حول الإنسانية
-
0:00 - 0:05إنني دائماً أبحث عن طرق أسجل فيها،
-
0:05 - 0:10وأشارك وأوثّق قصص عن ناس، ناس اعتياديين.
-
0:10 - 0:15قصص تعرض التحوّل، وتميل إلى التفوق،
-
0:15 - 0:17ولكنها ليست وجدانية أبداً،
-
0:17 - 0:21ولا تغض بصرها عن أكثر الأمور سوداوية فينا.
-
0:21 - 0:24لأنني فعلاً أؤمن أننا في قمة جمالنا،
-
0:24 - 0:26حينما نكون في قمة القبح.
-
0:26 - 0:30لأن تلك اللحظة بالتحديد هي التي تبيّن جوهرنا وحقيقتنا.
-
0:30 - 0:35كما قال كريس، فإني ترعرعت في نيجيريا
-
0:35 - 0:37مع جيل بأكمله - في الثمانينات -
-
0:37 - 0:42جيل من الطلاب الذين كانوا يحتجون ضد الدكتاتورية العسكرية، والتي انتهت أخيراً.
-
0:43 - 0:45فلم أكن لوحدي، كان هناك جيل بأكمله من ناس مثلي.
-
0:45 - 0:47ولكن، الذي تعلمته هو
-
0:48 - 0:52أن العالم لن يتم إنقاذه من خلال معجزات مسيحية ضخمة أبداً،
-
0:52 - 0:59ولكن يتم ذلك من خلال التراكم البسيط لأفعال الرحمة اللطيفة واللينة التي لا نكاد نلحظها،
-
0:59 - 1:01أفعال اعتيادية، تدل على الرحمة.
-
1:01 - 1:07في جنوب إفريقيا، هناك عبارة تدعى "أوبونتو".
-
1:08 - 1:10"آوبونتو" تأتي من فلسفة تنص على التالي:
-
1:10 - 1:14إن الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها أن أصبح إنساناً، هو أن تعكس
-
1:14 - 1:16لي إنسانيتي.
-
1:16 - 1:20ولكن، إن كنتم مثلي، فإن إنسانيتي تشبه النافذة.
-
1:20 - 1:22لا أراها فعلاً، ولا ألاحظها
-
1:22 - 1:25إلى أن... يكون هناك عليها شيء مثل الحشرة ميتة.
-
1:25 - 1:29وفي تلك اللحظة، أرى إنسانيتي، وعادة، إنها ليست بالشيء الجيّد.
-
1:29 - 1:31عادة، هذا يحدث وأنا عالق في زحمة السيارات، وأسب
-
1:32 - 1:35الشخص الذي يحاول القيادة وهو يشرب القهوة
-
1:35 - 1:38ويرسل الإيميلات، ويسجل الملاحظات.
-
1:39 - 1:42فإن ما تعنيه "أوبونتو" حقاً هو
-
1:42 - 1:47أنه من غير الممكن أن نكون أناساً بدون أشخاص آخرين.
-
1:47 - 1:50إنه أمر بسيط جداً، ولكن معقد جداً أيضاً.
-
1:50 - 1:53لذلك، فكرت أن أحكي لكم بعض القصص...
-
1:53 - 1:55قصص عن أشخاص استثنائيين،
-
1:55 - 1:57ولهذا... سأبدأ بقصة عن والدتي.
-
1:58 - 1:59(ضحك)
-
1:59 - 2:01وكانت سمراء، أيضاً.
-
2:01 - 2:02والدتي كانت إنجليزية،
-
2:02 - 2:04التقى والديّ في أكسفورد، في الخمسينات،
-
2:04 - 2:06وبعد ذلك انتقلت والدتي إلى نيجيريا.
-
2:06 - 2:10كان طولها 157 سم، وكانت مشاكسة للغاية، وإنجليزية جداً.
-
2:10 - 2:13هذا هو مدى إنجليزيّة والدتي، أو كانت كذلك... فإنها توفيت من فترة بسيطة.
