Return to Video

حول الإنسانية

  • 0:00 - 0:05
    إنني دائماً أبحث عن طرق أسجل فيها،
  • 0:05 - 0:10
    وأشارك وأوثّق قصص عن ناس، ناس اعتياديين.
  • 0:10 - 0:15
    قصص تعرض التحوّل، وتميل إلى التفوق،
  • 0:15 - 0:17
    ولكنها ليست وجدانية أبداً،
  • 0:17 - 0:21
    ولا تغض بصرها عن أكثر الأمور سوداوية فينا.
  • 0:21 - 0:24
    لأنني فعلاً أؤمن أننا في قمة جمالنا،
  • 0:24 - 0:26
    حينما نكون في قمة القبح.
  • 0:26 - 0:30
    لأن تلك اللحظة بالتحديد هي التي تبيّن جوهرنا وحقيقتنا.
  • 0:30 - 0:35
    كما قال كريس، فإني ترعرعت في نيجيريا
  • 0:35 - 0:37
    مع جيل بأكمله - في الثمانينات -
  • 0:37 - 0:42
    جيل من الطلاب الذين كانوا يحتجون ضد الدكتاتورية العسكرية، والتي انتهت أخيراً.
  • 0:43 - 0:45
    فلم أكن لوحدي، كان هناك جيل بأكمله من ناس مثلي.
  • 0:45 - 0:47
    ولكن، الذي تعلمته هو
  • 0:48 - 0:52
    أن العالم لن يتم إنقاذه من خلال معجزات مسيحية ضخمة أبداً،
  • 0:52 - 0:59
    ولكن يتم ذلك من خلال التراكم البسيط لأفعال الرحمة اللطيفة واللينة التي لا نكاد نلحظها،
  • 0:59 - 1:01
    أفعال اعتيادية، تدل على الرحمة.
  • 1:01 - 1:07
    في جنوب إفريقيا، هناك عبارة تدعى "أوبونتو".
  • 1:08 - 1:10
    "آوبونتو" تأتي من فلسفة تنص على التالي:
  • 1:10 - 1:14
    إن الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها أن أصبح إنساناً، هو أن تعكس
  • 1:14 - 1:16
    لي إنسانيتي.
  • 1:16 - 1:20
    ولكن، إن كنتم مثلي، فإن إنسانيتي تشبه النافذة.
  • 1:20 - 1:22
    لا أراها فعلاً، ولا ألاحظها
  • 1:22 - 1:25
    إلى أن... يكون هناك عليها شيء مثل الحشرة ميتة.
  • 1:25 - 1:29
    وفي تلك اللحظة، أرى إنسانيتي، وعادة، إنها ليست بالشيء الجيّد.
  • 1:29 - 1:31
    عادة، هذا يحدث وأنا عالق في زحمة السيارات، وأسب
  • 1:32 - 1:35
    الشخص الذي يحاول القيادة وهو يشرب القهوة
  • 1:35 - 1:38
    ويرسل الإيميلات، ويسجل الملاحظات.
  • 1:39 - 1:42
    فإن ما تعنيه "أوبونتو" حقاً هو
  • 1:42 - 1:47
    أنه من غير الممكن أن نكون أناساً بدون أشخاص آخرين.
  • 1:47 - 1:50
    إنه أمر بسيط جداً، ولكن معقد جداً أيضاً.
  • 1:50 - 1:53
    لذلك، فكرت أن أحكي لكم بعض القصص...
  • 1:53 - 1:55
    قصص عن أشخاص استثنائيين،
  • 1:55 - 1:57
    ولهذا... سأبدأ بقصة عن والدتي.
  • 1:58 - 1:59
    (ضحك)
  • 1:59 - 2:01
    وكانت سمراء، أيضاً.
  • 2:01 - 2:02
    والدتي كانت إنجليزية،
  • 2:02 - 2:04
    التقى والديّ في أكسفورد، في الخمسينات،
  • 2:04 - 2:06
    وبعد ذلك انتقلت والدتي إلى نيجيريا.
  • 2:06 - 2:10
    كان طولها 157 سم، وكانت مشاكسة للغاية، وإنجليزية جداً.
  • 2:10 - 2:13
    هذا هو مدى إنجليزيّة والدتي، أو كانت كذلك... فإنها توفيت من فترة بسيطة.
