الشمس في فترة الظهر. هذه الأشياء مقلقة أكثر من الكميات المتبقية من مادة بيزفينول أ. الحياة مليئة بالمخاطر. لا نستطع تجنبها. قد تحصل أشياء فظيعة أثناء خروجك لتمشي بشكل عادي. (ضحك) لا تقلقوا، نحن أناس طيبون. لقد زيفنا الأمر. إنهم على ما يرام. ولكنهم ليسوا المخلوقات الصغيرة البريئة كما تظنون. (ضحك) إذاً، هناك مخاطرة في كل مكان. نعيش يوجود الخطر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمواد الكيميائية. ولكن وجود المواد الكيميائية لا يعني وجود الخطر. يعتمد الأمر على الكميات. مع وجود تقنيات التحليل الحديثة اليوم - مثل المخططات الكروماتوغرافية للغازات ومقاييس كتلة الطيف - نستطيع اكتشاف وجود المواد حتى مستويات تصل إلى الأجزاء في التريليون. هذا ما يعادل ثانية واحدة في 32 ألف سنة. هذا ليس كالبحث عن إبرة في كومة قش هذا كالبحث عن إبرة في عالم مليء بالقش. وحينما تبحث في كومة القش، قد تصادف بعض العفن. والذي قد ينتج عنه بعض المواد السامة للغاية، حتى لو كان طبيعيًا، لأن كون الشيء طبيعي لا يعني أنه آمن، وكون الشيء صناعي لا يعني أنه خطر. هذه إحدى أكبر الأساطير في عالمنا. لا تستطيع معرفة ما إذا كانت المادة سامة أم لا عبر معرفة أصلها. الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إن كان شيء خطيرًا أم لا هو بدراسته، عبر تفحص تركيبته الجزيئية، وتحليله، والقيام بالتفاعلات الكيميائية، ودراسته على الحيوانات. ولكن دراسات الجرعات المرتفعة على الحيوانات لا تنعكس بالضرورة على الإنسان. الإنسان ليس عبارة عن فأر ضخم، مع وجود بعض الاستثناءات بالطبع. (ضحك) لذا على الشخص الحذر، لأنه يوجد اختلافات كبيرة حتى بين الفصائل المتشابهة. يعد الديوكسين وهو مادة معروفة أحد أكثر المواد سمومية في تاريخ البشرية، وقد يكون ذلك صحيحًا. لا ينتجه أحد عمدًا. إنه دائمًا منتج ثانوي من عملية صناعية، ولكنه موجود في بيئتنا. إنه بالتأكيد أشد المواد سمية - إن كنتم فئران تجارب. ولكن إذا كنتم هامستر، تستطيع الاستمتاع فيه كما تريد. إذًا، لدينا هنا فصيلتان متشابهتان للغاية، وبالرغم من ذلك، درجة السمية مختلفة بشكل كبير. أما بالنسبة للبشر. لا نستطيع الربط بين الإنسان والحيوان عندما يتعلق الأمر بالسمية. كيف نستطيع استخدام الحيوانات لتوقع تأثير السم على الإنسان؟ لا نستطيع بالحقيقة، ولكنه أفضل خيار لدينا، لأننا لا نستطيع دراسة البشر. ولكن تصادفنا المشاكل عند توقع ما سيحدث للأطفال. لماذا؟ لأن الطفل ليس مجرد بالغ صغير. تختلف كيمياء الجسم لديهم للغاية. لذلك، علينا أن نكون حذرين للغاية، عند تعريض الأطفال لمواد كيميائية مثل المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، مع أنها غير سامة أبدًا بالنسبة للبالغين، ولكنها تؤثر على الأطفال بشكل كبير. للأسف، نحن محاطون بالمخاطر، كما ذكرنا. لا تستطيع تجنب المخاطر. بإمكانك استبدالها بخطر آخر، ولكن إن لم تكن حذرًا، قد يصبح البديل أشد خطرًا من الشيء الذي تستبدله به. لذا، عندما نفكر باستبدال البيزفينول أ ببديل جديد، علينا أن نحرص أن ما نقدمه للسوق هو أفضل وأكثر أمانًا من المادة التي نستبدلها. بالطبع، سيكون هناك العديد من الآراء حول هذه الأمور. هذا هو العلم. يقرأ الناس المنشورات الطبية ويقومون بالتجارب، ويتوصلوا إلى نتائج