-
2:13 - 2:17أتت والدتي لزيارتي في كاليفورنيا، في لوس أنجلس،
-
2:17 - 2:19وذهبنا إلى ماليبو، والتي خيّبت آمال أمي.
-
2:19 - 2:21(ضحك)
-
2:21 - 2:23ومن ثم ذهبنا إلى مطعم سمك،
-
2:23 - 2:26وقام (تشاد) راكب الأمواج بتقديم الطعام لنا،
-
2:26 - 2:28وعندما أتى، قالت والدتي له:
-
2:28 - 2:30"أيها الشاب، هل لديكم أي طعام مميز؟"
-
2:30 - 2:34فيقول (تشاد): "بالتأكيد، لدينا هذا.. السلمون،
-
2:34 - 2:36الذي يأتي ملفوف، في لفة، تشبه الواسابي،
-
2:36 - 2:38إنه فعلاً رائع."
-
2:38 - 2:41وبعد ذلك، التفتت والدتي إلي وقالت:
-
2:41 - 2:43"بأي لغة يتكلم هذا الشاب؟"
-
2:43 - 2:44(ضحك)
-
2:44 - 2:46قلت لها: "الإنجليزية، يا أمي."
-
2:46 - 2:48ومن ثم قامت بهزّ رأسها، وقالت:
-
2:48 - 2:50"آه هؤلاء الأمريكيون، أعطيناهم لغة
-
2:50 - 2:52فلماذا لا يستخدمونها؟"
-
2:52 - 2:58(ضحكة)
-
2:58 - 3:02هذه المرأة التي غيّرت مذهبها من الأنجليكانية
-
3:02 - 3:04إلى الكاثوليكية عندما تزوّجت والدي --
-
3:04 - 3:08ولا يوجد أي أحد أكثر عنفاً من معتنق الكاثوليكية --
-
3:08 - 3:12قررت أن تدّرس في المناطق القروية في نيجيريا،
-
3:12 - 3:14نساء قبيلة إيبو بالتحديد،
-
3:14 - 3:16طريقة (بيلينغز) للإباضة،
-
3:16 - 3:20وتلك الطريقة كانت الوحيدة لتحديد النسل التي وافقت عليها الكنيسة الكاثوليكية.
-
3:20 - 3:24ولكنها لم كانت تجيد لغة الإيبو،
-
3:24 - 3:26فقامت بأخذي معها لأقوم بالترجمة بينها وبين النساء،
-
3:26 - 3:28وكان عمري سبع سنوات.
-
3:28 - 3:29(ضحك)
-
3:29 - 3:31وهكذا، كان هناك هؤلاء النساء
-
3:31 - 3:34اللاتي لا يناقشن دورتهن الشهرية مع أزواجهن حتى،
-
3:34 - 3:38وأنا كنت أسألهم، "حسناً، هل دورتك الشهرية منتظمة؟"
-
3:38 - 3:39(ضحك)
-
3:39 - 3:41و"هل تلاحظين أي إفرازات؟"
-
3:41 - 3:42(ضحك)
-
3:42 - 3:44و"ما مدى توّرم منطقتك الخاصة؟"
-
3:44 - 3:49(ضحك)
-
3:49 - 3:52والدتي لم تكن تعتبر نفسها من أنصار حركة تحرير المرأة،
-
3:52 - 3:55ولكنها كانت دائماً تقول:
-
3:55 - 3:58"أي شيء يفعله الرجل، بإمكاني إصلاحه."
-
3:58 - 4:04(تصفيق)
-
4:05 - 4:10وعندما كان والدي يتشكى من هذا الوضع،
-
4:10 - 4:12عندما أخذت هي طفل عمره سبع سنوات،
-
4:12 - 4:14لتقوم بالتدريس عن تحديد النسل هذا،
-
4:14 - 4:16كان يقول: "إنك ستحولينه إلى إمرأة،
-
4:16 - 4:18إنك تعلمينه كيف يكون امرأة."