  • 2:13 - 2:17
    أتت والدتي لزيارتي في كاليفورنيا، في لوس أنجلس،
  • 2:17 - 2:19
    وذهبنا إلى ماليبو، والتي خيّبت آمال أمي.
  • 2:19 - 2:21
    (ضحك)
  • 2:21 - 2:23
    ومن ثم ذهبنا إلى مطعم سمك،
  • 2:23 - 2:26
    وقام (تشاد) راكب الأمواج بتقديم الطعام لنا،
  • 2:26 - 2:28
    وعندما أتى، قالت والدتي له:
  • 2:28 - 2:30
    "أيها الشاب، هل لديكم أي طعام مميز؟"
  • 2:30 - 2:34
    فيقول (تشاد): "بالتأكيد، لدينا هذا.. السلمون،
  • 2:34 - 2:36
    الذي يأتي ملفوف، في لفة، تشبه الواسابي،
  • 2:36 - 2:38
    إنه فعلاً رائع."
  • 2:38 - 2:41
    وبعد ذلك، التفتت والدتي إلي وقالت:
  • 2:41 - 2:43
    "بأي لغة يتكلم هذا الشاب؟"
  • 2:43 - 2:44
    (ضحك)
  • 2:44 - 2:46
    قلت لها: "الإنجليزية، يا أمي."
  • 2:46 - 2:48
    ومن ثم قامت بهزّ رأسها، وقالت:
  • 2:48 - 2:50
    "آه هؤلاء الأمريكيون، أعطيناهم لغة
  • 2:50 - 2:52
    فلماذا لا يستخدمونها؟"
  • 2:52 - 2:58
    (ضحكة)
  • 2:58 - 3:02
    هذه المرأة التي غيّرت مذهبها من الأنجليكانية
  • 3:02 - 3:04
    إلى الكاثوليكية عندما تزوّجت والدي --
  • 3:04 - 3:08
    ولا يوجد أي أحد أكثر عنفاً من معتنق الكاثوليكية --
  • 3:08 - 3:12
    قررت أن تدّرس في المناطق القروية في نيجيريا،
  • 3:12 - 3:14
    نساء قبيلة إيبو بالتحديد،
  • 3:14 - 3:16
    طريقة (بيلينغز) للإباضة،
  • 3:16 - 3:20
    وتلك الطريقة كانت الوحيدة لتحديد النسل التي وافقت عليها الكنيسة الكاثوليكية.
  • 3:20 - 3:24
    ولكنها لم كانت تجيد لغة الإيبو،
  • 3:24 - 3:26
    فقامت بأخذي معها لأقوم بالترجمة بينها وبين النساء،
  • 3:26 - 3:28
    وكان عمري سبع سنوات.
  • 3:28 - 3:29
    (ضحك)
  • 3:29 - 3:31
    وهكذا، كان هناك هؤلاء النساء
  • 3:31 - 3:34
    اللاتي لا يناقشن دورتهن الشهرية مع أزواجهن حتى،
  • 3:34 - 3:38
    وأنا كنت أسألهم، "حسناً، هل دورتك الشهرية منتظمة؟"
  • 3:38 - 3:39
    (ضحك)
  • 3:39 - 3:41
    و"هل تلاحظين أي إفرازات؟"
  • 3:41 - 3:42
    (ضحك)
  • 3:42 - 3:44
    و"ما مدى توّرم منطقتك الخاصة؟"
  • 3:44 - 3:49
    (ضحك)
  • 3:49 - 3:52
    والدتي لم تكن تعتبر نفسها من أنصار حركة تحرير المرأة،
  • 3:52 - 3:55
    ولكنها كانت دائماً تقول:
  • 3:55 - 3:58
    "أي شيء يفعله الرجل، بإمكاني إصلاحه."
  • 3:58 - 4:04
    (تصفيق)
  • 4:05 - 4:10
    وعندما كان والدي يتشكى من هذا الوضع،
  • 4:10 - 4:12
    عندما أخذت هي طفل عمره سبع سنوات،
  • 4:12 - 4:14
    لتقوم بالتدريس عن تحديد النسل هذا،
  • 4:14 - 4:16
    كان يقول: "إنك ستحولينه إلى إمرأة،
  • 4:16 - 4:18
    إنك تعلمينه كيف يكون امرأة."