عديدة. وليس بالضرورة إلى ذات النتيجة. هنالك العديد من الخيارات عندما معاينة أي شيء. مع ذلك، قلما تملك هذه النتائج أهمية متساوية. عندما تنظر للاحتباس الحراري، والمواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، سيكون معظم المجتمع العلمي في طرف واحد، وبعض المتطرفين في الطرف المقابل، ولكن يميل المتطرفين غالبًا إلى التعبير عن آرائهم أكثر، ولتقديم حجج مقنعة للغاية. ولكننا نعتمد في عالم العلوم على المؤلفات الخاضعة لاستعراض الأقران، نعتمد على التجارب. لا ننتقي المعلومات. ولكن للأسف، هذه الطريقة التي يعتمدها العلماء الزائفون عادةً. ويوجد العديد من المنشورات هذه الأيام والتي قد تستطيع من خلالها الحصول على دليل لأي فكرة لديك. على أية حال، حين تمارسّ المنهجية العلمية، لا تنتقي المعلومات، بل تقوم بإيجاد كل المعلومات المتوفرة، وثم تجمعها مع بعضها، وتحصل على الدليل. على أمل أن لا نقع في ورطة (ضحك) هذه هي المنهجية العلمية. الموازنة بين المخاطر والفوائد. ولكن نحتاج لأساس معين للقيام بذلك، نحتاج إلى فهم أساسي للعلوم. لذلك، أنا مشجع كبير للتعليم المبكر. نحتاج إلى تطوير أسلوب تدريس العلوم في المدراس الابتدائية. من المهم أن نكون ملمين علميًا مثل إلمامنا بأية مجال آخر. وعلينا أن نسعى إلى هذه المعرفة العلمية، بالرغم من الصعوبات التي قد نواجهنا. علينا الحرص، أن تكون عامة الشعب مثقفة وملمة بالعلم. لأنه كل القرارات التكنولوجية التي نتخذها، مبنية على الفهم السليم للكيمياء. لا أقصد أنه علينا التشجيع للكيمياء. لا أقصد هذا أبدًا. ما نحتاج لفعله هو الوصول إلى تقييمات منطقية، والحرص على أن يفهم الناس أن المواد الكيميائية ليست مجرد مواد علينا تجنبها. وليست بمواد مقدسة ايضًا. يجب علينا فهمها واستخدامها في سبيل الأفضل بذكاء. هذا ما نحاول فعله في الحاضر، تحت مسمى الكيمياء الصديقة للبيئة. لدينا أساس كبير من المعلومات لنبني معلوماتنا عليه. نحن على علم بالدرجات السمية للمواد الكيميائية. نحن نعلم ما هي المواد التي يجب أن نستخدمها كمواد أولية. نعلم كيفية زيادة فعالية التفاعلات الكيميائية أكثر وأكثر. تتطور الكيمياء طوال الوقت. نحن نتقن توقع ما سيحدث. عندما نشارك في هذا - ما اعتبره بمشروع سحري. لا يتفق معي الجميع. هنالك من يعتقد أن علماء الكيمياء مختلفين عن باقي المخلوقات. ولكن أنا على أمل، أن أكون قد أوضحت لكم أن هذه ليست الحقيقة، نمتلك بعض الإنسانية. ننظر إلى العالم على أنه عبارة عن جزيئات وما تستطيع ولا تستطيع القيام به. هذا لا يعني أنه بإمكاننا الإجابة عن جميع الأسئلة. لا، لا نستطيع. لدينا قدرات محدودة. العالم مكان معقد للغاية. تشارك الستون مليون مادة كيميائية في العديد من التفاعلات. ومن الممكن أن نطرح أسئلة لن نستطيع الإجابة عنها أبدًا. لكننا نحاول. (ضحك) نحاول الحصول على الإجابات، وهذا ما نفعله عبر مكتبنا في ماك جيل، والتي قد تعد شركة فريدة من نوعها. سنطلق في الأسبوع القادم رابطًا جديدًا لموقعنا الالكتروني. سيكون أفضل ومثيرًا للاهتمام أكثر من ذي قبل. تستطيعون متابعتنا على الفيسبوك والتويتر، وعندما تروادكم أية أسئلة، لا تترددوا بمراسلتنا. هذا سبب وجودنا. نأمل أن نستطيع توضيح الأمور لكم وأن نثبت لكم وجود بعض السحر في الكيمياء. شكرًا لكم. (تصفيق)