-
4:18 - 4:20قالت والدتي: "يجب على أحد أن يقوم بذلك."
-
4:20 - 4:21(ضحك)
-
4:21 - 4:24هذه المرأة - أثناء حرب بيافرا،
-
4:25 - 4:27كنا عالقين في الحرب،
-
4:27 - 4:30كانت أمي ومعها خمس أطفال.
-
4:30 - 4:33أخذ منها سنة كاملة، التنقل من مخيم للاجئين إلى آخر،
-
4:33 - 4:35لكي تصل إلى مقر هبوط الطائرات وذلك لنستطيع السفر خارج البلاد.
-
4:35 - 4:41وفي كل مخيم، إضطرت أن تواجه الجنود
-
4:41 - 4:43الذين أرادوا أن يأخذوا أخي الكبير، مارك، ذو التسع سنين
-
4:43 - 4:45وجعله جندي.
-
4:45 - 4:47هل بإمكانك تخيل هذه المرأة التي طولها 157 سم،
-
4:47 - 4:50وهي تواجه الرجال الذين معهم أسلحة ويريدون قتلنا؟
-
4:51 - 4:53وطوال تلك السنة،
-
4:53 - 4:56والدتي لم تبكي أبداً، ولا مرة واحدة.
-
4:56 - 4:58ولكن عندما وصلنا إلى لشبونة، في المطار،
-
4:58 - 5:00ونحن في الطريق إلى إنجلترا،
-
5:00 - 5:03وكانت هناك تلك المرأة، التي لمحت أمي في الفستان
-
5:03 - 5:07الذي قد غُسل مراراً وتكراراً، لدرجة أنه أصبح شفافاً،
-
5:07 - 5:10ومعها خمس أطفال يبدو عليهم الجوع،
-
5:10 - 5:12فأتت إلينا وسألت والدتي عن الذي حدث،
-
5:12 - 5:13وأخبرت أمي هذه المرأة القصة،
-
5:13 - 5:15فقامت المرأة بإفراغ حقيبتها،
-
5:15 - 5:18وأعطت كل ملابسها لوالدتي ولنا،
-
5:18 - 5:21وحتى ألعاب أطفالها، الذين استاؤوا لذلك، ولكن --
-
5:21 - 5:22(ضحك)
-
5:22 - 5:24كانت هذه المرة الوحيدة التي بكت فيها.
-
5:25 - 5:27وأتذكر أنني بعد سنين من تلك الحادثة، كنت أكتب عن والدتي،
-
5:27 - 5:29وسألتها، "لماذا بكيتي حينها؟"
-
5:29 - 5:32قالت, "يمكنك أن تحصّن قلبك وتحميه
-
5:32 - 5:35من كل المشاكل التي تواجهك، من أي نوع من الرعب.
-
5:35 - 5:40ولكن، الأعمال الطيبة تجاهك، من شخص غريب
-
5:40 - 5:42فإنها تحررك."
-
5:46 - 5:50النساء المسنّات في قرية والدي، بعد أن قامت تلك الحرب،
-
5:50 - 5:53قمن بحفظ إسم كل شخص ميّت،
-
5:53 - 6:00وكنّ يغنين تلك الأغاني الحزينة، المؤلفة من تلك الأسماء.
-
6:00 - 6:02وكانت تلك الألحان في قمة السوداوية، لدرجة أنها تحرقك.
-
6:02 - 6:06وكن يغنينها فقط عندما يزرعن الأرز،
-
6:06 - 6:08وكأنهن يزرعن قلوب الموتى،
-
6:08 - 6:10في الأرز.
-
6:10 - 6:12ولكن حين يأتي موسم الحصد،
-
6:12 - 6:14فإنهن كن يغنن أغاني مرحة،
-
6:14 - 6:16مؤلفة من إسم كل طفل
-
6:16 - 6:18وًلد في تلك السنة.