  • 4:18 - 4:20
    قالت والدتي: "يجب على أحد أن يقوم بذلك."
  • 4:20 - 4:21
    (ضحك)
  • 4:21 - 4:24
    هذه المرأة - أثناء حرب بيافرا،
  • 4:25 - 4:27
    كنا عالقين في الحرب،
  • 4:27 - 4:30
    كانت أمي ومعها خمس أطفال.
  • 4:30 - 4:33
    أخذ منها سنة كاملة، التنقل من مخيم للاجئين إلى آخر،
  • 4:33 - 4:35
    لكي تصل إلى مقر هبوط الطائرات وذلك لنستطيع السفر خارج البلاد.
  • 4:35 - 4:41
    وفي كل مخيم، إضطرت أن تواجه الجنود
  • 4:41 - 4:43
    الذين أرادوا أن يأخذوا أخي الكبير، مارك، ذو التسع سنين
  • 4:43 - 4:45
    وجعله جندي.
  • 4:45 - 4:47
    هل بإمكانك تخيل هذه المرأة التي طولها 157 سم،
  • 4:47 - 4:50
    وهي تواجه الرجال الذين معهم أسلحة ويريدون قتلنا؟
  • 4:51 - 4:53
    وطوال تلك السنة،
  • 4:53 - 4:56
    والدتي لم تبكي أبداً، ولا مرة واحدة.
  • 4:56 - 4:58
    ولكن عندما وصلنا إلى لشبونة، في المطار،
  • 4:58 - 5:00
    ونحن في الطريق إلى إنجلترا،
  • 5:00 - 5:03
    وكانت هناك تلك المرأة، التي لمحت أمي في الفستان
  • 5:03 - 5:07
    الذي قد غُسل مراراً وتكراراً، لدرجة أنه أصبح شفافاً،
  • 5:07 - 5:10
    ومعها خمس أطفال يبدو عليهم الجوع،
  • 5:10 - 5:12
    فأتت إلينا وسألت والدتي عن الذي حدث،
  • 5:12 - 5:13
    وأخبرت أمي هذه المرأة القصة،
  • 5:13 - 5:15
    فقامت المرأة بإفراغ حقيبتها،
  • 5:15 - 5:18
    وأعطت كل ملابسها لوالدتي ولنا،
  • 5:18 - 5:21
    وحتى ألعاب أطفالها، الذين استاؤوا لذلك، ولكن --
  • 5:21 - 5:22
    (ضحك)
  • 5:22 - 5:24
    كانت هذه المرة الوحيدة التي بكت فيها.
  • 5:25 - 5:27
    وأتذكر أنني بعد سنين من تلك الحادثة، كنت أكتب عن والدتي،
  • 5:27 - 5:29
    وسألتها، "لماذا بكيتي حينها؟"
  • 5:29 - 5:32
    قالت, "يمكنك أن تحصّن قلبك وتحميه
  • 5:32 - 5:35
    من كل المشاكل التي تواجهك، من أي نوع من الرعب.
  • 5:35 - 5:40
    ولكن، الأعمال الطيبة تجاهك، من شخص غريب
  • 5:40 - 5:42
    فإنها تحررك."
  • 5:46 - 5:50
    النساء المسنّات في قرية والدي، بعد أن قامت تلك الحرب،
  • 5:50 - 5:53
    قمن بحفظ إسم كل شخص ميّت،
  • 5:53 - 6:00
    وكنّ يغنين تلك الأغاني الحزينة، المؤلفة من تلك الأسماء.
  • 6:00 - 6:02
    وكانت تلك الألحان في قمة السوداوية، لدرجة أنها تحرقك.
  • 6:02 - 6:06
    وكن يغنينها فقط عندما يزرعن الأرز،
  • 6:06 - 6:08
    وكأنهن يزرعن قلوب الموتى،
  • 6:08 - 6:10
    في الأرز.
  • 6:10 - 6:12
    ولكن حين يأتي موسم الحصد،
  • 6:12 - 6:14
    فإنهن كن يغنن أغاني مرحة،
  • 6:14 - 6:16
    مؤلفة من إسم كل طفل
  • 6:16 - 6:18
    وًلد في تلك السنة.