-
6:19 - 6:23وفي موسم الزراعة الذي يلي ذلك، حينما يغنون الأغاني الحزينة،
-
6:23 - 6:26يقللون من أسماء الموتى،
-
6:26 - 6:28بقدر أسماء الذين ولدوا ذلك الموسم.
-
6:28 - 6:34وبهذه الطريقة، هؤلاء النساء أحدثن الكثير من التحول،
-
6:34 - 6:36التحول الجميل.
-
6:36 - 6:40هل كنتم تعلمون أنه قبل حادثة الإبادة الجماعية في رواندا
-
6:40 - 6:43أن الكلمة التي تعني "اغتصاب"، والكلمة التي تعني "زواج"
-
6:43 - 6:45هي كلمة واحدة؟
-
6:46 - 6:50ولكن اليوم، إن النساء هن الذين يعيدون بناء رواندا.
-
6:50 - 6:53وهل تعلمون أيضاً أنه بعد حكم الفصل العنصري،
-
6:53 - 6:55عندما قامت الحكومة الجديدة بالدخول في بيوت البرلمان،
-
6:55 - 6:59لم يكن هناك أي مراحيض للنساء في المبنى؟
-
6:59 - 7:01ومن هذا يبدو أن الفصل العنصري
-
7:01 - 7:03كان عمل الرجال بالكامل.
-
7:04 - 7:08وكل هذا يقول بأنه على الرغم من الرعب، على الرغم من الموت،
-
7:08 - 7:11فإن النساء لا يتم عدّهن أبداً.
-
7:11 - 7:15أن إنسانيتهن لا تهم لنا كثيراً.
-
7:16 - 7:19في أثناء فترة نشأتي في نيجيريا --
-
7:19 - 7:21ويجب علي ألا أقول نيجيريا، لأن هذا عام جداً،
-
7:21 - 7:24ولكن في أورهوبو، الجزء الإيبوي من الدولة التي أنتمي لها،
-
7:24 - 7:27كان هناك طقوس مخصصة للشباب،
-
7:27 - 7:31كان يقام فيها تعليمهم أن يكونوا رجالاً وأن يبعدوا كل البعد عن النساء،
-
7:31 - 7:33وهذا هو أساس هذه الطقوس.
-
7:33 - 7:37وكثير من هذه الطقوس شملت على القتل، قتل حيوانات صغيرة،
-
7:37 - 7:39واستمريت أنا على هذا، وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري،
-
7:39 - 7:42وكل شيء أصبح واضحاً بالنسبة لي، كان مجتمعنا مجتمع زراعي،
-
7:42 - 7:44ويجب على أحد ما أن يقتل الحيوانات،
-
7:44 - 7:47لم يكن هناك شركات غذائية بإمكانك الحصول على قطعة لحم من الكنغر منها،
-
7:47 - 7:52ولذلك، عندما بلغت الثالثة عشر من عمري، أتى دوري لقتل ماعز.
-
7:52 - 7:56وكنت طفلاً غريباً، وحساساً، ولم أستطع فعل ذلك،
-
7:56 - 7:58ولكنه كان يجب علي فعل ذلك.
-
7:58 - 8:00كان يجب علي فعل ذلك... وأنا لوحدي.
-
8:00 - 8:02ولكن كان لدي صديق، إسمه إمانويل،
-
8:02 - 8:04وكان أكبر مني بكثير،
-
8:04 - 8:06وكان جندياً في حرب البيافرا،
-
8:06 - 8:09وقد قرر أن يأتي معي.
-
8:09 - 8:12وهذا جعلني أطمئن،
-
8:12 - 8:14لأنه قد رأى أشياءً كثيرة.
-
8:14 - 8:16عندما كنت صغيراً، كان يحكي لي
-
8:16 - 8:18قصصاً عن كيف كان يطعن الناس بالحربة،
-
8:18 - 8:21وكانت أمعائهم تخرج من أجوافهم، ولكنهم يستمرون بالركض.