  • 6:19 - 6:23
    وفي موسم الزراعة الذي يلي ذلك، حينما يغنون الأغاني الحزينة،
  • 6:23 - 6:26
    يقللون من أسماء الموتى،
  • 6:26 - 6:28
    بقدر أسماء الذين ولدوا ذلك الموسم.
  • 6:28 - 6:34
    وبهذه الطريقة، هؤلاء النساء أحدثن الكثير من التحول،
  • 6:34 - 6:36
    التحول الجميل.
  • 6:36 - 6:40
    هل كنتم تعلمون أنه قبل حادثة الإبادة الجماعية في رواندا
  • 6:40 - 6:43
    أن الكلمة التي تعني "اغتصاب"، والكلمة التي تعني "زواج"
  • 6:43 - 6:45
    هي كلمة واحدة؟
  • 6:46 - 6:50
    ولكن اليوم، إن النساء هن الذين يعيدون بناء رواندا.
  • 6:50 - 6:53
    وهل تعلمون أيضاً أنه بعد حكم الفصل العنصري،
  • 6:53 - 6:55
    عندما قامت الحكومة الجديدة بالدخول في بيوت البرلمان،
  • 6:55 - 6:59
    لم يكن هناك أي مراحيض للنساء في المبنى؟
  • 6:59 - 7:01
    ومن هذا يبدو أن الفصل العنصري
  • 7:01 - 7:03
    كان عمل الرجال بالكامل.
  • 7:04 - 7:08
    وكل هذا يقول بأنه على الرغم من الرعب، على الرغم من الموت،
  • 7:08 - 7:11
    فإن النساء لا يتم عدّهن أبداً.
  • 7:11 - 7:15
    أن إنسانيتهن لا تهم لنا كثيراً.
  • 7:16 - 7:19
    في أثناء فترة نشأتي في نيجيريا --
  • 7:19 - 7:21
    ويجب علي ألا أقول نيجيريا، لأن هذا عام جداً،
  • 7:21 - 7:24
    ولكن في أورهوبو، الجزء الإيبوي من الدولة التي أنتمي لها،
  • 7:24 - 7:27
    كان هناك طقوس مخصصة للشباب،
  • 7:27 - 7:31
    كان يقام فيها تعليمهم أن يكونوا رجالاً وأن يبعدوا كل البعد عن النساء،
  • 7:31 - 7:33
    وهذا هو أساس هذه الطقوس.
  • 7:33 - 7:37
    وكثير من هذه الطقوس شملت على القتل، قتل حيوانات صغيرة،
  • 7:37 - 7:39
    واستمريت أنا على هذا، وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري،
  • 7:39 - 7:42
    وكل شيء أصبح واضحاً بالنسبة لي، كان مجتمعنا مجتمع زراعي،
  • 7:42 - 7:44
    ويجب على أحد ما أن يقتل الحيوانات،
  • 7:44 - 7:47
    لم يكن هناك شركات غذائية بإمكانك الحصول على قطعة لحم من الكنغر منها،
  • 7:47 - 7:52
    ولذلك، عندما بلغت الثالثة عشر من عمري، أتى دوري لقتل ماعز.
  • 7:52 - 7:56
    وكنت طفلاً غريباً، وحساساً، ولم أستطع فعل ذلك،
  • 7:56 - 7:58
    ولكنه كان يجب علي فعل ذلك.
  • 7:58 - 8:00
    كان يجب علي فعل ذلك... وأنا لوحدي.
  • 8:00 - 8:02
    ولكن كان لدي صديق، إسمه إمانويل،
  • 8:02 - 8:04
    وكان أكبر مني بكثير،
  • 8:04 - 8:06
    وكان جندياً في حرب البيافرا،
  • 8:06 - 8:09
    وقد قرر أن يأتي معي.
  • 8:09 - 8:12
    وهذا جعلني أطمئن،
  • 8:12 - 8:14
    لأنه قد رأى أشياءً كثيرة.
  • 8:14 - 8:16
    عندما كنت صغيراً، كان يحكي لي
  • 8:16 - 8:18
    قصصاً عن كيف كان يطعن الناس بالحربة،
  • 8:18 - 8:21
    وكانت أمعائهم تخرج من أجوافهم، ولكنهم يستمرون بالركض.