-
8:21 - 8:24فأتى هذا الشاب معي،
-
8:24 - 8:27وأنا لا أعرف إن كنتم قد سمعتم صوت الماعز من قبل، أو رأيتموها،
-
8:27 - 8:29ولكن أصواتهم كأصوات البشر،
-
8:29 - 8:32ولهذا السبب نحن نسمي المآسي "أغنية الماعز".
-
8:32 - 8:37صديقي براد كيسلر قال أننا لم نصبح إنسانيين
-
8:37 - 8:39إلا عندما بدأنا بتربية الماعز.
-
8:39 - 8:44على أي حال، أعين الماعز تشبه أعين الطفل.
-
8:44 - 8:46فعندما حاولت أن أقتل الماعز ولم أستطع ذلك،
-
8:46 - 8:51قام إمانيول بالإنحناء، ووضع يده على فم الماعز،
-
8:51 - 8:54وغطى عينيها لكي لا أراهما،
-
8:54 - 8:56وأنا أقتلها.
-
8:57 - 9:01لم يكن الأمر ذو أهمية بالنسبة لهذا الشاب الذي رأى الكثير،
-
9:01 - 9:03والذي بالنسبة له، قتل الماعز، بدا
-
9:03 - 9:05كتجربة يومية اعتيادية.
-
9:05 - 9:09ولكن بالرغم من ذلك، حاول حمايتي.
-
9:11 - 9:13كنت ضعيفاً.
-
9:13 - 9:15بكيت لفترة طويلة.
-
9:15 - 9:17وبعد ذلك، لم يتلفظ بكلمة،
-
9:17 - 9:19بل جلس وراقبني أبكي لساعة كاملة.
-
9:19 - 9:21ومن ثم قال لي،
-
9:21 - 9:26سيكون الأمر دائماً صعباً، ولكن إن بكيت هكذا في كل مرة،
-
9:26 - 9:28ستموت من الحسرة.
-
9:28 - 9:31فقط إعلم أنه يكفي بأنك
-
9:31 - 9:34تدرك أنه أمر صعب.
-
9:36 - 9:39بالطبع، الحديث عن الماعز يجعلني أتذكر الخرفان،
-
9:39 - 9:41وليس بطريقة لطيفة.
-
9:41 - 9:43(ضحك)
-
9:43 - 9:47لقد وُلدت بعد عيد الميلاد (الكريسماس) بيومين.
-
9:47 - 9:50ولذلك، في كل عيد ميلاد لي، أحضروا لي كعكة،
-
9:50 - 9:54ولكنني لم أحصل على هداياً أبداً، لأنني قد ولدت بعد (الكريسماس) بيومين.
-
9:55 - 9:58كنت في التاسعة من عمري، وكان عمي للتوّ قد عاد من ألمانيا،
-
9:58 - 10:01وكان في منزلنا الكاهن الكاثوليكي،
-
10:01 - 10:03وكانت أمي تسليه ببعض من الشاي،
-
10:03 - 10:07وفجأة، يقول عمي, "أين هدايا كريس؟"
-
10:07 - 10:11فقالت أمي, "لا تتحدث عن هذا أمام الضيوف."
-
10:11 - 10:14ولكنه كان يائساً ليرينا أنه قد عاد أخيراً،
-
10:14 - 10:16فقام بمناداتي، وقال لي،
-
10:16 - 10:18"إذهب إلى غرفة النوم، غرفة نومي.
-
10:18 - 10:20وخذ أي شيء تريد من الحقيبة.
-
10:20 - 10:22إنها هدية عيد ميلادك."
-
10:22 - 10:24بالتأكيد توقع أنني سآخذ كتاباً أو قميصاً،
-
10:24 - 10:27ولكني وجدت لعبة خروف، قابل للنفخ،
-
10:27 - 10:33(ضحك)
-
10:33 - 10:35فقمت بنفخه، وركضت إلى غرفة الجلوس،
-
10:35 - 10:37وأنا واضع اصبعي في مكان غير لائق،
-
10:37 - 10:40وألوّح بهذا الخروف حول الغرفة،
-
10:40 - 10:43وبدت أمي كأنها ستموت من الصدمة.