  • 8:21 - 8:24
    فأتى هذا الشاب معي،
  • 8:24 - 8:27
    وأنا لا أعرف إن كنتم قد سمعتم صوت الماعز من قبل، أو رأيتموها،
  • 8:27 - 8:29
    ولكن أصواتهم كأصوات البشر،
  • 8:29 - 8:32
    ولهذا السبب نحن نسمي المآسي "أغنية الماعز".
  • 8:32 - 8:37
    صديقي براد كيسلر قال أننا لم نصبح إنسانيين
  • 8:37 - 8:39
    إلا عندما بدأنا بتربية الماعز.
  • 8:39 - 8:44
    على أي حال، أعين الماعز تشبه أعين الطفل.
  • 8:44 - 8:46
    فعندما حاولت أن أقتل الماعز ولم أستطع ذلك،
  • 8:46 - 8:51
    قام إمانيول بالإنحناء، ووضع يده على فم الماعز،
  • 8:51 - 8:54
    وغطى عينيها لكي لا أراهما،
  • 8:54 - 8:56
    وأنا أقتلها.
  • 8:57 - 9:01
    لم يكن الأمر ذو أهمية بالنسبة لهذا الشاب الذي رأى الكثير،
  • 9:01 - 9:03
    والذي بالنسبة له، قتل الماعز، بدا
  • 9:03 - 9:05
    كتجربة يومية اعتيادية.
  • 9:05 - 9:09
    ولكن بالرغم من ذلك، حاول حمايتي.
  • 9:11 - 9:13
    كنت ضعيفاً.
  • 9:13 - 9:15
    بكيت لفترة طويلة.
  • 9:15 - 9:17
    وبعد ذلك، لم يتلفظ بكلمة،
  • 9:17 - 9:19
    بل جلس وراقبني أبكي لساعة كاملة.
  • 9:19 - 9:21
    ومن ثم قال لي،
  • 9:21 - 9:26
    سيكون الأمر دائماً صعباً، ولكن إن بكيت هكذا في كل مرة،
  • 9:26 - 9:28
    ستموت من الحسرة.
  • 9:28 - 9:31
    فقط إعلم أنه يكفي بأنك
  • 9:31 - 9:34
    تدرك أنه أمر صعب.
  • 9:36 - 9:39
    بالطبع، الحديث عن الماعز يجعلني أتذكر الخرفان،
  • 9:39 - 9:41
    وليس بطريقة لطيفة.
  • 9:41 - 9:43
    (ضحك)
  • 9:43 - 9:47
    لقد وُلدت بعد عيد الميلاد (الكريسماس) بيومين.
  • 9:47 - 9:50
    ولذلك، في كل عيد ميلاد لي، أحضروا لي كعكة،
  • 9:50 - 9:54
    ولكنني لم أحصل على هداياً أبداً، لأنني قد ولدت بعد (الكريسماس) بيومين.
  • 9:55 - 9:58
    كنت في التاسعة من عمري، وكان عمي للتوّ قد عاد من ألمانيا،
  • 9:58 - 10:01
    وكان في منزلنا الكاهن الكاثوليكي،
  • 10:01 - 10:03
    وكانت أمي تسليه ببعض من الشاي،
  • 10:03 - 10:07
    وفجأة، يقول عمي, "أين هدايا كريس؟"
  • 10:07 - 10:11
    فقالت أمي, "لا تتحدث عن هذا أمام الضيوف."
  • 10:11 - 10:14
    ولكنه كان يائساً ليرينا أنه قد عاد أخيراً،
  • 10:14 - 10:16
    فقام بمناداتي، وقال لي،
  • 10:16 - 10:18
    "إذهب إلى غرفة النوم، غرفة نومي.
  • 10:18 - 10:20
    وخذ أي شيء تريد من الحقيبة.
  • 10:20 - 10:22
    إنها هدية عيد ميلادك."
  • 10:22 - 10:24
    بالتأكيد توقع أنني سآخذ كتاباً أو قميصاً،
  • 10:24 - 10:27
    ولكني وجدت لعبة خروف، قابل للنفخ،
  • 10:27 - 10:33
    (ضحك)
  • 10:33 - 10:35
    فقمت بنفخه، وركضت إلى غرفة الجلوس،
  • 10:35 - 10:37
    وأنا واضع اصبعي في مكان غير لائق،
  • 10:37 - 10:40
    وألوّح بهذا الخروف حول الغرفة،
  • 10:40 - 10:43
    وبدت أمي كأنها ستموت من الصدمة.
  • 10:43 - 10:45
    (ضحك)
  • 10:46 - 10:49
    والكاهن (مكجيترك) كان غير منزعجاً البتة،
  • 10:49 - 10:51
    فقام بتحريك الشاي، ونظر إلى أمي، وقال،
  • 10:51 - 10:54
    "لا بأس يا دافني، إنني اسكتلندي."
  • 10:54 - 10:56
    (ضحك)
  • 10:56 - 11:10
    (تصفيق)
  • 11:10 - 11:16
    في آخر أيامي في السجن، آخر 18 شهر،
  • 11:16 - 11:20
    خلال السنة الأولى من آخر 18 شهر،
  • 11:20 - 11:23
    كان رفيقي في الزنزانة يبلغ من العمر 14 سنة،
  • 11:23 - 11:26
    واسمه كان جون جيمز،
  • 11:26 - 11:30
    وفي تلك الأيام، إذا اقترف أحد أفراد عائلتك جريمة،
  • 11:30 - 11:33
    فإن الجيش سيحتجزك كفدية،
  • 11:33 - 11:35
    حتى يسلم المجرم من عائلتك نفسه.
  • 11:35 - 11:38
    وهذا الشاب - الذي يبلغ من العمر 14 سنة - كان محكوم عليه بالإعدام،
  • 11:38 - 11:40
    ولم يكن كل الذين محكوم عليهم بالإعدام مسجونون لأسباب سياسية،
  • 11:40 - 11:43
    كان هناك أناس شريرون.
  • 11:43 - 11:46
    وقد قام هذا الشاب بتهريب قصتين مصورتين،
  • 11:46 - 11:48
    الرجل العنكبوت (سبايدر مان)، و (إكس مِن).
  • 11:48 - 11:49
    كان مهووساً.
  • 11:49 - 11:51
    ولما سأم قرائتهن،
  • 11:51 - 11:55
    قام بتعليم الرجال المحكوم عليهم بالإعدام كيفية القراءة،
  • 11:55 - 11:57
    بإستخدام هذه القصص المصورة.
  • 11:57 - 12:01
    وهكذا، أتذكر... ليلة بعد ليلة،
  • 12:01 - 12:03
    أسمع هؤلاء الرجال، هؤلاء المجرمون القاسون،
  • 12:03 - 12:08
    وهم مجتمعون حول جون جيمز، يرددون، "خذ، أيها العنكبوت!"
  • 12:08 - 12:10
    (ضحك)
  • 12:10 - 12:12
    إنه لا يُصدّق.
  • 12:13 - 12:15
    كنت قلقاً للغاية.
  • 12:15 - 12:17
    فإنه لم يكن يعلم ما معنى "محكوم بالإعدام".
  • 12:17 - 12:19
    فقد كان محكوماً علي بالإعدام مرتين،
  • 12:19 - 12:21
    وكنت خائفاً جداً من الموت.
  • 12:21 - 12:23
    وكان يضحك دائماً، ويقول،
  • 12:23 - 12:25
    "لا تقلق يا رجل، فإننا سننجو."
  • 12:25 - 12:27
    وحينها أسأل، "كيف تعرف ذلك؟"
  • 12:27 - 12:30
    ويقول، "لقد سمعتهم يتحدثون عن ذلك."
  • 12:31 - 12:33
    لقد قتلوه.
  • 12:33 - 12:36
    قاموا بتقييد يديه إلى كرسي،
  • 12:36 - 12:41
    وبدق مسمار طوله 15 سم في عضوه وهو على الطاولة.
  • 12:42 - 12:45
    وتركوه ينزف حتى مات.
  • 12:45 - 12:53
    وهكذا انتهى بي المطاف أن أكون في السجن الإنفرادي، لأني أظهرت مشاعري.
  • 12:54 - 12:59
    في كل مكان حولنا، في كل مكان، يوجد أناس مثل هؤلاء.
  • 12:59 - 13:05
    قبيلة إيغبو كانوا يقولون أنهم بنوا آلهتهم بأنفسهم.
  • 13:05 - 13:07
    كانوا يجتمعون معاً،
  • 13:07 - 13:10
    ويعربون عن أمنيتهم،
  • 13:10 - 13:12
    وأمنيتهم هذه تسلّم إلى كاهن،
  • 13:12 - 13:15
    وهذا الكاهن يقوم بإيجاد الطقوس الملائمة،
  • 13:15 - 13:17
    وتقام التضحيات المناسبة،
  • 13:17 - 13:20
    وبعد هذا، يتم بناء ضريح للإله.