-
10:43 - 10:45(ضحك)
-
10:46 - 10:49والكاهن (مكجيترك) كان غير منزعجاً البتة،
-
10:49 - 10:51فقام بتحريك الشاي، ونظر إلى أمي، وقال،
-
10:51 - 10:54"لا بأس يا دافني، إنني اسكتلندي."
-
10:54 - 10:56(ضحك)
-
10:56 - 11:10(تصفيق)
-
11:10 - 11:16في آخر أيامي في السجن، آخر 18 شهر،
-
11:16 - 11:20خلال السنة الأولى من آخر 18 شهر،
-
11:20 - 11:23كان رفيقي في الزنزانة يبلغ من العمر 14 سنة،
-
11:23 - 11:26واسمه كان جون جيمز،
-
11:26 - 11:30وفي تلك الأيام، إذا اقترف أحد أفراد عائلتك جريمة،
-
11:30 - 11:33فإن الجيش سيحتجزك كفدية،
-
11:33 - 11:35حتى يسلم المجرم من عائلتك نفسه.
-
11:35 - 11:38وهذا الشاب - الذي يبلغ من العمر 14 سنة - كان محكوم عليه بالإعدام،
-
11:38 - 11:40ولم يكن كل الذين محكوم عليهم بالإعدام مسجونون لأسباب سياسية،
-
11:40 - 11:43كان هناك أناس شريرون.
-
11:43 - 11:46وقد قام هذا الشاب بتهريب قصتين مصورتين،
-
11:46 - 11:48الرجل العنكبوت (سبايدر مان)، و (إكس مِن).
-
11:48 - 11:49كان مهووساً.
-
11:49 - 11:51ولما سأم قرائتهن،
-
11:51 - 11:55قام بتعليم الرجال المحكوم عليهم بالإعدام كيفية القراءة،
-
11:55 - 11:57بإستخدام هذه القصص المصورة.
-
11:57 - 12:01وهكذا، أتذكر... ليلة بعد ليلة،
-
12:01 - 12:03أسمع هؤلاء الرجال، هؤلاء المجرمون القاسون،
-
12:03 - 12:08وهم مجتمعون حول جون جيمز، يرددون، "خذ، أيها العنكبوت!"
-
12:08 - 12:10(ضحك)
-
12:10 - 12:12إنه لا يُصدّق.
-
12:13 - 12:15كنت قلقاً للغاية.
-
12:15 - 12:17فإنه لم يكن يعلم ما معنى "محكوم بالإعدام".
-
12:17 - 12:19فقد كان محكوماً علي بالإعدام مرتين،
-
12:19 - 12:21وكنت خائفاً جداً من الموت.
-
12:21 - 12:23وكان يضحك دائماً، ويقول،
-
12:23 - 12:25"لا تقلق يا رجل، فإننا سننجو."
-
12:25 - 12:27وحينها أسأل، "كيف تعرف ذلك؟"
-
12:27 - 12:30ويقول، "لقد سمعتهم يتحدثون عن ذلك."
-
12:31 - 12:33لقد قتلوه.
-
12:33 - 12:36قاموا بتقييد يديه إلى كرسي،
-
12:36 - 12:41وبدق مسمار طوله 15 سم في عضوه وهو على الطاولة.
-
12:42 - 12:45وتركوه ينزف حتى مات.
-
12:45 - 12:53وهكذا انتهى بي المطاف أن أكون في السجن الإنفرادي، لأني أظهرت مشاعري.
-
12:54 - 12:59في كل مكان حولنا، في كل مكان، يوجد أناس مثل هؤلاء.
-
12:59 - 13:05قبيلة إيغبو كانوا يقولون أنهم بنوا آلهتهم بأنفسهم.
-
13:05 - 13:07كانوا يجتمعون معاً،
-
13:07 - 13:10ويعربون عن أمنيتهم،
-
13:10 - 13:12وأمنيتهم هذه تسلّم إلى كاهن،
-
13:12 - 13:15وهذا الكاهن يقوم بإيجاد الطقوس الملائمة،
-
13:15 - 13:17وتقام التضحيات المناسبة،
-
13:17 - 13:20وبعد هذا، يتم بناء ضريح للإله.