  • 13:20 - 13:25
    ولكن إذا قام هذا الإله بأمور غير عادلة، وبدأ يطلب تضحية بشرية،
  • 13:25 - 13:27
    فإن الإيغبو يدمرون هذا الإله.
  • 13:27 - 13:30
    يهدمون ضريحه،
  • 13:30 - 13:32
    ويتوقفون عن قول إسمه.
  • 13:32 - 13:37
    وهكذا يستعيدون إنسانيتهم.
  • 13:37 - 13:39
    جميعنا، في كل يوم،
  • 13:39 - 13:42
    نبني الآلهة التي قد هاجت،
  • 13:42 - 13:45
    والآن حان الوقت لكي نهدمهم،
  • 13:45 - 13:47
    وننسى أسمائهم.
  • 13:48 - 13:51
    إن هذا الأمر لا يتطلب الكثير.
  • 13:51 - 13:55
    كل ما يتطلب الأمر، هو أن نقوم بملاحظة ما حولنا، كل يوم،
  • 13:55 - 13:58
    القليلون منا الذين يقدرون على الرؤية، فإننا محاطون بناس
  • 13:58 - 14:01
    كالذين أخبرتكم عنهم.
  • 14:01 - 14:04
    وهناك مثلهم، في هذه الغرفة، أناس مدهشون،
  • 14:04 - 14:09
    يقدمون لنا جميعنا مرآة لنرى فيها إنسانيتنا.
  • 14:10 - 14:15
    أود أن أختم هذا بقصيدة نظمتها الشاعرة الأمريكية لوسيل كلفتون.
  • 14:15 - 14:20
    القصيدة بعنوان "إراقة الخمر"، وأهديها إلى صديقي فوسي.
  • 14:20 - 14:22
    الذي جالس بينكم الآن.
  • 14:24 - 14:26
    "إراقة الخمر،"
  • 14:26 - 14:29
    كارولاينا الشمالية، 1999.
  • 14:29 - 14:35
    "أقدّم هذا الشراب، لهذه الأرض.
  • 14:36 - 14:39
    أتصوّر رجل مسن يبكي هنا،
  • 14:39 - 14:43
    بعيد عن أنظار من يراقبه.
  • 14:43 - 14:46
    يدفع لسانه خلال ثقبٍ
  • 14:46 - 14:50
    كان فيه سنّه، لو كان كاملاً.
  • 14:51 - 14:55
    يؤلمه الفراغ، الذي حلّ مكان سنّه،
  • 14:55 - 14:58
    والذي حلّ مكان أرضه،
  • 14:58 - 15:04
    منزله، زوجته، ابنه، ابنته الجميلة.
  • 15:04 - 15:09
    يمسح الأسى من على وجهه،
  • 15:09 - 15:13
    ويضع اصبعه العطشان، على لسانه العطشان،
  • 15:13 - 15:16
    ويتذوق الملح.
  • 15:19 - 15:21
    أنادي بإسم، قد يكن هو إسمه،
  • 15:21 - 15:25
    هذا لك، أيها الرجل المسنّ.
  • 15:26 - 15:30
    هذا المشروب، وهذه الأرض المالحة."
  • 15:30 - 15:32
    شكراً لكم.
  • 15:32 - 15:51
    (تصفيق)
Title:
حول الإنسانية
Speaker:
كريس أباني
Description:

كريس أباني يروي حكايات عن ناس: هؤلاء الذين وقفوا في أوجه الجنود، وهؤلاء الرحماء، وهؤلاء الذين أصبحوا إنسانيين واستعادوا حبهم للخير والبشر. إن هذا هو ما يطلق عليه "أوبونتو" (كلمة إفريقية)، فيقول: "إن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن أكون إنساناً حقاً هي أن تعكس إنسانيتي لي."

more » « less
Video Language:
English
Team:
closed TED
Project:
TEDTalks
Duration:
15:51
Yasmine Al Fouzan edited Arabic subtitles for On humanity
Yasmine Al Fouzan added a translation

Arabic subtitles

Revisions Compare revisions