-
13:20 - 13:25ولكن إذا قام هذا الإله بأمور غير عادلة، وبدأ يطلب تضحية بشرية،
-
13:25 - 13:27فإن الإيغبو يدمرون هذا الإله.
-
13:27 - 13:30يهدمون ضريحه،
-
13:30 - 13:32ويتوقفون عن قول إسمه.
-
13:32 - 13:37وهكذا يستعيدون إنسانيتهم.
-
13:37 - 13:39جميعنا، في كل يوم،
-
13:39 - 13:42نبني الآلهة التي قد هاجت،
-
13:42 - 13:45والآن حان الوقت لكي نهدمهم،
-
13:45 - 13:47وننسى أسمائهم.
-
13:48 - 13:51إن هذا الأمر لا يتطلب الكثير.
-
13:51 - 13:55كل ما يتطلب الأمر، هو أن نقوم بملاحظة ما حولنا، كل يوم،
-
13:55 - 13:58القليلون منا الذين يقدرون على الرؤية، فإننا محاطون بناس
-
13:58 - 14:01كالذين أخبرتكم عنهم.
-
14:01 - 14:04وهناك مثلهم، في هذه الغرفة، أناس مدهشون،
-
14:04 - 14:09يقدمون لنا جميعنا مرآة لنرى فيها إنسانيتنا.
-
14:10 - 14:15أود أن أختم هذا بقصيدة نظمتها الشاعرة الأمريكية لوسيل كلفتون.
-
14:15 - 14:20القصيدة بعنوان "إراقة الخمر"، وأهديها إلى صديقي فوسي.
-
14:20 - 14:22الذي جالس بينكم الآن.
-
14:24 - 14:26"إراقة الخمر،"
-
14:26 - 14:29كارولاينا الشمالية، 1999.
-
14:29 - 14:35"أقدّم هذا الشراب، لهذه الأرض.
-
14:36 - 14:39أتصوّر رجل مسن يبكي هنا،
-
14:39 - 14:43بعيد عن أنظار من يراقبه.
-
14:43 - 14:46يدفع لسانه خلال ثقبٍ
-
14:46 - 14:50كان فيه سنّه، لو كان كاملاً.
-
14:51 - 14:55يؤلمه الفراغ، الذي حلّ مكان سنّه،
-
14:55 - 14:58والذي حلّ مكان أرضه،
-
14:58 - 15:04منزله، زوجته، ابنه، ابنته الجميلة.
-
15:04 - 15:09يمسح الأسى من على وجهه،
-
15:09 - 15:13ويضع اصبعه العطشان، على لسانه العطشان،
-
15:13 - 15:16ويتذوق الملح.
-
15:19 - 15:21أنادي بإسم، قد يكن هو إسمه،
-
15:21 - 15:25هذا لك، أيها الرجل المسنّ.
-
15:26 - 15:30هذا المشروب، وهذه الأرض المالحة."
-
15:30 - 15:32شكراً لكم.
-
15:32 - 15:51(تصفيق)
- Title:
- حول الإنسانية
- Speaker:
- كريس أباني
- Description:
-
كريس أباني يروي حكايات عن ناس: هؤلاء الذين وقفوا في أوجه الجنود، وهؤلاء الرحماء، وهؤلاء الذين أصبحوا إنسانيين واستعادوا حبهم للخير والبشر. إن هذا هو ما يطلق عليه "أوبونتو" (كلمة إفريقية)، فيقول: "إن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن أكون إنساناً حقاً هي أن تعكس إنسانيتي لي."
- Video Language:
- English
- Team:
- closed TED
- Project:
- TEDTalks
- Duration:
- 15:51
Yasmine Al Fouzan edited Arabic subtitles for On humanity | ||
Yasmine Al Fouzan added a translation |